تمثل جراحات ازالة المياه البيضاء وزرع العدسات ما يعادل90% من جراحات العيون في مصر وعلي مستوي العالم كله, ولهذا فان هذه الجراحة تشهد تطورات تكنولوجية هائلة ومن أحدثها ما يطلق عليه الأطباء المتخصصون جراحات الميكروفاكو .
تحقيق: طـارق مـهدي : وذلك بتقطيع العدسة داخل العين باستخدام أقل ما يمكن من الموجات الصوتية بهدف خفض كم الحرارة المنبعث من العين وتقليل تأثير الموجات الصوتية علي العين بواسطة استخدام أحدث المحاليل الطبية.
حول أحدث طرق جراحة ازالة المياه البيضاء وزرع العدسات يوضح الدكتور خالد عبد الرحمن هاشم استشاري طب وجراحة العيون وزميل كلية الجراحين الملكية البريطانية أن من أحدث هذه الجراحات أيضا زراعة انواع العدسات المتطورة كعدسات الرؤية الليلية وعدسات علاج الاستيجماتيزم والعدسات متعددة الكفاءة وكشف عن أن هذه العدسات المتطورة تمكن المريض من التخلص تماما من جميع النظارات الطبية بعد الجراحة في أغلب الأحيان.
وأضاف الدكتور خالد عبد الرحمن أنه قام بتدريب العديد من الأطباء داخل مصر وخارجها خلال السنوات السبع الماضية علي جراحات المياه البيضاء والحديث فيها, وكانت آخر جولة تدريبية قام بها في مدينة الملك حسين الطبية بالأردن علي مدي يومين قام خلالهما بتدريب نخبة من الأطباء المتخصصين عمليا علي هذه الجراحات التي تهدف الي تقليل اضرار الموجات الصوتية علي العين, وقال إن المنتظر خلال الفترة المقبلة ابتكار العدسة القادرة علي تحسين كفاءة الرؤية الليلية وعلاج الاستيجماتيزم وغيرها من المزايا في نفس الوقت.
وأشار الي أن المياه البيضاء هي حدوث عتامة في العدسة الداخلية للعين حيث تحجب سقوط الصورة علي مركز الابصار فيفقد المريض وضوح الرؤية, وتحدث المياه البيضاء في أعمار مختلفة, فقد تحدث لدي الأطفال لكنها أكثر شيوعا عند كبار السن حيث تفقد العدسة خاصية الشفافية وتتحول الي الصورة المعتمة, وكثيرا ما تحدث نتيجة لبعض الأمراض مثل السكر والروماتيزم أو نتيجة لبعض العقاقير الطبية كالكورتيزون, ومن اعراض الاصابة بها حدوث سحابة في الرؤية والاحساس بوجود شبورة بالرؤية او التغير المستمر في مقاسات النظارة الطبية في سن من المفترض فيه ثبات درجات النظارة الطبية فيزداد لدي المريض قصر النظر بشكل ملحوظ حيث يزيد معامل انكسار العدسة, وقد يشكو المريض من صعوبة في القراءة, اذا حدثت المياه البيضاء في الجزء الخلفي من عدسة العين.
ونبه الدكتور خالد عبد الرحمن الي أن خطورة المياه البيضاء تكمن في عدم القدرة علي الرؤية السليمة, وما قد ينتج عنها من خطورة علي حياة المريض, كما قد يحدث أحيانا ارتفاع حاد مفاجئ في ضغط العين مما يؤدي الي ضمور تام للعصب البصري اذا أهمل المريض زيارة الطبيب او ازالة المياه البيضاء, وكشف عن أنه لايوجد حتي الآن طريقة لعلاج المياه البيضاء سوي ازالتها عن طريق شفطها باستخدام الميكروفاكو.
وأكد أن أفضل موعد لاجراء الجراحة هو فور اكتشاف المياه البيضاء حيث تكون ازالتها أكثر سهولة وفترة بعد ازالتها أقصر وبذلك تقل مضاعفات الموجات الصوتية علي قرنية العين, بينما يمكن أن تصل الجراحات التقليدية الي نتيجة قريبة من ازالة المياه البيضاء بالموجات الصوتية لكن تكون فترة النقاهة أطول كثيرا ويكون الجرح الناتج عن العملية أكبر وتوجد العديد من الغرز التي يجب التعامل معها بعد الجراحة لتقليل درجة الاستيجماتيزم, وفي الجراحات التقليدية أيضا يكون المريض غير قادر علي استخدام العدسات الحديثة.
لكن. كيف نتجنب الاصابة بالمياه البيضاء؟
يجيب الدكتور خالد عبد الرحمن بأنه اذا كانت الاصابة نتيجة لكبر السن او بعض الامراض فإنه يصعب تجنبها لكن اذا كانت ناتجة عن تناول بعض العقاقير او الاصابة المباشرة للعين فيمكن تجنبها وكذلك التي قد تحدث لحديثي الولادة نتيجة لتناول الأم بعض العقاقير الطبية او اصابتها ببعض الفيروسات في اثناء شهور الحمل, كما يمكن تجنب اصابة العين باستخدام واقي العين ونظارات خاصة في بعض الوظائف التي قد يحدث عنه اصابة العين, كما يجب ان يتفادي الأطفال الرياضات العنيفة او الآلات الخطيرة التي قد تؤذي العين, ويجب أيضا عدم الافراط في تناول بعض الأدوية كالكورتيزون, ويجب علي الأم الحامل تناول التطعيمات المتعارف عليها تفاديا للإصابة بالفيروسات في اثناء الحمل.