و حين تُعلَن ساعات الفرَح ثم ينقضي ليلُ المهنئين ، و تذهب العروس إلى حيث السُكنى و الأُنس ..
هناك !!
تجِد الشيء العجيب ..
زوجٌ فَظ ؟!
و لسانٌ حاد ؟!
و قلبٌ أُخِذ منه نُسخة حَجر !!
كانت تفرح و تسعد بوجود زوجها
و لست أدري أهو يسعد بتواجدها !
والله قصص مؤلمة أراها في الواقع ..
قصصٌ ..
تحطّمت فيها آمال الزوجة على صخرة الزوج !
و انطفأت نيران الشوق بماء جمود الزوج ..
نَعم هي ليست السائد في الحياة
لكنها موجودة في بيوت المسلمين ؟!
وكأن الرَحمة انعدمت مع المودّة !
انقلبت الحياة مِن المودة و الرحمة ، إلى الرُعب و الترقب و التوجّس ..
مُحيت معالم السُكنى إلى الفوضى !
تظل الزوجة خائفة تترقب بطش زوجها بأي لحظة ..
و كأنّ الأزواج نسوا { وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ }
قصص رأيتها و عايشتها ..
تبكي حتى الحجر !
و كأنه يتعامل مع جِنس البهائم ، لا جِنس الإنسان ..
زوج ..
يضرب زوجته لأتفه سبب .
زوج ..
يُسجن في قضية ، فلمّا خرج احتفلت به زوجته
فما قال لها كلمة واحدة أو شكر صنيعها !!
زوج ..
يحرم زوجته من أهلها .
زوج ..
يسخر بزوجته أمام أهله .
زوج ..
قد جعل مِن جسد زوجته لوحة ( لعقاله ) حفر به معالم على جسدها الغض !
و أمور ، تجعل الزوجة تقف حائرة مع هذا الزوج ..
أتتركه و تعود مِن حيث أتت ؟؟
أم تسعى لإصلاحه ؟؟
إحداهن حين قيل لها :
لماذا لا تشتكـِـين لأهلكِ ؟ أو تعودين إليهم ؟
قالت بكل أسى ؟
الحياة في بيت أهلي قاسية !
و لا أستطيع أن أعود إليهم برغم بُغضي لزوجي ؟!
فيستغلّ الزوج ذلك ليمارس معها فنون الأذى النفسي و الجسدي !
{ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ }
نقرأ و نسمع عن أمور الحُب في الحياة الزوجية ..
ثم نغفل أو نتغافل عن مثل هذه الفئات المضطهدة و لا نتعاطف معهم ..
و المرأة كائن ضعيف رقيق
تأسرها الكلمة و تفعل بها الأفاعيل ..
إن فُعـِـل بها ما فـُـعــِـل ، ثم جاءتها همسة اعتذار ..
فإنها تسمح و تعفو ..
الزوجة حين تختار أن تكون زوجة فهي تبحث عن الاستقرار ..
تبحث عن الأمان ..
لا تتزوج إلا و هي راغبة أن تكون زوجة لرجُل يقدّر كيانها ..
قد تتحمل النقص و العيب ..
قد تتحمل شظف العيش ..
كل هذا كي تستقر .
حين تخرج الفتاة من بيت أبيها فهي لا تتمنى أن تعود أبداً ..
حين يختار قلبها و عقلها ذلك الخاطب ..
فهي تسعى كي تنال رضاه .
هكذا هُم الزوجات الصالحات .
لكن حين يقصف الزوج تلك الأحلام بشدّته و قسوته ..
فإنها تــُــدمّر تدميراً شاملاً !
قد كانت تقول :
و إنَّ طَرْفي لموصولٌ برؤيتهِ = و إنْ تباعدَ عن سُكناي سكناهُ
ياليته يعلم أني لستُ أذكره = و كيف أذكره إذ لستُ أنساهُ
و اليوم تقول :
لقد كنتُ أخشى عادي الموت قبلُ = فأصبحتُ أخشى أن تطولَ حياتي
لولا ضُعف المرأة ما شبهها عليه الصلاة بحال الأسير و قال :
[ فإنهن عَوانٌ عندكم ]
و لولا ضـَـعفها و علمه عليه الصلاة و السلام أنه قـَـد تُظلَم ما قال :
[ اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ]
و لولا انكسار المرأة و حاجتها ما قال عليه الصلاة و السلام :
[ استوصوا بالنساء خيراً ]
و حين علِم عليه الصلاة و السلام طبيعة المرأة و تقلّب حالها ، قال عليه الصلاة و السلام :
[ فإنهن خُلقن مِن ضلعٍ أعوج ........... ثم قال : فإن ذهبتَ تقيمه كسرته ]
باتت حياة بعض الزوجات ..
كساحة قتال !
تترقب فيها الهجوم بأي لحظة ؟!
حتى بات كثير من الفتيات يتناقلن أخبار تلك الزوجات
ثم يُردد على الألسن عبارة ( لا للزواج !! )
أخيراً ..
لا أريد أن يُفهـَـم مِن الموضوع أنه إجحاف لمكانة الزوج ..
إنما عرضت صورةً لحالات موجود بيننا ، و لكننا قد نغفل عنها أحياناً
و أردت بالموضوع تنبيه للمصلحين إلى ضرورة معالجة الزوج ! و معالجة أفكاره ..
قد لا يكونُ الزوجُ شرساً ، و لا يـُـسرّ بتعذيب زوجته ..
إلا أنــّـه دخلَ الحياة الزوجية و هو يظن أنّ الصواب أن يتعامل مع الزوجة بالعُنف و الضرب !
أو يتعامل معها على أنه شيء غير أساسي ، و إنما وظيفتها هي الإنجاب
و عندما تُصحح له المفاهيم ، ربما يتعدّل حاله .
** تنبيه مهم ..
بعض الأزواج حين يسأل عنه أهل الزوجة فإن الناس تمدحه بأخلاقه و دِينه
و هذا حق ..
لكن يكون له تصوّر خاطئ عن المرأة و هذا ربما لا يعرفه الناس
و لا يُكتشـَـف إلا بالعـِـشرة مع زوجته .
ملاحظة ::
التواجـُـد ..
مأخوذ مِن الوَجـْـد ، و هو الحُزن .
يُقال : فُلان متواجـِـد .. أي حَزين .
م0ن