العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > منتدى صدفة العام

منتدى صدفة العام مواضيع عامة, مقتطفات, مواضيع جديدة، معلومات عامه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-05-2008, 04:38 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي عنف الفرشاة وعنف المشاعر

عنف الفرشاة وعنف المشاعر



ليس من السهل أن نرى اللوحة الفنية
معروضة أمامنا، ونحن لا ندرك الكيفية التي تعاملت اليد الفرشاة معها وهي تمر علي سطح اللوحة بألوانها.
فمثل هذه العملية التي تبدو اعتباطية وبنت لحظتها، ما هي في حقيقة أمرها إلا الخبرة
وقد أخذت شكلا تنفيذياً
فالكثير منا يرى اللوحة
جاهزة معروضة للأعين وللسان,وكأنها ليست إلا ألوان فوق ألوان مرت عليها
الفرشاة والذاكرة فصنعت منها
أشخاصا وأمكنة ومراع وجسورا
وأحذية وأشكالا مغايرة
أو مطابقة لما هي في الواقع.
والقليل منا من يعود إلى الخبرة، إلى تلك اللغة النقدية والمعلوماتية التي تخص اللون
والفرشاة ويد الفنان
كي يدخل عالم اللوحة من أجل فك رموزها

بينما يمعن المشاهد , وبيده أحيانا مكبرة للرؤية، في تفاصيل اللوحة وكتلها
ونسب مساحاتها وتدرج توناتها
وحساسية الظل والضوء فيها
ومستويات السطح والتناظر،
وفي التداخل بين ألوان كتلها
وفي تغيرات الحال الشعرية للموضوع بين الرسام والمتلقي... الخ.
فيقبل اللوحة أو يتركها.
هذه العملية التأملية ــ المعلوماتية للمشاهد
لا تبني نفسها لمجرد أن مشاهدا
ما يمتلك معلومات أولية
عن عمل الفنان ومستويات معارفه
وما سبق ان عمله وتاريخ الحال
أو المدرسة الفنية
إنما هي الخبرات وقد تجاورت في الرؤية بين عالمين: عالم فني لا يتعامل مع الواقع
كما هو معطى خارجياً
وعالم المشاهد المتعدد والمتغير الأذواق
والرغبات.والذي يخضع للسوق والإعلام..

هذا العالمان معا يرسمان اليوم
حركة الفن والسوق.
فالرسام لا يتعامل مع الأشكال
لمجرد أنه يراها بعينه، بل يراها
بعين مختبرٍ للألوان وقد أدخلها
في سياق بصري كوني.
عندئذ لابد له من معرفة دقيقة
بتفاصيلها التشريحية أولاً، وكتلها والمتغيرات التي تصاحبها تبعا لتعدد الرؤية لها ثانياً
وبما يسمي تاريخ الحال للمنظر.
ثالثاً: هذان العالمان ــ عالم الواقع وعالم المتلقي
معا ينتجان اليوم القراءة الحديثة للوحة..
وبالطبع فان الفنان أثناء عمله باللوحة
يدرك انه في لحظة إبداع مفردة
لها خصوصية لا يمكن استنساخها أو إعادتها.
أي بمعني أن لا واقع معاشا
لحظة الرسم إلا الواقع
الذي يراه في مخيلته منــقولا
إليها من المعايشة السابقةولا مشاهد ما ينتظره
كي ينتهي من اللوحة.
بل كل ما عنده هو الشحنة الشعورية
التي تهيئ له مناخا نفسيا للعمل
وتمكنه من أن يكون في مستوي الصراع
بين الواقع المعطي سابقا وبين ما بقي
من هذا الواقع في المخيلة منقــولاا
بالفرشاة على سطح ما.
وهي شحنة متجددة متغيرة
كما لو كانت تيارا لا ينقطع،
ومناخا من اليقظة والانتباه
قد لا يتوفر في لحظات أخري.
العنف هنا كامن في الإمساك
بهذه الشحنة دون أن تفلت
من عصب الفنان ويقظته.
مما يعني أن عملية الخلق ليست اعتباطية
أو آنية بل لها قواعد معينة
ومتغيرة وتتحرك داخل خبرة
ليس من السهل المحافظة عليها
مستمرة معه في كل محاولة'

وقد فصل علم نفس الإبداع هذه الشحنات
وفرز لها حيزا من الفهم والدرس
وقاس وجودها وقيمتها
من خلال تعدد الرسمات للموضوع الواحد..
وقد لا تكون هذه الشحنة للفنان التشكيلي
لوحده، فهي شاملة لكل فروع
الإبداع ولكنها مختلفة من فن لفن آخر
أقربها للرسم هو الشعر..
فهي مثلا في كتابة النصوص السردية
تتباطأ بعض الشيء لما تحتاجه
اللغة المكتوبة من تناسق العلاقة
بين المنطوق والمكتوب.
وهي في الشعر قد لا تكون كتابة القصيدة هي القصيدة، بل المناخ الذي أنتجت فيه.
مما يعني ثمة عوامل خارجية ونفسية
تتداخل وتمارس دورا في إنتاج القصيدة
والفن التشكيلي اقرب إلى الشعر
في التعامل مع مواده الأولية
ومع اللحظة الزمنية المنسابة.
ففي الفن التشكيلي يجد الفنان نفسه في تداخل مكاني ــ شعوري ــ نفسي ــ لوني مختلط.
قد لا نجده في السرد أو في التصوير
ولا في المسرح.
وهناك تأثير المواد الأولية وأنواعها علي المخيلة واستحضار اللحظة الشعورية.
فالألوان بالنسبة للفنان لغة مبهمة
لا تفك طلاسمها إلا في لحظة نفسية شعرية
غاية في السرية.
الألوان والأقمشة والأدوات
والمختبرية ومنها الأقلام والورق
وغيرها من عدة المشغل.
ليست إلا مجسات اليد لعالم اللوحة المبهم. مضافا إليها الخبرة الذاتية في التعامل معها والكيفية
التي يتقن الفنان بها لاستخراج عشرات
النسب اللونية التي تتلاءم وسياق التدفق الشعوري عن

وما يمكنه أن يفعل بها في لحظة
تمتزج فيها المدركات الحسية بالنفسية، بتدرج الموضوع، بالطريقة الفنية، بالبنية الاعتباطية لحركة اليد والحواس وهي تتوحد كليا في خلق فني لا يشابهه خلق آخر. بمثل هذه الأحاسيس المتجمعة
لأحاسيس سابقة لها، لدي الفنان نفسه
تبدأ اليد وهي تمسك فرشاتها ب
وضع اللون في المكان المخصص له.
لكننا ونحن نصف هذه العملية
مستجلبين لها من ظاهرة تعاملنا مع القلم
قبل الكومبيوتر نعيد بها تصورا خاصا
عن الكتابة القديمة
وقد وجدت في نوع الحبر
والأداة طريقة للتمايز الشخصي
بين كتابة وأخرى.

م0ن






منقول






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-05-2008, 05:25 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: عنف الفرشاة وعنف المشاعر

رائع طرحك .. هنا غذاء العقول على متصفحك

نور .. الاخت الكريمة


تسلمى على موضوعك القيم

لا تحرمينا روائعك

دعواتى لكى بكل الخير






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 11-20-2008, 03:54 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: عنف الفرشاة وعنف المشاعر

احمد المصرى
اسعدنى مرورك اخى
اجمل التحايا القلبية







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator