<B>
قال النبي عليه الصلاة والسلام لعدي بن حاتم الطائي
لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من فقرهم ، المسلمون أفقر شعوب العالم الآن ، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، حينما ترى المجتمع الإسلامي فقير ، يعاني مما يعاني وهو معه حق السماء ، معه الحق الصراح ، هناك من يستنكف أن يقبل هذا الدين حينما يرى المسلمين في تخلف وفي فقر وما إلى ذلك .
قال له : لعلك يا عدي إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من فقرهم ، فو الله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ، وقد حصل هذا في عهد عمر بن عبد العزيز .
فوالله ليوشكن المال أن يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ، الاحتمال الثاني ولعله إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من كثرة عدوهم ، العالم كله الآن يُحارب المسلمين في كل بقاع الأرض ، ما هذا العداء الدفين ؟ ما هذا الحقد الذي لا يوصف ؟ ماذا فعل المسلمون ؟
ولعله إنما يمنعك من دخول في هذا الدين ما ترى من كثرة عدوهم ، وقلِّة عددهم ، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها فتزور هذا البيت لا تخاف ، أمن مستتب ، والأمور مريحة ، والخيرات وفيرة ، وبلدة طيبة ، ورب كريم ، والله سبحانه وتعالى خلقنا ليسعدنا لكن نحن حينما لا نطبق منهج الله عز وجل هذه الوعود الرائعة في القرآن لا نستحقها ، ألم يقل الله عز وجل :
"وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا "
النور/55
لماذا هذه الوعود لم تتحقق ؟ لأن الله عز وجل يقول "يَعْبُدُونَنِي " ، فإذا ترك المسلمون عبادة الله لا أعني أنهم تركوا الصلاة ، لكن المنهج الإلهي منهج واسع جداً كله افعل ولا تفعل ، فإذا تنكر المسلمون لمنهج ربهم ، واكتفوا بالإطار الخارجي لهذا الدين ، يعني هان أمر الله عليهم التفصيلي فهانوا على الله .
زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين
ينبغي أن ننتبه إلى أن الإنسان حينما يقرأ القرآن الكريم يجد أن وعود الله عز وجل رائعة
"و ان جندنا لهم الغالبون "
"انا لننصر رسلنا و الذين آمنوا في الحياة الدنيا"
"وكان حقا علينا نصر المؤمنين "
"و لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا"
ما الذي حصل ؟
ثم يقول النبي عليه الصلاة والسلام : ولعله إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أنك ترى المُلك والسلطان في غيرهم ، فو الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فُتحت عليهم ، وأن كنوز كسرى قد صارت لهم .
هذه الوعود ، وعود خالق السماوات والأرض والله الذي لا إله إلا هو زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، ولكن هذا النصر الذي نتوقعه ونرجوه وتصبو أنفسنا إليه له ثمن ، ثمنه واضح قال تعالى
"و ما النصر الا من عند الله "
النصر بيد الله وحده ما ثمنه ؟ قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم "
من اصطلح مع الله و أدى واجبه تجاه هذا الدين العظيم استحق نصر الله تعالى :
نتابع القصة يقول عدي بن حاتم فأسلمت ، ولقد عمّر عدي حتى رأى بنفسه كيف تحققت كل بشارات النبي عليه الصلاة والسلام ، يعني أنا أقول إله الصحابة الذي نصرهم إلهنا ، والدين هو هو ، والنبي هو هو ، والقرآن هو هو ، والكرة في ملعبنا وحينما نعقد العزم على أن نصطلح مع الله ، وعلى أن نؤدي واجباتنا تجاه هذا الدين العظيم ، وعلى أن نعبد الله العبادة التي أرادها فالنصر محقق وآت إن شاء الله .
</STRONG></B>
منقول