العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-15-2010, 06:03 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي براهين النبوة

براهين النبوة
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك لغزو الروم ، ومعه جيش حافل عدده ثلاثون ألف مقاتل، وعشرة آلاف فرس، وآلاف من الإبل، قطعوا الفيافي، واجتازوا المفاوز، ونفد الماء، وأشرفوا على الهلاك والفناء، فلا آبار حولهم، ولا أنهار ولا أمطار، التمسوا الماء يمنة ويسرة، ولكن بلا جدوى، جفت ألسنتهم، وتيبست أكبادهم في أجوافهم: ((مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ الله وَلا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ الله وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)).

صار هؤلاء المجاهدون في حالة شديدة وعسيرة، فأشار بعضهم على بعض أن ينحروا بعضاً من الإبل، ويخرجوا ما في بطونها من ماء! لقد وصل بهـم الحال إلى هذا الحد وإلى هذا المستوى، وبلغ بهم الجهد والظمأ مبلغاً، حتى قال الفرزدق :

على ظمأٍ أن في القوم حاتما على جهده ضنت به نفس حاتم

أي : أنهم بلغ بهم الظمأ درجة لو أن حاتم الطائي المشهور بالجود والكرم معهم، ومعه ماء لمنعه عنهم، على ما هو عليه من الكرم والجود والسخاء والإيثار.

وذهب أبو بكر يطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتدخل، لإنهاء هذه الأزمة، وحل هذه المشكلة، بأن يرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى مولاه ويتضرع له بالدعاء فيجيب الله دعاءه، ويكشف ما بهم من كرب، ويحل عليهم من بركات وخيرات الله عز وجل.

وهذا أمر معهود ومعروف بينهم؛ فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يوم الجمعة يخطب، إذ يدخل أحد المسلمين فيقول: يا رسول الله! جاع العيال، وضاع المال، وتقطعت السبل، فادع الله أن يسقينا. فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخطبة، ورفع يديه إلى ربه سائلا مولاه، قائلا: اللهم أغثنا. فما هي إلا لحظة، فإذا بالله سبحانه الذي يقول للشيء كن فيكون، يرسل بإذنه سبحانه سحابة: كأنها الترس من وراء جبل سلع، فتعترض في سماء المدينة ، والرسول صلى الله عليه وسلم لم ينزل من على المنبر، وامتلأت المدينة مطراً، ونزل الغيث، وأصاب المصلين في المسجد، وأصاب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: أشهد أني رسول الله (1) .

قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: [كنا إذا نظرنا إلى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر تذكرنا قصيدة عمه أبي طالب، وهو يثني عليه، فيقول في قصيدة طويلة، ذكرها ابن هشام في السيرة (1)
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
]
تنظر للوجه فقط؛ فتذكر الرحمة، وتستبشر بالاستسقاء بإذن الواحد الأحد، فمعه صلى الله عليه وسلم النور والخير والبركة.
غلام رماه الله بالحسن يافعاً عليه لمجد الصالحين به أثر

كأن الثريا علقت في جبينه وفي كفه الجوزا وفي وجهه القمر

ولما رأى المجد استعيرت ثيابه تردى رداء واسع الجيب واتزر

ويأتي أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من وسط الجيش، يتقدم إلى الرسول، ويقول: (لقد عودك ربك عوائد، فادع الله لنا يغيثنا.

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه: اللهم أغثنا).

فأتت سحابة وغطت المعسكر، لا تزيد ولا تنقص، فتهل غيثها، وترسل عيونها، وتسكب ماءها، فامتلأت الأحواض والخنادق والقرب والأواني، فهذا يغتسل، وهذا يتوضأ، وهذا يرتوي، وهذا يسقي بعيره، وهذا يتبرد بالماء من شدة الحر.

ولم يتجاوز المطر حدود معسكر المسلمين، ولم ينقص عنهم شيئاً، أليس في هذا دليل على صدق هذا الرسول وعلى تأييد الله له؟
وأن هذا الرسول صاحب معجزة من الله وبرهان صدق؟
وها هي بعض المعجزات التي بلغت الألف معجزة أو تقرب ذلك، تدل دلالة واضحة على صحة ما جاء به من عند ربه، وأنه مؤيد من قبل الله وصادق فيما يدعو إليه.

ذكر ابن سعد أن رجلين أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فقالا له: (يا رسول الله! نريد سفراً فزودنا، ولم يكن عنده زاد ولا شيء.

عرضت له الجبال فأراها من نفسه أيما شمم

وأبدت زهده فيها ضرورته إن الضرورة لا تغدو على الغشم

فماذا يفعل رسول الله معهما؟
قال لهما: عندكما قربة؟
قالا: نعم. قال: املآ القربة ماء واذهبا، فإن الله سوف يرزقكما طعاماً، قالا: فسافرنا فلما احتجنا وجدنا القربة لبناً وزبداً فأكلنا من الزبد، وشربنا من اللبن طيلة السفر، حتى رجعنا).
فهذه آية من آياته البينات، والله أيده بالمعجزات ليؤمن من يؤمن، ويزداد إيمانا من يزداد، وتقوم الحجة على أعداء الله، وعلى الكفرة والملحدين.

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم جعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟
أمتي هذه؟
قيل: هذا
موسى وقومه. قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله، فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟
قال: نعم. فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟
قال: سبقك بها عكاشة) (1)
هكذا ولم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم. وهذا من البلاغة، فقال له: (سبقك بها عكاشة).

وهذا نهاية البيان والبلاغة، ولو فتح الباب لقام أهل المسجد يطلبون ويسألون مثل عكاشة ، وقد يكون فيهم من ليس مثل عكاشة .

وعكاشة قتل شهيداً يوم اليمامة يوم قاتل مسيلمة الكذاب ، وقد كان في بدر يقاتل حتى انكسر سيفه.

قال ابن إسحاق : وقاتل عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي حليف بني عبد شمس بن عبد مناف يوم بدر بسيفه حتى انقطع في يده، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه جذلا من حطب، فقال: (قاتل بهذا يا عكاشة).

فلما أخده من رسول الله صلى الله عليه وسلم هزه، فعاد سيفاً في يده طويل القامة، شديد المتن، أبيض الحديدة، فقاتل به؛ حتى فتح الله تعالى على المسلمين، وكان ذلك السيف يسمى: العون.

ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله حتى قتل في الردة، وهو عنده، قتله طليحة بن خويلد الأسدي ، فقال طليحة في ذلك:

فما ظنكم بالقوم إذ تقتلونهم أليسوا وإن لم يسلموا برجال

فإن تك أذواد أصبن ونسوة فلن تذهبوا فرغا بقتل حبال

نصبت لهم صدر الحمالة إنها معاودة قيل الكماة نزال

فيوما تراها في الجلال مصونة ويوما تراها غير ذات جلال

عشية غادرت ابن أقرم ثاوياً وعكاشة الغنمي عند مجال
(1) .

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله. قالوا: يا رسول الله! رأيناك تناولت شيئا في مقامك، ثم رأيناك كعكعت؟
قال صلى الله عليه وسلم: إني رأيت الجنة فتناولت عنقوداً، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء. قالوا: بم يا رسول الله؟
قال: بكفرهن. قيل: يكفرن بالله؟
قال: يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيراً قط
) (1)
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله: (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب) (1) ، وأول من أدخل الأصنام جزيرة العرب.

وعندما انتهت غزوة خيبر ، أتت امرأة يهودية وأخذت شاة وذبحتها وشوتها وحنذتها ثم سألت: أي عضو يحبه محمد؟
قالوا لها: الذراع، فأخذت سماً وجعلته في ذراع الشاة المصلية، ودعت إليه محمداً.

وكان من خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يرد داعياً، فقبل دعوة المرأة اليهودية ، حتى إنه كان يقول: (لو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع لقبلت) لأنه سيد المتواضعين يجيب مرة دفعا للسوء، ومرة جلباً للصلح، ومرة تأليفا للقلوب، ومرة زيادة في المحبة. فأجاب المرأة اليهودية ، وكان معه ستة من أصحابه، وقدمت لهم الشاة، وأخذ الذراع، وعندما نهش منه نهشة أنطق الله الذراع، وتكلم بصوت مسموع، وأخبر الرسول أنه مسموم، فلفظه من فمه، ولكن أثر السم بقي في فمه، ودب في جسده الشريف، ومات من أثر هذا السم بعد سنة، ليجمع الله له بين النبوة والشهادة فهو سيد الأنبياء، وسيد الشهداء، وإمام الأولياء، ومقدم الأتقياء، وأفضل الصلحاء.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لما فتحت خيبر؛ أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجمعوا لي من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني سائلكم عن شيء، فهل أنتم صادقي عنه؟
فقالوا: نعم يا أبا القاسم؟
فقال لهم رسول الله: من أبوكم؟
قالوا: أبونا فلان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبتم، بل أبوكم فلان. فقالوا: صدقت وبررت، فقال: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟
فقالوا: نعم يا أبا القاسم؟
وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أهل النار؟
فقالوا: نكون فيها يسيراً، ثم تخلفوننا فيها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسئوا فيها، والله لا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم: فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟
قالوا: نعم. فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سماً؟
فقالوا: نعم، فقال: ما حملكم على ذلك؟
فقالوا: أردنا إن كنت كذاباً؛ فنستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك) (1) .

قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف حجراً بـمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن) (1)
وهذه معجزة من معجزات هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، يسلم عليه هذا الحجر بصوت مسموع، قائلاً: السلام عليك يا رسول الله.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على جذع نخلة زمناً، وعندما صنع له منبر يصعد عليه حين الخطبة، وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الجذع؛ حن إليه الجذع حنيناً وبكى، وسمع صوته كل من في المسجد، ولم يسكن حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من على المنبر واحتضنه.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا. قال: إن شئت. فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صنع، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها، حتى كادت تنشق، فنزل النبي حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت) (1) .

قال الحسن البصري رحمه الله: ويل لكم، واحسرتاه! جذع يحن للرسول وهو جامد، ألا تحنون للرسول عليه الصلاة والسلام.

من نحن قبلك إلا نقطة غرقت في اليم أو دمعة خرساء في القدم

أكاد أقتلع الآهات من حرق إذا ذكرتك أو أرتاح من ندم

كأنه وهو فرد في جلالته في موكب حين تلقاه وفي حشم

وهذا حبيب بن فديك كان طفلاً صغيراً، وقد عمي، ولما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ماذا أصاب هذا الطفل؟
قال أبوه: يا رسول الله! هذا ابني وطئ بيضة حية فعميت عيناه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدنه مني، فقربه أبوه من رسول الله، فبصق في وجهه، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم. قال: فأبصر بإذن الله، وبلغ عمره فوق المائة ولم يضعف بصره
)، حتى قال أحد الرواة: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت أنظر إلى حبيب بن فديك وهو فوق الثمانين يدخل إبرة في الثوب وهو يخيط، وهذا من تلك النفثة المباركة، وإذا لم يكن هو المبارك، فمن المبارك إذن؟
وإذا لم يكن هو الطبيب؟
فمن الطبيب إذن؟
يقول شوقي :
المصلحون أصابعٌ جمعت يدا هي أنت بل أنت اليد البيضاء

وفي غزوة أحد وقعت عين قتادة بن النعمان على خده، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكفه، فرجعت كما كانت، وصارت تلك العين أجمل من أختها.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتمناها الصحابة، فقال: ادعوا لي علياً فأتي به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه) (1) .

يقول أحد الشعراء:

هذا الذي جاء والأبحار مالحة فمج فيها فصار الماء كالعسل

وروى البيهقي (أن امرأة أتت بصبي لها صغير لا يتكلم، أبكم أخرس، عالجوه فلم يشف، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حال ابنها، فقالت: يا رسول الله؟
ابني هذا أبكم. فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطفل الأبكم فسأله: من أنا؟
فنطق الطفل بطلاقة وفصاحة وبيان، قائلا: أنت رسول الله، ولم يتلعثم أو يتعثر في النطق، وانطلق بعد ذلك حتى صار خطيبا من خطباء العرب
).

وروى البيهقي قال: (أتى رجل رسول الله وفي رجله قرحة أعيت الأطباء، فقربه عليه الصلاة والسلام وأخذ من التراب ونفث فيه، وقال: بريقة بعضنا تربة أرضنا، يشفي مريضنا بإذن ربنا قال الرجل: والله ما قمت وما بي قلبة).

يعني ليس به ألم أو جراح، وهذا من بركة الله عليه، فقد أراد إقامة البراهين على صدق رسوله، وإدامة البينات إكراما لرسوله وتأييدا له، فكان الصحابة يرون ذلك، فيزدادون إيمانا ويقينا وحبا له عليه الصلاة والسلام.

أما من غاب عن هذه الآيات والمعجزات؛ فيكفيهم هذا الكتاب المعجز، الذي بين أيدينا: القرآن الكريم، فهو المعجزة الخالدة التي لا تنتهي.

وعند البخاري في التاريخ، والطبراني و البيهقي ، (أن شرحبيل الجحفي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي كفه سلعة، كأنها قربة معلقة، فما يستطيع الرجل أن يمسك بها شيئا، فأتى رسول الله فقال له: ما هذا؟
قال: سلعة في يدي يا رسول الله! أصبت بها من زمن. فقال له: ادن مني. فلما دنا منه وضع يده في الأرض، ثم أخذ يده الشريفة على السلعة، وطفق صلى الله عليه وسلم يفركها، ويسمي حتى زالت، فعادت يده أحسن من أختها، وانطلق الرجل يخبر قومه، فأسلم منهم يومئذ كثير).

وروى أبو داود ، وحسنه الترمذي عن أبيض بن حماد قال: (أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهي مجدر -أي: أن وجهه مصاب بالجدري- فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟
قلت: جدري يا رسول الله! فقال: ادن مني. فدنوت فدعا وسمى ثم مسح وجهي، فوالله ما رفع يده عن وجهي إلا وصار وجهي جميلا أبيض
)، لذا سمي أبيض .

وروى النسائي و ابن حبان و الحاكم و البيهقي عن محمد بن حاطب قال: (كنت طفلا وأمي تطبخ على القدر على النار، وغابت أمي فوقع القدر علي، فأحرق ذراعي، فأتت الأم، وقد فسد ذراع ابنها، وما تذكرت بعد الله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت ابنها وذهبت إلى رسول صلى الله عليه وسلم، وقالت: يا رسول الله! هذا طفلي وقع عليه القدر واحترق، قالت: فنفث على ذراعه وأخذ يدعو، فقالت: فوالله ما قمت من عنده وفي ذراع ابني أثر من حريق من لحظتها ومن وقتها، فهو المبارك أينما كان صلى الله عليه وسلم).

كان أبو رافع اليهودي يهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويسب القرآن حتى آذى الله ورسوله، فبعث رسول الله إليه رجالاً من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك ، فدخل عليه الحصن وتسلل إليه حتى قتله، فقال عبد الله بن عتيك : ثم وضعت ضبيب السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره، فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا، حتى انتهيت إلى درجة له، فوضعت رجلي، وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، ثم انطلقت حتى جلست على الباب، فقلت: لا أخرج الليلة حتى أعلم أقتلته.
فلما صاح الديك؛ قام الناعي على السور فقال: أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز ، فانطلقت إلى أصحابي، فقلت: النجاء، فقد قتل الله أبا رافع ، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال لي: (ابسط رجلك، فبسطت رجلي فمسحها، فكأنها لم أشتكها قط) (1) وعن يزيد بن أبي عبيد قال: (رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم ؟
ما هذه الضربة؟
فقال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر، فقال الناس: أصيب سلمة ؟
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيه ثلاث نفثات، فما اشتكيت حتى الساعة) (1) .

قال أبو هريرة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رسول الله! إني أسمع منك حديثاً كثيراً وأنسى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابسط رداءك. فبسطت ردائي، فأخذ صلى الله عليه وسلم بكفه هكذا، يسمي ويضع في الرداء ثلاثا، ثم قال: اضمم عليك رداءك. قال أبو هريرة : فضممت ردائي، فو الله ما نسيت بعده حرفا) (1) وصار أبو هريرة أحفظ الناس، يعيد الحديث الطويل ما يسقط منه حرفا واحداً من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال عثمان بن أبى العاص : (كنت أنسى القرآن، فأتيت إلى رسول الله فقال: ادن مني، قال: فدنوت منه فضرب بصدري وقال: اللهم يا رحمن أعذ عثمان من الشيطان، فوالله ما نسيت القرآن بعدها).

فسبحان الذي جعل فيه البركة! سبحان الذي أعطاه المعجزات البينات!! قال علي بن أبي طالب : (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله؟
كيف ترسلني وأنا شاب؟
قال: فضرب في صدري وقال: اللهم ثبت قلبه، واهد لسانه، واجعله هاديا مهديا. قال علي: والذي برأ الحبة، وخلق النسمة، ما التبس علي القضاء بين اثنين)، ولذلك كان يقضي بإذن الله، ويأتي قضاؤه صواباً، مثل السيف حسما، ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.

انطلقت أم بابن لها به جنون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: (ما هذا؟
قالت: ابن لي جن يا رسول الله! قال: قربيه مني. قال: فقربته منه، فوضع يده على صدر الصبي ثم دعا. قال: فتقيأ الصبي، وخرج من بطنه مثل جرو أسود، وشفي الصبي
)، وصار من أعقل قومه، ورد الله عليه عقله ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: (أغمي علي -أي: فقد وعيه- فزاره رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: علي بماء. فتوضأ صلى الله عليه وسلم فصب الماء على بقية جابر، فاستيقظ، ثم وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدر جابر، فقال: فما زلت أجد بردها إلى الآن).

وقد زار رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً، والذي نفسي بيده، إني أجد برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثين سنة، كأنها الآن).

ويقول أعرابي: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يخطب، فأدخلت يدي بين نعله وبين قدمه، فوجدت بردها كالثلج، فوضعت يدي على وجهي، والله إني أجد بردها إلى الآن بعد عشر سنوات.

انظر إلى هذا الأعرابي، كيف يرى قيمة وعظمة ومنزلة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان شوق الواحد منهم أن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم أو يمس جسده وجلده، أو ينعم ولو بآثار البصاق، فكان صلى الله عليه وسلم إذا بصق عن يمينه أو يساره أو أمامه أو خلفه تناول الواحد منهم بصاقه وريقه، فمسحوا به وجوههم، فيجدون من السرور والنعيم والخير العميم ما الله به عليم، وإذا حلق رأسه يكادون يتقاتلون على شعره، فمنهم من يحصل على شعرة، ومنهم من يحصل على نصف شعرة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم مبارك أينما كان، كلامه، ولفظه، وذكره، وصلاته، ولباسه، كل شيء فيه مبارك، يلبس القميص فيتمنى الإنسان أن يلبس قميصه.

فعن سهل بن سعد قال: (جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ببردة، فقال سهل للقوم: أتدرون ما البردة؟
فقال القوم: هي شملة، فقال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله! أكسوك هذه، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله! ما أحسن هذه، فاكسنيها، فقال: نعم. فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم لام الصحابة ذلك الرجل، وقالوا: ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجاً إليها ثم سألته إياها، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه، فقال: رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم، لعلي أكفن بها) (1)
ما قال: لا، قط إلا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم

يغضي حياء ويغضى من مهابته فلا يكلم إلا حين يبتسم

وعند الطبراني أن أبا عطية البكري قال: (انطلق بي أهلي فمسح صلى الله عليه وسلم على رأسي وأنا طفل، ثم أمر يده على خدي فنبتت لي لحية، ومن بركة يده صلى الله عليه وسلم لم يصبه الشيب، حتى بلغ مائة عام، وهو أسود الرأس أسود اللحية) (1) .

وروى الترمذي وحسنه عن أبي زيد الأنصاري قال: (مسح الرسول صلى الله عليه وسلم على رأسي، وقال: اللهم جمله وحسنه، فأتت عليه مائة وبضع سنوات، وكان أجمل الشباب ليس في وجهه تجاعيد، ولم يتغير وجهه، ولم يسقط له سن، وكان وجهه يلمع لمعاناً، من بركته صلى الله عليه وسلم).
يقول أنس رضي الله عنه: [والله ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف النبي صلى الله عليه وسلم، وما شممت مسكاً ولا عبيراً أحسن من رائحة يد الرسول صلى الله عليه وسلم] (1) .
وروى البيهقي عن وائل بن حجر قال: (وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فصافحني، فبقيت ثلاثة أيام، وأنا أغسل يدي، والله ما ذهب المسك من يدي).

نام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أم حرام بنت ملحان في القيلولة، فأخذ عرقه يتحدر من على وجهه كالدر والجمان، فأخذت أم حرام قارورة وراحت تمسح وجهه، وجبينه وتأخذ العرق وتضعه في القارورة، فوجدت رائحة المسك تملأ بيتها، وتقول: [والله ما يمرض مريض في بيتنا فنأخذ قطرة من عرقه صلى الله عليه وسلم ونجعله في القدر إلا ويشفي بإذن الله].

روى أبو يعلى و البزار بسند حسنه البوصيري : (أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره ثمانية أعوام وهو يحتجم، فوضع صلى الله عليه وسلم دم الحجامة في طست، وقال لـعبد الله : يا عبد الله! ضع هذا في مكان لا يراه أحد. فأخذه عبد الله وشربه، فقال له صلى الله عليه وسلم: أين وضعت الدم؟
قال: وضعته في مكان لا يراه أحد، فقال له صلى الله عليه وسلم: ويل لك من الناس، وويل للناس منك، لا تمسك النار). (1) ، أما (ويل لك من الناس) فمعناه: أنه أصبح فيك جزء مني، فلا بد أن تبتلى مثل ما ابتليت؛ لأن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل.

وأما (ويل للناس منك) فمعناه: أنه يصبح عندك من العظمة والهمة والشجاعة والإقدام ما الله به عليم.
وأما (لا تمسك النار) فكيف تمسك النار، وأصبح بعض دمي في دمك.

قال الإمام الذهبي رحمه الله عنه: أنه كان يصوم سبعة أيام متواصلة ليلاً ونهاراً، ويفطر في اليوم الثامن على سمن البقر، وكان يصلي الليل إلى قريب من الفجر، وقاتل أهل العراق قتالاً ما سمع بمثله في التاريخ، وقيل: والله ما قتله إلا كالأسد أمامه العنز، يقبل عليهم بالسيف، فيشردون من الأبواب، ثم يقبل على هؤلاء؛ فيشردون من الأبواب، ثم لم كثر عليه الرمي من كل جهة والمنجنيق، قام فكبر يصلي عند المقام، فأتته قذيفة فوقعت على رأسه، فسقط شهيداً عند الكعبة.

وهذا ثابت بن قيس بن شماس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلف مع زوجته، فأقسمت بالله ألا ترضع ولده محمداً ، فذهب ثابت بابنه محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق في فمه، وقال: (أما والله سوف يسهل له من يرضعه، فإذا بأعرابية تصل إلى المدينة وتقول: أين محمد بن ثابت بن قيس بن شماس ؟
قالوا لها: هذا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: رأيت في المنام قائلاً يقول: اذهبي فأرضعي محمد بن ثابت بن قيس بن شماس.

قال: وإن ثديها يقطر لبناً فأرضعته، وصار من أحسن الناس).
وهذا من بركة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذا الطفيل بن عمرو الدوسي يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم، وطلب منه آية يعود بها إلى قومه دوس، فأعطاه الله نوراً في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم انقله من وجهه، فلا يكون مثلة، فوضعه في سوطه، فكان إذا رفع السوط؛ أضاءت له جبال زهران، وإذا خفض السوط، أضاءت له أودية زهران) (1) .

أما إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات؛ فلا حصر لها، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان بملاحم ومعجزات وفتن سوف تقع، وبالفعل وقع بعضها، والآخر سيقع لا محالة.
أتى وابصة بن معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أضمر سؤالاً يوجهه إلى رسول الله ولم يخبر به أحداً، ولكن العليم الخبير أخبر رسوله الأمين بما يضمره ويخفيه وابصة، فلما أتاه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا وابصة! جئت تسأل عن البر والإثم؟
فقال له: نعم يا رسول الله! قال: البر ما اطمأنت إليه النفس، والإثم: ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس).
وهذا خبيب بن عدي يأسره الكفار ويبيعونه لبني الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب قتل الحارث بن عامر يوم بدر ، فلبث خبيب عندهم أسيراً، قالت ابنة الحارث : والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب ، والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بـمكة من ثمر.
وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيباً .

فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب :

[ذروني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا ما بي جزع لطولتهما، اللهم أحصهم عدداً]:

ولست أبالي حين أُقتل مسلماً على أي شق كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع

فقتله ابن الحارث، فكان خبيب هو أول من سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبراً، فاستجاب الله لـعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم وما أصيبوا (1) .

وأصحاب بئر معونة السبعون قارئاً يقتلون جميعهم، فيخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وهم في المدينة أنهم قتلوا رضي الله عنهم أجمعين.

وعن علي رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام و أبا مرثد الغنوي وكلنا فارس ، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين. قال: فأدركناها تسير على جمل لها، حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟
قالت: ما معي من كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها، فما وجدنا شيئاً، قال صاحباي: ما نرى كتاباً، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحلفه به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني، أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب. قال: فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما حملك يا حاطب على ما صنعت؟
قال: ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي عند القوم يد، يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: صدق، فلا تقولوا له إلا خيراً. قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني أضرب عنقه، قال: فقال: يا عمر! وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة. قال: فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم) (1) .

و (جلس عمير بن وهب مع صفوان بن أمية في مكة في ليلة يتدارسان ما حدث في بدر، ومقتل سبعين رجلاً من المشركين وأسر سبعين آخرين، وتمنى عمير الذهاب إلى المدينة ، ليقتل محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن من يكفيه أهله وأولاده. فقال له صفوان : أنا أكفيك أهلك ومالك، فاذهب واقتله.
وذهب عمير إلى المدينة ، وقابله عمر بن الخطاب فأخذه عمر بن الخطاب ، وذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وسأله الرسول: ما الذي أتى بك يا عمير بن وهب ؟
فقال: يا محمد! أتيت أفادي الأسارى الذين عندك. فقال له الرسول: كذبت، أنت جلست مع صفوان بن أمية ليلة كذا وكذا بعد صلاة العشاء في الحرم، وتمنيت أن تأتي إلى هنا لتقتلني، وكفاك صفوان أهلك وولدك ومالك، وما كان الله ليسلطك علي. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله. من أخبرك بهذا؟
فقال: نبأني العليم الخبير، فأسلم عمير ودخل في دين الله). (1) .

وذكر ابن سعد و ابن عساكر : (أن شيبة بن عثمان بن عبد الدار -أصحاب مفاتيح الكعبة- خرج يوم حنين مع المسلمين ظاهره الإسلام، وباطنه الكفر والنفاق -والعياذ بالله- خرج ولم يقصد إلا أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكفار، وإذا بالكتائب أقبلت، ففر الناس ونزل صلى الله عليه وسلم عن بغلته، وغشيه الناس، فأخذ حفنة من تراب، وذرها في وجوه الكفار، وقال: شاهت الوجوه.

قال: والله ما بقيت عين من عيون الكفار إلا دخلها شيء، فرفع شيبة سيفه يريد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمع بارق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد يأخذ بصره، فعاد فوضع يده على بصره وتأخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادن مني. فدنوت فوضع يده على صدري، قال: اللهم أعذه من الشيطان، فوالله ما رفعها إلا صار أحب إلي من سمعي وبصري وأهلي أجمعين). فأسلم وحسن إسلامه.
هذه بعض معجزاته، ولو توسعت في ذكرها لطال بي المقام، والمقصود من عرض بعض هذه المعجزات:

أولاً : تعظيم وتوقير قدر الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانياً : زيادة الإيمان بمعرفة هذه البينات والآيات والبراهين والأدلة.

ثالثاً : زيادة الاتباع له صلى الله عليه وسلم.

رابعاً : الرقة والخشوع عند ذكر سيرته وسنته، وطلب العلوم التي كادت تنطمس مع الثقافة العصرية الوافدة، وأصبح القليل من يقرأ حديثه، والقليل من يستمع لمعجزاته، والقليل من يطلع على سيرته، والقليل من يطالع تاريخه المشرق، الذي لا يوجد تاريخ أحسن ولا أجمل ولا أصدق من تاريخه صلى الله عليه وسلم. فأردنا أن تكون هذه السيرة معيناً لعل الله عز وجل ينير بها القلوب، ويهدي بها النفوس، ويثبتنا على سيرته وسنته حتى نلقاه.

فضيلة الشيخ الدكتور : عائض بن عبدالله القرنى
هذا المقطع مستل من قصة الرسالة ـ العهد الملكى






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2010, 02:48 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

اللهم صلى وسلم وبارك عليه
نبينا محمد قدوتنا بكل امور حياتنا
سلمت اخى

كمااااااااال
سلمت يدااك وفكرك الروحانى
اطروحة قمة بالفائدة الايمانية
اثابك المولى عنا خيرا
دمت برضى الرحمن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2010, 03:04 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
samsam

الصورة الرمزية samsam

إحصائية العضو








samsam غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

السلام عليكم
اخي الفاضل كمال طرح مفيد وقيم
ما نعلمه الا القليل ...
سبحانك اللهم خالق العالمين

وجب لك التوحيد
ووجب لرسولنا الصلاة والتسليم...خير البشر....خلقه الاسلام

نفع الله بك وكثر من امثالك اخي
رزق من العفو و العافية لك







آخر مواضيعي 0 موعظة في قالب خاطرة... المسلمة بنيتي
0 شباب دوت كوم للشيخ مسعد أنور...هام
0 قضية مهمة...لا تفوتكم...
0 "اكتمْ حَسَنَاتًكَ أشَدُّ مما تَكْتُم سَيئاتًك"
0 حجاب آخر زمن...تعالو نصححه
رد مع اقتباس
قديم 11-15-2010, 05:11 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

الأخوات الفاضلات :

نور

سام

جزاكم الله خيراً على مروركم الطيب المبارك إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 11-17-2010, 12:25 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آاله وصحبه وسلم

جزاك الله كل خير طارق ونفع بك الاسلام والمسلمين

وبلغك الله المنان أعلى الجنان ان شاء الله

فائق تقديرى.







آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس
قديم 11-17-2010, 05:17 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

كل عام وأنتم بخير ... تقبل الله

جزاكِ الله خيراً على مروركم الطيب المبارك إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
قديم 11-29-2010, 10:17 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الوعد الصادق

الصورة الرمزية الوعد الصادق

إحصائية العضو







الوعد الصادق غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

كمال بدر
جًِْزٍُآكَ آللهٍَ خٌِيَرٌٍ
مًشًِْآرٌٍكَة طُْيَبٌَِة لآ حٍّرٌٍمًكَ آللهٍَ آجًِْرٌٍهٍَآ فْيَ آلدًٍآرٌٍيَيَنْ ،،
نْتُِِّْطُْلعًٍ آلى آلمًزٍُيَدًٍ مًنْ آبٌَِدًٍآعًٍآتُِِّْكَ ،،
بٌَِآرٌٍكَ آللهٍَ فْيَكَ وٍنْفْعًٍ بٌَِكَ






آخر مواضيعي 0 صورة نادرة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كأنك تراه )
0 ماالذي يفقد الانسان ثقتة بنفسة؟؟
0 أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ( ما أروع اعجاز القرآن)
0 الضحك قبل النوم يخفف الوزن - فوائد الضحك
0 بأي حال سترحل يارمضان .. وبأي حال ستكون يا قلب
رد مع اقتباس
قديم 11-29-2010, 12:09 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
كمال بدر

الصورة الرمزية كمال بدر

إحصائية العضو







كمال بدر غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: براهين النبوة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوعد الصادق مشاهدة المشاركة
كمال بدر

جًِْزٍُآكَ آللهٍَ خٌِيَرٌٍ
مًشًِْآرٌٍكَة طُْيَبٌَِة لآ حٍّرٌٍمًكَ آللهٍَ آجًِْرٌٍهٍَآ فْيَ آلدًٍآرٌٍيَيَنْ ،،
نْتُِِّْطُْلعًٍ آلى آلمًزٍُيَدًٍ مًنْ آبٌَِدًٍآعًٍآتُِِّْكَ ،،

بٌَِآرٌٍكَ آللهٍَ فْيَكَ وٍنْفْعًٍ بٌَِكَ

أخى الفاضل ... الوعد الصادق

جزاكَ الله خيراً أخى الكريم على مروركم الطيب المبارك وحضورك المميز والمتميز دائماً بالنفحات الإيمانية إن شاء الله .






آخر مواضيعي 0 موسى بن نصير .. القائد الفذ .
0 قبسات من الطب النبوي العلاجي .
0 حــــوار مع الشيطان .
0 الأمانة ـ روائع أخلاق الرسول .
0 القرآن الكريم دليل على نبوة رسول الله .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
المدينة, الدنيا, شباب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator