العودة   شبكة صدفة > المنتدى السياحـى > السياحة العالميه

السياحة العالميه Tourism around the world،Malaysia, Thailand, Egypt, Africa, Asia, Europe,Pharaoh, Luxor, Sharm El Sheikh, Italy,Tourism

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04-06-2011, 02:16 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي لوحات عالمية رائعة


سنستعرض في هذا الموضوع
البعض من اشهر اللوحات العالمية ..
وبعض المعلومات عنها ...
اتمنى يعجبكم وتستفادو من الموضوع ...
...







لوحة فينسنت فان كوخ" ليلة مرصعة بالنجوم" أكثر أعمال كوخ شهرة وقد ألهمت كثيرا من القصص الأدبية والنصوص الشعرية والأعمال الموسيقية وأغنية دون ماكلين الشهيرة فانسيت او استيرى نايت كانت من وحى تلك اللوحة الشهيرة.

رسم فينسنت اللوحة عندما كان في" سانت رمى" في الوقت الذي كان سلوكه فيه عصبي جدا بسبب شدة المرض العقلي الذي عانى منه.وقد ظهر ذلك الاضطراب في ألوان اللوحة وطريقة الرسم.

بالمقارنة مع أغلب أعمال فان كوخ الفنية ، ليلة مضيئة بالنجوم رسمت من الذاكرة وليست كلوحاته الأخرى التي رسمت من وحى الطبيعة. وبالرغم أن ليلة فان كوخ المضيئة بالنجوم ليس فقط عمله الأكثر شهرة، لكنها اللوحة التي نالت كثيرا من التفسيرات والقراءات على مرّ السنين، العديد من المدارس النقدية الفنية حاولت تخمين المعنى المتضمن في تلك اللوحة وأهميته


*****************





لوحة حقل الذرة والغربان

لوحة ترمز الى السوداوية والكآبة التي مر بها الفنان
الغربان ترمز الى الموت الذي ينقض على الحقل بدون ارادته

الحقل والزرع يموج بالحياة في مناطق معينة ( لون أخضر ) وفي مناطق اخرى اليبوسة والموت اللون الاصفر

لوحة متشائمة ومع ذلك هنالك بصيص امل من خلال رسمه الدرب او الطريق ( في منتصف اللوحة )المفتوح الى ما نهاية .

*****************




أغلى لوحة في العالم

لوحة زهرة عباد الشمس


*****************





لوحة يكسر فيها فان كوخ التقاليد ويضرب بها بالاحذية


*****************







الموناليزا
-- يبقى سر الابتسامة الغامضة والمحيرة للموناليزا التي رسمها الفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي رمزا للأنوثة، ومع ذلك هناك عدد من الأسئلة المحيرة: هل الموناليزا من اختراع دافينشي؟ أم هل هي سيدة من شوارع فلورنسا أصبحت ملهمته في القرن الخامس عشرة؟

وقد اختلف المؤرخون لقرون عديدة حول هوية الموناليزا، وبرزت عدة نظريات، منها من يقول إنها والدته، أو رسم شخصي له أو حتى أنها قد تكون عاهرة من المدينة.

أو أن الموناليزا شخص عاصر فعلا الفنان، وأنها زوجة تاجر حرير ثري.
فقد عثر الباحث الإيطالي جوزيبي بالانتي، الذي أمضى 25 عاما يبحث في أرشيف المدينة، على وثائق تسجيل لعقارات وزواج تمت في تسعينات القرن الخامس عشرة، تثبت أن الموناليزا كانت شخص حقيقي، وأن عائلة ليوناردو دافينشي كانت على صلة وطيدة بزوجها فرانسيسكو ديل جيوكوندو، تاجر حرير ثري.

ليوناردو دافنتشى رسمها ما بين عامي 1503 و1506 صهرت عبقريته وشخصيته الفذة مع السحر الذي حمله عصر النهضة بضوء حثيث يقشع ظلامية العصور الوسطى بألوانها الشفافة في مزيج رائع يمثل روح الفن بذاته". وتضيف إن الصورة مرسومة بالزيت على لوحة خشبية ترتفع 77 سنتيمترا وعرضها 33 سنتيمترا وتصور سيدة يحيط بهويتها الغموض وبين ثنايا بسمة خفية أراد الفنان أن يبوح برسالة

وصور ليوناردو ببراعته المرهفة وجه "الجوكوندا" مواجها بينما يلتفت جذعها قليلا في وضع استندت بذراعها على مسند المقعد بينما ارتخت يدها اليمنى برقة على يدها الأخرى وقد جردها، على عكس ما كان متبعا في هذا العصر، من كل أشكال الحلي والمجوهرات التي كانت النساء يكثرن من ارتدائها فيما أحاط شعرها المنسدل بوشاح شفاف يتدلى فوق جبهتها بالكاد.
ويتسم وجه "موناليزا" بغموض وسحر كثر الجدل حياله على مر السنين في مختلف المحافل، ويعتقد أنه يتأتى من ضوء داخلي حيث لا يلحظ شد في أي من عضلات الوجه المسترخية في دعة نادرة ويسقط هذا الضوء على وجهها وصدرها وذراعيها ويديها من أعلى على يمينها ليبقى الجزء الأسفل من اللوحة في الظل.

الموناليزا كأشهر تحفة فنية في العالم، لا تعود إلى ابتسامتها الغامضة ولا إلى التأويلات الغريبة التي نسبها إليها بعض مؤرخي الفني والمتحذلقين ممن يؤمنون بنظرية المؤامرة.
والأمر ببساطة هو أن الموناليزا كانت مشهورة لأن ليناردو دافنشي أعلن على الملأ أنها كانت أفضل إنجازاته. كما يحمل اللوحة معه أينما سافر ومهما كانت وجهته وإذا سئل عن السبب أجاب أنه صعب عليه أن يبتعد عن أسمى عمل عبّر فيه عن الجمال الأنثوي.
وبالرغم من ذلك فقد شك كثيرون من مؤرخي الفن بأن حب دافنشي للموناليزا كان مرده براعته الفنية الفائقة في رسمها. لأن الحقيقة هي أن اللوحة لم تكن أكثر من صورة عادية جدا رسمت بأسلوب سفوماتو الضبابي.
وقد ادعى كثير من الباحثين أن تبجيل دافنشي لعمله هذا كان لسبب أكثر عمقا ألا وهو الرسالة الخفية التي تكمن في طبقات الألوان. فقد كانت الموناليزا في الواقع واحدة من أكثر الدعابات الخفية في العالم. وقد تم الكشف عن تركيبة المعاني المزدوجة والتلميحات الهازلة الموثقة والواضحة في اللوحة، في معظم كتب تاريخ الفن. وبالرغم من ذلك كانت الغالبية العظمى من الناس لازالت تنظر إلى ابتسامة الموناليزا على أنها سر عظيم وغامض.


مقطع من رواية شفرة دافنشي


"يمكنكم أن الخلفية المرسومة وراء وجهها غير مستوية"
لقد رسم دافنشي خط الأفق من جهة اليسار أخفض بشكل كبير من اليمين !.
هل أخطأ في رسمها إذن ؟
كلا. لم يفعل دافنشي ذلك في معظم الأحيان. في الواقع أن هذه خدعة بسيطة قام بها دافنشي.
عندما رسم دافنشي الريف من جهة اليسار بشكل أخفض، جعل الموناليزا تبدو أكبر بكثير من جهة اليسار عما هي في جهة اليمين. وهي تلميح خفي قام به دافنشي.

فعلى مر العصور حددت مفاهيم الذكر والأنثى جهتين .
فاليسار هو الأنثى واليمين هو الذكر.
وبما أن دافنشي كان شديد الإعجاب المبادئ الأنثوية، لذا جعل الموناليزا تبدو أعظم من الجانب الأيسر.
هل كان لوطياً منحرفاً ؟
لم يستخدم المؤرخون تلك الكلمة بهذه الطريقة تماما.
لكن هذه صحيح، فقد كان دافنشي شاذاً جنسياً !
هل هو السبب الذي جعله مهتما بالشؤون الأنثوية والأمور من هذا القبيل؟
كان دافنشي يؤمن بالتوازن بين الذكر والأنثى.
ويعتقد بأن الروح البشرية لا يمكنها أن ترتقي إلا بوجود العناصر المذكرة والمؤنثة !

أصحيح أن الموناليزا هي صورة ليوناردو دافنشي نفسه؟
يقال أن تلك هي حقيقة تلك اللوحة.
احتمال وارد ,
فدافنشي كان شخصا يحب المزاح والمقالب،
كما أنه قد تم تحليل بواسطة الكمبيوتر للموناليزا وصورة دافنشي نفسه أكد وجود نقاط تشابه مذهل بين وجهيهما. لكن مهما كان يريد دافنشي قوله في اللوحة ،
فإن موناليزته هي لا ذكر ولا أنثى إنها التحام بين الاثنين !
وهي رسالة أراد دافنشي من خلالها الإشارة إلى الجنسين معا في آن واحد
لكن دافنشي قد ترك بالفعل دليلاً واضحا يؤكد أنه يفترض باللوحة أن تكون خنثى.

هل سبق لأحدكم أن سمع بإله مصري يدعى أمون؟
إنه إله الخصوبة الذكرية!
هناك صورة رجل برأس خروف وكتابة تقول أنه الإله المصري للخصوبة الذكرية.

إن أمون بالفعل ممثل على هيئة رجل برأس خروف وترتبط قرونه المقوسة الغريبة بالكلمة الدارجة التي نستخدمها بالانجليزية للدلالة على شخص مثار جنسياً عندما نقول هورني "Horny" التي أتت من هورن "Horn" أي قرن !
وهل تعلم من هو نظير أمون؟
الإلهة المصرية للخصوبة الأنثوية؟
إنها إيزيس .

"لدينا إذن الإله الذكر أمون" والإلهة المؤنثة إيزيس والتي كانت تكتب بحروف تصويرية ليزا L`isa "
AMON L`ISA
أمون ليزا
هل يذكركم هذا بشيء ما ؟
موناليزا...
ليس وجه الموناليزا هو الذي يبدو خنثى فحسب بل واسمها ايضا الذي هو عبارة عن كلمة مدموجة تدل على الاتحاد المقدس بين الذكر والأنثى.

وهذا هو سر دافنشي وسبب ابتسامة الموناليزا الغامضة .









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 02:18 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة



غــورنيـكــا
للفنان الإسباني بابلـو بيكـاسـو

غورنيكا هو اسم لقرية صغيرة في إقليم الباسك الإسباني تعرّضت في العام 1937 لهجوم بالطائرات والقنابل على أيدي القوات التابعة لنظام فرانكو بمعاونة من جنود المانيا النازية.
وقد راح ضحيّة المذبحة أكثر من ألف وستمائة شخص.
الحادثة فجّرت في حينها ردود فعل شديدة في العالم مستنكرة ومندّدة بما حدث، من خلال المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية. ووصلت أخبار المذبحة إلى باريس حيث كان يقيم الفنان الإسباني بابلو بيكاسو.
كان بيكاسو يفكّر في إنجاز عمل فني يجسّد فظائع الحرب الأهلية الإسبانية وما جرّته من موت ودمار، لكن حالة الاضطراب والتشوّش النفسي التي كان يعيشها نتيجة ذلك كانت تمنعه من تحقيق تلك الرغبة.
وقد وفّرت له الحادثة فرصة مواتية لتحقيق ما كان قد فكّر فيه مرارا، مع انه كان يكره السياسة وينفر من فكرة توظيف الفن لأغراض سياسية.
في تلك السنة أقيم معرض باريس الفني وهو مناسبة أراد من خلالها منظمو المعرض الاحتفال بالفن الحديث الذي يستخدم التكنولوجيا الحديثة ويقدم رؤية متفائلة لعالم مختلف عن عالم الثلاثينات الذي تخللته الحروب والاضطرابات السياسية والكساد الاقتصادي العظيم.
وعندما أنجز بيكاسو غورنيكا، دفع بها لتمثل إسبانيا في معرض باريس لتلك السنة.
اللوحة تصوّر فراغا تناثرت فوقه جثث القتلى وأشلاؤهم الممزّقة.
وهناك حصان في الوسط
وثور إلى أعلى اليسار،
بالإضافة إلى مصباح متدلٍّ من الطرف العلوي للوحة.
وعلى الأرضية تمدّدت أطراف مقطّعة لبشر وحيوانات.
بينما تمسك اليد الملقاة على الأرض بوردة وبسيف مكسور.
والى أعلى يمين اللوحة ثمّة يد أخرى تمسك بمصباح. ويبدو أن وظيفة المصباح المعلق في أعلى اللوحة هي تسليط الضوء على الأعضاء المشوّهة لتكثيف الإحساس بفظاعة الحرب وقسوتها.
أما الثور إلى يسار اللوحة فليس واضحا بالتحديد إلامَ يرمز، لكن ربما أراد بيكاسو استخدامه مجازيا للتعبير عن همجية المهاجمين ولا إنسانيتهم.
وهناك ملمح مهم في هذه اللوحة وهو خلوّها تماما من أي اثر لمرتكبي الجريمة، فليس هناك طائرات أو قنابل أو جنود. وبدلا من ذلك فضّل بيكاسو التركيز على صور الضحايا.
ردود الفعل الأولية على اللوحة اتّسمت بالنقد والهجوم الشديدين.
فالنقاد الألمان قالوا إنها مجرّد هلوسات كابوسية لرجل مجنون، وان بوسع أي طفل في الرابعة أن يرسم أفضل منها.
أما الروس فقد تعاملوا مع اللوحة بفتور.
ويبدو أن المنتقدين كانوا يعتقدون بأن الفن الواقعي أكثر قدرة على تمثيل الصراعات والحروب ومآسيها.
حتى العام 1981، كانت غورنيكا ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث بنيويورك، ومع ذلك فقد طافت بالكثير من المتاحف في أوربا وأمريكا.
وقد ُطلب من بيكاسو أكثر من مرّة أن يشرح مضمون اللوحة، لكنه كان يردّ دائما بأن تلك مهمّة المتلقي، وان اللوحة قابلة للعديد من التفسيرات المختلفة وحتى المتناقضة.
لكن رغم ذلك، أصبحت اللوحة تمثل صرخة بوجه الحرب وشهادة حيّة على حجم البؤس والخراب الذي تخلفه الحروب بشكل عام.
كان بيكاسو يطمح في أن تنتقل غورنيكا إلى إسبانيا في النهاية، لكنه كان يفضّل الانتظار إلى أن ينتهي حكم فرانكو العسكري.
وبعد سنتين من وفاة بيكاسو في العام 1973، توفي فرانكو نفسه. وفي 1981، قام النظام الجديد بنقل اللوحة إلى إسبانيا كأفضل احتفال بالذكرى المئوية لمولد بيكاسو.
وكانت تلك الخطوة رمزا لتحوّل إسبانيا الكبير من الديكتاتورية إلى عهد جديد من الحرية والديمقراطية.
غورنيكا هي اليوم من ضمن مقتنيات متحف الفن الحديث في مدريد.

*****************




«الفتاة ذات اللؤلؤة» ليوهانس فيرمير الرسام الهولندي





منذ فترة يسيرة باتت «الفتاة ذات اللؤلؤة» ثاني أشهر «بورتريه» لامرأة في تاريخ الفنون النهضوية الأوروبية، بعد «موناليزا» ليوناردو دافنشي. فهذه اللوحة التي لم يكن كثر يعرفونها، خارج إطار هواة الفن التشكيلي وهواة أعمال فيرمير، بشكل خاص،

«الفتاة اللؤلؤة» لا تقل عنها جمالاً.. وها هي اليوم لا تقل عنها شهرة. بل إن كثراً من المتخصصين، يبدون مستعدين اليوم لكي يؤكدوا إن «الفتاة ذات اللؤلؤة» تكاد تختصر وحدها أسلوب فن فيرمير كله، بما في ذلك روعته التلوينية وغموضه. ناهيك بأن الفتاة المرسومة نفسها، يمكنها أن تختصر لنا المثال الأعلى الأنثوي كما كان مطروحاً في زمن فيرمير،

فإذا كان ليوناردو دافنشي يقول في دراسته الشهيرة والتأسيسية حول الرسم، انه «كلما كانت خلفية الصورة غامقة أكثر، كلما بدا التفاوت والوضوح في الألوان المتعلقة بالشيء المرسوم أفضل وأهم»، فإن فيرمير يطبق هذه النظرية بشكل تام، في هذه اللوحة، فالمشهد الذي لدينا هنا هو مجرد خلفية غامقة تماماً، مما يتيح المجال للفتاة المرسومة أن تبرز بكل خطوط رأسها وجسمها وثيابها، وبكل تعابيرها.
والحال إن الأساس هنا إنما هو التعبير. فهذه الفتاة التي يرجح إنها كانت موديلاً أو خادمة في بيت فيرمير، أو ربما حتى عشيقة له
وفي هذا الإطار قد يكون مفيداً، منذ البداية أن نشير إلى بعض الباحثين الذين درسوا هذه اللوحة بعمق متذكرين قضية تتعلق بالرسم شديدة الأهمية كانت مطروحة في ذلك العصر الكلاسيكي، هي قضية تمثيل الفردية في اللوحة. وذلك انطلاقاً من سؤال فحواه:
هل إن الشخص المرسوم هو مجرد موديل، ألبس ثياباً لا علاقة له بها وطلب إليه أن يقف وقفة غريبة عن شخصيته لكي يُرسم فيمثل بالتالي خيال الرسام ورغباته،
أم إن الرسام رسم داخلي الشخصية الطبيعية نفسها بكلمات أخرى هل يمكن أن تتلمس في اللوحة، رغبات في إضفاء فردانية معينة على اللوحة،
أم أن الموديل إنما ينزلق هنا في السيمياء الجسدية لشخصية خارجة عنه.

هذه اللوحة لم يكن اسمها في الأصل «الفتاة ذات اللؤلؤة»، بل كان ثمة تأرجح دائم بين اسمين لها: «الشابة ذات غطاء الرأس وقرط الإذن»..
أما «الفتاة ذات اللؤلؤة» فانه الاسم المستحدث لها.
وإذا كان أول ما يلفت النظر في اللوحة بشكل عام هو قرط الإذن المصنوع من لؤلؤة تبدو مضيئة،
فان تفرساً معمقاً في اللوحة، سيكشف عن الأهمية القصوى للفم فيها. فالفم الجميل هنا نراه نصف مفتوح، وهي حركة كانت – في المدرسة الهولندية للرسم في ذلك الحين – تعكس سمة الشخصية وكأنها تريد أن تتوجه بالحديث إلى مشاهد اللوحة، عبر اجتياز الحدود التي لهذه اللوحة.. أي عبر خرق الحد الفاصل بين واقع المتفرج وخيال المرسوم.
أما الرأس ففيه انحناءة خفيفة تعطي الانطباع بأن الفتاة غارقة في أفكارها في الوقت نفسه الذي تحدق في المتفرج بكل حيوية.
من ناحية الملابس، نلاحظ أن ثوب الفتاة الخارجي اصفر مائل قليلاً إلى البني، وهو من دون أية زركشة ما يركز على اللون الأبيض اللماع للقبة.. وهو لون يتزامن مع لون اللؤلؤة، ولون بياض عيني الفتاة.
أما غطاء الرأس الأزرق والذي ينطلق منه ما يشبه الخمار الأصفر، فانه يعطي مناخ تفاوت لوني إضافي، بخاصة أن الخمار ينسدل على الكتف محيلاً غمق لون الثوب البني، إلى لون يبرز الخمار وأصفره البراق. في العالم التلويني الإجمالي للوحة،
من الواضح هنا أن فيرمير، كعادته في معظم لوحاته، يشتغل على ألوان صافية تكاد تكون محايدة من دون أية مدلولات حقيقية، مما يبرز هنا، وسط هالة اللون وقد عاد لون لا أكثر، صفاء الوجه وتعبير النظرات.
غير أن ما يمكن التوقف عنده إذ بلغت النظر حقاً، إنما هو – بشكل عام – الزي الذي ترتديه الفتاة. فهو زي يبدو اقرب إلى الثياب الراقية، وبخاصة إلى أزياء ذلك العصر التركية.
ويعرف أن ذلك العهد كان عهد حروب أوروبية ضد الدولة العثمانية أي ضد الأتراك..
ومن الواضح أن فيرمير إنما يعكس هنا، خارج إطار ضراوة الحرب والصراع، انبهار أوروبا المسيحية وافتنانها بالحياة اليومية للعدو العثماني. ولعل خير ما يعبر عن هذا، أكثر من الزى المرتدي نفسه، اللؤلؤة المعلقة قرطاً في الإذن.. فهي لؤلؤة من نوع وحجم كان من الصعب العثور على ما يماثله في أزياء الفتيات الأوروبيات في ذلك الحين. لكنه كان كلي الوجود لدى الشرقيات.
ومن هنا اعتبر الدارسون هذا القرط سمة شرقية أساسية في اللوحة، بخاصة أن فيرمير وضعه في منتصف اللوحة، في تناسق مع لمعان العينين، ليركز عليه ويضفي على وجوده أهمية معبرة. انه هنا، على الأرجح، ليعطي نظرة الفتاة كل معناها. وهو يفعل هذا بالتأكيد.
رسم فيرمير دي دلفت (1632 – 1675) هذه اللوحة نحو العام 1665، في وقت كانت شهرته قد استقرت..
وكان قد اتجه اساساً إلى رسم البورتريهات لصبايا يتنافسن زياً وجمالاً،
كما إلى رسم مشاهد داخلية للبيوت. وهو النمط الذي كان قد ساد هولندا في ذلك الحين. في زمن كان فيه الاقتصاد التجاري والانفتاح على العالم قد بدآ يعطيان الحياة المنزلية الداخلية أو فردية الأشخاص أهميتهما الفائقة في الحياة الاجتماعية.
ولئن كان فيرمير قد ترك لوحات عديدة تصور داخل البيوت والحركة فيها، فان البورتريهات التي رسمها لحسناوات، موديلات أو قريبات أو حتى عشيقات، تظل من ابرز أعماله في تلك المرحلة من حياته.

*****************

يتبع








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 02:26 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة




القبــلــة



للفنان النمساوي غـوستـاف كليـمـت
تعتبر لوحة القبلة لغوستاف كليمت من أشهر الأعمال الفنية العالمية التي أنجزت في القرن العشرين.
بل إن كثيرا من نقاد الفن لا يتردّدون في تصنيفها ضمن أفضل خمس لوحات في تاريخ الفن التشكيلي العالمي كلّه.
وقد أصبحت هذه اللوحة رمزا للأمل ومرادفا للجمال الأنثوي والانجذاب العاطفي بين الجنسين.
في "القبلة"، كما في أعمال كليمت الأخرى، ثمّة استخدام لافت للألوان الداكنة والخلفيات الذهبية والخطوط الزخرفية والعناصر الايروتيكية.
ورغم أن هذه اللوحة كانت في البداية مثار جدل واسع، فإنّها أصبحت في العقود التالية واحدة من أكثر الأعمال الفنية التشكيلية تفضيلا وشهرة.
وكان لها تأثير واسع على الحياة الثقافية في عصر كليمت، وضمنت له بالتالي شعبية كبيرة في أوساط مجتمع فيينا آنذاك.
اشتغل غوستاف كليمت في بدايات حياته الفنية بالديكور والزخرفة وتعلّم مهارات الحفر والنقش التي اكتسبها من والده، الفنان هو الآخر.
وهناك ملمح ثابت في كافة أعماله، يتمثل في غلبة اللونين الفضّي والذهبي عليها، كما كان يركّز بوضوح على تضمين لوحاته عناصر وتفاصيل زخرفيه.
ويبدو أن ميله للزخرفة كان بسبب افتتانه بالموازييك البيزنطي الذي اكتشفه أثناء تجواله في ضواحي فيينا والريف الإيطالي.
وقد تمرّد كليمت على القواعد والأساليب التقليدية التي كانت رائجة في عصره، وكان مناصرا قويا لأساليب الفن الحديث.
في " القبلة"، استخدم كليمت الأشكال المسطّحة والأنماط الزخرفية بشكل عام، وتعمّد أن يرمز للأنثى بخطوط دائرية وللرجل بأشكال مربّعة ومستطيلة.
ورغم بساطة هذه اللوحة ظاهريا، فإن رمزيّتها العميقة والمهارة الفائقة التي ُنفّذت بها كانت دائما مثار حديث أوساط الفنّ التشكيلي ودارسيه.
لوحات غوستاف كليمت تغطي مواضيع متنوّعة، بدءا من ثراء الطبقة البرجوازية في فيينا ومرورا بالمضامين الأسطورية والإشارات الايروتيكية وانتهاءً بجمال الطبيعة.
وبالإضافة إلى الرسم، عمل كليمت في السياسة، وكان مدافعا عنيدا عن الفنانين الشباب الذين كان يشجّعهم على الثورة على الأساليب الفنية المحافظة في ذلك الوقت. كما أنشأ مجلة استقطب لها الآلاف من الفنانين الصاعدين من مختلف أرجاء العالم وعمل على نشر أعمالهم الثورية والتجديدية.
على المستوى الشخصي، كان كليمت منجذبا بقوّة نحو النساء،
بل انه كان يستخدم بغايا كموديلات للوحاته.
والكثير من رسوماته اعتبرت في عصره حسيّة أكثر من اللزوم وجريئة بما يكفي لتحدّي الأعراف والقواعد السائدة في مجتمع فيينا خلال السنوات الأولى من القرن العشرين.
في شهر يناير من عام 1918 أصيب كليمت بجلطة مفاجئة شلّت حركته وأضعفت قواه ليتوفّى بعدها بشهر عن عمر ناهز الخامسة والخمسين.

*****************





الأرجــوحـــة



للفنان الفرنسي جان اونوريه فراغونار

تعتبر مشاهد المجون والتخّلع والولع بالنساء تجسيدا لروح مدرسة الروكوكو في الفن
الأوربي.
كان جان اونوريه فراغونار تلميذا لشاردان ومن ثم لبوشير، قبل أن يرحل إلى إيطاليا
حيث تعلق هناك بفن الباروك .
وفي هذا الوقت تخصّص في رسم عدد كبير من اللوحات التي تعالج مواضيع وشخصيات
تاريخية.
وعند عودته إلى باريس، سرعان ما غيّر فراغونار أسلوبه الفني واتجه إلى رسم مواضيع
ايروتيكية ، والى هذه المواضيع بالتحديد تنتمي لوحته الأشهر الأرجوحة.
ما أن أنهى فراغونار رسم لوحته هذه حتى أصبحت حديث نقاد الفن في أوربا، ليس فقط
بسبب تكنيكها الفني وانما أيضا بسبب الفضيحة التي خلفها.
ففي اللوحة يظهر نبيل شاب وهو يحدّق في تنّورة السيدة المتأرجحة على الشجرة، بينما
يبدو في الخلفية الكاهن العاشق الذي اضطرّها بملاحقاته المتحرّشة إلى اللوذ بذلك
المكان المرتفع.
وبنفس هذه الروح أنجز فراغونار عددا من لوحاته الأخرى الشهيرة مثل قبلات مسروقة، و
خدعة الرجل الأعمى.
وبعد زواجه في 1769 ، بدأ فراغونار رسم لوحات تصوّر مشاهد عائلية وطفولية وحتى
دينية.
بالنسبة للكثير من النقاد، تعتبر لوحة الأرجوحة تجسيدا لروح النظام الملكي عشية
قيام الثورة الفرنسية

*****************





عشـاء فـي رحلـة بالقــارب
للفنان الفرنسي بيــير أوغســت رينــوار

تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم أعمال بيير رينوار. وقد رسمها أثناء رحلة له مع بعض أصدقائه بالقارب على ضفاف السين.
في هذه اللوحة نرى أصدقاء رينوار من الرجال والنساء الذين ينتمون إلى خلفيات ومهن مختلفة وهم مجتمعون داخل مقهى شهير في ضاحية شاتو الباريسية.
وبين هؤلاء صحفيون وممثّلات وعارضات أزياء. كما تظهر في اللوحة "الين" ذات العشرين عاما والتي أصبحت في ما بعد صديقة لرينوار ثم زوجة له.
موضوع "عشاء في رحلة بالقارب" لا يختلف كثيرا عن مواضيع لوحات رينوار الأخرى. كان رينوار يرسم رجالا ونساء يعيشون حياة بسيطة ويمتّعون أنفسهم ويستمتعون بالحياة بطريقة مرحة وتلقائية. وأماكنه المفضّلة كانت الطبيعة ، و صالات الرّقص حيث كان يصوّر الشبّان والفتيات وهم يسترخون ويتحدّثون ويراقص بعضهم بعضا.
لكن مؤسّسة الفنّ الرسمية في فرنسا آنذاك لم تكن تستسيغ مثل تلك المشاهد، وكانت تلحّ على الفنّانين برسم مناظر تاريخية أو دينية أو أسطورية تظهر صورا لآلهة وملوك وملكات وأبطال من الأزمنة القديمة.
ومع ذلك تحدّى رينوار هذا العرف ورسم ما كان يعتبره صورا من الحياة الحديثة في ذلك الوقت بأسلوبه المبتكر والمضيء.
أكثر ما يلفت الانتباه في هذه اللوحة الرائعة هي تلقائية الموضوع وحيوية شخوصه وألوانه المترفة، إذ يغلب الزهري والوردي وظلالهما على عموم المشهد. وممّا يفتن العين بشكل خاص في هذه اللوحة الطريقة البارعة التي اتّبعها رينوار في رسم الطاولة ذات القماش الثلجي وكذلك الزجاجات البلّلورية اللامعة والكؤوس الفضّية المتوهّجة المصفوفة على المائدة.
كان رينوار في حياته إنسانا عصبيا وقلقا رغم عشقه الكبير للحياة ومن الواضح أنه لم يكن يرتاح كثيرا لشخصيات الطبقة الراقية. ومواضيع لوحاته بشكل عام كانت قريبة من حياة الطبقة الوسطى. ومن بين كافّة الرسّامين الانطباعيين كان رينوار ينحدر من خلفية اجتماعية متواضعة، فقد كان والده خيّاطا يعول سبعة أطفال كان "بيير أوغست" سادسهم.
لوحات رينوار المرحة ومشاهده المتفائلة المليئة بالضوء والموسيقى والوجوه النضرة التي رسمها في السنوات الاخيرة من حياته لا تعكس المعاناة التي تحمّلها الفنّان في ذلك الوقت جرّاء إصابته بالتهاب المفاصل، وهو المرض الذي أدّى في النهاية إلى إصابة يديه بالشلل ومن ثم توقّفه عن الرّسم بشكل تامّ بعد ذلك.


*****************





الحرّيـة تقــود الشعــب
للفنان الفرنسي يوجيـن ديـلاكـــروا

كان يوجين ديلاكروا أكثر رسّام ارتبط اسمه بالحركة الرومانسية في الفنّ والأدب.
وقد اقتفى الفنّان خطى الشاعر بايرون إلى اليونان، فصوّر بخياله مشاهد عنيفة ومؤثّرة من حرب الإستقلال اليونانية التي شارك فيها الشاعر الرومانسي الإنجليزي الأشهر.
هذه اللوحة ربّما تكون أشهر أعمال ديلاكروا وأكثرها احتفاءً، وقد أصبحت رمزا للثورة والحرّية. وفيها يصوّر الفنان انتفاضة الشعب الفرنسي عام 1830 ضدّ حكم عائلة دي بوربون على أمل استعادة النظام الجمهوري الذي نشأ مباشرةً بعد اندلاع الثورة الفرنسية الأولى في العام 1789 م.
الشخصية المحورية في اللوحة هي رمز الحرّية نفسه. وقد رسمه ديلاكروا على هيئة امرأة فارعة الطول وحافية القدمين وقد انزلق رداؤها عن صدرها في خضمّ المعمعة وانشغالها بحشد الناس من حولها استعدادا للمعركة النهائية التي ستقود إلى الحرّية والخلاص.
تبدو المرأة هنا وهي ترفع العلم بيد وتمسك بالاخرى بندقية وقد أشاحت بنظرها جهة اليمين كما لو أنها غير آبهة بأكداس الجثث أمامها ولا بما يجري حولها من جموح وغضب.
ومن بين سحب الدخان في الخلفية تظهر أبراج كنيسة نوتردام التي رسخ اسمها في الأذهان بعد رواية فيكتور هوغو لتصبح في ما بعد رمزا للرومانسية الفرنسية.
ولم ينس ديلاكروا أن يرسم نفسه في اللوحة إذ يبدو في يسار اللوحة مرتديا قبّعة طويلة وممسكا ببندقية.
كانت عادة الفنّانين والشعراء منذ القدم أن يرمزوا للحرّية والعدالة بنساء جميلات. وقد كرّس الفرنسيون هذا التقليد باختيارهم "ماريان" رمزا للحرّية الفرنسية.
واختيار ديلاكروا لامرأة عارية الصدر كرمز للحرّية قد يكون أراد من خلاله الإشارة إلى أن الثورة تنطوي على "إغراء وفتنة"، وإلى أن العنف الذي يصاحبها هو جزء لا يتجزّأ من الإيمان بالتغيير الجذري وحكم الجماهير.
الثوّار المنتفضون فشلوا في إعادة الجمهورية آنذاك، لكنهم استطاعوا إنهاء الحكم الملكي المطلق واستبداله بملكية نيابية.
ومضمون هذه اللوحة، العنيف إلى حدّ ما، قد لا يعبّر عن النتيجة التي آلت إليها الثورة في النهاية، إذ انتهت بظهور نخبة بورجوازية عاقلة استلمت الحكم وأعادته تدريجيا إلى الشعب.
"الحرّية تقود الشعب" قد تكون تجسيدا للحّرية التي تخالطها الفوضى، ومن المرجّح أن يكون ديلاكروا قصد أن يكون المشهد بعموم تفاصيله وشخصياته تعبيرا عن معنى الثورة في بعدها الرمزي والفلسفي، أي ذلك المزيج من الجموح والشهوة والجريمة والعنف.


*****************






شـارع باريـسـي ذات يـوم ممطــر
للفنّـان الفرنسـي غوستــاف كايـّيــبــوت

في هذه اللوحة الجميلة يحاول غوستاف كاييبوت تصوير مزاج الناس في أحد أيّام باريس الممطرة، تماما كما كان يفعل معاصروه من كبار الفنّانين الانطباعيين مثل مونيه ورينوار وديغا وغيرهم.
اللوحة تظهر ساحة واسعة للمشاة، وفي مقدّمة المشهد إلى اليمين يظهر رجل وامرأة يرتديان ملابس عصرية وهما يمشيان على الرصيف وقد أمسك كلّ منهما بمظلة تقيه المطر المنهمر.
في العام 1851 قرّرت حكومة نابليون الثالث تحويل شوارع باريس القديمة والرثّة إلى منظومة متكاملة من الشوارع والطرقات الواسعة والحديثة.
ونتيجةً لاعمال التجديد والترميم تلك، تحوّلت باريس إلى عاصمة عالمية ومركز تجاري حيويّ. واللوحة تصوّر جانبا من جادّة سينت لازار التي نالت القسط الأوفر من عمليات التطوير وإعادة البناء.
وقد أنجز مانيه ولوتريك ومونيه بعض اشهر لوحاتهم الفنية في هذا المكان.
كاييبوت كان ينتمي إلى عائلة ثريّة كانت تمتلك هي الأخرى عقارات في هذه المنطقة وتعمل في تجارة الأقمشة والأراضي.
كان الفنان في الأساس مهندسا معماريا، غير أنه كان يعشق الرسم، وقد وظّف الدروس التي تلقّاها في الهندسة وطوّعها ليطبّقها على لوحاته.
البناء العام للوحة يعتمد على منظور رياضي، كما أن طابعها لا يخلو من بعض سمات الفنّ الأكاديمي.
ويبدو واضحا أن الفنان تعمّد تشويه حجم المباني وكذلك الأبعاد والمسافات التي تفصل في ما بينها بغية خلق فضاء أكثر رحابة كي يعكس التحديث الذي طرأ على المكان.
ُعرضت هذه اللوحة لاوّل مرّة في معرض الرسّامين الانطباعيين عام 1877، ونالت اهتماما وتقديرا كبيرين رغم ما قاله بعض النقاد آنذاك عن غرابة نظامها الهندسي وبعض تفاصيل بنائها العام.
كان الرسّامون الانطباعيون، ومنهم كاييبوت، يركّزون في أعمالهم على محاولة الإمساك باللحظة الراهنة في حركة الناس والغيم والمطر وغيرها من عناصر الطبيعة التي كانوا يهتمّون برسمها مثل الأنهار والأشجار والحدائق.
ورث كاييبوت عن والده ثروة ضخمة، وقد أنفق جزءا كبيرا منها على دعم أصدقائه من الفنّانين الانطباعيين حيث كان يشتري لوحاتهم بأسعار سخيّة ويتكفّل بالإنفاق على المعارض التي تبرز نتاجاتهم وأعمالهم الفنية.
قبيل وفاته عام 1894، أوصى كاييبوت بأن تنتقل مجموعته من الرسوم الانطباعية إلى ملكية الدولة على أن ُتعرض أولا في متحفي اللوكسمبور المخصّص لاعمال الفنّانين الأحياء وفي اللوفر.


*****************






العـشـيـقـــان
للفنـّان البلجيـكـي رينــيه مـاغــريت

في لوحاته يحاول رينيه ماغـريـت أن يفتح للناظر نافذةً يطلّ من خلالها على الجانب المظلم من العقل.
كان الفنّان ينظر إلى العالم باعتباره معينا لا ينضب من الأسرار والرؤى الشفّافة. ولهذا السبب لم يكن يشعر بحاجة إلى أن يستمدّ من الكوابيس والسحر والهلوسات مواضيع لاعماله.
وكان يرى أيضا أن مجرّد النظر إلى اللوحة يكفي للاستمتاع بها، دونما حاجة للوقوع في فخّ التنظيرات الجامحة والتفسيرات المبتسرة.
كانت والدة ماغريت امرأة غير سعيدة في حياتها، وقد حاولت الانتحار مرارا.
وفي عام 1912، وكان عمر رينيه لا يتجاوز الثالثة عشرة، غادرت أمّه منزلهم ليلا وعندما بلغت أحد الجسور ألقت بنفسها في مياه النهر.
عندما انتشلت جثّتها بعد أيام، كان جسدها عاريا ووجهها مغطّى بطرف فستانها الذي كانت ترتديه ليلة خروجها من المنزل للمرّة الأخيرة.
وقد رأى ماغريت جثّة والدته عند استعادتها من الماء، ولم تبرح تلك الصورة المزعجة ذاكرته حتّى وفاته.
وبعد مرور سنوات على الحادثة، أي في العام 1928، رسم الفنّان مجموعة من اللوحات التي يظهر فيها أشخاص ُغطّيت وجوههم ورؤوسهم بقطع من القماش.
في هذه اللوحة نرى شخصين يقفان متلاصقين وجها لوجه، وفي نسخة أخرى من اللوحة يظهر الشخصان وهما يقبّلان بعضهما بعضا. والقاسم المشترك بين اللوحتين هو أن الشخوص فيهما بلا ملامح، فقد ُغطّيت رؤوسهم بقطع من القماش الذي يحجب ملامح وجوههم عن الناظر.
ورغم حميمية المشهد وتلقائيته، فقد أصبح رمزا للعزلة والانسحاق والموت.
غير أن غموض اللوحة وغموض المعاني الكامنة فيها دفع الكثيرين، ولغايات مختلفة وأحيانا متناقضة، إلى تحميلها بمضامين أخلاقية معاصرة.
فدعاة المثلية الجنسية، على سبيل المثال، يوظفون اللوحة للتعبير عمّا يصفونه بعداء المجتمع تجاههم وتجاهله "لحقوقهم".
والمنظّمات المعنية بمكافحة الايدز تستخدم نفس اللوحة للتحذير من أضرار الممارسات المثلية وأخطارها الكثيرة.
في حين لا يرى بعض نقّاد الفن في اللوحة أكثر من كونها تجسيدا بسيطا ومباشرا للمقولة الشائعة "الحبّ أعمى".
كان معروفا عن ماغريت براعته في تقنية مزج الصور، وكان يردّد دائما أن الكلمات بلا معنى، وأننا من نخلع عليها المعاني التي نريد وبطريقة متعسّفة في أغلب الأحيان.


*****************




ممـلـكـة الســلام
للفنـان الأمريكي ادوارد هيكــس

ادوارد هيكس رسّام وواعظ أمريكي، وشهرته كفنان تعتمد في الأساس على هذه اللوحة. وقد رسم منها حوالي المائة طبعة.
هيكس كان شخصا متديّنا بطبيعته، وكان يحبّ الحيوانات والأطفال.
لكن باستثناء هذا لا أحد يعرف الكثير عن حياته أو معتقداته.
البعض يراه مجرّد فنان كولونيالي والبعض الآخر ينظر إليه باعتباره رساما فولكلوريا ساذجا.
كان هيكس يؤمن بالمفاهيم القديمة حول رمزية الحيوان وعلاقته بالشخصية الإنسانية. ومملكة السلام هي آخر لوحة رسمها قبل وفاته. ويعدّها كثير من النقّاد إحدى روائع الفن العالمي.
فكرة اللوحة مستوحاة من إحدى آيات الإنجيل التي تتنبّأ بعودة المسيح وبأن يسود السلام الأرض ويعيش البشر والحيوان جنبا إلى جنب في سلام ووئام.
واللوحة تترجم بدقّة ما ورد في تلك النبوءة، فالذئب يتعايش مع الحمل والنمر يرقد إلى جوار الطفل والغزال مع الأسد والبقرة مع الدبّ الخ.
لكن هيكس اختار أن يضمّن اللوحة حدثا معاصرا، ففي الخلفية إلى اليسار يظهر ويليام بن - مؤسّس ولاية بنسلفينيا وزعيم جماعة الكويكرز المتديّنة التي كان هيكس ينتمي إليها – وهو يوقّع اتفاقية سلام مع الهنود الحمر سكّان أمريكا الأصليين.
وقد كان هيكس يعتقد أن تلك الحادثة هي جزء من تأسيس مملكة السلام على الأرض.
كان هيكس يؤمن بقوّة النور الذي يشعّ داخل الإنسان وكان يحسّ به ويراه في نفسه وفي الآخرين.
كان العالم بالنسبة إليه كتلة من النور، والمخلوقات من بشر وحيوان ممتلئة بهذا النور.
وإحدى لوحاته التي أنجزها في أخريات حياته تصوّر حقلا اخضر تعلوه سماء مغمورة بالضياء.
كانت رسومات هيكس تعالج موضوعات دينية وتاريخية وحيوانات فيما خصّص البعض الاخر لتصوير حياة المزارعين في ولايته بنسلفينيا.

*****************


يتبـــع .....










آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 02:30 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة






وصـيفــات الـشّـــرف
للفنان الإسباني دييـغـو فـيلاســكيــز

تعتبر هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال التشكيلية في تاريخ الفنّ الغربيّ كلّه، كما أنها إحدى اكثر اللوحات إثارةً للغموض والنقاش والجدل.
وبعض النقّاد لا يتردّد في وضعها في منزلة متقدّمة حتى على الموناليزا أو الجيوكندا.
ومنذُ أن رسم دييغو فيلاسكيز اللوحة قبل ثلاثة قرون ونصف وهي تتبوّأ موقع الصّدارة في كافة القوائم المخصّصة لافضل الأعمال التشكيلية في العالم.
فيلاسكيز نفسه يعتبر أهمّ رسّام إسباني على الاطلاق وأحد أعظم الرسّامين في التاريخ، بل إن مانيه وبيكاسو مثلا يعدّانه الأعظم. وقد كتب بيكاسو عدّة دراسات عن هذه اللوحة ورسم سلسلة من اللوحات التي تعطي "وصيفات الشرف" تفسيرات متباينة.
ُعرف عن فيلاسكيز مهارته الفائقة في مزج الألوان وتعامله المبهر مع قيم الضوء والكتلة والفراغ.
وقد رسم هذه اللوحة في قصر الكازار في مدريد عام 1656 حيث كان يعمل رسّاماً أوّل في بلاط الملك فيليب السادس ورئيساً لتشريفات القصر.
واللوحة تصوّر "انفانتا مارغاريتا" كبرى بنات الملك وهي محاطة بوصيفاتها وكلبها. لكن فيلاسكيز عمد إلى رسم نفسه ايضا في اللوحة، وهو يظهر هنا منهمكاً في الرّسم ومرتدياً ملابس محاربي القرون الوسطى. بيد أن اللوحة التي يفترض أن الفنّان يرسمها مخفية تماماً عن الأنظار.
ووسط الجدار الخلفي ثمّة مرآة تعكس صورة الملك والملكة. والى يمين اللوحة في الخلفية بدا الحاجب كما لو انه يهمّ باستقبال زوّار ما.
الوصيفتان تظهران في وضع انحناء دليلاً على احترامهما وتقديرهما للأميرة الصغيرة التي ترتدي تنّورة واسعة ومزركشة. ومع ذلك فإن الأميرة ووصيفاتها يبدين كالدّمى أو كالتماثيل الشمعية مقارنةً بالحضور الطاغي والقويّ الذي يفرضه الفنان نفسه على المشهد بأكمله.
ولد دييغو فيلاسكيز في اشبيليه عام 1599 وعاش سنوات حياته المبكّرة في أوج عصر النهضة في أوربا. في تلك الفترة بالذات كان سيرفانتيس وشكسبير يعكفان على كتابة أعمالهما الإنسانية العظيمة.
على المستوى الشخصي، ُعرف عن فيلاسكويز تواضعه الجمّ وخلقه العالي وتعاطفه الكبير مع فئة الفقراء والمهمّشين.
وقد اعتنق منذ بواكير شبابه الأفكار الديمقراطية والإنسانية وتعزّزت تلك الأفكار لديه اكثر عندما دخل دائرة المجتمع الأرستقراطي الذي عرف بتهتّكه وانغماسه في الملذات.
وكان فيلاسكيز يقارن حياة الترف والتخلّع تلك بالمعاناة الشديدة التي كان يكابدها العامّة من أفراد الشعب.
ويبدو أنّ أحد الاسباب المهمّة في شهرة هذه اللوحة يعود إلى غموضها الذي ما يزال يتحدّى إلى اليوم أكثر النقّاد قدرةً على قراءة الأعمال الفنية وتفسيرها.
ترى هل كان فيلاسكيز يبغي من وراء رسم هذه اللوحة جعل الناظر أهمّ من اللوحة وشخوصها، أم أراد أن يقول إن الشخوص ليسوا اكثر من أفراد افتراضيين ولا يوجدون سوى في عقولنا؟
ثمّ ما الذي كان يرسمه الفنّان على وجه التحديد؟ هل كان يرسم نفسه أم الملك والملكة المنعكسة صورتهما في المرآة المعلّقة على الحائط؟
ولماذا رسم الأميرة والوصيفات في محترفه وبين لوحاته الأخرى ولم يرسمهنّ في إحدى قاعات أو أروقة القصر الفخمة على غرار ما كان يفعل الفنّانون في ذلك الزمان؟
وهل أراد فيلاسكيز أن يشير ضمناً إلى حضور ذهني وسيكولوجي للأفراد مقابل حضورهم الفيزيائي أو المجرّد؟
كلّ تلك الأسئلة وغيرها ما تزال ُتثار إلى اليوم حول طبيعة ومضمون هذا الأثر الفنّي العظيم الموجود حالياً في متحف ديل برادو بمدريد.


****************




تمـريــن فـي الرقــص
للفنان الفرنسي إدغــار ديغـــا

لم يرتبط اسم فنّان تشكيلي بصور الرقص والراقصات مثلما ارتبط اسم ادغار ديغا. وقد كرّس اكثر من نصف أعماله لرسم راقصات الباليه.
وبلغ من شغف ادغار ديغا بتصوير حركات الرقص انه كان يحضر إلى دار اوبرا باريس بانتظام ويراقب دروس وتمارين الرقص وحركات الراقصات على المسرح وخلف الكواليس.
كما كان يشكّل الصلصال والشّمع وينشئ نماذج من الطين في محاولة لفهم حركات الراقصات.
"تمرين في الرقص" هي إحدى افضل وأشهر لوحات ديغا وفيها يصوّر مجموعة من الراقصات وهنّ يؤدّين بروفة في الرقص.
بالإضافة إلى حيوية وتناغم الألوان في اللوحة، ثمّة تركيز خاص على إبراز أشكال الرّؤوس والأذرع من خلال استخدام الخطوط القاتمة.
وفي هذا العمل، كما في جميع أعماله الأخرى، لا يبدو ادغار ديغا مهتمّا بتصوير التعابير على وجوه راقصاته أو إبراز جمالهن، بل كان حريصا على تصوير سحر الباليه فحسب.
ولد ديغا في باريس عام 1834 واظهر ميلا مبكّرا لقراءة الكتب كما كان معجبا برسومات انغـر.
وفي إحدى المراحل ذهب إلى إيطاليا وأقام في روما ثلاث سنوات اطلع خلالها على لوحات عصر النهضة. وعاد إلى باريس عام 1861 ليرسم لوحات تاريخية وبورتريهات لأصدقائه.
في بداياته، كان ادغار ديغا ينفر من الانطباعيين ومع ذلك فضّل أن يتحالف معهم احتجاجا على تقاليد الفنّ الأكاديمي الصارم.
كان من عادة ديغا ألا يرسم في عين المكان، بل كان يدوّن ملاحظاته ومشاهداته على الورق ومن ثم يرسم اعتمادا على ذاكرة بصرية قويّة.
ابتداءً من العام 1870 كان ديغا قد بدأ يعاني من ضعف بصره. وبعد ذلك بعشر سنوات كان قد فقد البصر نهائيا تقريبا. وفي أخريات حياته كان يجوب شوارع باريس على غير هدى وعانى من الفقر والتشرّد إلى أن توفّي في شهر سبتمبر من عام 1917 م.


****************






مـذبحــة الأبــريــاء
للفنان الهولندي بيتـر بـول روبنــز
تعتبر هذه اللوحة رابع أغلى لوحة في العالم، إذ ابتاعها زبون مجهول بمبلغ سبعة وسبعين مليون دولار في مزاد سوذبي اللندني قبل أربع سنوات.
موضوع اللوحة مستمدّ من حادثة تاريخية ورد ذكرها في الإنجيل، وإن بشكل عابر.
إذ تروي بعض المصادر التاريخية أن هيرود الروماني ملك يهوذا أمر جنوده بذبح كافة الأطفال المولودين في بيت لحم في ذلك الوقت خوفا من أن يكون أحدهم هو المسيح الذي سينازعه الحكم ويؤلّب عليه الناس.
وقد فعل هيرود هذا بعد أن ابلغه جماعة من السحرة قدموا من بلاد فارس انهم رأوا نجما في الأفق الشرقي يشير إلى قرب ولادة نبيّ اليهود المنتظر.
ُرسمت اللوحة في ما بين عامي 1609 و 1611 ، وهي عبارة عن كتلة مضطربة من الدم والمعاناة والوحشية والألم.
في اللوحة نرى جنود هيرود المسلّحين بالسيوف والخناجر وهم منهمكون في ذبح الأطفال وسط استماتة أمهاتهم في الدفاع عنهم ومحاولة استنقاذهم من القتل.
وقد بذل روبنز جهدا كبيرا في تصوير المشهد بتفاصيله الكثيرة وبما يفرضه من تعامل مع تشكيلات مركّبة وانفعالات عديدة ومتباينة تتراوح ما بين الحزن والعنف واليأس والصدمة.
وفي ما بعد استعار بيكاسو من "مذبحة الأبرياء" مشهد المرأة التي تحتضن طفلها لحمايته من القتل وضمّنها لوحته الذائعة الصيت غورنيكا التي تصوّر هي الأخرى همجية الحرب وبشاعتها.
يرى بعض النقاد أن روبنز كان داعية سلام وكارها للحروب، يشهد على ذلك مشاركته في مفاوضات السلام بين اسبانيا وبريطانيا في ذلك الحين. ويرجّح أن يكون قد رسم اللوحة مستذكرا ما حدث منذ سنوات قليلة قبل ذلك في مدينته انتورب عندما لقي حوالي سبعة آلاف شخص حتفهم في عمليات قتل واغتصاب ونهب واسعة النطاق.
روبنز كان أحد اشهر فناني الباروك وقد تتلمذ على كبار الفنانين الإيطاليين أمثال رافائيل ومايكل انجيلو ودافنشي. وبالإضافة إلى شهرته كفنان تشكيلي، كان روبنز مهندسا معماريا بارعا وديبلوماسيا محنّكا. وقد ُعرفت لوحاته بضخامة حجمها وبألوانها الزاهية وعمقها العاطفي والانفعالي.
ولد بيتر بول روبنز في المانيا قبل أن تعود عائلته إلى مدينتهم انتورب حيث تعلّم هناك الرّسم منذ صغره. وفي العام 1600 رحل إلى إيطاليا حيث درس فيها الفن وأصاب الكثير من الشهرة وحظي برعاية بعض الأمراء والأعيان.
لوحات روبنز تتّسم بالضخامة والتنوّع والثراء. وهي اليوم موجودة في اشهر المتاحف العالمية.


****************




رحـلـة الحيــاة
للفنان الأمـريكي تومـاس كـول

بعض نقّاد الفن التشكيلي يصفون هذا الأثر الفني بأنه عبارة عن قطعة جميلة من الشعر. واللوحة هي واحدة من سلسلة من أربع لوحات صوّر فيها توماس كول رحلة الإنسان عبر نهر الحياة، أي منذ ولادته وطفولته إلى أن يصبح شابّا فَرَجُلا فكَهْلا.

في اللوحة الأولى يظهر نهر ينبع من كهف في أسفل جبل.
وفي النهر هناك قارب يحمل شخصا في هيئة ملاك حارس وإلى جانبه طفل ضاحك.

وفي اللوحة الثانية "التي تظهر هنا" نرى الطفل وقد أصبح شابا يسيطر على قدره ويتحدّى الأخطار المحدقة به فيما يحاول جهده بلوغ ما يشبه القلعة الهوائية التي ترمز لأحلام الشباب في المجد والشهرة.
وعلى ضفّتي النهر تناثرت الورود والخضرة بينما راحت الشمس ترسل أشعّتها المشرقة لتغسل الجبال والخضرة من حولها بالوهج الأصفر.
ومع اقتراب المسافر من هدفه، ينحرف النهر المضطرب عن مساره ويحمله إلى الصورة التالية حيث الطبيعة الجامحة والأشرار والشياطين الذين يهدّدون وجوده.
وفي اللوحة الأخيرة نرى منظرا لنهر مظلم مع قارب يظهر فيه الرجل وقد أصبح عجوزا.
ووسط الاضطراب والظلمة يرى الناظر فتحة في الغمام تظهر من ورائها مدينة عظيمة ذات جلال وبهاء في إشارة – ربّما – إلى الجنّة.
موضوع اللوحة يرتبط على نحو وثيق بالعقيدة المسيحية وفكرتها عن الحياة والموت والبعث.
فالصلاة وحدها، كما يرى كول، هي من ينقذ المسافر من مصير مظلم، وبذا تنتهي الرحلة في نهر الحياة بوعد بالخلاص الأبدي.
وكلّ لوحات الفنان الأخرى، تقريبا، تحاول تصوير دأب الإنسان وسعيه الحثيث والدائم للبحث عن المعرفة الروحية التي تجلب له الخلاص في النهاية.
توماس كول يعتبر أحد أبرز رسّامي الطبيعة الأمريكيين في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد كان مياّلا منذ بداياته إلى رسم مناظر للطبيعة تحمل معاني ومضامين روحية وأخلاقية. وكان يتوقّع أن تحقّق سلسلة لوحاته الأربع عن رحلة الحياة نجاحا غير عادي. وبالفعل تلقّاها النقّاد والناس بالكثير من الحفاوة والتقدير.
بالإضافة إلى مزاولته للرسم، كان كول يكتب المقالات ويؤلّف نثرا وشعرا. وفي فترة من حياته سافر إلى انجلترا التي درس فيها أعمال تيـرنر و كونسـتابل ، ثم إلى فرنسا وإيطاليا حيث مكث في روما وفلورنسا حوالي العامين قبل أن يعود إلى نيويورك.
توفّي توماس كول في العام 1848 وعمره لا يتجاوز السابعة والأربعين. وفي السنوات التي سبقت وفاته أصبح شخصا متديّنا وتقيّا. وكان لأعماله تأثير كبير على الرسم في أمريكا وسار على خطاه الكثيرون من الفنّانين الشباب



****************



بحـثـاً عـن الحــبّ
للفنّان النمساوي هـانـز زاتشـكـا

لا تخلو ثقافة من ثقافات العالم من حكايات الحوريّات أو الجنّيات التي يتمّ استدعاؤها من عالم الخيال والغموض لرسم صورة مصغّرة عن الحياة وللتأكيد على قيم تربوية أو أخلاقية معيّنة.
والاعتقاد بوجود الحوريّات أمر شائع في مختلف الثقافات العالمية.

ومن أشهر من كتبوا عنها شكسبير ومن الأدباء المعاصرين الكاتب الدانماركي هانز كريستيان اندرسن .
كما تحفل ألف ليلة وليلة بقصص الجنّيات وعرائس البحر.
وفي الأساطير الإغريقية والمصرية والهندية والصينية الكثير من الإشارات والقصص عن هذه المخلوقات الخرافية.
ومن بين الرسّامين الذين اهتمّوا بتصوير الحوريات هانز زاتشكا المولود في فيينّا بالنمسا العام 1859 م.
وتحتشد لوحات هذا الفنّان بصور لجنّيات وملائكة وبحار ومروج وغابات وغدران.
والكثير من لوحات زاتشكا مألوفة حيث تظهر كثيرا على البطاقات البريدية التي تستخدم لتبادل التهاني بالمناسبات الدينية والاجتماعية.
بعض الأساطير القديمة تتحدّث عن الحوريّات باعتبارهنّ جنسا وسيطا ما بين الملاك والإنسان، ولذا فهن يعشن في عالم أبدي موازٍ لعالم البشر في منتصف المسافة بين الدنيا والعالم الآخر.
وتذكر أساطير أخرى أن الحوريّات يعشن فوق تلال عالية بعيدة أو في جزيرة مسحورة في أعالي البحار أو في أعماق المحيطات.
في هذه اللوحة نرى عذراء شابّة تقف على شاطئ إحدى البحيرات وهي تودّع ملاكا صغيرا معتليا صدفة بحر ضخمة تجرّها إوزّة.
هنا استخدم الفنان ألوانا شاحبة قوامها الأخضر والأبيض وتدرّجاتهما وظلالهما المختلفة لكي يؤكّد على رقّة وبراءة الموضوع ولاضفاء مسحة من القداسة والفانتازية على عموم المشهد.
ويبدو أن قصص الحوريات كانت رائجة كثيرا زمن هانز زاتشكا، وربّما لهذا السبب كانت لوحاته تستمدّ موضوعاتها من قصص الجنيات وغيرها من المخلوقات الأسطورية.
وحسب بعض الثقافات الأوربية، فإن الحوريّات يوجدن في الطبيعة ويأخذن شكل شجرة أو بحيرة أو زهرة ولهنّ قدرات سحرية خارقة وارتباط وثيق بدنيا البشر وشئونهم من زواج وحبّ وميلاد وموت وخلافه.
في بعض الفترات، كانت قصص الحوريّات موضوعا مفضّلا للكثير من الأدباء والشعراء والرسّامين والموسيقيّين، بالنظر إلى أنها تقدّم صورة بريئة عن العالم وتعكس جوانب من شخصية الإنسان وتعزّز إحساسه بنفسه وبالطبيعة من حوله.
المعروف أن القرون الوسطى شهدت ذروة اهتمام الناس بقصص الحوريّات والسحرة والجان مع اشتداد حملة مطاردة وقتل الساحرات في أوربّا آنذاك.
وقد استهوت هذه القصص عددا من الشعراء والفنّانين الفيكتوريين الذين اتّخذوا منها مواضيع لاعمالهم.
لا يعرف عن الفنان هانز زاتشكا سوى أنّه تلقّى تعليمه في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينّا وعمل لبعض الوقت مع والده في زخرفة وتزيين الكنائس.
اليوم يبدي جامعو الأعمال الفنية اهتماما متزايدا باقتناء وشراء لوحاته.

****************





تــأمـّــل صــامـــت
للفنان البريطاني جـون وليـام غـــودوارد

لا ُيعرف عن حياة جـون وليام غـودوارد سوى النزر اليسير. لكنّ طبيعة لوحاته تشير إلى أنه كان أحد رسّامي الكلاسيكية الجديدة في انجلترا.
يغلب على أعمال الفنّان الطابع الزخرفي والاهتمام بالتفاصيل الجمالية. وقد كان متخصّصا في تصوير مظاهر من الحياة الرومانية واليونانية القديمة بأسلوب لا يخلو من مسحة شاعرية واضحة.
في هذه اللوحة نرى امرأة جالسة على أريكة من رخام ومرتديةً ملابس إغريقية وهي في حال تأمّل صامت.
والطرف الأيسر من المقعد الرخامي ينتهي بتمثال لرجل تشبه ملامحه ملامح الشاعر هوميروس بلحيته الكثّة وشعره المجعّد.
طريقة تمثيل الرخام وكذلك الألوان الحيّة والمتناغمة في اللوحة، ملمحان ينبئان عن مهارة فنية فائقة.
والمشهد في عمومه نموذج للواقعية المفرطة التي يتّسم بها الفنّ النيوكلاسيكي، حيث لا اختلاف كبيراً بين اللوحة والصورة الفوتوغرافية.
في جميع لوحات غودوارد تقريبا نرى صوراً لنساء ذوات شعر فاحم ويرتدين ملابس شفافة ويجلسن في بيئة قريبة من بيئة البحر المتوسط.
ولأن لوحاته لا تخلو من ثيمات ثابتة كالتّماثيل الرخامية والآثار القديمة، فقد كان غودوارد ُيصنّف ضمن فنّاني ما ُعرف بالمدرسة الرّخامية.
عاش الفنّان حياة بائسة وغير مستقرّة، إذ لم يتزوّج أبداً وتعرّض لسوء معاملة والده المستبدّ وأمّه الحانقة اللذين لم يكونا راضيين عن مزاولته للرّسم.
وفي بدايات القرن الماضي هاجر غودوارد إلى إيطاليا حيث مكث هناك بضع سنوات.
عندما عاد إلى لندن في العام 1921 كانت موهبته قد تلاشت تقريبا ولم يعد النقّاد يهتمون به أو بلوحاته. وتزامن ذلك مع تراجع شعبيّة الفنّ الكلاسيكي. كلّ هذه الظروف انعكست سلبا على غودوارد وأسلمته للعزلة والشعور بالاكتئاب.
وفي السنة التالية أقدم على الانتحار خنقا داخل غرفة غاز.
ولا توجد لغودوارد اليوم أية صورة فوتوغرافية بعد أن أتلفت والدته جميع صوره.
في السنوات الأخيرة عاد اسم جـون وليام غودوارد إلى الواجهة وتضاعفت أسعار لوحاته بفضل الاهتمام الذي تحظى به الأعمال الفنية الكلاسيكية من قبل المتاحف والمزادات الفنية وهواة اقتناء تلك الأعمال من الأفراد.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 02:47 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
همس الحب

الصورة الرمزية همس الحب

إحصائية العضو







همس الحب غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة

لوحات جميلة فعلا
شكرا لكِ موضوعك الراقي نور







آخر مواضيعي 0 عن مرض السكر
0 ٩٥- صحة المرآة.. كل مايهمك لتعرفيه حول اسرار جسمك وصحتك/حلقة المليون
0 القرع العسلي
0 دكتور كريم علي - الضعط العالي
0 دكتور جودة محمد عواد والمنظومة العلاجية
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 03:05 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة





بعض نقاد الفن التشكيلي يصفون هذا الأثر الفني بأنه عبارة عن قطعة جميلة من الشعر. واللوحة هي واحدة من سلسلة من أربع لوحات صوّر فيها توماس كول رحلة الإنسان عبر نهر الحياة، أي
منذ ولادته وطفولته إلى أن يصبح شابّا فَرَجُلا فكَهْلا.
في اللوحة الأولى يظهر نهر ينبع من كهف في أسفل جبل. وفي النهر هناك قارب يحمل شخصا في هيئة ملاك حارس وإلى جانبه طفل ضاحك.
وفي اللوحة الثانية "التي تظهر هنا" نرى الطفل وقد أصبح شابا يسيطر على قدره ويتحدّى الأخطار المحدقة به فيما يحاول جهده بلوغ ما يشبه القلعة الهوائية التي ترمز لأحلام الشباب في المجد والشهرة.
وعلى ضفّتي النهر تناثرت الورود والخضرة بينما راحت الشمس ترسل أشعّتها المشرقة لتغسل الجبال والخضرة من حولها بالوهج الأصفر.
ومع اقتراب المسافر من هدفه، ينحرف النهر المضطرب عن مساره ويحمله إلى الصورة التالية حيث الطبيعة الجامحة والأشرار والشياطين الذين يهدّدون وجوده. وفي اللوحة الأخيرة نرى منظرا لنهر مظلم مع قارب يظهر فيه الرجل وقد أصبح عجوزا.
ووسط الاضطراب والظلمة يرى الناظر فتحة في الغمام تظهر من ورائها مدينة عظيمة ذات جلال وبهاء في إشارة – ربّما – إلى الجنّة.
موضوع اللوحة يرتبط على نحو وثيق بالعقيدة المسيحية وفكرتها عن الحياة والموت والبعث. فالصلاة وحدها، كما يرى كول، هي من ينقذ المسافر من مصير مظلم، وبذا تنتهي الرحلة في نهر الحياة بوعد بالخلاص الأبدي.
وكلّ لوحات الفنان الأخرى، تقريبا، تحاول تصوير دأب الإنسان وسعيه الحثيث والدائم للبحث عن المعرفة الروحية التي تجلب له الخلاص في النهاية.
توماس كول يعتبر أحد أبرز رسّامي الطبيعة الأمريكيين في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وقد كان مياّلا منذ بداياته إلى رسم مناظر للطبيعة تحمل معاني ومضامين روحية وأخلاقية. وكان يتوقّع أن تحقّق سلسلة لوحاته الأربع عن رحلة الحياة نجاحا غير عادي. وبالفعل تلقّاها النقّاد والناس بالكثير من الحفاوة والتقدير.
بالإضافة إلى مزاولته للرسم، كان كول يكتب المقالات ويؤلّف نثرا وشعرا. وفي فترة من حياته سافر إلى انجلترا التي درس فيها أعمال تيـرنر و كونسـتابل ، ثم إلى فرنسا وإيطاليا حيث مكث في روما وفلورنسا حوالي العامين قبل أن يعود إلى نيويورك.
توفّي توماس كول في العام 1848 وعمره لا يتجاوز السابعة والأربعين. وفي السنوات التي سبقت وفاته أصبح شخصا متديّنا وتقيّا. وكان لأعماله تأثير كبير على الرسم في أمريكا وسار على خطاه الكثيرون من الفنّانين الشباب.


-------------------------------




ارميـا يبكـي دمـار اورشـليـم
للفنـّان الهـولنـدي رمـبـرانـدت



لعبة رمبراندت المفضّلة كانت الضوء والظلّ. وقد كان شغوفا، على نحو خاص، بتصوير المشاعر الداخلية للناس من خلال الجوّ العام والملامح الشخصية.
وأحد الثيمات التي تظهر كثيرا في لوحات هذا الفنّان العظيم هو منظر الفيلسوف المستغرق في التأمّل والعزلة.
في هذه اللوحة رسم رمبراندت النبيّ العبراني ارميا الذي تذكر كتب التاريخ أنه تنبّأ بتدمير أورشليم عاصمة مملكة يهوذا.
وقد تحقّقت نبوءته عندما احتلّ البابليّون بقيادة نبوخذنصّر عاصمة مملكة اليهود الجنوبية في العام 586 قبل الميلاد ثم قاموا بتدمير المدينة والهيكل وقتل أعداد كبيرة من الناس ونفي العديد من وجهاء المدينة وسكّانها أسرى وسبايا إلى بابل.
كان ارميا يحذّر قومه اليهود من أن يحلّ بهم العذاب الوشيك نتيجة انغماسهم في الذنوب والمعاصي وبعدهم عن الله وعبادتهم الأصنام.
وعندما تواترت أنباء اقتراب الغزو البابلي تزعّم ارميا الفريق الذي كان يدعو إلى عدم مقاومة قوّات نبوخذنصّر التي كانت متفوّقة عددا وعدّة، وذلك حفاظا على أرواح الناس وتجنّبا لما هو أسوأ.
وكان ارميا يرفض فكرة كانت رائجة في زمانه وهي أن اورشليم والهيكل يتمتّعان بقوى سحرية خفيّة نظرا لقداستهما، وأن الله – لهذا السبب - قادر على أن يحميهما من الهدم والانتهاك.
لكن الملك والكهّان وجزءا كبيرا من الشعب صمّموا على المقاومة واعتبروا موقف ارميا وأتباعه انهزاميا ووصموهم بالخيانة العظمى. ثم وضع رهن الاعتقال وبقي هناك إلى أن دمّر البابليّون المدينة بالكامل.
قضى ارميا بقيّة حياته باكيا أسفا على دمار اورشليم واستعباد شعبه، وألّف في ما بعد كتابا عن تلك الحادثة أسماه "سفر الأحزان".
في العصر الذي عاش فيه ارميا كان العبرانيون منقسمين إلى مملكتين: إسرائيل في الجنوب ويهوذا في الشمال. وكانت المملكتان مجرّد حجرين صغيرين على رقعة صراعات الامبراطوريات الكبرى التي كانت تتنافس في ما بينها آنذاك من أجل المزيد من التوسّع والنفوذ.
في هذه اللوحة نرى ارميا مسندا رأسه إلى يده علامة الحزن الشديد، بينما يتّكئ مرفقه على مؤلف ضخم ُكتب عليه بأحرف صغيرة: الإنجيل.
وهناك في خلفية المشهد بناء أسطواني الشكل يرجّح أنه معبد سليمان. المكان شبه مظلم إلا من الوهج المنبعث من مباني المدينة المحترقة والذي يغمر وجه الرجل الغارق في الحزن.
واضح أن ارميا اختار أن يلوذ بهذه المنطقة الصخرية المنعزلة كي ينفّس عن أحزانه فيما المدينة تحترق خلفه. وهو هنا لا يبدي أيّ إحساس بالذهول أو الصدمة ربّما لأنه سبق وأن رأى نفس هذا المشهد مرّات عديدة في المنام.
الألوان الداكنة التي استخدمها رمبراندت بكثافة في رسم عناصر وتفاصيل هذه اللوحة تعزّز الشعور بفداحة الكارثة وعمق المعاناة والألم الدفين المرتسم على ملامح الرجل.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 03:13 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة



أتصـال الذاكــرة

للفنان الإسباني سلفـادور دالــي

في شهر نوفمبر من العام 1988 دخل الملك خوان كارلوس إلى أحد مستشفيات مقاطعة كاتالونيا الإسبانية ليعود سلفادور دالي أحد اعظم الفنانين في التاريخ. جلس الملك ووضع يده فوق يد الفنان الذي قال بصوت هامس: اعد جلالتكم بأنني متى ما شفيت فإنّني سأرسم ثانية لكم ولمملكة إسبانيا.
غير أن وعد دالي لم يتحقق أبدا إذ سرعان ما توفي بعد بضعة اشهر بعد أن دبّ الوهن في جسمه ويديه وأصابته أعراض مرض باركنسون.
كان سلفادور دالي بنظر بعض النقاد اعظم فناني العالم قاطبة بينما ينظر إليه البعض الآخر باعتباره شخصا معتوها ومهرجا وغريب الأطوار! ويشير بعض النقاد إلى أن دالي كان قد مات معنويا قبل ذلك وبالتحديد عندما توفيت غالا زوجته الوفية وملهمته وتوأم روحه. وفي سيرته وأعماله وأقواله العديدة نجده دائم الحديث عن غالا باعتبارها "المرأة التي تدعوني إلى السماء".
كان دالي بالإضافة إلى لاواقعيته وسورياليته المفرطة وحديثه المتضخّم عن الذات فنانا متعدّد المواهب. فهو لم يكن يرسم اللوحات فقط وانما كان نحّاتا وحفارا بارعا وكان إيراد اسمه أو توقيعه كافيا لإنعاش السوق واشتداد الطلب على السلع التي يشتغل على دعاياتها وملصقاتها.
وكان يقول دائما: ارغب في شيئين، أن احبّ غالا والا أموت مطلقا!. وعندما ماتت غالا عاش بقية حياته مشتّت الذهن حزينا دامع العين وكان يرتدي عباءة وثيابا بيضاء دلالة على حزنه الأبدي عليها.
من اشهر أعمال دالي لوحته المسماة "اتصال الذاكرة" التي أنجزها في العام 1931م. بدأ دالي رسم هذه اللوحة بمنظر طبيعي لساحل البحر في مقاطعة كاتالونيا، ثم ضمّن الرسم مشاهد لثلاث ساعات جيب منصهرة على إحداها ذبابة، بالإضافة إلى ساعة رابعة يفترسها النمل. وفي وسط اللوحة وتحت إحدى الساعات المذابة يظهر معصم يد على هيئة وجه بشري مشوّه.
الفكرة التي أراد دالي إيصالها من خلال هذه اللوحة هي أن الزمن اقل صلابةً مما يفترضه الناس عادة..
وكان دالي قد رسم هذه اللوحة اثر حلم رآه بعد أن تناول عشاء خفيفا منالجبنة الطرية. ولهذا السبب تبدو الساعات طرية لدرجة الذوبان.
هذه اللوحة أصبحت منذ نهاية ثلاثينات القرن الماضي جزءا من الثقافة الشعبية الأوربية والغربية بعامة، حيث تمّ توظيفها في أعمال أدبية ومسرحية وسينمائية واعلانية كثيرة.
قبل وفاة سلفادور دالي بأيام أفضى لبعض أصدقائه بوصيته وكانت وصية غريبة فقد طلب منهم ألا يدفنوه بجوار غالا خلافا لوصيته السابقة بل أن يحنّطوا جثته ويضعوها قرب القبة البلورية في متحفه و يحيطوها بأشيائه الثمينة ومن بينها سيارته الكاديلاك.
السنة الماضية كانت سنة سلفادور دالي في أسبانيا، حيث تصادفت مع الذكرى المئوية لوفاة هذا الرسام الكبير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة قرن كامل

-------------------------------





منظـر ساحـة بعد المطـر
للفنان الأمريكي بـول كورنـوير



كانت الانطباعية تركّز على رسم المناظر في الهواء الطلق بعيدا عن الاستديوهات المغلقة.
وإذا كان على الفنان أن يعمل بسرعة وتلقائية لكي ينقل صورة الضوء المتغيّر دائما في منظر طبيعي، فإن رصد منظر لساحة أو شارع يتطلب سرعة اكبر.
هذه السرعة تتطلب بدورها تعاطيا اكثر اختصارا مع الموضوع، والعمل الناتج عن ذلك يكون غالبا عبارة عن ضرب من الشعر التصويري.
وخير مثال على ذلك هو هذه اللوحة الشهيرة: منظر لساحة بعد المطر.
الفنان بول كورنوير لم يحقّق فقط هدفه الانطباعي الرامي إلى إيصال تأثيرات الضوء والجوّ في المشهد، وانما نجح أيضا في إيصال صورة متعاطفة وإنسانية لسكّان المدينة.
وبالإضافة إلى أن الناظر يرى لوحة ذات طبيعة صامتة وألوان ناعمة، فان المشهد يكشف أيضا عن ألوان تضجّ بالحيوية، كاللون الأخضر الفاتح للأوراق الصغيرة التي تؤطر الجزء العلوي من اللوحة، واللون الزهري الفاتح كما تعكسه المباني في الخلفية.
ومن خلال استخدام الألوان، فإن العين تنسحب ببطء من السماء إلى الأشخاص الظاهرين في اسفل المنظر.
واللوحة تنزاح تدريجيا عن لحظة إنسانية حقيقية يصبح الناظر مشاركا فيها، فهو يحسّ بالمطر الربيعي الدافئ ويتنسّم رائحة الهواء الطلق.
كورنوير يوفّر من خلال هذا المنظر الشاعري الجميل إحساسا بالسعادة والأمل في صباح يوم ربيعي في المدينة...


-------------------------------




آدم جويلز - واحدة للجميع


-------------------------------





نساء جزائريات - ديلاكروا

-------------------------------




نـوم العقـل يوقـظ الوحــوش
للفنان الإسباني فرانشيسـكو دي غــويا

يعتبر فرانشيسكو دي غويا أحد كبار روّاد الفن الحديث الذين ظهروا خلال القرن التاسع عشر.
تميّز نتاجه الفني الذي امتدّ طوال اكثر من ستين عاما بالتنوّع والغزارة. وقد جرّب غويا الأساليب الكلاسيكية في بدايات احترافه للرّسم، لكنه تحوّل إلى الرومانسية التي طبعت جزءا مهمّا من أعماله.
ولد في ساراغوسا بإسبانيا وتتلمذ على يد خوسيه لوزان الذي تعلّم منه الرسم وتقليد أعمال الفنانين الكبار. ثم لم يلبث أن سافر إلى إيطاليا ليتعلّم فيها أساليب الروكوكو الزخرفية.
كان الفنان يتمتّع بشعبية كبيرة عند العامة، وعاصر ثلاثة أجيال من ملوك إسبانيا وكان مقرّبا من أوساط السّلطة ومراكز النفوذ. ورغم ذلك، فقد ظلّ غويا على خلاف مع البلاط والنظام الملكي والكنيسة. والكثير من لوحاته لم ترَ النور إلا بعد وفاته، لأنها اعتبرت مضادّة للأعراف الدينية والممارسات السياسية التي كانت سائدة في عصره.
ُعرف عنه ميله إلى ملاحظة السلوك الإنساني وتمثيل الطبيعة البشرية في لوحاته بأسلوب لا يخلو من السخرية والرؤى الفنتازية.
في العام 1799 رسم غويا مجموعة من 48 لوحة اسماها "الـنـزوات Los Caprichos"، كرسّها للسخرية من النبلاء ورجال الدين وكشف شرور وآفات المجتمع. وعندما عرض غويا مجموعته للبيع، سرعان ما تمّ سحبها بأمر من محاكم التفتيش الإسبانية، إذ كانت إحدى تلك اللوحات تصوّر مشهدا لاحد ضحايا تلك المحاكم، الأمر الذي كان يشي بتعاطف الفنان مع الضحايا ومعارضته للفظائع التي كانت ُترتكب في ذلك الوقت.
ومن بين لوحات تلك المجموعة حظيت هذه اللوحة بالذات بشهرة واسعة وأصبحت في ما بعد من أهمّ الأعمال الفنية في تاريخ الفن الأوربي. وفيها يظهر رجل نائم وقد أسند رأسه ويديه إلى طاولة بينما نحّى قلمه جانبا. وخلف الرجل تظهر مجموعة من البوم والخفافيش الضخمة وهي تصفق بأجنحتها وتصيح. كما يظهر في اللوحة وحشان غريبا الهيئة أحدهما رابض على الأرض وقد صوّب نظراته الشرّيرة إلى الرجل بينما قفز الآخر على ظهره وعيناه تلمعان في الظلمة.
وعلى مقدّم الطاولة التي ينام عليها الرجل ُكتبت عبارة: إذا نام العقل استيقظت الوحوش". هذه اللوحة اعتبرت ترجمة بسيطة ومباشرة لأفكار غويا الذي كان يحترم العقل ويؤمن بحرية الفكر ويدعو إلى نبذ الجهل والخرافة.
عاش غويا حياة تعيسة في غالبها، فقد مات سبعة من أبنائه قبل أن يبلغوا سنّ النضوج، كما تعرّض هو نفسه لأزمات صحية خطيرة، ثم ماتت زوجته. وكل تلك المآسي تركته هزيلا مشوّش الفكر يعاني الفقر والإحساس بالمرارة طوال السنوات الأخيرة من حياته.
وقبيل موته في سن الثانية والثمانين، أصيب غويا بالاكتئاب فاعتزل الناس ولزم بيته، وبدأ يرسم على جدران منزله ما ُعرف في ما بعد باللوحات السوداء، وهي سلسلة من الرؤى الكابوسية التي توجّها في النهاية بلوحته الشهيرة ساتيرن يفترس أبناءه.









آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 04:10 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة

طرح فى قمة الروعة ومعلومات قيمة جدااااااااا

فائق شكرى وتقديرى اختى نوووور







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 04-06-2011, 07:27 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة

طرح ومعلومات


رائعة

وشاملة نور


تسلمى







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 04-07-2011, 09:50 AM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
همس الليالي

الصورة الرمزية همس الليالي

إحصائية العضو








همس الليالي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: لوحات عالمية رائعة

سلمت الأيادي نور
طرح رااااائع كعادتك
أسعدكِ ربي






آخر مواضيعي 0 الجز على الأسنان
0 عجباً لغافلٍ والأهوال تنتظره !
0 افعى المامبا السوداء
0 صور سلق الصيد
0 من أحاديث الهابطين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator