العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > القصص والروايات

القصص والروايات قصص و روايات يختص بالقصص بشتى أنواعها : قصص حب غرامية، قصص واقعية , قصص خيالية , قصص حزينة , قصص غريبة , قصص تائبين , قصص رومانسية , قصص دينية , قصص خليجية طويلة ,روايات و حكايات شعبية, حكايا و قصص شعبية , الادب الشعبي, قصص مغامرات اكشن واقعية, قصص الانبياء, قصص قصيرة حقيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06-04-2008, 08:57 PM رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

أجابها هازئا :
" سيرحب الكثيرون بمساعدتك ".
صاحت ستاسي :
" يا لتفكيرك المنحط!"
ثم قفزت واقفة وقد نسيت عضلاتها المنهكة . وصعد الدم ثائرا إلي وجهها وهي تنتظر أن يقف كورد أمامها . ثم أضافت:
" لا أعلم أي نوع من النساء يتعاملن معك , ولكني أؤكد لك أنني مختلفة عنهن ".
وعلا صوتها وهي تجاهد السيطرة علي نفسها .قائلة:
" لست مضطرة لسماع مثل هذه التلميحات من أي رجل!"
أمسك كورد بذراعها ليمنعها من الهرب منه . وقفت ستاسي وهي ترتعش بدون أن تحاول الإفلات من قبضته الحديدية أو تدير وجهها لتري عينيه الداكنتين الباردتين .
سألها وهو يهمس هازئا :
" هل تأملين أن يأتي أحد فرسانك لنجدتك؟"
لم تستطع الإجابة ,وقفت بدون حركة , وأخيرا سمعت صوت تنهيدة تفلت من شفتيه في نفس اللحظة التي ترك فيها ذراعها . وقال كورد بهدوء :
" أعتقد انه من المناسب أن أعتذر . لذلك أعتذر عن التلميحات التي صدرت مني , وسأرتب لبياتك هنا الليلة"
لم تواجهه ستاسي حتى بعد هذا الحديث , فقد امتلأت عيناها بدموع المهانة والألم الساخنة , بينما شعرت بيديه تلمسان كتفيها وهو يديرها لتواجهه. ووضع يده الكبيرة علي ذقنها برقة مدهشة بينما أخفت قبعته الكبيرة تعبيرات وجهه . جاء صوته العميق المألوف"
"أعتقد أن كلا منا متعب ومتوتر . عليك الحصول علي نوم مريح".
وبهدوء استدار ورحل . شعرت بالفراغ وبرد الليل يلفح وجهها وكتفيها حيث لمستها يداه منذ لحظة , واختف\ي كورد تارك ستاسي تتأمل الظلام خلفه . وعادت وهي متشككة في مشاعرها إلي النار والرجال الصامتين حولها .
وجاءها جيم كونورز من وراء احدي الشاحنات , ومعه فراش وبطانية . رمق وجهها بعينيه العسليتين اللامعتين متسائلا , ولكن ستاسي أخذت منه الفراش وهي تشكره بهدوء . ومشت إلي الجانب الآخر من النار . أخذت ترقب بغباء العمال وهم يحملون الجياد في الشحنات و يبدءون في الحركة . وبصورة لا إرادية أخذت تبحث عن كورد بين الرجال الواقفين , وأذناها تنصتان للحديث الهادئ حتى تسمع صوته , ولكن بدون جدوى.
وغطت نفسها علي فراشها , وراحت تحدق في السماء الزرقاء الداكنة فوقها ,تنتابها مشاعر متباينة , الألم , الغضب , المهانة , الاستياء . وفوق كل هذا العجب والحيرة لشأن هذا الكورد هاريس الذي لا تستطيع التنبؤ بتصرفاته . وأخيرا شد انتباهها إرهاق عضلاتها واستغرقت في النوم بالرغم من خشونة الأرض وبرودة الهواء.
كانت متأكدة من أنها نامت لتوها عندما شعرت بيد تهز كتفها برقة. فتحت عينيها علي السماء المضاءة بالنجوم. كان من الصعب على ستاسي رؤية الشخص الواقف بجانبها في هذا الظلام . ظنته في أول الأمر كورد، ولكنها تعرفت علي قوام جيم كونورز.
" لقد حان موعد الاستيقاظ ".
تمتمت وقد غلبها صوت النعاس:
" مازال الظلام حالكا؟"
أجابها راعي البقر الشاب بخفة:
" الساعة ألان الرابعة. إننا نستيقظ مبكرا هنا . وطعام الإفطار علي وشك الأعداد. يحسن أن تغتسلي".
بعد ذلك بلحظة واحدة ذهب . قامت ستاسي متألمة من فراشها وكل عضلاتها تصرخ فيها ألا تتحرك. كان كل ما استطاعته هو أن تقف. مشت وعضلاتها متصلبة إلى حوض الماء الساخن. حمدت الله وهي ترش وجهها بالماء مستمتعة بإحساس النظافة في جلدها واستيقظت تماما وراحت تنظر حول المعسكر باهتمام
شاهدت ستاسي شاحنات الجياد وهي تقترب محملا بحياد جديدة للعمل هذا النهار. كانت ستاسي تأكل إفطارا هائلا احضره لها جيم ، وما أن فرغ جيم من إفطاره حتى عرض عليها أن يحضر لها حصانا . وعاد بعد بضع دقائق يقود حصانا كبيرا وأخر اصغر حجما. وبسرعة أنهت ستاسي أخر كعكاتها , وحملت الطبق والكوب إلى سيارة الست يشن . وعندما عادت إلى راع البقر كان العديد من الركاب قد ذهبوا. وانضم إليهم هانك راكبا حصانه.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 08:58 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

سألها مبتسما:
" هل أنت مستعدة ليوم أخر يا آنسة؟"
وأضاف وهو يراقبها وهي ترتدي قبعتها:
"إن الراعي البقر الحقيقي يرتدي قبعته بمجرد أن يستيقظ".
ضحكت وأخذت اللجام من جيم قائلة :
" مازلت أتعلم , ما هي خططنا اليوم"
" سنمسح الجانب الشرقي للقطيع الأساسي بحثا عن الماشية الشاردة"
أفلتت أنة من شفتي ستاسي وهي تمتطي جوداها كان شعورها مزيجا من الهلع للأوامر و وثورة عضلاتها المتألمة للعودة للسرج. وسألته:
"هل سينضم السيد هاريس ألينا اليوم "
" أوه"
" لقد قضا ليلته هنا أمس وتولي احد الورديات. اعتقد انه يقود القطيع ألان"
فمن الغريب أن فكرة وجود كورد في المعسكر طوال الليل قد أقلقتها وهتفت قائلة:
" انه لصباح رائع الجمال"
واخذ حصانها يرقص كما لو كان يؤكد كلامها . وعلت الشمس في كبد السماء طاردة أخر أثار ظلال الليل .
وأجاب راعي البقر جيم وقد تأثر بحيوية ستاسي الجذابة الراكبة إلى جانبه :
" إنه الربيع"
فضحكت قائلة:
" هذه بلاد جميلة وخاصة في الربيع! شيء عظيم مجرد أن يكون المرء حيا!"
" هل تحبين الحياة هنا حقا . اعني في تكساس؟"
" نعم أحبها. الأرض رحيبة وتشعرك بالحرية. لا احد يزاحمك. من الصعب على أن أصفها "
" اعرف ما تقصدين . فلنمض في هذا الاتجاه . أحب أن اريك شياء ".
"ما هو؟"
قال ناظرا للأمام وهما يغيران اتجاههما إلي اليسار :
" سترين . ما الذي أتي بك إلي تكساس؟"
أجابت بهدوء:
" قتل أبي في حادثة طائرة منذ حوال شهر ونصف . كنا صديقين حميمين , توفيت والدتي بعد ولادتي بعدة أشهر وبقي كل منا للآخر".
نظر جيم للفتاة بهدوء بعينيه العسليتين ولكنه لم يقاطعها.
" كان والدي مصورا حرا شهيرا في مجاله . ومنذ بدأت أمشي أخذني معه في مهامه . لم أمكث في أي مكان مدة كافية تسمح لي بأن يكون لي أصدقاء"
وأضافت ستاسي وفي ذهنها كارتر ميلز:
"أوه . هناك أناس تتجدد صداقتي لهم عند العودة ، ولكن الحقيقة لم يكن هناك سوى أنا وأبي . وكان أبي قد استأجر طائرة لتعود بنا إلي واشنطن بعد رحلة في تنيسي. وعندما كنا فوق الجبال حدث عطل في المحرك وسقطت الطائرة".
وأطبق الصمت برهة بينما حاولت ستاسي السيطرة علي الغصة في حلقها . واستطردت وهي تنظر أمامها:
" كان معي كلبي كاجون الراعي الألماني . كنت في غيبوبة ولكنه تمكن من أن يجرني خارج الطائرة , وبعد ذلك بقليل انفجرت محترقة . وكان أبي بالداخل".
قال جيم :
" كان أبوك جوشوا آدامز ؟"
" نعم . بعد ذلك كنت في حيرة من أمري . لقد عرض علي كثيرون من أصدقاء أبي المساعدة , ولكني لم أكن اعلم ما الذي يستطيعون فعله ".
واغتصبت ضحكة وأضافت:
" كان يحب الغرب. أعتقد أنني جئت هنا لسببين : أن اكون قريبة منه ، وأن اعرف الهدف الذي اسعي إليه في حياتي"
" هل جئت هنا من قبل؟"
" ليس هنا بالذات . ولكن كان لأبي مهام في الباسو عدة مرات ، وفي أماكن أخري من أريزونا و نيومكسيكو".
ثم أضافت ضاحكة:
"حقا لم أكن أتوقع أن أقضي وقتي في مطاردة الماشية!"
فهم جيم أنها تحاول التخلص من حزنها الذي أثاره الحديث عن والدها , فضحك مثلها قائلا:
" لا . لا أتصور انك كنت تتوقعين هذا . كنت وهانك مع السيد عندما وجدك علي الجبال ذلك الصباح"ز
" كنت هناك ؟"
" كان السيد في حالة يرثي لها عندما وجد حصانك. كان اول من لمح كلبك ووصل إليك . لم يشاهده احد منافي مثل هذه الحالة من قبل . كان يلقي بالاوامر بسرعة ولم يسمح لأحد بالاقتراب منك".
ضحكت ستاسي متجاهلة نظرة الفضول في عينيه وقالت:
" ربما كان يخشي أن أقاضيه لسماحه للثعبان بالوجود في أرضه".
" إنكما لا تتفقان أنتما الاثنان "
" ليس ذنبي . اعتقد انه يكره النساء جميعا عام".
قال راعي البقر وهو يهز رأسه متشككا:
" لا. لاأصدق هذا. بعد خطبته لليديا لم يعد يحكم علي النساء بمظهرهن. لقد نسي معنى كلمة ثقة".
"مهما كانت مشكلته فهي ليست مشكلتي".
قال جيم موجها حصانه فجاء نحو اليمين في اتجاه تل صغير:
" المكان الذي أريدك أن تريه هنا . كنت في محاضرة حيث كان أبوك محاضرا زائرا . أعتقد أنك ستتصورين هذا".
بلغ الراكبان قمة مرتفع صغير , مغطي ببحر من الزهور الزرقاء . وقفا برهة علي التل بينما حدقت ستاسي في مهابة لجمال الزهور المتعددة , وهي تتموج متألقة في نسمة الصباح . لقد كست الطبيعة التل بغطاء داكن الزرقة . وعلي بعد سمعا أغاني الطيور التي جعلت الحياة تدب علي التل.
صاحت ستاسي أخيرا :
" إنها جميلة يا جيم . ما هي ؟"
" اسمها القبعة الزرقاء ".
وبقيت عيناها علي الزهور وهي تقول :
" إن لونها أزرق جميل يكاد يكون بنفسجيا . إنها تخجل زرقة السماء".
" هل ننزل من علي التل ؟"
لم تجبه ستاسي ولكنها لمست جانب الحصان بكعبها . نزلا من فوق التل أحدهما وراء الآخر , ووقفا وسط الزرقة الغنية . ترجل جيم قبل ستاسي وساعدها في النزول من الحصان . بقيت يده علي ذراعها وهما يسيران وسط الزهور . لم تستطع ستاسي مقاومة رغبتها في جمع باقة صغيرة واستنشاق عبيرها الحلو.
واستدارت ستاسي لتواجه راعي البقر قائلة:
"كم أنا سعيدة أنك أحضرتني هنا؟"
ووضع راعي البقر علي كتفيها وباقة الزهور بينهما , وعندئذ سمعا وقع خطوات حصان يقترب . استدارا في نفس اللحظة لرؤية القادم . لم تحتج ستاسي إلا للحظة لتتعرف علي الراكب الجالس باستقامة فوق السرج , وبدأ الدم يدق في عروقها , وأوقف كورد هاريس حصانه أسفل التل أمام الصديقين . وجاء صوته ملمحا:
" هل أقطع عليكما شيئا ؟






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 09:00 PM رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

لم يعط أحدهما فرصة للإجابة , وأراح ذراعه علي السرج قائلا:
"إذا فلنعد إلي العمل ونترك الزهور لما بعد العمل ".
ركب جيم وستاسي جواد يهما وهما يشعران باتهام العينين الداكنتين . وعندما انطلقا في طريقهما لكز كورد حصانه بينهما كما لو كان يفرق بين طفلين شقيين . أطبقت ستاسي شفتيها بصرامة . وقد أساءتها طريقة معاملة كورد لهما . لم يأبه لغضبها . وبعد أن تركوا مرج زهور القبعات الزرقاء أدار كورد رأسه قليلا في اتجاه راعي البقر الهادئ الراكب علي يساره , وأمره بلهجة يتحدي أن يرفضها :
"أريدك أن تعود للقطيع الأساسي وتساعد جنكز يا كونورز . سأرافق الآنسة آدامز إلي حيث يمسك هانك ببعض الماشية الشاردة".
ابتعد راعي البقر الشاب بحصانه عن ستاسي ومخدومه ولكز حصانه وانطلق راكضا . واستدارت ستاسي بغضب إلي الرجل الواقف بجانبها :
" لم يكن من حقك أن تنهره . فأنا مخطئة مثله تماما ".
أجاب كورد وعلي شفتيه ابتسامة وعيناه تشعان نارا:
"يسعدني تفكيرك بهذه الطريقة , ولكن إذا كان الأمر يهمك فقد كنت أبحث عنه لأقول له هذا الكلام قبل أن أجده معك".
لهثت ستاسي .لأنها اعتقدت أن كورد يؤدب زميلها بسبب اهتمام جيم بها . وسرت وجنتيها حمرة الحرج.
" ولكن , لا يعني هذا أنني أقر أنك تسحري رجالي حتى ينسوا القيام بأعمالهم ".
تمتمت ستاسي :
" لا أعلم عم تتكلم ".
" بالطبع لا تتوقعين أن أصدق أنكما كنتما تبحثان عن الماشية الشاردة في هذا الحقل ؟"
أجابت ستاسي ساخطة :
" لا , بالطبع ".
"إذا ليس هناك شيء آخر يقال . أليس كذلك ؟"
صاحت ستاسي :
" نعم هناك ما يجب أن يقال , ليس من حقك أن تملي علي من الذي أصادقه أو لا أصادقه "ز
قال بصوت غاصب مثل ستاسي :
"هناك الكثير الذي أريد أن أقوله . إنك في خدمتي . لذا فأنا مسؤول عن تصرفاتك . وإذا لزم الآمر سأملي عليك من الذي تختلطين به ومن الذي تبتعدين عنه "
" هل تقول لي أن أبتعد عن جيم ؟"
أقول لك انك لن تنافقي رجالي وتغريهم بالأفكار العاطفية . هل هذا واضح بما فيه الكفاية ؟"
أجابت ستاسي وهي تلكز حصانها ليركض:
"تماما".
لم يذهب الراكبان الصامتان بعيدا حتى شاهدا راعي البقر هانك وهو يسوق نصف دستة من الماشية. لوح له كورد بيده ثم اتجه بحصانه بعيدا عن الحصان ستاسي بجانب راعي البقر. وقال لها :
" سنبقي مع القطيع بعد الظهيرة وسنركب في الجانب الأيمن".
لمحت جيم عدة مرات بعد الظهيرة ، ولكنه لم يشعر بوجودها إلا مرة واحدة عندما لوح لها بيده. شعرت ستاسي بالذنب، فربما تسببت في مشكلة لراعي البقر الشاب. كانت تأمل ألا يعاديها جيم لهذا . بالطبع لم يكن يستطيع أن يجري إليها بمجرد أن يراها ، فهو يعمل . ووجدت نفسها تبحث عن كورد هاريس مرتين ولكنها لم تره،وبدلا من أن ترتاح لعدم وجود عينيه الغامضتين شعرت بالفراغ.
وفي الساعة الرابعة وصل القطيع لمجموعة من أشجار الحور على جانبي مجري نهر ، كان موقع المعسكر الليلي ، وقادو الماشية عبر الماء الضحل ليبيتوا على الجانب الآخر . ونظرت ستاسي بلهفة حزينة للماء الجاري وهي تتبع هانك . يالها من فرصة لغسل الرمل والقذارة.
وتجمع كل العمال حول عربة المطبخ حيث القهوة الطازجة. وترجل هانك وستاسي عند الشاحنات وانضما للآخرين . ففي الصباح التالي سيصل القطيع إلى المراعي الصيفية وتنتهي قيادته في الخريف.وقفت ستاسي هادئة ترشف القهوة وتستمع لادعاءات وشكاوى رعاة البقر المخضرمين .كان العشاء علي وشك الإعداد وكانت تود أن تذهب للنهرقبل ذلك . فرغت من قهوتها وأعطت القدح للطاهي . لم ينتبه إليها أحد وهي تمشي نحو أشجار الحور.
مشت ستاسي ألهوينا متتبعة مجري النهر , ووقفت علي بعد خمسمائة ياردة من المعسكر في مكان متسع يصلح للاستحمام بعيدا عن مكان عبور الماشية, وبالتالي غير موحل وكانت هناك شجرة مناسبة تدلي أحد فروعها لتعلق عليه ثيابها . فخلعت القبعة البنية في سعادة , وجذبت حلقة المطاط التي تربط شعرها . وتحرر شعرها من سجنه فسقط مسترسلا علي كتفيها وهي جالسة علي حافة الماء تخلع حذاءها . هزت أصابع قدميها في سعادة وهي تنظر إلي الماء . وقفت ستاسي ونظرت مرة أخيرة حولها لتتأكد من عدم وجود ضيوف غير مرغوب فيهم .
نزلت في الماء فسرت في أوصالها رعشة خفيفة للبرودة غير المتوقعة . ودندنت في مرح وهي تتراقص وتدور علي نفسها . وأخذها الاستمتاع بالحمام فلم تسمع وقع الحوافر علي الرمال . وقف الحصان وراكبه بجانب فرع شجرة الحور حيث علقت ستاسي ثيابها .
ظلت ستاسي تدندن في سعادة وهي تمشي في المياه الضحلة نحو الشاطئ ونظرت إلي الشجرة ووقفت في الماء وقد أذهلها ظهورا لحصان وصاحبه . وحل محل دهشتها شعور بالخجل لردائها فأخفضت جسدها داخل الماء .
صاحت وحمرة الخجل تكسو وجهها مخاطبة وجه كورد الساخر :
" كان من اللياقة أن تعرفني بوجودك هنا ياسيد هاريس ".
تجاهل نقدها له وأجاب بصوته العميق :
"افتقدتك في المعسكر وجئت أبحث عنك ".






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2008, 09:03 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

حل الغضب محل الإحراج وقالت:
" حسنا . لقد وجدتني فتفضل بالذهاب حتى أرتدي ثيابي ".
قال كورد باسما وهو يشير إلي مجموعة من الأشجار تحجب الرؤية عنها :
" سأنتظرك هناك ".
كان السرور باديا علي وجهه وهو يوجه حصانه ويذهب .
صعدت ستاسي إلي الشاطئ بسرعة ولكن غضبها واستياءها عطلاها .حاولت إن ترتدي ثيابها بسرعة برغم جسدها المبتل . التصقت أكمام بلوزتها بذراعيها المبللتين , ولكنها استطاعت أن تزررها وتدخلها في البنطلون . وارتدت حذاءها بسهولة فوق الجورب المبتل . أخذت قبعتها عن الشجرة ثم جرت إلي حيث ينتظرها كورد .
وقف كورد صامتا بجانب حصانه وهو يرقب قدومها . كان تسرعها في ارتداء ثيابها وجريها لملاقاته سببا في حمرة خديها , وتألقت عيناها من فرط التوتر والحرج . وقفت ستاسي أمام كورد مترددة . بحثت عيناها في وجهه محاولة أن تقرأ تعبيره في يأس.
وقال :
" تعالي . سأمشي معك عائدين إلي المعسكر ".
لهثت وهي تمشي معه وهو يقود الحصان في اتجاه المعسكر . لم يدر لها وجهه المتجهم مرة واحدة وهما يسيران في صمت .كان التوتر أكثر من احتمال ستاسي . مرت بيدها خلال شعرها المبتل في عصبية . قالت ورنة التحدي في صونها :
" كنت أشعر بالحرارة والغبار من الركوب ".
علق كورد رافضا أن يأخذ طعم التحدي :
" بالطبع كانت المياه مغرية . للأمانة شعرت بإغراء الانضمام إليك ".
راقب وجهها وعيناه تنظران إلي جدائل شعرها المبتلة حول جبهتها , ثم إلي أنفها المستقيم وتوقف عند شفتيها المبتلتين . علمت ستاسي أنهما قريبان جدا من المعسكر . وكانت رؤيتها مع كورد تحرجها , ولكنها لم تكن ترى سوي وجه الرجل القوي الواقف إلى جانبها وكتفيه العريضتين . لا بد انه قرأ في نظرتها إمارات الارتباك والحيرة وهي تحاول ان تفهم سبب تغير موقفه منها ، لأنه ترك ذراعها فجأة وبدا مرة أخرى يمشي في اتجاه المعسكر.
داعبها كورد قائلا:
"لم اعرف امرأة للآن ، لا تنتهز فرصة للاغتسال".
لسبب ما لم تستطع الاعتراف به . شعرت بالأمان لعودتها للمزاح الساخر.
قالت وقد عادت لمشيتها خفتها:
"كيف استطيع أن أغري رجلا إذا كانت رائحتي كالبقرة؟"
رافقها كورد وهما يدخلان منطقة المعسكر:
"هذه نقطة جيدة . اذهبي وكلي لقمة يا صغيرتي . سأرك فيما بعد ".
شعرت ستاسي بيده تلمس كتفها في خفة وهو يتحرك بعيدا عنها في اتجاه شاحنات الجياد . وسري الدفء من لمسته وهي تتخيل وقع يده علي كتفها . فمشت في شرود نحو مجموعة الرجال شاعرة إن كل انتباها مركز علي الرجل الذاهب . وانتظرت بدون وعي قدومه طوال العشاء . وعندما لم يأت شعرت بالاكتئاب . كانت عادة تخشي وجوده وها هي الآن تنتظره . أي نوع من الرجال هذا الذي يستطيع أن يجعلها ترغب في وجودها معه وتكرهه في نفس الوقت؟
أسرع وجود الأشجار حول المسكر في إظلام المكان بعد غروب الشمس مباشرة , فبدت نيران المعسكر أكثر توهجا . كان يبدو علي جيم أنه يبحث عن أحد وهو واقف يراقب العمال . ثم لمح ستاسي واتجه إلي حيث كانت تجلس بعيدا عن الآخرين فقال لها :
" مرحبا ,كنت أبحث عنك ".
سألت ستاسي :
" هل كان العمل شاقا اليوم؟"
جلس جيم بجانبها قائلا:
" ليس شاقا جدا , آسف لأنني اضطرت للتخلي عنك اليوم هكذا ".
ضحكت ستاسي :
" لم يمسك أحدنا بخناق الآخر , إذا كان هذا يقلقك . لم أقصد أن أتسبب لك في المشاكل يا جيم ".
سألها جيم بهدوء:
" إنني معجب بك يا ستاسي , أنت تعلمين هذا أليس كذلك ؟"
وعندما لم تجبه أضاف :
" هل أنت مخطوبة ؟"
تجنبت ستاسي النظر إليه . كان من الممكن أن تسعد بإعجابه ولكنها ندمت علي مجمل الحديث فقالت :
" لا . أنا أيضا معجبة بك يا جيم . إنك صديق طيب جدا ".
" هذا ما أشعر به . أرجو أن أراك كثيرا"
" أرجو ذلك . لم يكن لي أبدا كثيرا من الأصدقاء ".
قال بحنان وقد رفع يده الخشنة إلي خدها الناعم :
" ستاسي يالك من فتاة . أراهن أنك تستطيعين أن ترفضي رجلا وتجعليه يشعر بالسعادة رغم ذلك






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2008, 12:52 AM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها



نور .. الرائعة بطرحك المتميزة ومواصلتك لكل رائع


تسلمى على جمال طرحك وروائعك المميزة

أسعدك الله بكل وقت ويسر أمورك

ننهل من بحر معرفتك ونجد كل مميز

تقبلى منى كل الود والاحترام






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2008, 05:20 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

الاخ الكريم
احمد المصرى
تسلم على روعة المرور
دمت بخير وسعادة







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2008, 05:22 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

- صراع الكبرياء
جاءها صوت آخر بحدة علي بعد بضعة أقدام منهما:
" كونورز!"
هبا مبتعدين لصرامة لهجة كورد وهو يخطو خارج الظلام وقد أختفي جزء من وجهة , ولكن لم يكن هناك شك في ثورته المكتومة . كان فكه مطبقا وجبينه مقطبا وضاقت عيناه الداكنتين متوعدتين وهو يحدق في راعي البقر الشاب .
ولم يعجب ستاسي سلوكه المتحكم فاتهمته بقولها:
" لك موهبة فريدة في الظهور حيث لا يتوقع أحد وجودك ".
" هذا واضح ".
وتنقلت نظرة كورد النفاذة من ستاسي غلي جيم . وسأل :
" حسنا؟"
أجاب جيم وقد برز ذقنه وهو يقابل العينين الحادتين :
" ليس لدي ما أقول يا سيدي".
شعرت ستاسي بالاستياء يحرقها إذ كانت الطريقة التي يهين بها كورد جيم أمامها لا تغتفر! كان ينتزع كبرياءه أمام عينيها . فإلي أي مدى يظن كورد أن جيم سيحتمل ؟ ولماذا يهمه كونها تتحدث مع راعي البقر؟
نظر جيم إلي ستاسي في صمت . وأخيرا حياها تحية المساء ومشي بعيدا . استدارت ستاسي لتواجه المزارع الطاغية وهي حانقة وعيناها البنيتان تبرقان وترتعش من الغضب المتزايد الذي يعتمل بداخلها . وصاحت :
" من تظن نفسك بالضبط يا سيد هاريس ؟ هل تهتز طربا وأنت تهين رجلا أمام امرأة ؟ أم أنك تحب أن يعرف الجميع أنك السيد الخطير هنا؟"
قال كورد وما زال صوته شرسا وهو يسيطر علي انفعاله :
"لا أري أن دوافعي تخصك في كثير أو قليل ".
" هذا الرد يعكس شخصيتك تماما , أنت تعتبر نفسك القانون ولست مسؤولا أمام أي شخص . حسنا إنك لا شيء! هل تسمعني ... إنك لا شيء ! إن جيم أكثر رجولة مما تستطيع أن تكون . وتكون مخطئا إذا ظننت أنك قد قللت من شأنه في عيني . كنت أعتبره صديقا من قبل , أما الآن فعندما أقارنه بك أجد أنه الرجل الوحيد لي في العالم".
أجاب بحدة وعضلة فكه تختلج من فرط غضبه المتصاعد :
" أخيرا تعترفين . إذا أنت في حاجة إلي رجل , ولكنني حقا اشك في أنك تستطيعين أن تميزي الرجال إذا قابلت أحدهم".
قالت بحدة وهي تعي تماما أنها تثير كورد أكثر من احتماله:
" أعرف أنه مهما يكن الأمر فإن الذي أقف أمامه الآن ليس رجلا".
لم تعد تأبه لغضبه , فقد كانت تستمتع بالحط من شأن هذا الذي يدعي الكمال.
وكانت هذه هي القشة التي قضمت ظهر البعير , فقد أسود وجهه من الغضب وجذب ذراعي ستاسي بخشونة وقربها إليه حتى أنها استطاعت أن تري العروق النابضة علي جانب فكه . وقبض علي كتفيها بقوة وهي تقاومه وهي تقاومه بلا جدوى . كان اقوي منها بكثير . حرك احدي يديه ليحيط بخصرها وامسك بالا خري بشعرها البني الطويل لأويا ذراعها حتى يرغمها على النظر في وجهه ونظرت مرتعدة إلى عينيه اللتين أصبح سوادهما فاحما.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2008, 05:23 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

وقال كورد بصوت مبحوح:
" اقسم لك أنني لن اسمح بأن تتمادي مع رجالي . إذا كنت تبحثين عن مغامرة عاطفية فسأتولى أنا هذا الأمر الآن وفي هذا المكان".
وخفض وجهه ببطء إلى مستوي وجهها كما لو كان يستمتع بخوف ستاسي وهي تدرك أنه سيقبلها . حاولت ببسالة أن تقاوم مرة أخري ولكنه منعها بسهولة. وضيق قبضته عليها كما لو كان ينوي أن يقضي علي كل مقاومتها . وضغط بشفتيه علي عنقها بقسوة محاولا آن يعاقبها ويؤلمها ويهينها . ولكن قربه منها أسرع بدقات قلبها، ولابد انه سمع هذه الدقات كما كانت تسمعها. عندما ظنت ستاسي انه لن يتركها أبدا خطا كورد بعيدا عنها . وفقدت توازنها عندما تركها فجأة وسقطت على الأرض مذهولة تحدق في قوامه الفارع.
وقال كورد وقد عادت البرودة إلى عينيه:
"لا تضيقي الخناق على رجل أبدا قلت لك مرة من قبل أن تتعلمي القواعد قبل أن تلعبي اللعبة".
هبت ستاسي واقفة واندفعت إليه قائلة :
"إنني احتقرك!"
امسك برسغيها بسهولة وحملق بلا انفعال في قطرات الدمع المتساقطة على خديها . حاولت أن تركله وتخشه ولكنه تمكن بسهولة من صد محاولاتها حتى أرهقها المجهود تماما
وقاومت الغصة في حلقها فتمتمت أخيرا :
" لقد هزمتني . تستطيع دائما أن تجبرني علي فعل ما تريد , ولكنك لن تستطيع أن تجعلني أشعر حيالك بأي شيء إلا الاحتقار".
لم تظهر في عيني كورد وهو ينظر إلي ستاسي أية علامة للوم النفس . بل وقف صامتا يبحث في وجهها عن شيء لم تعرفه وهو يترك يديها المحبوستين في يديه , قائلا:
" أعلم ذلك تماما . هيا بنا , فمن الأفضل أن ننضم للآخرين ".
" أهذا كل ما عندك لتقوله ؟ أل تعتذر ؟ إذا كانت هذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع النساء فاستطيع أن أري لماذا هجرتك خطيبتك ".
تحجر وجه كورد عندما سمع كلماتها . ونفذت عيناه الداكنتان غلي أعماقها . فأدركت أنها تعدت علي شيء لا يخصها. فوقفت ستاسي في مكانها كالمخدرة , كانت الدموع علي وجهها ومع ذلك وقفت في كبرياء .
أجاب بصوت بارد وخشن :
" لا أنوي أن أعتذر عن تصرفاتي , ولا اعلم ما الذي سمعته عن ليديا وعني ,ولكن مهما يكن فهو ليس من شأنك . اعتبري ما حدث الليلة درسا كان يجب عليك أن تتعلميه منذ وقت طويل . إنك لست فتاة بلا جاذبية . ومن حسن حظك أنني لم أقع تحت تأثير سحرك وإلا لاختلفت نتيجة ما حدث الليلة , فأنني أعلم لحسن الحظ من أنت بالضبط , وأعرف الحيل الرخيصة التي تستعملها مثيلاتك لإرضاء رغبتهن الأنانية في إثارة الاهتمام والإعجاب".
وامتلأ كلامه بالسخرية وهو يقول:
" لقد انتهي الموضوع ".
لم تستطع ستاسي الكلام . نظرت إلي وجهه وقد أثار الاحتقار المرسوم عليه نفورها.
ومن فرط ارتباكها لم تقاومه وهو يأخذ بذراعها ويساعدها علي العودة إلي نار المعسكر . وتعثرت عدة مرات علي الأرض غير المستوية ولكنه لم يتردد في خطواته . ولم ينظر في اتجاها . فلم يكن هناك ما يشير غلي أنه يعترف بوجودها سوى يده الموضوعة علي ذراعها.
وعندما وصلا إلي المعسكر تركها واستمر في سيره غلي الدائرة بدونها . وحمدت ستاسي ربها لابتعاده عنها, ودخلت في فراشها راجية ألا يحادثها أحد أو يري في وهج النار أثار البكاء في عينيها . وأخذت تشهق بالبكاء في صمت وهي تزحف تحت الأغطية . ولعنته لرأيه الذي ليس له ما يبرره فيها ثم استقرت داخل بطانيتها بحثا عن الدفء و ولكن ظلت في عقلها وقلبها ذكري ذراعيه القويتين الدافئتين وبصمت أطبق النعاس علي جسدها المنهك .







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2008, 05:25 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

سطعت شمس الصباح متألقة علي ستاسي وهي تركب الحصان الصغير الذي ركبته في اليوم الأول . ولم تجتذبها المناظر الريفية المحيطة بها وهي تسير بجانب القطيع .
وفي أحلام الليلة الماضية عاشت مرة أخري أحداث الأمس , وكان الحلم أكثر إثارة من الحقيقة . وبعد ذلك تعلقت به يدفعها يأسها وخوفها من أن يرفضها . وشعرت أنها قد خانت نفسها في هذا الحلم بطريقة أو بآخري . لقد كانت تكره كورد هاريس وكل ما يمثله . كان شعورها بالخجل والذنب للقبلة الوهمية أضعاف شعورها بالمهانة للقبلة الحقيقية .
واستيقظت من أفكارها علي وقع خطوات حوافر تقترب منها . نظرت فرأت جيم كونورز يمتطي جوادا راكضا . لوح بيده ووقف بجانب هانك , وتبادلا بضع كلمات فتساءلت ستاسي عما إذا كانت هي موضوع الحديث واحمرت وجنتاها حرجا . لو كان اليوم مثل الأيام الماضية لانضمت إليهما ولكنها خشيت أن تواجههما اليوم فتبدو علي وجهها أحداث الليلة الماضية . وبعد بضع دقائق جاءها هانك وقال:
" سنصل غلي المرعي بعد ساعة . قال السيد لجيم هذا الصباح أن عليك أن تعودي لبيت المزرعة بمجرد أن نصل إلي المراعي الصيفية ".
وكانت ستاسي تخشي لقاء كورد هاريس مرة أخري فسألت :
" لماذا ؟ ألم يذكر السبب؟"
أجاب هانك وعلي وجهه نظرة فاحصة :
" لا سيكون أحد العمال هناك ومعه سيارة بيك آب وستركبين معه , ويريد السيد منك أن تذهبي إلي مكتبه بمجرد وصولك . لقد حدثت بينك وبين السيد كورد مشادة أخري مساء أمس , أليس كذلك ؟"
بدأت ستاسي تنكر ولكنها كانت تعلم أنها لن تستطيع أن تخدع راعي البقر اليقظ فأومأت بلا يجاب .
هز رأسه باسما وهو يقول:
" إنكما لا تتفقان أبدا . قال جيم أنه فاجأكما مساء أمس".
وعلقت ستاسي بمرارة قائلة:
"أعتقد أنه قد ثار علي جيم هذا الصباح ؟"
ابتسم الرجل المخضرم وهو يرقب وجه ستاسي ليري رد فعلها وقال:
" توقع جيم أن يثور عليه السيد ولكنه لم ينطق بكلمة عن الموضوع . بل إنه عهد إلي جيم برئاسة أحدي مجموعات ترقيم الماشية ".







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 06-20-2008, 05:28 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: مزرعة الدموع! من روايات عبير" لمن يحبها

ظهرت الدهشة علي وجهها وهي تقول :" هل فعل ذلك ؟"ثم قالت في نفسها ربما كانت هذه طريقته في الاعتذار." أعتقد أنك تتصورين نني رجل كهل يثرثر , ولكن هل تحبين جيم أو شيئا من هذا القبيل ؟"" لا . إننا صديقان . لقد كان يعرف أبي أو قابله في محاضرة "." هذا حسن ".قالت بفضول :" حسنا . لماذا ؟"" إنه ليس مناسبا لك . إنك تحتاجين شخصا أقوي منه ليكبح جماحك . إن النار مع النار تصنع وهجا أكبر دائما ".ضحكت قائلة :"لم أكن أعلم أنك تمزج جمع رأسين في الحلال بالفلسفة يا هانك . قل لي هل في ذهنك رجل معين ؟"" نعم ولكن لن أقول . ستعرفين قريبا جدا".لكز حصانه وأضاف رافعا صوته فوق الجلبة :" يستحسن أن نعود إلي العمل".رافقته ستاسي وهي تضحك وقد زالت عنها كآبة الصباح في صحبة راعي البقر الحكيم . وعندما طاردا آخر الماشية الشاردة أشار هانك نحو سيارة بيك آب منتظرة , ففهمت ستاسي أنها ستعود إلي بيت المزرعة فيها .وصلت بحصانها إلي شاحنة الجياد وترجلت . وحاولت تفادي الجياد وراكبيها واتجهت نحو السيارة . ففتح لها السائق الباب وأشار لها بالدخول . تبادلت ستاسي معه بعض النكات ولكن توقعها لقاء كورد بعد حادثة الليلة البارحة جعلها تصمت بالتدريج . وكان هناك في تصورها أسباب متعددة لرغبته في الحديث معها , وكانت تتمني أن يسعدها الحظ فينهي اتفاقهما .عندما وصلا ساحة البيت لاحظت ستاسي وجود سيارة كاديلاك ذهبية لم ترها من قبل هناك . وبالرغم من أنها لم تكن تعرف الجيران إلا أنها كانت واثقة من أنها لم تر أية سيارة كهذه سابقا . وملأها إحساس عجيب بالتوجس عندما توقفت سيارة البيك أب بجانب بوابة المنزل لتخرج منها .كانت ستاسي مرهقة وخائفة . تمشي وفي يدها فراشها الملتف وقبعتها . وفي اليد الأخرى سترتها الجلدية . وتمنت وهي تفتح الباب لو أتيحت لها فرصة أن تغتسل وتبدل ثيابها قبل لقاء كورد هاريس المقيت , ولكنها كانت تعلم أنه ينتظرها فور وصولها . واحترقت من الاستياء وهي تدرك أنه كان يريد أن يلقاها وهي في وضع غير مناسب كيف يمكنها أن تظهر بمظهر هادئ وتسيطر علي نفسها إذا كانت تبدو مثل صبي قذر؟سمعت اصواتا في الغرفة التي يعمل بها كورد بينما تجتاز مدخل البيت البارد . ووقفت حائرة أمام الباب المغلق, حاولت أن تتعرف علي تلك الأصوات ولكن الباب السميك المصنوع من البلوط منعها من ذلك . ففكرت: ربما كان مشغولا ولا يرغب في رؤيتي ألان.ولكن... لا... من الأفضل أن تنتهي من هذا اللقاء . استسلمت للأمر الواقع ووضعت أشياءها علي أريكة خارج الغرفة ونفضت الغبار عن بنطلونها وبلوزتها ثم رتبت شعرها الطويل, واعتلت ودقت الباب.جاءها الرد خافتا : " ادخل "فتحت ستاسي الباب ودخلت الغرفة بثقة أكثر مما كانت تشعر , وكان كورد واقفا أمامها مباشرة بجانب مكتبه . كانت في وقفته بساطة وعدم اكتراث مما زاد من توترها .قال كورد وهو يلوح بيده امرأ:" ادخلي ياانسة آدامز"مرت عيناه الهازئان علي مظهرها المشعث وأضاف :" أري انك وصلت توا "






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator