تامر المسحال مراسل الجزيرة ..لقاء مصور

[أحمد اسماعيل]

جفوني لا تعرف طريقها إلى النوم مع استمرار القصف
الجزيرة أثبتت انها مصدر المعلومة الاول لأهالي القطاع





يتحولون في هكذا عدوان او حروب الى ابطال شعبيين ، يحبهم الناس ويتعلقون بهم ، ينتظرونهم على احر من جمر ليستقوا من لدنهم المعلومات ، ويطلعوهم على جديد الحقائق على الارض .. في العدوان على غزة ظهر شاب جديد نشيط وفعال احبه الناس ، ابان قدرته على تغطية مميزة ، استطاع ان يقول للجميع ان في الشباب روحا تنبض تألقا ، ان في الشباب قوة مليئة بالتحدي لنقل الكلمة والصورة حتى لو كان ذلك محفوفا بالمخاطر... من مستشفى الشفاء الذي هددت اسرائيل بقصفه الى مبنى الجوهرة والشروق الذي قصف ، ظل يرابض ويكابد جرعات الصواريخ والقذائف التي تنهمر من دون توقف على حرية الكلمة .. بتألقه وتفرده لن يُمّحى من قلوب الجماهير وسيبقى اسمه محفورا في اذهان الجميع.. اسمه تامر المسحال
وظيفته مراسل قناة الجزيرة
رسالته نقل الكلمة الحرة والنزيهة
تابعوا اللقاء الذي اجريناه معه ... اجاب باختصار لان الوقت لم يكفيه كونه ينقل الخبر دون توقف ..



سؤال : الا تعتبرون سقوط الصواريخ على برج الشروق هو بمثابة انذار لكل من ينقل الكلمة الحرة ؟

بالتأكيد اطلاق صاروخ من طائرة إسرائيلية على سطح برج الجوهرة الذي يضم مكاتب قنوات فضائية عربية ودولية واصابة زميل صحفي فيه وايضا اطلاق قذيفة على برج الشروق في وسط غزة الذي يضم مكاتب وكالات وفضائيات عربية ودولية واصابة زميليين من فضائية ابو ظبي فضلا عن استشهاد ثلاثة صحفيين وهم علاء مرتجى وايهاب الوحيدي في قصف لمنازلهم وباسل فرج الذي قصف موقع قريب منه اثناء التغطية هو مؤشر خطير لتصاعد الاعتداءات الاسرائيلية باتجاه الصحفيين وحرية الكلمة والصورة وهذه ليست المرة الاولى التي يستهدف فيه الصحفيون الفلسطينيون فقد استشهد زميلنا فضل شناعة مصور وكالة رويترز في قصف مباشر له اثناء التغطية قبل شهور لكن رغم كل ذلك فنحن مستمرون في تغطيتنا المهنية في الميدان وفي كل مكان نستطيع الوصول اليه رغم القصف العنيف الذي طال الصحفيين والطواقم الطبية والاغاثية وقبلهم الاطفال والنساء وكبار السن .



سؤال: ماهي اللحظة التي احسست فيها ان هناك تهديد خطير بالنسبة لك ؟

يعني من يغطي حرب فهو دوما اثناء تحركه يشعر بالخطر وفي منطقة كقطاع غزة في ظل هذه الحرب العنيفة الشرسة والقصف العنيف من البر والجو والبحر فان كل مكان بدا مستهدفا ولا مكان امان في واقع الامر .. في اخطر المرات خلال هذه التغطية كنت اغطي مباشرة مع طاقم الجزيرة اثار الدمار على مخيم جباليا شمال قطاع ومراسم تشييع الشيخ نزار ريان وعائلته فتفاجئنا بغارة وهمية لاربع طائرات حربة من طراز اف 16 فوق المكان على ارتفاع منخفض جدا ومن ثم قصفت اكثر من منزل في محيط مراسم الجنازة فهذه هي اجواء الحرب ودوما ما علينا الا ان نتخذ كل اجراءات السلامة حتى نستمر في تغطية الحدث لا ان نتحول الى حدث للتغطية



سؤال: نكاد نراك بشكل مستمر على الشاشة ، الليل موصول بالنهار ، كم تنام من ساعة يوميا ؟

في حقيقة الامر مع تواصل الحرب ليل نهار فانه لا يترك لي ولزملائي جميعا في فريق الجزيرة في غزة ساعات كثيرة للنوم نحاول ان ننتهز فرصة اي هدوء نسبي لاختلاس ساعات من النوم ولكن على كل حال منذ بداية الحرب فنحن ننام في المكتب عوضا على انني شخصيا اقضي ساعات طوال في تغطية اثار القصف في مشفى الشفاء حيث اقضى متنقلا بين اقسام المشفى متابعا لوصول الاصابات ورصد شهادات المصابين ونقلها مباشرة .

سؤال : كيف تتعاملون مع الاخبار التي ترد اليكم ، وكيف تتأكدون من صحتها ؟

تردنا العديد العديد من الاتصالات من مواطنين وشهود عيان نحن نستقبلها ولكن اي معلومة تصلنا لابد ان نؤكده على الاقل من مصدرين مستقلين وذلك للخروج بمعلوة مهنية دقيقة بعيدا عن التضخيم او غيره لان المعلومة في الحرب ان لم تكن دقيقة فقد تحدث كبير الاثر السلبي ولذلك الدقة والمصداقية والمصدر هي اهم شيء في هذه الاجواء فالبنسبة لتغطيتي في مستشفى الشفاء اكون اقرب الى مصدر المعلومة عبر المصابين الذين كانوا في اماكن القصف لنقل الشهادة والمعلومة الدقيقة مع مراعاة كل المعايير المهنية لنقل المعلومة الصحيحة



سؤال: ماهي الصورة التي اثرت فيك كثيرا ؟

صور كثيرة اثرت ولكن هي في الحقيقة صورتان كانا لهم اكبر الاثر الاولى الطفلة جميلة الهباش التي بترت قداماها في قصف إسرائيلي لمنزلها اثناء لعبها مع شقيقاتها وبنات عمها على سطح المنزل في حي التفاح شرق غزة ففاجىني روحها المرحه وابتساماتها رغم مصابها الجلل وعزيمتها في اكمال مشوار حياتها لاكمال حلمها في ان تصبح صحفية اما الصورة الاخرى الطفل لؤي صبح انا لم اكن اود ان اقابله لخطوره حالته فقد فقد بصره بفعل قذيفة اسرائيلية حارقة سقطت على منزله في شمال قطاع غزة لكن قبل البد في اللقاء المباشر بدا بالتحدث مع والده بلغة اذهلتني من جرأته وبساطته وذكائه رغم صغر سنه فقررت التحدث معه وكان موفقا ومؤثرا جدا .. صحيح تقترب الدموع في كل لحظة الى النزول من عيني مع مشاهد الاصابات العنيفة خاصة في الاطفال خلال المقابلات لكن بالنهاية لا املك ان اتمالك نفسي حتي استمر في نقل الصورة المهنية وبالنهاية الصحفي انسان وعدد كبير من وصلوا مصابين او شهداء هم اشخاص اعرفهم وبعضهم من اقاربي او من جيراني فالبتالي انت امام تحديات مختلفة في العمل فضلا عن انني خلال الحرب لم ار اهلي الا لساعات قليلة فالتطورات الميدانية على مدار الساعة



سؤال : الجزيرة اصبحت العين الثالثة لغالبية العرب المسلمين من خلال ادائكم في الميدان ، ماذا عن اهل القطاع كيف يرون القناة بالمقارنة مع وسائل اعلامية اخرى ؟

بكل تأكيد هناك متابعة كبيرة للجزيرة في غزة لكن في معظمه عبر الاذاعات التي تنقل بث الجزيرة عبر اثيرها بسبب انقطاع التيار الكهربائي وايضا المشكلة الاكبر هي الطائرات الاسرائيلية التي تحلق على مدار الساعة وتؤثر على استقبال المحطات الفضائية وتحدث تشويشات في الصورة .. ولكن رغم كل ذلك فالجزيرة تعد المصدر الاول للمعلومة والصورة للمواطن في غزة وخارج غزة من خلال التغطية الواسعة والمفصلة وهذا ما نلحظه من اراء الناس واحترامهم وتقديرهم العالي لنا

سؤال: هل تعتبرون انكم اديتم واجبكم تجاه سكان غزة ؟

يعني نحن في مسيرة اداء الواجب المهني وامامنا الكثير الكثير فالصحافة لا تنتهي بانتهاء حدث او تقتصر فقط على تغطية حدث هي مهنة متكاملة ومتواصلة ويجب مواصلة المسيرة والاستفادة من التجارب لتحقيق افضل تغطية مهنية وعن نفسي حتى اللحظة انا راض على تغطيتي وتغطية طواقم الجزيرة في كل مكان فهي مهنية وشاملة بامتياز



سؤال : ماهو الشيء الذي يعرقل اداء مهمامكم في الميدان ؟

أهم معيق لعملنا في غزة هي الاستهدافات الاسرائيلية والقصف الذي لم يستثن احدا الامر الذي تركنا في مواجهة صعوبات جمة للوصول الى اماكن القصف ونقل الصورة من مواقع القصف والدمار ولكن رغم كل ذلك فنحن نبذل كل جهودنا المهنية لنقل الصورة.

سؤال : تامر بعد راديو البي بي سي انت الان في تجربة الجزيرة ، خطفت الاضواء واظهرت للجميع قدرتك على التغطية المتميزة للحرب على غزة ، ماذا تقول بخصوص التجربتين ؟ وماذا استفدت من تجربة الجزيرة ؟

بالتأكيد لكل تجرية مزاياها والدورس المستفادة منها .. في البي بي سي بدأت رحلتي الصحفية تدرجت فيه من متدرب الى صحفي الى منتج اخباري ثم الى مراسل استفدت كثيرا من خبرة زملائي والمراسلين في البي بي سي الذين كانوا خير سند اهم شيء كان مميزا في هذه الخبرة في البي بي سي هي الجمع بين مهارات التلفزيون والاذاعة والاون لاين وبكل تأكيد انتقالي للجزيرة كان نقلة نوعية في خبرتي الصحفية حيث انضممت الى فريق متميز في غزة واعمل على الاستفادة من خبرتي في البي بي سي وتوظيفها في تقديم افضل منتوج اعلامي يترك بصمته على المشاهد وعلى من يتابعه ولكن المسيرة طويلة وتحتاج الى كثير من الجهد.

[marmer]

مشكووووور احمد على الحديث الشيق