العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01-08-2016, 09:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

New1 أبو ذر الغفاري

أبو ذر الغفاري
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
ما هي الشهادة التي حازها أبو ذر الغفاري من رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟
أيها الأخوة, مع الدرس الثامن والأربعين من دروس سيرة صحابة رسول الله رضوان الله عليهم، وصحابي اليوم هو سيدنا أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَا أَظَلَّتْ الْخَضْرَاءُ, وَلَا أَقَلَّتْ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ, وَلَا أَوْفَى مِنْ أَبِي ذَرٍّ شِبْهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام, فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: كَالْحَاسِدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَفَتَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ فَاعْرِفُوهُ لَهُ))
وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ, فَقَالَ:
((أَبُو ذَرٍّ يَمْشِي فِي الْأَرْضِ بِزُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام))
[أخرجه الترمذي في سننه عن أبي ذر]
بالمناسبة فإن شهادة النبي صلى الله عليه وسلَّم لأصحابه شهادة حق، لأنه لا ينطق عن الهوى، ولأنه عليه الصلاة والسلام لا يعرف المحاباة والمديح، ولأنه الإنسان الكامل، فإذا مدح صحابياً يمدحه بما فيه، ولا ينطق عن الهوى أبداً، إن هو إلا وحي يوحى .
لذلك هؤلاء الذين سعدوا بوصف النبي عليه الصلاة والسلام هم سعداء حقاً، كيف لا, وقد قال الله عز وجل عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم ورضوا عنه:
﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾
[سورة الفتح الآية: 18]
من هو السعيد, وهل للنسب أية قيمة إذا لم يكن على صلة بالاستقامة والتقوى, ومتى يعترف بالنسب ؟
يا أيها الأخوة الكرام، والله الذي لا إله إلا هو ما في الأرض شيء أثمنُ من أن يرضى الله عنك، ولو كنت معذباً، ولو كنت فقيراً، ولو كنت مضطهداً، ولو كنت ضعيفاً، ولو كنت تعاني ما تعاني، ولو كنت في أدنى درجة السلّم

الاجتماعي، فإذا رضي الله عنك فأنت أسعد الناس, لذلك فالذي قال:
فليتك تحلو والحياة مريــــرة وليتك ترضى والأنام غِضــابُ
وليت الذي بيني و بينك عامــر وبيني وبين العالمين خَـــرابُ

لقد صدق, لكنه لِمن ذاق طعم الإيمان، وذاق طعم القرب، وذاق طعم الرضى، وذاق طعم أن يشعر الإنسان أن الله يحبه، وأن خالق الكون يرعاه، ويحميه، ويدافع عنه، ويجعل له وُدًّا، قال عز وجل:
﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾
[سورة مريم الآية: 96]
الإنسان أحياناً يملأ الدنيا إذا كانت له صلة مع شخص مهمٍّ، وإذا كانت معه صورة له، يضعها في جيبه دائمًا، وكلما التقى بإنسان, يقول: كنا بالأمس معًا في سهرة لعله إنسان لا قيمة له عند الله أبداً، فكيف إذا كانت لك مودة مع خالق الكون؟ .
على كل؛ وكما كنت أقول هذا لكم كثيراً: مهما يكن وضعك الصحي، أو الاجتماعي أو الاقتصادي، أو العلمي، أو الطبقي، أو العرقي، فلا شيء يحول بينك وبين أن تكون بطلاً عند الله عز وجل, من أي منبت كنتَ، من أي مشرب، من أي طبقة، من أي عرق، من أي جنس، من أي أمة، من أي لون، من أي شكل، من أي وراثة، من أي أسرة، من أي منطقة، أبداً, لأن هذا الدين دين الله عز وجل، وليس هناك عقبة إلا منك، لذلك ترون مِن الصحابة مَن هم في قمم النسب القريشي؟ ومن الصحابة من هم دخلاء على قريش، فسلمان وبلال وصهيب دخلاء على قريش، ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام؟:

((سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ))
[أخرجه الطبراني في الكبير]
النبي عليه الصلاة والسلام ألغى النسب كله، قال:
((أنا جد كل تقي, ولو كان عبداً حبشياً))
هذا هو الإسلام، وما سوى ذلك جاهلية، فأيُّ إنسان يعتد بنسبه إن لم يكن مستقيماً فلا شأن له ، لكن النسب مع الاستقامة فهو على العين والرأس، تاج يُتوَّج الإنسان به، أما نسب بلا استقامة فكلام فارغ، قال تعالى:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
هذا شعار من يفتخرون بالأنساب دون أن يستقيموا على أمر الله، قال تعالى:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾
[سورة المسد الآية: 1]
فأيُّ إنسان يعتد بأسرته، بوسامته، بذكائه، بقومه، بأمته, فهو اعتداد أعمى, إنْ لم يقدم شيئًا يرفعه، فهذا سلوك جاهلي، وتفكير جاهلي، ونمط جاهلي، فعَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ، وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ، فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ))
[متفق عليه, أخرجهما البخاري ومسلم في الصحيح عن المعرور بن سويد]
كل إنسان عنصري فهو جاهلي، كل إنسان يحابي إنسانًا لا لأخلاقه، ولا لعلمه، ولكن لنسبه، أو لاتصاله بقومه، أو لعشيرته، أو أسرته, فهو إنسان جاهلي عنصري، لذلك في هذا الدرس ترون أن هذا الصحابي الجليل كان من أطراف المدينة، وادٍ من الوديان التي تصل مكة بالعالم الخارجي .
تعرفون الوديان ممرات إجبارية، فهناك وادٍ يعد ممراً إجبارياً بين مكة والعالم الخارجي، في هذا الوادي الذي اسمه (ودان) كانت تنزل قبيلة غفار، وقد تسألون لماذا في الوادي؟ لأن الوادي مسيل الماء، وفي قعر الوادي قد تتجمع المياه، وقد ينبت الكلأ، لذلك هذه القبيلة، قبيلة غفار كانت تنزل في قعر الوادي الذي يصل مكة بالعالم الخارجي، يعني على الطريق، وكانت غفار قبيلة فقيرة جداً، تعيش من ذلك النزر اليسير الذي تبذله لها القوافل، أيْ تعيش على فتات القوافل .
ربنا سبحانه وتعالى نوَّع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم الغني, ومنهم الفقير، فمنهم القريب, ومنهم البعيد، ومنهم الحضري, ومنهم البدوي، ومنهم الذكي, ومنهم الأقل ذكاءً، ومنهم ذو العشيرة, ومنهم من كان دخيلاً على مكة .

من هو أبو ذر الغفاري, وما هي الميزات التي كان يتمتع بها, وعلام يبحث ؟
كان جندب بن جنادة المكنى بأبي ذر واحداً من أبناء هذه قبيلة غفار, وكان واحداً من هذه القبيلة التي تعيش في ذلك المكان، وعلى فتات القوافل، أو على قطع الطريق .
الإسلام أيها الأخوة, يصبغ الإنسان، وكنت أقول هذه الكلمة: لا يمكن أن يُضاف إلى كلمة مؤمن كلمة أخرى، فأي كلمة تضاف إلى المؤمن كلمة باطلة، لأن الإيمان يصبغ نفسية الإنسان بصبغة الكمال، قال تعالى:
﴿صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ﴾
[سورة البقرة الآية: 138]
لكن هذا الصحابي الجليل كان يمتاز بجرأة القلب، ورجاحة العقل، وبُعْدِ النظر .
اليوم زارني إنسان يتمتع بقدرات فكرية عالية جداً، قلت له: إنّ النبي عليه الصلاة والسلام عجب لا من إسلام خالد، ولكن عجب من تأخر إسلام خالد، قال له:

((عجبت لك يا خالد! أرى لك فكراً))
معناها الإسلام متوافق توافقاً تاماً مع العقل، كل من كان له عقل راجح يجب أن يستسلم لله عز وجل، هذا التلازم بين العقل الراجح وبين التدين، هذا تلازم ضروري، وتلازم ثابت وحتمي، فالنبي لما رأى سيدنا خالدًا، وقد أسلم قبل عام الفتح بقليل، قال له:
((عجبت لك يا خالد! أرى لك فكراً))
إذاً: سيدنا أبو ذر كان يمتاز بجرأة القلب، ورجاحة العقل، وبُعْدِ النظر، وفطرته كانت تأبى أن يعبد الأصنام، كان يضيق أشد الضيق بهذه الأوثان التي تُعبد من دون الله، ويستنكر على قومه، يستنكر فساد دينهم، وتفاهة معتقدهم .
كان عندنا درس للدعاة يوم السبت، فأحد أخواننا الكرام ألقى محاضرة مِن مقرر تاريخ الأديان، وفي هذه المحاضرة حديث عن الديانات في الهند، وقرأ لنا مقتطفات من قول رجل راجح العقل هناك، وله مكانة كبيرة جداً، يفضل البقرة على أمه، ويرى أن هذه البقرة يجب أن تُعبد من دون الله .
فالإنسان حين يرى تفاهة عقل الآخرين، فذاك الرجل له عقل راجح، والدليل وصل إلى قمة المجتمع الهندي، ومع ذلك حين تحدث عن دينه الهندوسي، وتحدث عن البقرة، وكيف أنها أفضل من أمه, وقال: هو يرضع من أمه سنتين فقط ، لكنه يشرب الحليب من البقرة طوال حياته ، إذاً: البقرة أفضل من أمه؟ هذا ما سمعناه منقول بنصه الحرفي .
فكان أبو ذر رضي الله عنه يضيق أشد الضيق بقومه، ويتطلع إلى ظهور نبي جديد، يملأ على الناس عقولهم وأفئدتهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 01-09-2016, 04:49 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أبو ذر الغفاري

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 01-11-2016, 06:06 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: أبو ذر الغفاري

الغاليه نووور

جزآك الله جنةٍ عَرضها آلسَموآت وَ الأرض
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
آسأل الله أن يَرزقـك فسيح آلجنات !!
دمتـمّ بـِ طآعَة الله







آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator