العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-30-2010, 07:22 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
فاضل الحلو

الصورة الرمزية فاضل الحلو

إحصائية العضو








فاضل الحلو غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

لماذا الكلام في الخصوصية ؟



-- لأمور أركز على اثنين منها .




أولهما : فيه نقض لاستدلالات أصحاب الفرق الضالة .

** باستقراء مناهج الفرق الضالة وخصوصا التي تكلمت في الإيمان ، أهلِ الإرجاء والاعتزال والتصوف والمتفلسفة ، تجد أن خطأ هؤلاء الرئيسي يكون في الجهل بأن للشريعة الإسلامية خصوصية في استعمال الألفاظ وفي المفاهيم والتصورات ، وبالتالي تجده يستعمل الألفاظ بمعناها اللغوي دون الحقيقة الشرعية مما يؤدي إلى الخروج بنتائج مغلوطة .


** وهذا بيِّن جدا في حالة الإرجاء ، وله أمثلة كثيرة في ضلالات النصارى التي يسمونها أدلة على ألوهية المسيح في القرآن الكريم (1)، وكذا في أطروحات العصرانيين .


** وحيث أن المقصود هنا هو بيان القاعدة وليس مناقشة أدلة هؤلاء فإني أكتفي بمثال أبين فيه قولي ، ولعل الله أن ييسر مناقشة هؤلاء على ضوء هذه القاعدة لاحقا .

أهلُ الإرجاء ـ مثلا ـ فسروا ( الإيمان ) بمعناه اللغوي ، مدعين بأن القرآن نزل بلسان عربي مبين .استخدموا المقدمات المنطقية العقلية لإثبات باطلهم ، فقالوا القرآن نزل بلسان عربي مبين .


* أليس كذلك ؟

* بالطبع هو كذلك . لا أحد ينكر هذا .

* ثم انتقلوا من هذه المقدمات فقالوا العرب تُعرّف لفظ الإيمان بالتصديق الخبري أو ما يقولون عنه المعرفة .إذا الإيمان هو التصديق أو المعرفة ، وذهبوا إلى النصوص وحَمَلوها حملا على القول بباطلهم ، والنصوص من جنس كلام العرب الذي ترد فيه الاحتمالات وتعدد الدلالات ، ويلجأون إلى التأويل بأدنى الحجج ، ومن شأنها أنها طَيِّعة تسير على هوى من يحملها طائعة أو مكرهة .

* ونعم الشرع استعمل اللغة العربية في بيان مراد الله من عباده ولكنه خصص وأضاف ، ولا بد من الوقوف عند المعنى الشرعي وعدم تجاوزه .

* والشرع لم يستخدم لفظة ( الإيمان ) بذات الدلالة اللغوية ،وإنما بدلالة أخرى كما قدمنا .

* هذا أيضا فيه رد على مرجئة الفقهاء الذين قالوا بأن العمل وإن كان لا بد منه إلا أنه لا يدخل في مسمى الإيمان ذلك لأنهم اعتمدوا تفسير لفظ الإيمان بمعناه اللغوي ، ونحن نقول هناك فرق بين استعمال الشرع للفظة الإيمان واستعمال اللغة لها ولا بد من استعماله بمعناه الشرعي .

* ولست هنا معنيا بمناقشة مذهب المرجئة وإنما أريد أن أنبه على أنه لا بد من الرجوع للمعنى الشرعي في تفسير معان الكلمات ، وليس الاكتفاء فقط بالمعنى اللغوي أو العرفي .



وأهلُ الكلام ... أهل التحريف والتعطيل في الأسماء والصفات ، ركب الشيطان رأسهم من باب التنزيه ، حيث قاموا ينزهون ربهم عن خلقه وعبيده ـ كما زعموا ـ فتصوروا أن التنزيه لا يكون إلا عن طريق نفي المماثلة بالكلية (2)، ومن هناك راحوا يعطلون ويحرفون .

** ولو أنهم عادوا إلى الشرع ، وعلموا كيف أن له خصوصية تامة في تصورات الإنسان عن خالقه ومعبوده ـ سبحانه وتعالى ـ لما كان شيء من هذا . والأمثلة على هذه القاعدة عند العصرانيين ، وعباد الصليب أكثر وأوضح ، وفي النية استخراج بحث في هذا الشأن والله المستعان .



----------------------


ثانيهما : المناعة الفكرية .


** الإيمان بأن للشريعة الإسلامية خصوصية في المفاهيم والتصورات ، والاستعمالات اللغوية للألفاظ ، وأنه لا بد من الوقوف عليها ومراجعتها قبل التكلم في أي موضوع ، وكذا الإيمان بأن الدين كامل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " . وليس فقط بل الإيمان بأن الأحكام الشرعية في غاية الحكمة ، وذلك لأنها من الله العليم الخبير الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير . وأنه يجب رد كل ما أشكل على المرء إلى الكتاب والسنة ، وأن لا يمضي في اتخاذ أحكام أو رسم تصورات قبل مراجعة أهل العلم من العلماء الربانيين كما أمر ربنا .
( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (3)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) (4)

فهنا جعل الرد لله والرسول شرط لصحة الإيمان . . . " فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " .



** ولاحظ أن الرد ليس مقتصرا على الأمور العظام بل على كل شيء . فانظر كيف أتى التعبير بكلمة شيء التي هي نكره ، وفي سياق الشرط لتفيد العموم . فكل شيء يجب أن يرد إلى الكتاب والسنة ، ومن لا يعرف يسأل .



** حين يعرف المسلم هذا الأمر تتكون عنده مناعة فكرية ، فلا يقبل كل ما يسمع بل يكون عنده خاصية الانتقاء ... القبول والرد .



ودعني أضرب الأمثال ليتضح المقال .

** نجد أن كثيرا من المسلمين يردد كثيرا من الكلمات وهي بمعان مستحدثه لا نعرفها في ثقافتنا وتراثنا . بل ننكرها .


** مثلا كلمة ( الحرية ) و كلمة ( المساواة ) ، تردد على لسان كثير من أبناء الأمة الإسلامية , وهي كلمات غربية بدلالات غير إسلامية . هذا أقل ما يمكن أن يقال فيها .


## فـ ( الحرية ) تعني عندهم حرية المرأة في التبرج والسفور بل والعري ، ومخالطة الرجال في أماكن العمل وفي أماكن اللهو بما لا يخفى ، والحرية في مفهومهم تشمل حرية الكلمة وإن كانت سبَّا لله ورسوله وطعناً في الدين ،أو غمزا لعباد الله الموحدين .
وعندنا " (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (5)
وعندنا " إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ "(6)


فالحرية لها ضوابط وحدود .



## و( المساواة ) عندهم تشمل تسوية الرجل بالمرأة في كل شيء . وعندنا للمرأة ما ليس للرجل ، وللرجل ما ليس للمرأة ، وعلى كلٍ من الحقوق ما ليس على الآخر ، تبعا للاختلافات الجسمية والنفسية .( ... وليس الذكر كالأنثى ..... ) حِكْمة العليم الحكيم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .


** والمساواة عندهم تعني أيضا مساواة أهل الكفر بأهل الإيمان ، وعندنا " أفنجعل المسلمين كالمجرمين . مالكم كيف تحكمون . أم لكم كتاب فيه تدرسون " ؟؟!!." .


فبينهما فرق : بين معاني الألفاظ الحديثة فيما هي مستعملة اليوم فيه , ومعناها في الشرع , فرق يجب الوقوف عليه , ولا يردد هكذا دون تدبر .



** فلو علموا أن هناك خصوصية للشريعة الإسلامية في المفاهيم والتصورات ، ما رددُّوا هكذا بدون وعي ، ولرجعوا إلى الشريعة الإسلامية يستنطقونها ماذا تقول في كل ما يعرض عليهم .



والمطلوب

ممن يعرض السيرة النبوية على الناس ـ أو يقرأها هو ـ أن يبين هذه الخصوصية في المفاهيم والتصورات ومعاني الألفاظ وهو يعرض الغزوات مثلا ، وهو يشرح بعض مواقف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أصحابه أو أعدائه . لتتكون مناعة فكرية عند من يسمع نحن في أمس الحاجة إليها اليوم في هذه الأيام .





-------------------

1/ إن سلمت عندك هذه القاعدة ( للشريعة خصوصية في استعمال الألفاظ وفي المفاهيم والتصوارت ) رددت بها كل أدلة النصارى على ألوهية المسيخ التي يأتون بها من القرآن الكريم ، وكذا التي يأتون بها مما يسمونه ( الكتاب المقدس ) .

2/ مع أن المماثلة فقط في الاسم ، واتحاد الاسم لا يعني أبدا اتحاد المسمى .

3/ (النساء : 83 )

4/ (النساء : 59 )

5/ (قـ : 18 )

6/ الحديث في صحيح البخاري كتاب الرقاق حديث رقم 6478 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .



***********************

يتبع بإذن الله






آخر مواضيعي 0 ليليان ....
0 قصيدة (غير متفق عليها )
0 مرثية للشاعر ثائر الحيالي
0 الفُ ليلة وأنثى
0 رجلُ بطعم السماء - للشاعر علي حميد الشويلي
رد مع اقتباس
قديم 03-30-2010, 07:23 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
فاضل الحلو

الصورة الرمزية فاضل الحلو

إحصائية العضو








فاضل الحلو غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

حادي عشر :الدعوة الإسلامية دعوة عملية وليست مفاهيم نظرية فحسب .


** من يتدبر حال النصرانية ـ مثلا ـ يجد أنها تحولت إلى مجموعة من المفاهيم النظرية التي يكفي مجرد التصديق بها للانتساب إليها ، وإذا انضم إلى هذه المفاهيم ممارسة بعض الشعائر التعبدية فإن الشخص يعتبر من المتدينين .!


** حتى أنك حين تستمع إلى دعوة النصرانية ـ مثلا ـ تجد أنها دعوة إلى التصديق بأمور نظرية ، مثل قضية التثليث ، وقضية الصلب والفداء ، وقداسة الباباوات . وبعض الشعائر التعبدية ، والحياة بعد ذلك تخضع لما يمليه عليهم الواقع ، أو ما يحلو لأحبارهم ورهبانهم وأرباب الرأي فيهم .


** وكذا أصبحت البوذية واليهودية ، وكاد الإرجاء أن يفعلها بالدعوة الإسلامية لولا أن الله قيض لهذا الدين رجالا أحيا بهم السنة وأمات بهم البدعة .


** وأعرض بعض المشاهد من السيرة النبوية ، لأبين بها أن الدين لم يكن يوما ما نظرية مجردة ولا مجادلة فكرية يُكتفي بمجرد الاقتناع بها ...


** تروي لنا كتب السير أن مسلمة جلست في سوق بني قينقاع في المدينة عند صائغ يهودي فراودها عن كشف وجهها فأبت عليه ، فعقد طرف ثوبها إلى ظهرها على حين غفلة منها ، فلما قامت انكشفت سوأتها ، فضحكوا بها ، فصاحت . فوثب رجل من المسلمين على الصائغ اليهودي فقتله ، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه .


** هذا مشهد من المشاهد ترويه لنا كتب السيرة ، والمشهد التالي له مباشرة ـ في كتب السيرة ـ هو حصار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لبني قينقاع وإصراره على ذبحهم لولا وقاحة بن سلول في شفاعته لهم .


** وسقط من كل الروايات ما بين المشهدين ـ ما حدث في السوق والحصار ـ من الأحداث , كأن الحدثين متلاصقين .


** فلم تروِ لنا كتب السير أن أحدا من المسلمين تكلم بأن مَن فعل الفعلة قُتل فكفّوا أيديكم يكفي . . . لا داعي للقتال الذي يتساقط فيه الرجال ، وتتيتم به الأطفال ، وتترمل به النساء .


** ولم تروِ لنا كتب السير أن أحدا من المسلمين تكلم بأن الأمر لم يتجاوز كشف جزء من العورة لفترة وجيزة .


** ولم تروِ لنا كتب السير أن أحدا من المسلمين تكلم بأن لبني قينقاع إخوة في الدين والملة في ذات المدينة ، هم بنو قريظة وبنو النضير وورائهم في خيبر عدد وعتاد ولهم حلفاء من غطفان ، وغطفان يومها غطفان .


بل لم يتكلم أحد مطلقا .


**لم ترو كتب السيرة سوى فعل ، وهو حصار رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم حتى أجلاهم .


** وتروي لنا كتب السيرة أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذهب في عشرة من أصحابه لبني النضير يطلب منهم وفاء ما عاهدوه عليه ، فغدروا وهمُّوا بقتله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحين علم بغدرهم وهو جالس تحت جدار بيت من بيوتهم قام ولم يتكلم ، وأعد الجيش ولم يتمهل ، وحاصرهم حتى خربت بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، وخرجوا منها أذلاء صاغرين .


** وتروي لنا كتب السير أن الأخبار أتت رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ بأن خالد بن سفيان الهُذلي يُجَمِّع العرب في بطن عُرْنَة عند سفح عرفة على بعد خمسمائة كيلو متر من المدينة ،فأرسل له رجلا ( عبد الله بن أُنيس ) من المدينة يسعى على قدميه فأخمد الفتنة . ولم نسمع كثيرا ولا قليلا من الكلام .

** وغدرت قريش بعهدها مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وراحت وجاءت وقالت وأكثرت ، وما كان من الحبيب ــ صلى الله عليه وسلم ـ إلا أن رد عليهم بفعل لا بقول . . . استنفر أصحابه وجمََََّع جيشه وفتح مكة .


** وغدرت قريظة فذبحت ، وقتلت غسان رسولَ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتحرك جيش مؤتة ، وبنو المصطلق همّوا بالتَّجَهُز فوجدوا الخيل صباحا تشرب من مائهم .


هكذا ... نعم هكذا .


** لم يكن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتكلم كثيرا . كان هادئا كثير الصمت يعمل ولا يتكلم .


** ولم يكن الباعث على هذا ( التصرف الفعلي ) من الرسول ـصلى الله عليه وسلم ـ هو كثرة العدد ووفرة العتاد ،فقد كانت الحال حال . . . هو منهج الدعوة من يومها الأول " أنظر كيف بدأت ، " يا أيها المدثر قم فأنذر " " إن لك في النهار سبحا طويلا " .


** فلم تكن فقط عملية وجادة مع المخالف وإنما أيضا في تربية الجماعة المؤمنة ، كانت الدروس كلها عملية .


** يذبح سبعون من الصحابة يوم أحد منهم الحمزة بن عبد المطلب ليتعلم القوم درسا من جملة واحدة " قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم " ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)


** ويستمر حادث الإفك شهرا ليتعلم القوم درسا عمليا ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ ) ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) (النور : 15 )


** ويقاطعُ المخلفون عن غزوة تبوك خمسين يوما حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم ، ليتلقوا درسا عمليا ـ هم ومن يشاهدونهم ومن يسمع بهم ـ كي لا يتخلفوا ثانية عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه .


** هذا حاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التعامل مع عدوه ومع أتباعه . . . هذا هو المنهج الرباني الذي تحرك به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .


** وإن من أوضح الأمور لمن يتدبر نشأت الجماعة المؤمنة على يد الرسول ــ صلى الله عليه وسلم - وكيف نمت وتطورت وكيف عالجت مشاكلها الداخلية ـ بين أفرادها ـ والخارجية مع أعدائها ، أن نهج الشرع كان عمليا ، ولم يكن يوما ما نظريا .


** ومن الواضح جدا ــ أيضا ــ أن الأفراد ميزتهم المواقف ولم يتميزوا بالمعرفة الذهنية ، ولا بأصوات العامة لهم .


** ولم تكن فقط عملية في الناحية العسكرية بلْ وفي النواحي الأخرى شريعية ،تُحرم الخمر فتهراق القلال في الشوارع حين سماع الخبر ،واسمع :
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : (مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ فَإِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلَانًا وَفُلَانًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ وَهَلْ بَلَغَكُمْ الْخَبَرُ فَقَالُوا وَمَا ذَاكَ قَالَ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ قَالُوا أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ قَالَ فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ )(1)


** ونزلت آية الحجاب ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) فشقَّ النساء مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بها .


** ويأتي الأمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة ، فيستدير الناس وهم ركوع .


** فقد كانت الدعوة عملية ، تتطالب كل من آمن بها بالالتزام العملي الجاد بشرائعها وشعائرها .


** ففي أحداث السيرة النبوية بيان قوي لبطلان قول من أراد أن يجعل الدين مجرد مفاهيم نظرية يعتقدها ويتكلم بها دون أن يلتزم بها . فردا كان أم مجتمعا .


** وفي سِيرةِ مَنْ تخلف عن الهجرة إلى المدينة وقعد بمكة وقتل يوم بدر ردٌ قوي على هؤلاء ، ونزل فيهم قول الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً )(2)


** ومن نزل فيهم قول الله تعالى : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )(3)


** ودعك من أهل الإرجاء فالظاهرة عامة . . . العقيدة دروس علمية . . نظرية فقط ، لا تكاد تعرف ( الأخ ) إلا من كلامه ، قليل من تتعرف عليهم من وجوههم وأفعالهم . واليوم شعارات نرفعها وننام تحتها ، مكتفين بمجرد الانتساب للعمل الإسلامي .
واليوم شعارات نرفعها ونتعصب لها .



** والمطلوب

حين عرض السيرة النبوية على الناس أن ينبه على هذا الأمر ، وأن نقف مع الأحداث نبين كيف كانت الدعوة جادة ، ولم تكن يوما ما مفاهيم نظرية فقط .

وأن المفاهيم الإسلامية ما جاءت إلا لتنشئ واقعا ...
إلا لتترجم على أرض الواقع .




والله أسال أن يبارك لي في كلماتي وأن ينفع بها من كتب
ومن نشر ومن قرأ .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



-------------------

1/ البخاري . كتاب تفسير القرآن / 4251 ،ومسلم . كتاب الأشربة / 3662

2/ ( النساء: 97)

3/ ( النساء: 88)





*****
تم بحمد الله وفضله

نتمنى لكم تمام الفائدة

وفقكم الله ..






آخر مواضيعي 0 ليليان ....
0 قصيدة (غير متفق عليها )
0 مرثية للشاعر ثائر الحيالي
0 الفُ ليلة وأنثى
0 رجلُ بطعم السماء - للشاعر علي حميد الشويلي
رد مع اقتباس
قديم 03-30-2010, 07:37 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

دروس وعبرة وعظة
وتربية اسلامية على منهج الحبيب
عليه افضل الصلاة والسلام
ومنهج للرسالة يؤيده القرآن
ومشاهد من السيرة النبوية العطرة
كنماذج يحتذى بها كل مسلم
سلمت اخى فاضل
طرح رائع وقيم
يستحق كل التقدير
يثبت لمدة اسبوع
جزاك الله خيرا
ننتظرك مع كل مايعطر الفكر
ويروى الارواح بعطر الكلم
بارك فيك الرحمن ونفع بك
اثابك المولى خير الجزاء







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-30-2010, 08:05 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
فاضل الحلو

الصورة الرمزية فاضل الحلو

إحصائية العضو








فاضل الحلو غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

اخيتي نور


ما اروع سيرة حبيبنا ورسولنا وقائدنا



نقلتها لكم كي ينتفع بها المؤمنون


جزيتي خيرا


وبوركتي






آخر مواضيعي 0 ليليان ....
0 قصيدة (غير متفق عليها )
0 مرثية للشاعر ثائر الحيالي
0 الفُ ليلة وأنثى
0 رجلُ بطعم السماء - للشاعر علي حميد الشويلي
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 03:33 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ام معاذ

الصورة الرمزية ام معاذ

إحصائية العضو







ام معاذ غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

جزاك الله خير اخى فاضل

اسمح لى اضافة روابط لمن يريد تحميل هذه الرساله الرائعه

على جهازه

رابط القرأة << اضغط هنا >>

رابط التحميل << اضغط هنا >>

جعلها الله فى ميزان حسناتك ورفع بها درجاتك






آخر مواضيعي 0 الرئيس محمد حسني مبارك يعلن تنحيه عن منصب رئيس الجمهورية
0 رساله عاجله الى المعتصمين فى ميدان التحرير والى كل المتناحرين على الحكم
0 تحكيم شرع الله ضرورة شرعية وعقلية
0 صور من تعامل السلف مع الحكام
0 الجمع بين الخوف والرجاء - لفضيلة الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب رياض الصالحين
رد مع اقتباس
قديم 03-31-2010, 04:56 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
فاضل الحلو

الصورة الرمزية فاضل الحلو

إحصائية العضو








فاضل الحلو غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مفاهيم أساسية لدراسة السيرة النبوية ((ارجو التثبيت ))

بوركتي ام معاذ



جزاك الله الجنه



حفظك المولى






آخر مواضيعي 0 ليليان ....
0 قصيدة (غير متفق عليها )
0 مرثية للشاعر ثائر الحيالي
0 الفُ ليلة وأنثى
0 رجلُ بطعم السماء - للشاعر علي حميد الشويلي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator