العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > ابحاث علميه و دراسات

ابحاث علميه و دراسات Research , analysis, funding and data for the academic research and policy community , ابحاث , مواضيع للطلبة والطالبات،أبحاث عامة ،بحوث تربوية جاهزة ،مكتبة دراسية، مناهج تعليم متوسط ثانوي ابتدائي ، أبحاث طبية ،اختبارات، مواد دراسيه , عروض بوربوينت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-01-2009, 06:54 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

5:إغراق وتدمير المدمرة إيلات

شهدت الفترة التي تلت حرب يونية 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970، أنشطة قتالية بحرية بين الجانبين وكان كلاهما يهدف إلى أحداث اكبر خسائر في القوات البحرية للطرف الآخر بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطرة البحرية ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحرية بالأنشطة القتالية الروتينية للقوات البحرية.

استطاعت البحرية المصرية أن تطبق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة الاستنزاف تطبيقا سليما حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.

واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسرة لديها والمتمثلة في تفوقها ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها في انتهاك المياة الإقليمية المصرية في البحرين المتوسط والأحمر، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.

ومن هذه الأعمال الاستفزازية دخول المدمرة ايلات ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 11/12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت ايلات على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياة الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر مما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة ايلات وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بور سعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما اعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.

ولنش الصواريخ (كومر) السوفييتي مجهز بصاروخين سطح\سطح، من طراز (ستيكس) الذي تزن رأسه المدمرة واحد طن وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.
هجم اللنش الأول على جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة وأخذت تميل على جانبها فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائه فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى فى التاريخ الذى تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.

كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس.

عجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع (سعر) كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.

أما الحادث الثاني للبحرية الاسرائيليية فكان في شهر نوفمبر 1967 عندما اقتربت الغواصة (داكار) من ميناء الإسكندرية في رحلة عودتها من بريطانيا إلى إسرائيل وقد استطاعت قاعدة الإسكندرية البحرية من اكتشاف الغواصة الإسرائيلية وهاجمتها بفرقاطة مصرية بشكل مفاجئ مما اضطر الغواصة إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها واثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنوية للبحرية الاسرائيية خاصة أنها كانت الرحلة الأولى لهذه الغواصة بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا.



استعدادات الحرب ..

التدريب على إقتحام خط برليف

كانت الحاجة ملحة للتدريب على اقتحام خط برليف حتى اذا ما حانت اللحظة الحاسمة كان الرجال يعرفون طريقهم جيدا ولما كان ذلك مستحيلا من الناحية العملية لعدم وجود تخطيط بحوزة الجيش المصري لخط برليف استعانت المخابرات المصرية بالجاسوس المصري رفيع المستوى رفعت الجمال الذى استطاع على مدى ست سنوات كاملة منذ حرب 1967 بتزويد مصر بأدق التفاصيل عن قطاعات خط برليف ومن ثم استطاعت مصر بناء قطاعات مطابقة للخط على السهل الصحراوي المجاور لمناطق استصلاح الاراضي فى الصحراء الغربية ونقل الجنود الى مواقع التدريب العملي فى سيارات مطلية باللون الاحمر وعليها اسم احد المقاولين ووضعت وسط الخيام البالية فى هذا الموقع لافتة خشبية كتب عليها انها تابعة "للمؤسسة المصرية العامة لاستصلاح الاراضي" ولم ينس رجال المخابرات ان يطمسوا جزء من اللافتة بالرمال لاخفاء بعض احرف الكلمات بحيث يبدو الموقع متهالكا ولكى يكون على اجهزة قراءة الصور الجوية المعادية ان تستخدم خيالها فى استكمال الاحرف الناقصة ثم تُهلل فرحا لرصدها!.

التغلب على الساتر الترابي

في سلاح المهندسين قامت مجموعات خاصة بتحليل عدة عينات من الساتر الترابي تم جلبها اثناء احدى عمليات الإستنزاف، وجرت عمليات تحديد مكونات هذه الأتربة وانسب انواع الطلقات التى يمكن لها ان تخترق السد الترابي.
وتماثلت نتائج التحليل مع نتائج تحليل عينات آخرى تم احضارها من جزيرة (البلاح) من نواتج اعمال تعميق وتطهير قناة السويس، وثبت ان مكونات نواتج التطهير الموجودة فى جزيرة البلاح ممائلة لمكونات الساتر الترابي الذى اقامته اسرائيل امام مواقعها الحصينة شرق القناة، وتم الرجوع الى ملف (التجريف) الذى سبق اعداده.

وحكاية هذا الملف تعود الى عدة تجارب تمت بنجاح فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر على التعامل مع هذه الاتربة واثبتت هذه التجارب امكانية التغلب على الساتر الترابي بسرعة وفاعلية، بشرط تماثل مكونات الساتر الترابي مع نواتج تطهير القناة الموجودة فى البلاح، وترجع احداث هذه الخطة الى عامين سابقين عندما كانت قيادة الفرقة 19 مشاة تناقش دورها فى خطة الاعداد للعبور وكيفية نقل المشاة بكامل معداتها ومركباتها الى شرق القناة وكان ضمن المجتمعيين ضابط شاب برتبة مقدم اسمه (باقي ذكي) وكان وقتها يشغل منصب قائد فرع المركبات بالفرقة 19 مشاه.

وكان المقدم باقي قد انتدب من قبل للعمل فى السد العالي وشهد هناك عملية تجريف رمال الجبال بإستخدام المياة المضغوطة وشرح ما رآه فى السد العالى عام 1964 عندما كان يتم التجريف بواسطة مضخات رفع مياه النيل ودفعها بقوة فى خراطيم يتم تسليطها على رمال الجبال التى يسهل بعد ذلك شفطها، وكان الأمر بالنسبة للساتر الترابي اسهل كثيرا لاننا لن نحتاج الى اعادة شفط الرمال لأنها ستنساب تلقائيا الى القناة نفسها.

اذن المشكلة هي في توفير مضخات دفع المياة بهذه القوة امام مواقع معادية وفي وقت قصير والاهم توفير مصدر الطاقة التى ستدير هذه المضخات.

وقبل ان يتم ارسال هذه النتائج التى توصلت اليها الفرقة 19 مشاة الى القيادات العليا تمت تجربة على نواتج التطهير فى البلاح باستخدام طلمبات ضغط عال تعمل بالطاقة الكهربائية وتحميلها على براطيم عائمة لتشفط المياه من القناة وتدفعها الى الخراطيم وحققت التجربة نجاحا مذهلا.

وارسل اللواء سعد زغلول قائد الفرقة 19 مشاه هذه النتائج الى القيادة العامة وابلغ بها وزير الحربية زتم يومها نقل التفاصيل الى الرئيس جمال عبد الناصر الذى طلب مواصلة التجارب وتحديد المعدات المطلوبة.

ومضت الشهور وعندما حان موعد وضع الخطط تم فتح ملف التجريف واعيدت التجربة مرة آخرى فى البلاح.

واعدة وزارة السد العالي تقرير مفصل مدعم بالصور عن اسلوب التجريف الذى تم اتباعه فى اسوان، واستطاع سلاح المهندسين ان يضع مواصفات مدافع المياة المطلوبة بحيث تكون اصغر كثيرا من المعدات التى استخدمت فى السد العالى وان تعمل بالوقود حيث لن تتوافر الكهرباء.

وبدراسة قدرة البراطيم العائمة على حمل الطلمبات الميكانيكية التى تعمل بالوقود وقوة المياة المندفعة ثبت نجاح الفكرة واصبح هناك مدفع مياه يستطيع فتح ثغرة فى الساتر الترابي فى وقت قياسي يفوق كل الوسائل التقليدية ومنها القصف والتفجير







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 06:57 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

خطة الخداع الإستراتيجية



على الرغم من أن الطيران الإسرائيلي كان في درجة الإستعداد القصوى منذ ظهر الجمعة 5 أكتوبر بناء على الأمر الذى أصدره الجنرال دافيد أليعازر رئيس الأركان العامة إلى الجنرال باني بيليد قائد الطيران الإسرائيلي، ورغم أن مراكز الإنذار والرادار الإسرائيلية في سيناء قامت برصد جميع طلعات الطيران المصري ظهر يوم 6 أكتوبر بفضل ما تمتلكه من أجهزة إليكترونية متطورة فإن المفاجأة الكاملة لحقت بهم بسبب أساليب الخداع التى خططت لها بنجاح قيادة القوات الجوية والتى كان أبرعها بلا جدال رفع درجة الإستعداد القصوى وإعلان حالة التأهب في جميع المطارات والقواعد الجوية المصرية في الفترة من 22 الى 25 سبتمبر.





وخلال هذه الفترة تتابع خروج الطلعات من مطارات الدلتا والصعيد بشكل متواصل مما أصاب الإسرائيليين بأشد أنواع البلبلة والإرتباك فقد أضطروا الى إطلاق طائراتهم في الجو كلما أنطلقت طائرة مصرية وعندما لم تحدث أي هجمات كما توقع الإسرائيليون دب في نفوسهم الهدوء والإطمئنان فقد أيقنوا بأن طلعات الطيران المصري إنما هي لمجرد التدريب.





وعندما تم رصد الطائرات المصرية بعد ظهر 6 أكتوبر برغم تحليقها على ارتفاعات منخفضة للغاية لا تتعدى بضعة أمتار فوق سطح الأرض ظن العدو أنها طلعة تدريبية.





كما أنه خلال الساعات الحاسمة قبيل ساعة الصفر أضاف اللواء حسني مبارك وسيله آخرى من التمويه فقد أجرى ترتيبات دقيقة في القاهرة واتصالات عاجلة مع طرابلس بعد ظهر يوم الجمعة 5 أكتوبر للإعداد لزيارة أوهم المحيطين به أنه سوف يقوم بها الى ليبيا وبرفقته بعض كبار الضباط في مهمة عاجلة تستغرق 24 ساعة. وعندما كان يقترب موعد إقلاع الطائرة الذى تحدد في الساعة السادسة مساء 5 أكتوبر كان اللواء حسني مبارك يؤجل الموعد المرة بعد الآخرى حتى تم تحديده نهائيا ليكون في الساعة الثانية بعد ظهر 6 أكتوبر !!.
البداية ..
بعد هزيمة يونيو 1967 حدد الرئيس جمال عبد الناصر هدفه في ضرورة طرد اسرائيل من الاراضى المصرية مهما كلفه ذلك من عناء، ر كل امكانيات مصر والدول الشقيقة والصديقة لخدمة ذلك الهدف.




وحينما تولى الرئيس السادات السلطة حرر اول رسالة الى المخابرات العامة يسألها عن معلومات تفصيلية عن مقدرة الجيش الاسرائيلي وامكانياته وتسليحه وقد ابدى الرئيس السادات ارتياحه وتقديرة لسرعة ودقة المعلومات التى وصلته بعد ساعتين من رسالته.




وقام الرئيس السادات بأول زيارة لجهاز المخابرات بعد ان اختار فريق عمله الذى جمعه بطريقة فذة فاختار احمد اسماعيل المدير السابق للمخابرات قائدا للجيش وحافظ اسماعيل المدير السابق للمخابرات مستشارا للأمن القومي والمدير السابق للمخابرات العسكرية مديرا للعمليات.




وكان الرئيس السادات دائم الإجتماع بقيادات المخابرات فى اماكن متفرقة داخل مصر وفى اماكن مجهولة فى الصحراء وكان نتيجه هذا العمل الشاق والتخطيط المدروس والدقيق ان استطاعت المخابرات المصرية ان توهم المخابرات الإسرائيلية ان الرئيس السادات رجل ضعيف لا يستطيع دخول حرب مع إسرائيل وانه يتوقع ان تصل الحرب الى القاهرة وكان ذلك من خلال جمل معينة يزودونه بها لتتضمنها خطاباته او تصريحاته حتى صوره التى تظهر فى وسائل الاعلام كان يطلب منه ان يبدو بشكل معين.




وتم الإتفاق على 5 أسس اساسية للخطة الإستراتيجية هي.




- هدم نظرية الأمن الإسرائيلي.




- الهجوم على جبهتين في وقت واحد (الجبهة المصرية والجبهة السورية).




- القيام بأعمال تناسب الامكانات المتاحة لقواتنا.




- السيطرة على خطوط مواصلات العدو بين إيلات وشرق افريقيا.




- الخداع.




ولم تكن خطط الخداع اختراعا او ابتكارا جديدا فخطط الخداع قديمة قدم الزمن وجري تنفيذها على مر العصور، ولذلك قام فرع التخطيط بهيئة العمليات بدراسة كل خطط الخداع التى تمت في معارك سابقة.




وتم تكليف مجموعة من الضباط من اسلحة مختلفة تحت إشراف الضابط أركان حرب احمد كامل نبيه بالتخطيط لعملية الخداع.




وقد تمت عملية او خطة الخداع على عدة مستويات..




الخداع الإقتصادي: بإظهار ضعف مصر إقتصاديا وعدم قدرتها على الهجوم وان حل الأزمة يجب ان يكون سلميا.




الخداع السياسي: بإظهار قبول حالة اللا سلم واللا حرب والإعلان عن عام الحسم أكثر من مرة وقرار المستشارين الروس.




الخداع الإستراتيجي والتعبوي الإعلامي: مثل قرار وزير الحربية بزيارة لليبيا في توقيت معين، مع إستمرار تدريب الضباط والجنود كما هي حتى آخر لحظة قبل ساعة الصفر، والإعلان عن تسريح دفعات إحتياط ، والتضخيم في وسائل الإعلام من إستحالة عبور القناة لما فيها وعليها من موانع.




وكانت هذه هى البدايه.
الضربة الجوية
في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 6 أكتوبر تم استدعاء قادة القوات الجوية الى اجتماع عاجل في مقر القيادة حيث القى عليهم اللواء حسني مبارك التلقين النهائي لمهمة الطيران المصري وطلب منهم التوجه مباشرة الى مركز العمليات الرئيسي ليأخذ كل منهم مكانه استعدادا لتنفيذ الضربة الجوية.





وحينما بلغ مؤشر الساعة الثانية وخمس دقائق تماما كانت مصر كلها على موعد مع اعظم ايامها على الإطلاق ففي هذه اللحظة التاريخية قامت أكثر من 200 طائرة مصرية من المقاتلات والمقاتلات القاذفة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوي 7 بعبور قناة السويس على ارتفاع منخفض في اتجاه الشرق بعد أن أقلعت من 20 قاعدة جوية بدون أي نداءات أو اتصالات لاسلكية حرصا على السرية المطلقة.





وبدأت طائراتنا تحلق متجهة الى سيناء بسرعات محدودة أختلفت من تشكيل لآخر وبإرتفاعات منخفضة جدا (بضعة أمتار من سطح الأرض) فيما يسمى بأسلوب الفئران Rats Method لتفادي شبكة الرادارات الإسرائيلية ومن اتجاهات مختلفة لتنفيذ المهام التى حددها اللواء محمد حسني مبارك قائد القوات الجوية حيث تم قصف مركز قيادة العدو في أم مرجم ومطاري المليز وبير تمادا ومناطق تمركز الإحتياط ومواقع بطاريات صواريخ (هوك) المضادة للطائرات ومحطات الرادار ومدفعيات العدو بعيدة المدى وبعض مناطق الشئون الإدارية وحصن بودابست (أحد حصون خط برليف).






تم تنفيذ الضربة الجوية في ثلث ساعة، وعادت الطائرات المصرية في الثانية وعشرين دقيقة خلال ممرات جوية محددة تم الإتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوي من حيث الوقت والإرتفاع.





وفور عودة الطائرات بدأت أجهزة التليفونات العديدة الموجودة بمركز قيادة القوات الجوية في الإبلاغ عن الطائرات التى عادت سالمة، وأتضح أن جميع الطائرات عادت سالمة بفاقد خمسة طائرات فقط وهو عدد هزيل ولا يكاد يذكر بالنسبة لخسائر اسرائيل نفسها أثناء تنفيذها لضربتها الجوية عام 1967.





وبذلك فقد حققت الضربة الجوية نجاحا بنسبة 90% من المهام المكلفة بها، بينما بلغت نسبة الخسائر 2% وهي نتائج أذهلت العدو وقبل الصديق فقد كان تقدير الاتحاد السوفيتي الرسمي بواسطه خبراءه قبل أن يخرجوا من مصر أنه في أيه حرب مقبله فإن ضربة الطيران الأولى سوف تكلف سلاح الطيران المصري على أحسن الفروض 40% من قوته ولن تحقق نتائج أكثر من 30%







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 06:57 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

سؤال : هل كنتم متوقعين نسبة أصابة معينة فى الطائرات ؟
يقول الرئيس حسنى مبارك : ـ كان الروس قد حسبوها لنا وقالوا لن تكفى الضربة الأولى وسنخسر 25 % فيها أى حوالى 60 طائرة وأنه فى الضربة الثانية سيكون الدفاع الجوى الإسرائيلى قد استيقظ ومن ثم سنخسر 33 % ومعنى هذا لن يتبقى لدينا طيران نهاجم به ولكن ما حدث أن الضربة الأولى أدت المهمة ولم تكن هناك أهداف أخرى بعدها يتعين ضربها
المصدر : الأهرام 17 أكتوبر 1998

وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية من طراز L-28 في الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست.





وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم 6 أكتوبر قبل الغروب لكن نظرا لنجاح الضربة الجوية الأولى في تحقيق كل المهام التى أسندت الى القوات الجوية فقد قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية.





وكان من نتائج الضربة الجوية أن فقدت إسرائيل توازنها بالكامل ليس للأربعة وعشرين ساعة الأولى والحاسمة فقط وإنما لأربعة أيام كاملة فقدت فييها السيطرة على قواتها في سيناء وأنقطع الإتصال كاملا بهذه القوات.





وبعد الضربة الجوية كان على القوات الجوية أن تقوم بأعمال الإبرار الجوي في عمق سيناء حيث قامت قوات الهليكوبتر بإبرار قوات الصاعقة في عمق سيناء وعلى طول المواجهة وبتركيز خاص عند المضايق وطرق الإقتراب في وسط سيناء وعلى طول خليج السويس.

العبور العظيم
تحت الساتر الرهيب للتمهيد النيراني كان موعد الرجال، مع اللحظة التى أنتظروها منذ 6 سنوات، لحظة ان يخترقوا مياه القناة ويدهسوا بأرجلهم أعناق العدو ويدمروا بأيديهم العارية خطهم الدفاعي.





وكان من المقرر ان تسير الخطة بالترتيب التالي:





الضربة الجوية ثم التمهيد النيراني وتحت قصف المدفعية يتم العبور لكن الذى حدث أن العبور تم أثناء الضربة الجوية وقبل أن تبدأ المدفعية في القصف.





وكان الأمر يحتاج الى 2500 قارب وقد تمكن سلاح المهندسين من إعداد كمية من هذه القوارب بتصنيع نصفها محليا في مصانع وورش شركات القطاع العام.





وكانت الموجه الأولى للعبور تتكون من قوات المشاة ومعها مجموعة أقتناص الدبابات للقيام بمهام تدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وحرمانها من استخدام مصاطبها بالساتر الترابي على الضفة الشرقية للقناة.





وقد زودت القوات العابرة بسلالم من الحبال ليتمكن الجنود من تسلق الساتر الترابي اضافة الى حبال غليظة لجر المدافع عديمة الإرتداد والمضادة للدبابات والتى لا يمكن حملها لثقل وزنها.





وفي الوقت نفسه بدأت قوات الصاعقة في عبور القناة للعمل ضد مراكز القيادة والسيطرة للعدو ومرابض مدفعياته بهدف إفقاده السيطره على قواته ولترتيب الكمائن ونشر الألغام على الطرق المتوقع قدوم قوات العدو منها ولمنع الدبابات القادمة من العمق من التدخل في المعارك الدائرة للإستيلاء على الحصون والنقط القوية.





وفي الساعة الثانية وخمس وثلاثين دقيقة قام اللواء السابع برفع أعلام جمهورية مصر العربية على الشاطئ الشرقي للقناة معلنة بدء تحرير الأرض المحتلة. وفي هذه اللحظات اذاعت الإذاعة المصرية البيان رقم 7 الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة..





" بسم الله الرحمن الرحيم، نجحت قواتنا المسلحة فى عبور قناة السويس على طول المواجهة وتم الاستيلاء على منطقة الشاطئ الشرقي للقناة وتواصل قواتنا حاليا قتالها مع العدو بنجاح كما قامت قواتنا البحرية بحماية الجانب الأيسر لقواتنا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وقد قامت بضرب الأهداف الهامة للعدو على الساحل الشمالي لسيناء وأصابتها إصابات مباشرة"





وفي الوقت نفسه عوت صفارات الإنذار فى كل أنحاء اسرائيل معلنة نجاح المصريين فى العبور، وتم استدعاء القادة العسكريين الى نقطة القيادة الإسرائيلية (كدم) المعروفة باسم (الحفرة) تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات.




وكان فى انتظارهم صاعقة .. لقد هجم المصريون، ولم تشتعل بهم القناة، وتهاوى تحت ايديهم خط برليف، وسقط العلم الاسرائيلي وارتفع العلم المصري فوق نقاطه الحصينة.





وقد استمر تدفق الموجات عبر القناة بانتظام بفاصل حوالى 15 دقيقة بين كل من موجة وأخرى حتى الموجة الرابعة حيث بدأ تناقص معدل التدفق نتيجة لإرهاق الأطقم المخصصة للتجديف في القوارب ولحدوث بعض الأعطال فيها وتسرب المياه بداخلها.





وقد أدى عدم إنتظام تدفق موجات العبور الى اللجوء الى المرونة وعدم التقيد بتسلسل العبور، حيث أعطيت الأسبقية لعبور الأفراد والأسلحة المضادة للدبابات والمعدات التى تؤثر على سير القتال مع استخدام بعض الناقلات البرمائية لنقل الألغام.





أما الذخيره فقد تمت تعبئتها في عربات جر يدويه مجهزة بعجل كاوتشوك بحيث يتم تحميل العربات في القوارب ويجري تفريغها بمجرد الوصول الى الشاطئ الشرقي ويتم عبور عربات الجر فارغة عبر الساتر الترابي ليعاد تحميلها بالذخيرة مرة آخرى.








بعد عبور الموجات الأولى من القوات حاملة الصواريخ والمدفعية المضادة للدبابات واحتلالها للمواقع التى اعدها الإسرائيليون لإعاقة عبورنا بدأ سلاح المهندسين في تطبيق نظرية شق الساتر الترابي بخراطيم المياه المكثفة وهي فكرة مصرية 100% أبتكرها المهندس العسكري المقدم باقي ذكي.





وكان التخطيط الذي وضعه اللواء جمال على قائد سلاح المهندسين مبنيا على أساس تخصيص 60 معبرا على طول مواجهة قناة السويس، مما كان يتطلب عمل 60 فتحه في الساتر الترابي وخصص لكل معبر فصيلة مهندسين عسكريين مدعمة بعدد من 5 قوارب خشبية حمولتها 1.5 طن و5 مضخات مياه وآلة جرف. وكانت الخطة تقضي بإقامة عدد 12 ممر في قطاع كل فرقة من فرق المشاه الخمس التى عبرت القناة.





وكانت عناصر من المهندسين قد عبرت مع الموجة الأولى للعبور لتأمسن مرور المشاة في حقول الألغام كما قامت عناصر آخرى بتحديد محاور الثغرات في الساتر الترابي وأماكن رسو القوارب التى تحمل المضخات وبعد عبور هذه المجموعات بخمس دقائق بدأ عبور المجموعات المكلفة بتشغيل المضخات وفور وصولها الى الشاطئ الشرقي للقناة وضعت الطلمبات على المصاطب المعدة مسبقا.





وفي الساعة الثالثة والنصف بدأ تشغيل الطلمبات وأندفعت المياة من الخراطيم كالسيول تكسح رمال الساتر وتم فتح الثغرة الأولى في قطاع الجيش الثاني في زمن قياسي لم يتجاوز ساعة واحدة، ثم توالى فتح الثغرات على طول المواجهة.





وفي نفس الوقت أندفعت مئات من العربات الضخمة المحملة بالكباري واللنشات من أماكنها على الشاطئ الغربي الى ساحات الإسقاط المحددة على القناة وعن طريق المنازل السابق تجهيزها أقتربت العربات بظهرها من سطح المياه وأسقطت حمولتها الى الماء حيث بدأت وحدات الكباري في تركيبها.





وبدأت الكباري تقام أمام الثغرات التى فتحت في الساتر الترابي وخلال فترة من 6 الى 9 ساعات كانت كل الكباري قد أقيمت، وقد تم إقامة 4 أنواع من الكباري:





كباري أقتحام ثقيل حمولة 70 طن لعبور الدبابات والمدفعية الثقيلة.





كباري أقتحام خفيف حمولة 25 طن لعبور المركبات بأنواعها والمدفعية الخفيفة والمشاة.





كباري هيكلية لعبور بعض المركبات الخفيفة ولخداع العدو وطائراته المهاجمة.





معديات حمولة 70 طن لنقل الدبابات.






ويذكر أن الكوبرى الواحد كان يحتاج الى 5 ساعات من العمل المتواصل للإنتهاء من تركيبه، وكانت كل الكباري التى تم العمل بها أثناء الحرب سوفيتية الصنع من طرازTPP و LPP والتى ترجع الى الحرب العالمية الثانية، بينما رفض الإتحاد السوفيتي إمداد مصر بكباري حديثة من طراز B.M.P التى يتم تركيبها في ساعة ونصف الساعة فقط !!. كما أن كمية الكباري التى كانت بحوزة سلاح المهندسين لم تكن تزيد عن نصف العدد المطلوب لعبور قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني ولذلك تم الإستعانة بعدد من الكباري الإنجليزية الصنع من طراز بيلي التى تم الإستيلاء عليها من مخازن القاعدة البريطانية في قناة السويس عقب العدوان الثلاثي، وكان الكوبري الواحد من هذا الطراز يحتاج الى 24 ساعة لتركيبه، لذلك قام سلاح المهندسين بتطويرات مدهشة على هذا الطراز بحيث أصبح يحتاج الى ساعات معدودة لتركيبه.





كما أستعان صلاح المهندسين بكباري مصرية 100% تم صنعها في مصانع وورش شركات القطاع العام تحت اشراف سلاح المهندسين.





وفور الإنتهاء من تركيب الكباري أندفعت الدبابات والعربات المجنزرة والمعدات الثقيلة إلى الشاطئ الشرقي للقناة. وأستمر عبور المعدات الثقيلة خلال الليل بالتعاون مع الشرطة العسكرية التى بذلت مجهودا رائعا لإرشاد المعدات خلال الظلام بتمييز الطرق ووضع علامات الإرشاد ذات الألوان المختلفة الخاصة بالتشكيلات المقاتلة.
القتال على الجبهة السورية
بدأت القوات السورية هجومها في اللحظة نفسها التى بدأت فيها القوات المسلحة المصرية الهجوم طبقا للإتفاق بين القيادة العسكرية في البلدين.





وعبرت 100 طائرة سورية على ارتفاع منخفض للغاية خط وقف إطلاق النار، وفتح نحو ألف مدفع النيران على المواقع الإسرائيلية في هضبة الجولان. ثم اندفعت الموجات الأولى من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة نحو "خط آلون"، وهو خط الدفاع الإسرائيلي في الجولان الذي يماثل خط برليف على الجبهة المصرية.





ويمتد خط آلون على طول الجبهة السورية (نحو 70 كم).





وتحت حماية رمي المدفعية الكثيف والمركز، والذي استمر حوالي 90 دقيقة، من مجدل شمس شمالاً، حتى وادي اليرموك جنوباً صاحبت البلدوزرات والدبابات حاملة الجسور الموجة الأولى من الدبابات المهاجمة، حتى تردم الخندق العريض المضاد للدبابات، وتقيم عليه المعابر في إجراء مماثل لعملية إنشاء المعابر على قناة السويس على الجبهة المصرية.





وفي حوالي الساعة 15.00، استطاعت الدبابات وناقلات الجنود السورية اجتياز الخندق، في نقطتَي اختراق رئيسيتين: الأولى كانت عند مدينة القنيطرة، والثانية عند بلدة الرفيد.





وفي الوقت نفسه بدأت أربع طائرات هليكوبتر في عمليات إبرار جوي على قمة جبل الشيخ، على ارتفاع 2814 متراً، حيث هاجمت القوات حامية المرصد الإسرائيلي، البالغ عدد أفرادها 55 جندياً، وقد تم الاستيلاء على المرصد بعد نصف ساعة من القتال العنيف لم ينج منه سوى 11 جندياً إسرائيلياً استطاعوا الفرار من الموقع.





وقد حاول لواء إسرائيلي استرداد المرصد بهجوم مضاد، إلا أن وحدات المشاة المغربية، المرابطة عند سفوح جبل الشيخ، استطاعت أن تصد الهجوم، وتقتل 22 جندياً إسرائيلياً، وتصيب 50 آخرين بجراح .





وقد تمكنت القوات السورية من اختراق خط الدفاع الإسرائيلي إلى عمق نحو 20 كم داخل الهضبة، حتى أصبحت على مشارف بحيرة طبرية.





وبحلول مساء اليوم الثاني للقتال (7 أكتوبر) كانت القيادة الإسرائيلية قد أستكملت تعبئة وحدات الاحتياطي وإرسالها إلى هضبة الجولان، وقد استطاعت هذه القوات المدعومة بسلاح الجو الإسرائيلي أن تصد الزحف السوري في القطاع الجنوبي.





ومع تركيز القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية ولأن الجبهة السورية، التي تدفقت منها الدبابات، كانت تمثل الخطر المباشر والأقرب على القسم الشمالي من إسرائيل، فقد أمرت القيادة الإسرائيلية سلاح الجو أن تنقل مركز ثقلها وضغطها إلى هذه الجبهة، بدءاً من اليوم الثاني للقتال.





واستمر الطيران الإسرائيلي في هجومه المركز على المدرعات والقوات السورية، في خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، على الرغم من فداحة الخسائر التي تحملها، نتيجة لقوة الدفاع الجوي السوري. وقد أدى اشتراك سلاح الجو الإسرائيلي في القتال إلى تدمير عدد كبير من المدرعات السورية، وهو ما ساعد القوات البرية الإسرائيلية على صد الهجوم السوري، ثم الانتقال إلى الهجوم المضاد.





وابتداء من يوم اليوم الثالث للقتال شن الطيران الإسرائيلي العمق السوري بوحشية حيث تم قصف أهداف عسكرية ومدنية على السواء في دمشق، كما هوجمت محطة الكهرباء ومصفاة النفط في حمص، وخزانات النفط في طرطوس واللاذقية.





ودارت معارك جوية عديدة بين الطيران الإسرائيلي والطيران السوري، الذي استمر في تقديم دعمه القريب للقوات البرية، في خلال معارك صد الهجوم المضاد الإسرائيلي، في جيب سعسع وفوق جبل الشيخ، حتى نهاية الحرب.





وصباح يوم 8 أكتوبر قررت القيادة الإسرائيلية شن هجوم مضاد في القطاع الجنوبي وتقدمت القوات الإسرائيلية في منطقة "العال" متجهة شمالاً، حتى بلغت خط الجوخدار الرفيد. وعلى المحور الأوسط، تقدمت القوات الإسرائيلية حتى أوشكت أن تغلق الطرف الشمالي للكماشة المطبقة على الخشنية، التي جرت حولها معارك عنيفة، حتى اضطرت القوات السورية إلى الانسحاب من الخشنية يوم 10 أكتوبر خشية تعرضها لعملية إلتفاف.





أما في القطاع الشمالي فقد انطلقت القوات السورية في الهجوم في المنطقة الواقعة إلى الشمال من مدينة القنيطرة. واستمر الهجوم في أثناء الليل. وبعد قتال استمر طوال يومي 7 و 8 اضطرت القوات السورية إلى إيقاف هجومها.





ويوم 11 أكتوبر بدأ الهجوم الإسرائيلي المضاد، وتركز في القطاع الشمالي من الجبهة، فاتجه رتل نحو مزرعة "بيت جن"، في حين اتجه رتل آخر على الطريق الرئيسي: القنيطرة خان أرينبة سعسع. وفي اليوم التالي استولت القوات الإسرائيلية على مزرعة بيت جن.








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 06:59 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر


وفي أثناء الهجوم المضاد الإسرائيلي وصل اللواء المدرع 12 العراقي، التابع للفرقة المدرعة الثالثة إلى الجبهة السورية ليلة 10-11 أكتوبر وتمركز في الصنمين، على بعد 50 كم جنوبي دمشق. ثم تتالى وصول القوات العراقية.





أما اللواء المدرع 40 الأردني فقد دخل سوريا يوم 12 أكتوبر، واحتشد في منطقة الشيخ مسكين، على الطريق المؤدي إلى القنيطرة. وقد باشرت القوات العراقية والأردنية عملياتها بهجمات مضادة على القوات الإسرائيلية، خاصة في القطاع الجنوبي.





وقد فشل الهجوم المضاد الإسرائيلي في اختراق الجبهة السورية التي أنسحبت قواتها نحو خط الدفاع الثاني تحت الضغط الشديد ثم لم يلبث الهجوم أن أوقف تماما، إذ إن وصول القوات العراقية والأردنية إلى الجبهة، ومساهمتها في حماية الجناح الجنوبي للقوات السورية، وقيامها بهجمات مضادة، قد ساعد على ثبات الجبهة وصمودها.





وبعد تجمد الموقف بدأت القوات السورية بمعاونة القوات العراقية والأردنية في التحضير لشن هجوم مضاد شامل. وكانت القيادة العسكرية السورية، قد خططت للقيام بهذا الهجوم، والبدء به في أسرع وقت ممكن، لمنع العدو من تحصين وضعه الدفاعي، ولتخفيف الضغط على الجبهة المصرية، بعد نجاح اختراق القوات الإسرائيلية في ثغرة الدفرسوار.





وفي 20 أكتوبر وزعت المهام على القوات السورية والعراقية والأردنية وعلى القوات العربية الأخرى وكان حجم القوات التي تقرر اشتراكها في الهجوم المضاد الشامل كافياً لرد القوات الإسرائيلية الموجودة في جيب سعسع، ثم متابعة الهجوم لتحرير هضبة الجولان غير أن صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 في 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وقبول مصر له أصاب الجبهة السورية بمفاجأة فاضطرت إلى وقف تنفيذ خطة الهجوم المضاد، والقبول بوقف إطلاق النار.





ولم تكد الحرب تنتهي حتى استؤنفت الأعمال القتالية بشكل محدود ثم تطورت تلك الأعمال حتى اتخذت بدءاً من 13 مارس 1974، شكل "حرب استنزاف" جديدة استمرت ثمانين يوماً وكانت تهدف إلى كسر حالة الجمود الناجمة عن الموقف الأمريكي الإسرائيلي تجاه الوضع في الجولان.





وفي 31 مايو 1974 توقفت الأعمال القتالية وتم توقيع اتفاقية فصل القوات وكانت خسائر الحرب في الطرف السوري: 3 آلاف شهيد، و 800 دبابة، و 160 طائرة















شارووون الخنزير مصاب








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:35 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

الصراع العربي الإسرائيلي من مايو 1948- إلى مارس 1979
بقلم العميد(م): محمد محمود نصيري يقول العميد كبداية قبل حرب اكتوب

والتى نطرح عنها كل مايتعلق بها


طوال ما يزيد على ثلاثين عاما، انتقل الصراع العربي الاسرائيلي من مرحلة إلى أخرى، كانت النقطة الفاصلة بينهما دائما حربا ضارية مريرة، ابتداء من حرب عام 1948م ثم مروراً بحرب 1956 و 1967 و1973. ثم كانت زيارة الرئيس السادات لاسرائيل ايذانا بمرحلة جديدة في معالجة ذلك الصراع، ولا يمكن تفهم حقيقة وأبعاد هذا الاتفاق، الا باعتباره حلقة في هذا المسلسل الطويل الذي نعرضه هنا من خلال مراحله المتميزة.

أولاً: من قيام إسرائيل إلى عدوان 1956


*اعلان قيام اسرائيل والحرب العربية الاسرائيلية الأولى:
في 15 مايو 1948: إعلان قيام اسرائيل وانتهاء الانتداب البريطاني على "فلسطين" وبدء الحرب الاسرائيلية العربية الأولى التي استمرت أربعة أسابيع. وقعت خلالها 19 معركة وعملية حربية. وتدخل مجلس الأمن لفرض الهدنة الأولى التي استمرت أربعة أسابيع أيضا، وكانت هذه الهدنة بالنسبة لاسرائيل مجرد وقف لاطلاق النار لتحقيق انجازات أكبر على مسرح العمليات. فتدفقت على إسرائيل منذ منتصف يونيو 1948 ادوات الحرب، وقدم إلى اسرائيل خلال هذه الفترة 8000 مقاتل خلاف الطائرات والقطع البحرية الأمر الذي مكن اسرائيل من تعديل أوضاعها العسكرية بما يكفل تفوقا على الجيوش العربية في الجولة القادمة. وظهرت بوادره باستئناف القتال في 8 يوليو 1948 حيث بدا التفوق الجوي الاسرائيلي واضحا، يضاف إلى ذلك ارتفاع عدد القوات المسلحة الاسرائيلية إلى 106 آلاف مقاتل على حين لم يتجاوز حجم القوات العربية 31 ألف مقاتل وكانت نسبة تفوقهم على العرب مجتمعين 4،3:1.

اتفاقية رودس 24 فبراير 1949:


كانت هذه الاتفاقية تكريسا لنتائج حرب 1948 وقد تمت بالتفاوض غير المباشر عن طريق طرف ثالث هو وسيط الأمم المتحدة الكونت "برنادوت" وعقب مصرعه تولى خلفه "رالف بانش" للقيام بدور الوساطة، وهذه الاتفاقية أولى اتفاقيات الهدنة من حيث الترتيب الزمني للتوقيع. وأعقبت هذه الاتفاقية اتفاقيات مماثلة مع لبنان وسوريا وقعت على الحدود في اطار اجتماعات ممثلين عسكريين من كلا البلدين مع ممثلي اسرائيل، وكذلك وقعت الأردن اتفاقا مماثلا مع إسرائيل في "رودس".

انضمام اسرائيل للأمم المتحدة:


11 مايو 1949: وقد قبلت إسرائيل في المنظمة الدولية بشروط خاصة وردت في سياق مقدمة القرار الخاص بقبولها وهي ضرورة قبول إسرائيل دون تحفظ لالتزامات الامم المتحدة التي نص عليها الميثاق منذ اليوم الأول لقبولها عضوا في المنظمة الدولية.

العدوان الثلاثي على مصر:


29 اكتوبر 1956: وقد استغرق الاعداد للعدوان طوال الفترة ما بين 27 يوليو 1956 ثاني ايام قرار تأميم قناة السويس الى 29 أكتوبر اليوم الاول للعدوان. وتضمن العدوان ثلاث مراحل، الاولى استدراج الجيش المصري إلى أعماق سيناء عن طريق القوات الاسرائيلية، والثانية عزل سيناء عن مصر بالقوات الانجليزية الفرنسية بامتداد القناة، والثالثة فرض الشروط على مصر.
وقد أتمت اسرائيل تنفيذ الدور المرسوم لها وحشدت 21 لواء مشاة ومدرع وبلغ عدد الأسلحة 250 دبابة و 990 مدفعا وهاوناً و336 قاذفة مقاتلة، ومدمرتين، و5 فرقاطات و 22 لنش طوربيد و 26 سفينة مساعدة. وبحلول الساعة الخامسة عصر يوم 29 اكتوبر أسقطت 16 طائرة "داكوتا" الكتيبة 890 المظلات فوق المدخل الشرقي لممر "متلا" على بعد 65 كم من السويس لتبدأ حرب العدوان الثلاثي.

خلال الفترة من 2 نوفمبر تاريخ صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار إلى 5 نوفمبر تاريخ قرار الأمم المتحدة بتشكيل قوة الطوارئ الدولية لم تمتنع إسرائيل عن استمرار العدوان حتى احتلت شرم الشيخ في صباح 6 نوفمبر وقتها أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة قبولها وقف اطلاق النار.

ثانياً: من عدوان 1956 إلى عدوان يونيو 1967


- أزمة مايو 1967:
شهدت المنطقة مجموعة من الأحداث التي أدت في مجملها إلى عودة الصراع من جديد كما تجسدت فيما عرف بأزمة مايو 1967 وأهم هذه التطورات هي:
- مشروعات اسرائيل بخصوص نهر الأردن.
- تطور أعمال المقاومة الفلسطينية.
- تصاعد الغارات الثأرية الاسرائيلية بالتدريج الأمر الذي دفع بسوريا إلى تقديم شكوى إلى مجلس الأمن. وبينما كانت الأمم المتحدة مشغولة بحالة التوتر بين سوريا واسرائيل قامت إسرائيل بشن هجوم واسع على قرية السموع الأردنية في 13 نوفمبر 1966 بدعوى أن الفدائيين قد سبقوا بشن ثلاث عشرة غارة انطلاقا من الأراضي الأردنية.
- تحول معظم نشاط الفدائيين بعد حادث السموع وماتلاه من إجراءات لتحديد نشاطهم في الأردن إلى سوريا. وتعد الغارة الجوية على ضواحي دمشق يوم 7 أبريل 1967 والمعارك التي دارت بين الطائرات السورية والاسرائيلية في ذلك اليوم نقطة تحول في مجريات الأحداث التي أدت إلى تفجر الأزمة وجرت مصر الى الصراع. وعلى أثر هذا العدوان خولت لجنتا الدفاع والشؤن الخارجية التابعتان للكنيست الاسرائيلي الحكومة في التاسع من مايو 1967 سلطات القيام بعمليات عسكرية أخرى ضد سوريا. وفي 13 مايو وصلت معلومات الى المسئولين في مصر بأن إسرائيل تحشد على حدود سوريا قوات مسلحة كبيرة يصل قوامها من حوالي 11 لواء الى 13 لواء وأن عملا عدوانيا سيوجه إلى سوريا ابتداء من 17 مايو 1967.
- اتخذت الحكومة المصرية ابتداء من 14 مايو 1967 سلسلة من الاجراءات تحركت بمقتضاها القوات العسكرية المصرية إلى سيناء . وفي 17 مايو طلب وزير الخارجية المصري من الأمين العام للأمم المتحدة سحب قوات الطوارئ الدولية من إقليم الجمهورية العربية المتحدة وقطاع غزة، ووافق الأمين العام على هذا الطلب. وفي 22 مايو أعلن رئيس الجمهورية أن قوات الجمهورية قد استعادت مراكزها في منطقة شرم الشيخ وانه لن يسمح بالملاحة في خليج العقبة لأى سفينة تحمل العلم الاسرائيلي أو أي سفينة اخرى تحمل مواد استراتيجية لميناء إيلات.
تلاحقت الأحداث بعد ذلك: في 30 مايو تم توقيع معاهدة دفاع مشترك بين مصر والأردن وفي الثاني من يونيو تعدلت الوزارة الاسرائيلية وتشكلت وزارة قومية وفي 4 يونيو وقع العراق اتفاقية دفاع مشترك مع مصر والأردن، وفي الخامس من يونيو قامت اسرائيل بالعدوان على مصر وسوريا والأردن ودخلت المنطقة مرحلة جديدة من الأحداث والتطورات.

ثالثا: من عدوان يونيو 1967 الى حرب اكتوبر 1973.


- حرب يونيو 1967، ووقف اطلاق النار:
ترتب على العدوان الاسرائيلي المسلح على أقاليم مصر، وسوريا، والأردن في 5 يونيو 1967 حدوث عديد من التغييرات الجيوستراتيجية. والسياسية في خريطة المنطقة والى تداعي ونمو وقائع والصراع. إلا أنه يمكن في هذا الصدد رصد مجموعة من الوقائع السياسية - المركزية لها دلالتها التاريخية في المسيرة الصراعية. وذلك على النحو التالي:
- صدر قرار مجلس الأمن الذي ينص على دعوة الأطراق المشتركة في القتال إلى وقف إطلاق النار، وقد وافقت مصر والأردن واسرائيل رسميا على القرار. ولم تسفر المناقشات التي تمت في الدورة الخاصة للجمعية العامة عن أية قرارات محددة في هذا الصدد.
- قرار مجلس الأمن 242 (22 نوفمبر 1967):
وفي 22 نوفمبر 1967 أصدر مجلس الأمن القرار 242 الذي تضمن في صياغته الانجليزية عدة مبادئ هامة لحل الصراع العربي الاسرائيلي تتحصل في انسحاب قوات اسرائيلية من أراض احتلت في الصراع الحديث، وانهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب، واحترام السيادة والتسليم بها، وبحق كل دولة في الحياة في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها، وكذا ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة، وتحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين وتعيين ممثل خاص للأمين العام في المنطقة تكون مهمته التوصل من خلال دول المنطقة إلى اتفاق حول حل سلمي مقبول، وقد شجر على أثر صدور القرار خلاف تفسيري حول بنوده لأنه يمثل في واقع الأمر حالة نموذجية للصياغات المرنة والغامضة، التي تحتمل لتفسيرات المتعارضة. وكان ذلك مقصوداً في المشروع الانجليزي.
وتضمنت مذكرة مصر إلى يارنج في 8 ديسمبر 1968 التفسير المصري- العربي للقرار الذي تمحور حول ضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من كافة الأراضي التي تم احتلالها بعد الخامس من يونيو 1967م.
- الاجتماعات الرباعية (1969- 1971م):
ترتب على هذه التطورات أن أعلنت فرنسا رسميا طلب عقد اجتماع لممثلي الدول الأربع الكبرى (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفييتي، فرنسا، بريطانيا) لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط الذي أصبح خطراً لدرجة تدعو إلى القلق وأنه من واجب الدول الكبرى أن تتفق فيما بينها على تنفيذ قرار مجلس الأمن.
وفي 3-2-1969 وافق الرئيس الامريكي على الاقتراح الفرنسي، وبدأت اجتماعات الدول الأربع الكبرى في 3-4-1969 وقد قدمت الولايات المتحدة في 9-11-1969 مشروعا بتسوية الأزمة لايختلف كثيرا عن الرد الامريكي على المذكرة السوفييتية. وفي أثناء ذلك كانت هناك مباحثات ثنائية تدور بين الدولتين العظميين (1969- 1971) وقد ترتب على هذه المفاوضات هبوط مستوى المباحثات الرباعية نظراً للأزمات التي كانت تثيرها الولايات المتحدة والمبادرات الفردية التي طرحتها على أطراف النزاع وأبرزها مشروع النقاط الثلاث عشرة في مايو 1969.
- حرب الاستنزاف (28 سبتمبر 1968- 17 أغسطس 1970)
يمكن القول بأن حرب الاستنزاف بمراحلها المختلفة كانت تمثل المرحلة الصمودية للطرف المصري في عملية إدارة الصراع، وقد تطور الوضع العسكري خلالها في منطقة القناة بعد استخدام اسرائيل السلاح الجوي في الهجوم على العمق الاقليمي المصري.... وقد تغير هذا الموقف بعد استخدام مصر لصواريخ الدفاع الجوي سام 2،3 التي كان لها أثر حاسم في وقف غارات العمق.
- مبادرة روجرز (25-6-1970):
في ضوء المتغيرات التي تمت في الموقف العسكري المصري -الاسرائيلي على جبهة قناة السويس تقدم وزير الخارجية الامريكي وليام روجرز في 25-6-1970 بمشروع جديد لحل الأزمة يتضمن موافقة الطرفين المصري- الاسرائيلي على وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر حتى يتمكن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة من استئناف جهوده من أجل حل النزاع، وقبلت مصر وإسرائيل هذه المبادرة وتم وقف اطلاق النار في 23 يوليو 1970.
- مبادرة السادات الأولى:
وفي 4-2-1971 تقدم الرئيس المصري بمبادرته الأولى التي تتضمن الموافقة على وقف اطلاق النار لمدة ثلاثين يوما تنتهي في 7 مارس 1971 والمطالبة بانسحاب جزئي للقوات الاسرائيلية الواقعة على الشاطئ الشرقي للقناة ووضع جدول زمني لتنفيذ قرار مجلس الأمن وإذا تحقق ذلك تسرع مصر في تطهير القناة، وإعادة فتحها للملاحة الدولية. ونظرا لعدم حدوث أية استجابة إيجابية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل للمبادرة قرر الرئيس المصري في 7 مارس 1971 عدم تجديد وقف اطلاق النار.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:35 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

رابعا: من حرب اكتوبر 1973 إلى زيارة القدس


*الحرب العربية الاسرائيلية الرابعة: 6- 24 اكتوبر 1973:
- شنت القوات المصرية والسورية هجوما عسكريا مكثفا على قوات اسرائيل في سيناء بدأ من الواحدة والنصف بعد الظهر حيث تم الاستيلاء على خط بارليف ودارت معارك ضارية في الجولان.
- خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب في 16 اكتوبر 1973 حول قضية الحرب والسلام: حيث عرض مشروعه للسلام وقال إننا على استعداد لقبول وقف اطلاق النار على أساس انسحاب القوات الاسرائيلية من كل الأراضي المحتلة فورا، وإننا على استعداد فور اتمام الانسحاب أن نحضر مؤتمر سلام دولياً في الأمم المتحدة وأن نبدأ في تطهير قناة السويس وفتحها أمام الملاحة العالمية.
- قرار مجلس الأمن رقم 338 في 22 اكتوبر 1973 الذي ينص على وقف اطلاق النار في مدى 12 ساعة وعلى التطبيق الفوري للقرار رقم 242 وعلى محادثات سلام باشتراك كل الاطراف المعنية والمهتمة في اطار مجلس الامن ومساهمته العملية.
وقد قبلت مصر القرار في نفس اليوم بشرط ان تلتزم اسرائيل به في نفس الوقت.
- اتفاق فصل القوات الأول:
تم اتفاق فصل القوات الأول على الجبهة المصرية في 17 يناير 1974 ونص على الفصل بين القوات المصرية والاسرائيلية على النحو التالي:
1- منطقة اولى (مصرية) في الضفة الغربية من القناة ويتراوح طولها بين 8-9كم.
2- منطقة ثانية (مجردة من السلاح) تتواجد فيها قوات الطوارئ الدولية.
3- منطقة ثالثة (اسرائيلية) في الضفة الشرقية للقناة موازية للمنطقة المصرية وتمتد هذه المنطقة نحو 30كم شرقي قناة السويس وتم اتفاق فصل القوات على الجبه السورية في 29 مايو 1974 الذي انتهى تنفيذه في 25 يونيو 1974. ونص على فصل القوات العسكرية لاسرائيل وسوريا وتحديد مواقع معينة للقوات السورية والاسرائيلية. وإقامة منطقة عازلة ترابط فيها قوة مراقبي فصل القوات التابعة للأمم المتحدة وفقا للبروتوكول الملحق بالاتفاق.
- اتفاق فصل القوات الثاني:
اتفاقية فك الاشتباك الثاني في سيناء في سبتمبر 1975، وتتكون من تسع مواد. وتنص على أن النزاع بين الطرفين لا يجب أن يحل بالقوة المسلحة وانما بالطرق السلمية، وأن الطرفين مصممان على التوصل لتسوية للسلام العادل عن طريق المفاوضات التي دعا إليها القرار 338، وتعهد الطرفان بعدم استخدام القوة أوالتهديد بها أوالحصار العسكري، وأن يستمروا في وقف اطلاق النار بكل دقة في الأرض والبحر والجو، وأن قوة الطوارئ الدولية أساسية وسوف تواصل مهمتها التي تتجدد سنويا.
وضمت الاتفاقية ملحقاً وخريطة يعتبران جزءاً من الاتفاق يشتملان على التفاصيل المتعلقة بالخطوط والتحركات الجديدة للقوات والجدول الزمني الخاص بها والحد من الأسلحة وخفض القوات وتشغيل محطات الإنذار المبكر والرقابة والترتيبات الأخرى. واعتبر الطرفان هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو سلام عادل ودائم وانها ليست اتفاقية سلام نهائي.

خامسا: من زيارة القدس إلى توقيع اتفاق السلام


- زيارة الرئيس السادات للقدس:
جاءت أول إشارة الي إمكانية قيام الرئيس السادات بزيارة اسرائيل في الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الشعب في يوم 9 نوفمبر 1977 حيث أعلن: "لا أخفيكم وأنتم ممثلون لشعب وعلى مسمع من شعبنا، وعلى مسمع من أمتنا العربية، سمعتموني أقول إنني مستعد أن أسافر إلى آخر هذا العالم إذا كان في هذا ما يحمي من أن يجرح -مش أن يقتل- أي عسكري أو ضابط من أولادي. أنا أقول فعلا مستعد أن أذهب إلى آخر هذا العالم. وستدهش اسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم الى الكنيست ذاته، ومناقشتهم".
- ومساء يوم السبت 19 نوفمبر 1977 وصل الرئيس السادات الى القدس وألقى مساء اليوم التالي (20 نوفمبر 1977) في الكنيست خطابا جاء فيه:
انني لم اجئ اليكم لأعقد اتفاقا منفرداً بين مصر واسرائيل، ليس هذا واردافي سياسة مصر، فليست المشكلة هي مصر واسرائيل، وأي سلام منفرد بين مصر واسرائيل، أو بين أي دولة من دول المواجهة وإسرائيل لن يقيم السلام الدائم العادل في المنطقة.
- مؤتمر كامب ديفيد:
في الفترة من 5 سبتمبر الى 17 سبتمبر 1978 عقد مؤتمر كامب ديفيد بين السادات ومناحم بيجين، بحضور الرئيس الامريكي جيمي كارتر وصدر عن هذا اللقاء وثيقتان اساسيتان:
الوثيقة الاولى عن "اطار السلام في الشرق الاوسط" وتضمنت تدابير وشروط الحكم الذاتي في الضفة الغربية وغزة.
أما الوثيقة الثانية بعنوان: "اطار لابرام معاهدة سلام بين مصر واسرائيل" فقد نصت على انسحاب اسرائيل من سيناء على مرحلتين، مع إقامة علاقات طبيعية بين مصر واسرائيل، عقب اتمام الانسحاب في المرحلة الاولى.
وفي 28 سبتمبر 1978 وافق الكنيست الاسرائيلي على اتفاقية كامب ديفيد وبدء الانسحاب من مستوطنات سيناء. وأذاع البيت الأبيض في 12 سبتمبر نصوص تسع رسائل تبادلها الرؤساء الثلاثة تتعلق بمشكلة القدس والمستوطنات والضفه وغزة.
- مباحثات واشنطن (بليرهاوس):
خلال الفترة من 12 أكتوبر إلى 4 ديسمبر 1978 عقدت في بليرهاوس بواشنطن مباحثات السلام بين مصر واسرائيل بحضور الولايات المتحدة بهدف التوصل الى اتفاق للسلام الشامل بين مصر واسرائيل في ضوء الأسس التي تم الاتفاق عليها في كامب ديفيد. ووجه الرئيس كارتر نداء إلى الأردن والفلسطينيين في الضفة والقطاع للانضمام إلى عملية السلام. وقد تخللت هذه المفاوضات الطويلة فترات من الانقطاع ورجوع الوفود إلى حكوماتها للتشاور، ورسائل متبادلة بين الرؤساء كارتر والسادات وبيجين. كما تخللتها رحلة السيد حسني مبارك إلى واشنطن. ثم رحلة الدكتور مصطفى خليل. وأعلن في 14 نوفمبر نص مشروع المعاهدة المقترحة بين مصر واسرائيل، التي تمخضت عنها محادثات واشنطن.
- الجهود الأمريكية لتذليل العقبات الأخيرة
كانت السمة الأساسية التي طبعت جهود السلام في الشرق الأوسط طوال شهور ديسمبر 1978 ويناير وفبراير 1979 تقريبا هي الجهود الامريكية المتتالية التي بذلت لتذليل العقبات الأخيرة في وجه التوصل الى اتفاق نهائي. وتضمنت هذه الجهود زيارة فانس للشرق الأوسط اعتبارا من 5ديسمبر 1978 ومباحثات بروكسل بين مصطفى خليل وموشي ديان وسيروس فانس في 23 ديسمبر، ثم زيارة اثرتون للمنطقة في الفترة من 16 يناير الى 29 يناير 1979 وما أعقبها من اتصالات هامة بين الأطراف الثلاثة وفي 21 فبراير 1979م بدأت مباحثات كامب ديفيد الثانية بين كل من فانس وخليل وديان. وجدّت في تلك المباحثات مناقشة مشروع المعاهدة الامريكي، ثم عاد وفدا مصر واسرائيل بلديهما. وعندما دعا الرئيس كارتر الى عقد اجتماع بين مصطفى خليل ومناحم بيجين بحضورة ورفض بيجين هذه الدعوة.
- زيارة كارتر وإعلان اتفاق السلام:
في أول مارس 1979 وصل مناحم بيجين الى واشنطن وأعلن -بمجرد وصوله- أن اسرائيل لن توقع ما أسماه "وثيقة عار" من أجل السلام في الشرق الاوسط. وبعد أن أعرب المسئولون الامريكيون عن اعتقادهم في احتمال فشل المفاوضات بسبب "رفض بيجين التزحزح بوصة واحدة عن موقفه الصلب" أعلن عن قبول اسرائيل مقترحات الرئيس كارتر لحل المشاكل التي تعترض اتفاق السلام. وأعلن يوم 5 مارس عن زيارة الرئيس كارتر لكل من مصر واسرائيل.
في يوم الخميس 8 مارس وصل الرئيس الأمريكي كارتر الى القاهرة. وعقد مباحثات مع الرئيس السادات أيام 8 و 9 و 10 مارس، ليطير بعدها الى اسرائيل حاملا معه مقترحاته لتذليل عقبات الاتفاق. وفي يوم 13 مارس عاد الرئيس كارتر إلى القاهرة حيث اجتمع في مطار القاهرة بالرئيس السادات وأعلن في بيان قرأه على الصحفيين: "لقد أعطيت الرئيس السادات تقريراً كاملا حول محادثاتي في إسرائيل، وتقدمت للرئيس السادات بمقترحات جديدة لحل المشاكل القليلة المتبقية، وقد قبل الرئيس السادات هذه المقترحات".
وبهذه التصريحات أعلن كارتر الوصول إلى تحديد كل عناصر اتفاق السلام، وأعلن في اليوم نفسه عن دعوة مصر واسرائيل للتوقيع على الاتفاق في واشنطن.
وفي يوم الاثنين 26 مارس وقع أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية ومناحم بيجين رئيس وزراء اسرائيل اتفاق السلام بين مصر واسرائيل.
الخلاصة:
باعتباري احد ضباط القوات المسلحة المصرية من بداية حرب الاستنزاف وحتى دخولي حرب 73 واحتكاكي مباشرة بجميع العمليات العسكرية التي تمت خلال هذه الفترة ومشاهدتي إنشاء خط برليف ومدى اعتقادي خلال هذا الوقت بصعوبة عبور قناة السويس... أقول بصراحة إن قرار الرئيس السادات بدخول الحرب بعد النخطيط لها لمدة سنوات هو قرار جريء مدعم تدعيماً كاملاً بإرادة الله تعالى لأن ما تم تحقيقه من مفاجأة استراتيجية في هذه الحرب هو عمل خيالي صعب تصديقه لأن جميع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والاسرائيلية لم تتمكن من اكتشاف ذلك، ولكن إرادة الله كانت أكبر من الجميع حتى يرينا الله ان النصر من عنده مهما كانت العقبات (عبور مانع مائي واقتحام أقوى خط في تاريخ الحروب والقتال في اليوم الأول والثاني بأفراد مشاة أمام مدرعات على امتداد المواجهة... كل ذلك يعتبر عملاً خرافياً)، ولكن الله كان النصير والمعين "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
لذلك كان السادات هو بطل الحرب بهذا القرار الذي كان من الصعب اتخاذه هذا وانني أعتبر السادات أيضا بطل السلام بعقد اتفاقية السلام مع اسرائيل بل ثبت بعد مرور السنوات أن هذه المعاهدة لو اشتركت فيها سوريا وفلسطين في ذلك الوقت الذي كانت فيه اسرائيل في موقف ضعف لأخذت سوريا هضبة الجولان وأخذت فلسطين الحكم الذاتي، الذي يحاولون الآن الحصول عليه ولكن ضاع الوقت واكتسبت اسرائيل قوتها ولم تلبِّ أي اتفاق مع كليهما. وأعتقد الآن، كما يعلم الجميع، أن قرار السلام لو تم تأييده من جميع الدول العربية بدلا من مقاطعته لما بقي حالنا الآن كما هو عليه ولم نر اسرائيل تفعل كما تفعل والآن يحاولون البحث عن سادات جديد لتحقيق ما تم تحقيقه في معاهدته للسلام.
ليتنا نفيق من نومنا ونعلم أنه إذا لم يتم تجميع العرب والمسلمين على كلمة واحدة يرضاها رب العالمين وأن نترك جميع المصالح الشخصية والرغبات الدنيوية ونعود إلى ديننا الحنيف ونطبق ما جاء بالقرآن والسنة وإلا فسنكون في أسفل السافلين وسوف نسأل يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
بعض المراجع:
1- من سيناء الى جولان، جمال حامد.
2- أعداد مختلفة من جريدة الأهرام (منقول من مجلة الحرس الوطنى)






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:37 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

تفاصيل الضربه الجويه الأولى فى اكتوبر 1973

يقول لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 فى مذكراته (ففى الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم السادس من أكتوبر عبرت الطائرات المصرية خط جبهة قناة السويس متجهة إلى عدة أهداف إسرائيلية محددة فى سيناء . وأحدث عبور قواتنا الجوية خط القناة بهذا الحشد الكبير ، وهى تطير على ارتفاع منخفض جدا ، أثره الكبير على قواتنا البرية بالجبهة وعلى قوات العدو . فقد التهبت مشاعر قوات الجبهة بالحماس والثقة بينما دب الذعر والهلع فى نفوس أفراد العدو
هاجمت طائراتنا ثلاث قواعد ومطارات ، وعشرة مواقع صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك ، وثلاثة مراكز قيادة ، وعدد من محطات الرادار ومرابض المدفعية بعيدة المدى . وكانت مهاجمة جميع الأهداف المعادية فى سيناء تتم فى وقت واحد ، بعد أن أقلعت الطائرات من المطارات والقواعد الجوية المختلفة وتطير على ارتفاعات منخفضة جدا فى خطوط طيران مختلفة لتصل كلها إلى أهدافها فى الوقت المحدد لها تماما

كانت قلوبنا فى مركز عمليات القوات المسلحة تتجه إلى القوات الجوية ننتظر منها نتائج الضربة الجوية الأولى ، وننتظر عودة الطائرات إلى قواعدها لتكون مستعدة للمهام التالية . كما كان دعاؤنا للطيارين بالتوفيق ، وان تكون خسائرهم أقل ما يمكن ، أن مثل هذه الضربة الجوية بهذا العدد الكبير من الطائرات ضد أهداف هامة للعدو تحت حماية الدفاع الجوى المعادى ، ينتظر ان يترتب عليها خسائر كثيرة فى الطيارين والطائرات يصعب تعويضها

لقدد حققت قواتنا الجوية بقيادة اللواء طيار محمد حسنى مبارك ـ رئيس الجمهورية الحالى ـ نجاحا كبيرا فى توجيه هذه الضربة ، وما حققته فيها من نتائج بأقل الخسائر التى وصلت فى الطائرات إلى خمس طائرات فقط ، وهى نسبة من الخسائر أقل جدا مما توقعه الكثيرون ....) ـ مذكرات الجمسى

المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
ويقول المؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد فى كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية ( وفى الساعة التاسعة والنصف صباح يوم 6 أكتوبر دعا اللواء محمد حسنى مبارك قادة القوات الجوية إلى اجتماع عاجل فى مقر قيادته وألقى عليهم التلقين النهائى لمهمة الطيران المصرى ، وطلب منهم التوجه إلى مركز العمليات الرئيسى كى يأخذ كل منهم مكانه هناك استعداد لتنفيذ الضربة الجوية المنتظرة التى كان نجاحها يعنى نجاح خطة المفاجأة المصرية وبدء معركة التحرير . وفى الساعة الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر أنطلقت أكثر من 200 طائرة مصرية من 20 مطارا وقاعدة جوية فى مختلف أرجاء انحاء الجمهورية . وعن طريق الترتيبات الدقيقة والحسابات المحكمة التى أجرتها قيادة القوات الجوية تم لهذا العدد الضخم من الطائرات عبور خط المواجهة على القناة فى لحظة واحدة على ارتفاعات منخفضة جدا ، وكانت أسراب المقاتلات القاذفة والقاذفات المتوسطة تطير فى حماية أسراب المقاتلات ، وقد استخدمت فى الضربة التى تركزت على الأهداف الإسرائيلية الحيوية فى عمق سيناء طائرات طراز ميج 17 وميج 21 وسوخوى 7 وسوخوى 20 ، وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة عادت الطائرات المصرية بعد أداء مهمتها خلال ممرات جوية محددة تم الأتفاق عليها بين قيادة القوات الجوية وقيادة الدفاع الجوى من حيث الوقت والإرتفاع

هذا وقد نجحت الضربة الجوية فى تحقيق أهدافها بنسبة 90 % ولم تزد الخسائر على 5 طائرات مصرية ، وكانت نتائج الضربة وفقا لما ورد فى المراجع الموثوق بصدقها هى شل ثلاثة ممرات رئيسية فى مطارى المليز وبير تمادا بالأضافة إلى ثلاث ممرات فرعية وإسكات حوالى 10 مواقع بطاريات صواريخ أرض جو من طراز هوك وموقعى مدفعية ميدان ، وتدمير مركز القيادة الرئيسى فى أم مرجم ومركز الأعاقة والشوشرة فى أم خشيب وتدمير إسكات عدد من مراكز الإرسال الرئيسية ومواقع الرادار

وقد أشتركت بعض القاذفات التكتيكية ( إل 28 ) فى الضربة الجوية وركزت قصفها على حصن بودابست الإسرائيلى ( من حصون بارليف ، ويقع على الضفة الرملية شرق مدينة بور فؤاد )ـ

وكان من المقرر القيام بضربة جوية ثانية ضد العدو يوم السادس من أكتوبر قبل الغروب ، ولكن نظرا لنجاح الضربة الأول فى تحقيق كل المهام التى أسندت إلى القوات الجوية لذا قررت القيادة العامة إلغاء الضربة الثانية

وقد اضطرت القيادة الإسرائيلية الجنوبية فى سيناء إلى استخدام مركز القيادة الخلفى بعد ضرب المركز الرئيسى فى أم مرجم ، كما أصبح مركز الأعاقة والشوشرة فى العريش هو المركز الوحيد المتبقى لإسرائيل فى سيناء بعد تدمير مركز الإعاقة والشوشرة فى أم خشيب) ـ جمال حماد

المصدر : العمليات الحربية على الجبهة المصرية للمؤرخ العسكرى المصرى جمال حماد ـ الطبعة الثانية عام 1993
ويقول كل من اللواء : حسن البدرى ، وطه المجدوب و عميد أركان حرب ضياء الدين زهدى فى كتابهم حرب رمضان ( وقامت تشكيلاتنا الجوية بالإنطلاق شرقا فى توقيت واحد . نحو اهدافها المنتخبة بحذق ومهارة بالغة .. لكل تشكيل جوى هدفه الذى يتعين عليه أن يدمره . وأهدافه التبادلية للطوارىء ولكل تشكيل جوى وجهته المحددة ، وسرعته وارتفاعه

ـ مطارات المليز وتمادا ورأس نصرانى تحولت إلى حطام
ـ عشرة مواقع صواريخ أرض جو طراز هوك صارت هباء
ـ مواقع مدفعية بعيدة المدى حاق بهم الدمار
ـ ثلاثة مواقع رادار ومراكز توجيه وإنذار صمتت إلى الأبد
ـ محطتا ام خشيب وأم مرجم للأعاقة والشوشرة فى سيناء أمستا شعلة نيران
ـ ثلاثة مناطق شئون إدارية راحت على العدو
ـ النقطة القوية شرق بور فؤاد سحقها طيارونا البواسل)ـ

المصدر : كتاب حرب رمضان الجولة العربية الإسرائيلية الرابعة لكل من اللواء حسن البدرى ، طه المجدوب والعميد أركان حرب ضياء الدين زهدى ـ طبعة عام 1974
ويقول الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية الحالى وقائد الطيران خلال حرب 1973 فى حوار مع التليفزيون المصرى ببرنامج صباح الخير يا مصر والذى تم نشره بجريدة الأهرام بتاريخ 17 أكتوبر 1998 بمناسبة مرور 25 عاما على نصر أكتوبر ( سؤال من مقدم البرنامج التلفزيونى : ما هى ذكرياتك عن مركز القيادة الرئيسى للقوات الجوية والذى أدرت منه الضربة الجوية الأولى وعمليات القوات الجوية خلال الحرب

يقول الرئيس محمد حسنى مبارك : دخلت غرفة العمليات الساعة 12 ظهرا يوم السادس من أكتوبر . كنت قد استيقظت فى الموعد المعتاد وحرصت على آلا أقوم بشىء غير عادى .. أننى عادة ما أغادر منزلى 7.15 أو 7.30 صباحا لأكون مبكرا فى مكتبى .. يومها تعمدت أحضر إلى المكتب الساعة 8 صباحا ووقفت أمام المكتب مع رئيس الأركان اللواء نبيل المسيرى ورئيس شعبة العمليات صلاح المناوى وكنا نتحدث خارج الغرف .. وكان من المفروض ان يتجه اللواء المسيرى إلى إنشاص لكى يشرف على حماية الطائرات المقاتلة القاذفة بواسطة الميج 21 الموجودة فى مطار أنشاص . . وأما اللواء المناوى فقد حضر لكى يتابع التحركات ويتابع الأنشطة وتعمدت الأ أذهب مبكرا إلى مركز القيادة فجئت إليه الساعة 12 ظهرا ... ولماذا فى هذا التوقيت؟ ذلك لأن الطلعات الجوية ستبدأ الساعة 1.20 خاصة القادمة من مكان بعيد ( قاذفة الصواريخ ) جئت فى ذلك الموعد لكى أتعرف على الموقف على الخريطة .. ما هو النشاط الجوى الذى عندنا والذى عندهم .. والحقيقة أننى عندما حضرت لم اجد نشاطا عندنا فى الطيران وطبعا خشيت من ذلك . وقلت لو لم تكن هناك هناك الان طلعات للطيران فقد يكون تسرب لإسرائيل أن مصر ستعمل شيئا ... والواقع أنى تشاجرت مع قادة التشكيلات وطلبت أن يطلع الطيران لعمل أى نشاط كل طيار يجهز طائرته من أجل الطلعة الجوية وفعلا كل قائد جوى طلع طيارتين بعد 10 دقائق فى الجو .. وهكذا بقيت متابعا حتى الساعة 1.15 تقريبا وكان فيه نشاط للإسرائيليين ( طيارة تطلع تدور وتهبط ) وفى الساعة 1.20 بدأت الطائرات القاذفة طلعاتها . وجرى تأمين هذه التحركات وفقا لما هو متبع لدينا وكان ذلك بترتيب دقيق مع كل الأسلحة الأخرى ( الصواريخ والمدفعيات المضادة .. ) وتابع اللواء صلاح المناوى هذا الوضع وجميع الطائرات طلعت بدون ادنى اتصال لاسلكى لتجنب اى تصنت وبالاتفاق على اشارات معينة وفى الساعة 2 ظهرا كانت الطائرات تعبر القنال وبدأت العمليات .. ومن هذا المكان تابعت بداية الطلعات وشعرت بقلق بالطبع فى أول الأمر وعادت الطائرات من مهامها وكان يهمنى آنذاك معرفة نتيجة الموقف وأخبرونى من القواعد أن وقتها 11 طيارة أصيبت على ما اتذكر وبدأت اشعر بثقة متزايدة ... يومها اتصلت تليفونيا بمركز عمليات القوات المسلحة حيث كان الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل يرحمهما الله وكذلك رئيس اركان العمليات ولم تكن المعلومات وصلتهم بالطبع لأنها تأتى أساسا منا ، وأبلغت المشير بما حدث وبالخسائر وكان من الذين استشهدوا شقيق الرئيس السادات (عاطف السادات) وطلبت من المشير آلا يبلغ الرئيس السادات بخبر استشهاد اخيه وهنئنى ووافقنى على الا يخبر السادات بنبأ استشهاد شقيقه وأبلغوا السادات بأن الضربة نجحت وشعرت أنهم فرحوا بصورة غير معقولة وقال السادات : مبروك يا أولاد حننتصر

سؤال : هل كنتم متوقعين نسبة أصابة معينة فى الطائرات ؟
يقول الرئيس حسنى مبارك : ـ كان الروس قد حسبوها لنا وقالوا لن تكفى الضربة الأولى وسنخسر 25 % فيها أى حوالى 60 طائرة وأنه فى الضربة الثانية سيكون الدفاع الجوى الإسرائيلى قد استيقظ ومن ثم سنخسر 33 % ومعنى هذا لن يتبقى لدينا طيران نهاجم به ولكن ما حدث أن الضربة الأولى أدت المهمة ولم تكن هناك أهداف أخرى بعدها يتعين ضربها

المصدر : الأهرام 17 أكتوبر 1998







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:38 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

اسرائيل توقعت ميعاد حرب 6اكتوبر1973 لكن فى السادسة صباحا

بدات الضربة الجوية فى الثانية ظهرا فى 6 اكتوبر1973 محققة نجاح منقطع النظيروتلقت القيادة العامة للجبهتين فى مصر خبر بدا العمليات ونجاح الضربة الجوية فى الجولان بمشاركة سرب ميج ـــ17مصرى كان متمركزا فى قاعدة المزة الجوية وفى نفس الوقت تلقت القيادة فى سوريا خبر معاكس ببدا العمليات فى سيناء.
فى الساعة الثامنة مساءا تمكنت القوات الخاصة السورية من السيطرة على محطة انذار مبكر للقوات الاسرائليلية على قمة جبل الشيخ(2884) فوق سطح البحر واستولت عليه بعملية ابرار جوى صاعقة للعدو.
وتمكنت قوات الدفاع الجوى بصواريخها العملاقة سام ــ6 المحمولة على عربات مدرعة من اسقاط عدد كبير من الطائرات الاسرائيلية .
استطاعت احدى كتائب الفرقة التاسعة مشاة ميكانيكا التى كانت تقاتل فى منتصف الجبهة (الفرقة السابعة فى الشمال ــالفرقة التاسعة فى الوسط ــوخلفهما فرقتان مدرعتان) الوصول الى نهر الاردن فى منطقة الدبورية.وفى13/10/1973 تمكن المقدم طيار طيار فكرى الجندى قائد السرب المصرى المتمركز فى قاعدة المزة من اسقاط طائرة فانتوم اسرائيلية مؤكدا قدرة الطيار المصرى وكفائته من استخدام الميج17 بقدراتها المحدودة بكل كفاءة .
وفى21/10استعادة القوات المعادية قاعدة الانذار المبكر التى تقع بقمة جبل الشيخ
وردا على قصف اسرائيل لاهداف مدنية بدمشق قامت سوريا بقصف قاعدة رامات دافيد بصواريخ سكود ارض-ارض وهى القاعدة الرئيسية فى شمال اسرائيل ولم تعلن وقتها اسرائيل عن خسائرها الفادحة التى تمثلت فى قتل اثنين من الطيارين .
اما عن فشل اجهزة الاستخبارات المعادية جميعها عن التنبؤ بميعاد الحرب
كان المفهوم الاسرائيلى العام هو ان مصر لا تنوى مطلقا شن حرب كاسحة شاملة وكانت قد وصلت معلومات للموساد بان السادات لا ينوى مطلقا شن حرب قبل احداث توازن استراتيجى مع اسرائيل الذى يتمثل فى الحصول على طائرات سوفيتية متطورة لتتيح لمصر اختراق العمق الاسرائيلى للردع واحداث توازن مع قواتها الجوية ولكن رفض السوفييت توريدنا هذه الطائرات حيث بخلهم الشديد مما دفع الرئيس السادات ليطلق عليهم ابخل خلق الله و كانت مصر تطالب ايضا بمنظومة صواريخ ارض-ارض متوسطة المدى لتهدد التجمعات السكنية الاسرائيلية كما كانت تفعل اسرائيل فى حرب الاستنزاف لردع اسرائيل واحداث توازن ورفض السوفييت هذه الصفقة ايضا كالعادة ولذلك اكدت الاستخبارات الاسرائيلية العسكرية (امان) .
وفى24/9/1973 اجتمعت هيئة الاركان الاسرائيلية وذكر الجنرال اسحق صوفى قائد المنطقة الشمالية ان سوريا حشدت ثلاث فرق مشاة ميكانيكى على جبهة الجولان ورد عليه الجنرال ايلى ان السوريين لن يدخلوا الحرب بدون مصر و مصر لن تحارب قط.وفى25/9/1973 هبطت طائرة هليكوبتر برئاسة الموساد فى هرتزليا و كانت تقل احد الشخصيات العربية المهمة حيث قابل جولدا مائير وقال لها ان الجيش السورى قد انتشر فى تشكيلات مقاتلة هجومية وان السوريين سيدخلون الحرب مع المصريين وكان الجنرال ايلى زعيرا يتابع الاجتماع من غرفة مجاورة لكنه استهزا بهذه الشخصية العربية قائلا انه من المستحيل ان يخبر الرئيس السادات هذه الشخصية على اسرار مهمة خاصة حربه معنا .وفى30/9/1973 وصلت معلومة لاسرائيل مفادها ان المناورة التى تقوم بها مصر فى سيناء ستنتهى بشن حرب على اسرائيل لكن مدير الاستخبارات الجنرال ايلى زعيرا لم يمرر هذه المعلومة لوزير الدفاع وعندما سؤل فى التحقيقات التى تلت الحرب اجاب انه كان يريد تدقيق المعلومة حيث كان يؤمن انه ليس لها اسا من الصحة حيث كان متاكدا ان مصر لن تحارب قبل احداث توازن استراتيجى وهذا ما لم يحدث قط وبالتالى لن تحارب سوريا منفردة .
وفى4/10/1973 اجتمعت هيئة الاركان الاسرائيلية كررت الاستخبارت المعادية انه لا مجال مطلقا لشن الحرب حيث اسبك ثعالبنا خطة الخداع عليهم تماما بطريقة متقنة للغاية .
وفى5/10/1973 فى التاسعة صباحا عرضت الاستخبارت المعادية بقيادة الجنرال ايلى زعيرا ظاهر قلق خطيرة على الجبهتين المصرية والسورية منها هبوط11طائرة نقل سوفيتية فى مطاراتهم واعادتهم لموسكو ومغادرة القطع الحربية السوفيتية لميناء الاسكندرية وانطلقت لعرض البحر بالاضافة الى التعزيزات الكبيرة على الجبهتين ايضا وتؤكد كل هذه الظاهر قرب نشوب الحرب فظلت تقارير الاستخبارات كا هى غير مبالية ولكن وزير الدفاع ورئيس الاركان دافيد بن العازر رفضوا تقديرات الاستخبارات ورفعوا حالة الاستعداد الى المستوى(ج) وهى الحالة القصوى فى القوات السملحة الاسرائيلية وذك بتعزيز الجبهات الشمالية و الوسطى والجنوبية بكل ما يمكن دفعه من القوات النظامية .
واكد موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيليى ان مصر و سوريا وشيكتان على شن حرب صباح يوم 6/10/1973 الموافق عيد الغفران ولكنه لم يقم باستدعاء الاحتياط وعندما سئلته لجنة تقصى الحقائق عن سبب مبالته تجاه عدم استدعاء الاحتياط اجاب:
1ــ السبب الاول عسكرى بحت وهو ثقته المتناهية بقوة الجيش النظامى وفى مقدرته على صد هجوم مباغت مهما بلغت قوته وشدته بالاضافة ان القوات الجوية سوف تقوم بدور فعال عند بداية الحرب .
2ــ السبب الثانى سياسى فقد خشى انه عندما يستدعى الاحتياط ان تتهمه الولايات المتحدة الامريكية اسرائيل بمسؤليتها عن بدء هذه الحرب وكان متخوفا ان يقوم السوريين والمصريين بالحرب تجاه خوفهم من استدعاء الاحتياط واعلان التعبئة العامة الاسرائيلية .
وفى5/10/1973 الجمعة ارسلت اسرائيل طائرة استطلاع لتصوير الجبهة المصرية من الجانب الاسرائيلى وقام الخبراء بتحليل الصور واحصاء عدد الدبابات الموجودة على الجبهة وقدم الخبراء تحليلهم لموشى ديان الذى علق على هذه التقرير بقوله لرئيس الاركان سوف تصاب بازمة قلبية عندما تعرف عدد الدبابات المصرية التى تم حشدها على الجبهة اعلن حالة الاستعداد القصوى التى سبق واشرت اليها ايها السادة من قبل .
وطار ايلى زعيرا قاد الاستخبارات الاسرائيلية يوم5/10/1973 الى لندن لمقابلة عاجلة مع عميل للمخابرات الاسرائيلية و تم اللقاء بعد منتصف الليل و الذى ابلغه ان الحرب ستندلع على الجبهتين المصرية والسورية فى تمام الساعة 1800( السادسة) 6/10/1973






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:39 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

الوثائق الأمريكية لحرب أكتوبر 1973
بعد ثلاثون عاما، قام مركز " أرشيف الأمن القومى" الملحق بجامعة جورج واشنطن بتجميع ونشر نصوص الوثائق السرية التى أفرجت عنها الولايات المتحدة خلال الأعوام الماضية بمقتضى قانون حرية الإطلاع على المعلومات والمتعلقة بنفس الفترة باللغة الإنجليزية على موقع المركز بشبكة الإنترنت http://www.gwu.edu .

وهنا سنعرض بعض النقاط الرئيسية مأخوذة من ذلك الموقع المذكور سابقا والتى قام بترجمتها مركز الأهرام للترجمة والنشر وصدرت فى كتاب تحت عنوان "أسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وأيضا مجموعة من النقاط الرئيسية الأخرى من وجهة نظر موقع يوم كيبور والمأخوذة من المحادثات المسجلة فى تلك الوثائق والمنشورة فى موقع جامعة جورج واشنطن .(منقول)

20 مايو 1973 - قبل الحرب - مصر تعرض السلام مع اسرائيل


فى مقابلة ما بين محمد حافظ اسماعيل مستشار الأمن القومى للرئيس السادات واخرين من الجانب المصرى وهنرى كيسنجر مساعد الرئيس لشئون الأمن القومى واخرين من الجانب الأمريكى ، دار الحوار التالى:

" محمد حافظ اسماعيل: لقد وصلنا إلى حد القبول بالدخول فى اتفاق سلام مع إسرائيل . وهذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها رئيس دولة عربى فى نحو ربع قرن باتخاذ قرار يعلن استعداده للدخول فى اتفاق سلام مع إسرائيل... ومن هنا ، إذا لم يكن هذا هو الحل الذى تريده مصر، فماذا بقى لها؟ أن تقبل بالأمر الواقع؟ أو أن تمضى إلى الحرب؟
كيسنجر: لقد حاولت فى المرة الماضية أن أشرح لك ما افكر فيه ، إقرارنا بالسيادة المصرية ، وأكدت لك أن إسرائيل سوف تعارض هذا الجانب بشدة."
لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "أسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 2أ بموقع جامعة جورج واشنطن

الحرب - 6 أكتوبر 1973

فشل المخابرات


إخفاق المخابرات الأمريكية فى التنبؤ بالتهديد الماثل للحرب ، وفقا لما ذكره رئيس قسم المخابرات فى وزارة الخارجية ، راى كلاين : "كانت الصعوبة التى واجهتنا تعود فى جانب منها إلى اننا قد خضعنا لعملية غسيل مخ من جانب الإسرائيليين الذين قاموا بعملية غسيل مخ لأنفسهم" لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "أسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 63 بموقع جامعة جورج واشنطن

أثناء الحرب

العرب سيهزمون فى 72 ساعة


يعتقد كيسنجر ان العرب سيهزمون فى 72 ساعة وذلك فى الحوار الذى دار بينه وبين السفير الصينى هوانج شين وضابط الاتصال يوم 6 أكتوبر 1973.

" كيسنجر: قبل بدء القتال اليوم وبالنسبة لليوم والغد. سيظن العرب أن هذه العودة إلى خطوط ما قبل بدء القتال ليست فى صالحهم . إنهم يظنون أن هذا بمثابة مطالبتهم بالتنازل عن شىء فى أيديهم ومع حلول يوم الثلاثاء أو الأربعاء ، إذا لم تكن الحرب قد انتهت ، فإن العرب سوف يتوسلون إلينا لتحقيق ذلك لهم ، حيث إنه فى خلال 72 أو 96 ساعة سيكون العرب قد هزموا تماما. ونحن نفكر فى هذا الموقف ( هزيمة العرب ) ، وليس فى الموقف القائم اليوم حيث كسبوا قدرا قليلا من الأراضى ." لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "اسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 17 بموقع جامعة جورج واشنطن

اسرائيل على وشك الهزيمة


فى مقابلة ما بين سميحا دينتز السفير الإسرائيلى بأمريكا وهنرى كيسنجر يوم 9 أكتوبر1973 ، جرى الحوار التالى والذى يظهر فيه كيسنجر غير مصدقا ما حدث فى الحرب.

" كيسنجر : اننى لا استطيع ان أفهم كيف امكن لذلك أن يحدث . كانت استراتيجيتنا أن نعطيكم حتى مساء الاربعاء ( 10/6/ 1973) ، وببلوغ ذلك الوقت ، كنت أظن أن الجيش المصرى بكامله سوف يكون حطاما.... نحن نواجه مشاكل ضخمة . لقد توقعنا انتصارا سريعا . كانت استراتيجيتنا بالكامل هى التأجيل ( فى استصدار قرار بوقف اطلاق النار ) حتى يوم الاربعاء." لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "اسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 21أ بموقع جامعة جورج واشنطن

الثــغـرة


رأى الأدميرال توماس مورير من هيئة الأركان الأمريكية المشتركة فى حوار يوم 17/6/1973 مع مجموعة عمل واشنطن الخاصة بغرفة دراسة الموقف بالبيت الأبيض "أعتقد أن عبور الدبابات الإسرائيلية للقناة ليس أكثر من مجرد غارة على الدفاعات الجوية المصرية. لا اعتقد إن فى إمكانهم الإبقاء طويلا."
لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "اسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 36أ بموقع جامعة جورج واشنطن
خرق إسرائيل لقرارات وقف إطلاق النار
فى محادثة بين جولدا مائير رئيس الوزراء الإسرائيلى وهنرى كيسنجر يوم 22 اكتوبر1973 ، يعطى كيسنجر الضوء الأخضر لإسرائيل لتقوم بخرق وقف اطلاق النار الامر الذى ادى لإغلاق خطوط الامداد للجيش الثالث بالجنوب. وقد دار الحوار التالى:
"
كيسنجر
: لن تأتيك احتجاجات عنيفة من واشنطن إذا حدث شىء خلال الليل بينما أنا فى الطائرة فى الطريق إلى الولايات المتحدة . لا يمكن أن يحدث شىء فى واشنطن حتى ظهر الغد.
مائير
: إذا لم يتوقفوا ، فلن نتوقف.
كيسنجر: وحتى لو توقفوا..."


فى نفس الاجتماع يحذر كيسنجر مائير من أن القوات الاسرائيلية قد تنهار


"كيسنجر : لقد تنحى بى جروميكو (وزير الخارجية الروسى) وقال لى أن الخطر الرئيسى بالنسبة لمصر هو ان تصابوا بالفزع ، فحجم قواتكم التى عبرت القناة ليس كبيرا . هذا ما قالوه لى . وقال إنه إذا تمكن ( المصريون) من التماسك ، فإن قواتكم ستنهار.
مائير : إنهم ( القوات المصرية ) لم ينهاروا . إنهم فى حالة فوضى ولكن الأمر ليس شبيها بما حدث فى 1967.
"

لقراءة الحوار بالكامل باللغة العربية فى كتاب الأهرام "اسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية" وباللغة الإنجليزية بوثيقة رقم 54 بموقع جامعة جورج واشنطن
إسرائيل تقطع خطوط الإمداد للجيش المصرى بعد وقف إطلاق النار


فى اجتماع بين كيسنجر ومائير يوم الخميس 1 نوفمبر 1973 الساعة 8:10 صباحا وحتى الساعة 10:25 صباحا قال كيسنجر ما يلى : " كيسنجر : لقد غافلتى الجيش الثالث بعد وقف إطلاق النار ، وهذا لم يكن متوقعا ..... انه موقف غير عادى ان يتم حصار جيش بعد وقف إطلاق النار" باللغة الإنجليزية وثيقة رقم 91أ بموقع جامعة جورج واشنطن

مصر تصر على عودة إسرائيل لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر والمحادثات الأخيرة بين كل من كيسنجر والجانب المصرى والجانب الإسرائيلي والتى ادت الى اتفاقية السلام فيما بعد


فى اجتماع بين اسماعيل فهمى القائم بأعمال وزير الخارجية المصرى وهنرى كيسنجر يوم الخميس 1 نوفمبر 1973 الساعة 5.30 مساءا

"فهمى: لا تستطيع هى ( جولدا مائير ) أن تساوم بخصوص خطوط وقف إطلاق النار يوم1973 . لقد قرر مجلس الأمن هذا الأمر .... ولقد وافقت عليه حينها .... لو لم تستطع ان تعطينى اجابة محددة فهل هذا يعنى انها رفضت العودة لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 ؟ ... آمل أن تستطيع العمل على تسوية ذلك قبل مجيئك للقاهرة ، ولو لم تستطع فلن تستطيع إنهاء اى شىء هناك.

باللغة الإنجليزية وثيقة رقم 92أ بموقع جامعة جورج واشنطن

فى محادثة اخرى فى اليوم التالى بين اسماعيل فهمى وكيسنجر يوم 2 نوفمبر 1973 فى الساعة 8.19 مساءا ، دار الحوار التالى:

"فهمى: لقد سمعت ما قلت بخصوص القبول الإسرائيلى لوقف إطلاق النار يوم 14 أكتوبر ، المأساة الأن ، انا لا اعرف السبب فى رجوعها ( مائير ) لخطوط وقف إطلاق النار.
كيسنجر
: لا يوجد تفسير منطقى.
فهمى
: هل يريدون التسوية ؟ انهم لا يستطيعون البقاء هناك . هى تعرف ذلك.
كيسنجر
: هى لا تعرف.
فهمى: كيف يصدق اى شخص أن السادات يستطيع الذهاب لمفاوضات وهى لا تريد العودة لخطوط وقف إطلاق النار يوم 22 اكتوبر


لقراءة المحادثة بالكامل يرجع إلى وثيقة رقم 92ب باللغة الإنجليزية بموقع جامعة جورج واشنطن

فى محادثات بين كيسنجر وجولدا مائير وموردخاى جازيت ، مدير مكتب رئيسة الوزراء مائير ، يوم الخميس 1 نوفمبر 1973 من الساعة 8.10 صباحا حتى الساعة 10.25 صباحا. دار الحوار التالى :

"كيسنجر: انه من المعقول ان تعودى إلى خطوط وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر 1973.
جازيت
: قد يكون تفكير ساذج ، ولكنه من المفيد ان نرى ما ستسفر عنه محادثات الكيلو 101 بين الجنرالات المصريين والإسرائيلين.
كيسنجر
: لا نستطيع ان نعتمد على هذه المحادثات كثيرا ، فالمصريين سوف يحطموها . كما لا يوجد تقدير للموقف الذى تواجهيه فى بلدك . ربما تفضلى ساحة الحرب.
مائير
: ولو قدرنا الموقف ، هل يعنى ذلك قبولى لكل ما يقوله المصريين ؟ انها فقط البداية.
كيسنجر: لا . لكن نعم انها البداية ..... انتى تستطيعى ان تخبرى الرئيس نيكسون انك غير موافقة على خطوط 22 اكتوبر . لكن كيف ستشرحين للرئيس انك قبلت وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر ولكن ليس الأن ؟


لقراءة المحادثة بالكامل يرجع إلى وثيقة رقم 91أ باللغة الإنجليزية بموقع جامعة جورج واشنطن

فى مقابلة أخرى يوم الجمعة 2 نوفمبر 1973 بين كيسنجر ومائير ما بين الساعة 10 مساءا والساعة 12.45 صباحا. قال كيسنجر ما يلى :

كيسنجر: السادات لا يستطيع الموافقة على اتفاقية يخسر فيها 10 كيلو متر فى الضفة الغربية والادهى من ذلك لا يأخذ شيئا على الضفة الشرقية . لدينا رسالة من الشاه - رئيس ايران ، يرجونا ان لا نقبل ذلك . انه ليس عدوكم ، وهو يرى ذلك .

لقراءة المحادثة بالكامل يرجع إلى وثيقة رقم 93أ باللغة الإنجليزية بموقع جامعة جورج واشنطن

فى مقابلة بين مائير وكيسنجر يوم السبت 3 نوفمبر 1973 ، دار الحوار التالى:

مائير: سيناقش الجانبين موضوع خطوط 22 اكتوبر فى اطار فض الاشتباك وفصل القوات.
كيسنجر
: ماذا يعنى ذلك.
مائير
: يعنى ان الجنرالات المصريين والإسرائيلين سيناقشون ذلك.
كيسنجر
: لكن لو قدمتى اقتراح تبادل القوات ، فأين ما يوضح خطوط 22 اكتوبر .
مائير
: لا يوجد ما يوضح.
كيسنجر
: انتى ونحن نعيش فى عالمين مختلفين . افترضى ان هذا الاقتراح رفض ، فما هو موقفك التالى ؟ هل ستوقفى قوافل الامداد للجيش الثالث.
مائير
: نعم ، لا للقوافل.
كيسنجر
: ولو طار السوفيت فى طائراتهم؟ هل ستطلقى عليهم النار؟
مائير
: ربما.
كيسنجر
: ولو كانت القوات الجوية الروسية ؟ هل ستقاتلى السوفيت؟
مائير
: هل هذا يعنى ان اى اقتراح يقدمه المصريين يجب ان نوافق عليه.
كيسنجر: لا ، ولكن فى سياق معقول يمكن ان نحقق شيئا ..... انتى ترفضى العودة لخطوط22 اكتوبر ...... فى كلمات اخرى ، لا شىء تحقق منذ البارحة .... لن نتعاون فى تدمير الجيش الثالث ..... اعتقد انك تواجهى كارثة .... القوى العظمى (أمريكا ، الإتحاد السوفيتى) لن تسمح لكى بتدمير الجيش الثالث.
لقراءة المحادثة بالكامل يرجع إلى وثيقة رقم 93ب باللغة الإنجليزية بموقع جامعة جورج واشنطن







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-01-2009, 07:41 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: حرب أكتوبر

الطريق من واقع يونيو الى انتصار اكتوبر


ازدادت شروخ الواقع المصري عمقا واتساعا عقب نكبة يونيو‏1967.‏ فقد انتهت المواجهة العسكرية بانتصار ساحق وصل بالقوات الإسرائيلية الي الضفة الشرقية لقناة السويس‏,‏ وبهزيمة غير مسبوقة للقوات المسلحة المصرية‏,‏ شهدت انهيارا علي مستوي القيادة والقوات المنتشرة علي اتساع سيناء‏.‏

وبدت صورة الواقع المصري شديدة السوء وبالغة المرارة وكانت النقطة الايجابية التي تستحق التقدير‏,‏ هي الرفض لكل متطلبات الهزيمة‏,‏ أي رفض الاستسلام‏,‏ والتسليم لإسرائيل‏.‏ في تلك اللحظات‏,‏ أعلن موسي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أنه سينتظر اتصالات تليفونية من القادة بكل من مصر والاردن وسوريا

ولكن لماذا كان الواقع المصري سيئا‏,‏ وماهي الاسباب التي أدت إلي هذه النتيجة؟
والإجابة عن السؤال تفرض علينا الاشارة إلي‏:‏
أولا‏:‏ علي ضوء الهزيمة‏,‏ تبين المصريون أن إسرائيل تمكنت خلال ساعات من هزيمة جيش ظل أهل القمة يصفونه بأنه أقوي جيش في الشرق الأوسط‏,‏ بل بلغ الأمر أن اعلن رئيس مصر أنه سيكسر رجل الأسطول الامريكي إذا ماحاول التدخل لمساندة إسرائيل‏,‏ كما خاطب قادة الدول الغربية الرئيسية قائلا‏:‏ فليشربوا من البحر الأبيض‏,‏ وإذا لم يعجبهم فليشربوا من البحر الاحمر وعندما ترجموا هذا النص للرئيس الامريكي جونسون‏,‏ رد قائلا‏:‏ سأجعله يشرب مما هو أسوأ من ماء البحرين المتوسط والأحمر‏.‏

وعندما سمع المصريون رئيسهم وهو يتحدي إسرائيل وامريكا وبريطانيا وباقي القوة العالمية‏,‏ تعاظم احساسهم بالفخر والعزة‏.‏

وبعد انطلاق الحرب من عقالها‏,‏ بدأ المذيع أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب في الإعلان عن سقوط مئات الطائرات الحربية الإسرائيلية‏,‏ وعن انتصارات عسكرية في ميادين القتال‏,‏ لم يكن لها علاقة بمجريات الأمور في ميادين القتال‏.‏ وأصابت الهزيمة القاسية الناس بالإحباط وزرعت بأعماقهم الأحزان والأسي‏,‏ بعد أن استيقظوا علي واقع شديد المرارة‏,‏ لاعلاقة له بأحلام اليقظة التي عاشوها طويلا‏.‏

مساحة سيناء ثلاثة أمثال مساحة إسرائيل
ثانيا‏:‏ توقفت النيران بعد أن احتلت إسرائيل سيناء التي تبلغ مساحتها اكثر من‏60‏ الف كيلو متر مربع‏,‏ أي أن إسرائيل التي تبلغ مساحتها‏,20‏ الف كيلو متر مربع‏,‏ استولت علي ثلاثة أمثال مساحتها هذا بالإضافة الي الضفة الغربية والجولان وغزة‏,‏ وأدرك المصريون والعرب أن إسرائيل التي لايتجاوز عدد سكانها عدة ملايين‏,‏ ألحقت الهزيمة بثلاث دول هي مصر وسوريا والأردن يبلغ عدد سكانها مايقرب من عشرة أمثال سكان إسرائيل‏.‏

ثالثا‏:‏ بهدا الانتصار‏,‏ تحولت إسرائيل من دولة إلي امبراطورية‏,‏ ففي عام‏1948‏ ولدت الدولة بالسلاح وبعد الانتصار علي جيوش‏7‏ دول عربية في مقدمتها مصر‏,‏ وظل هذا الميلاد موضع شك كبير نتيجة الرفض العربي إلي أن حققت إسرائيل انتصارها العسكري الثاني عام‏1956.‏ وبهذا الانتصار أصبح وجود الدولة مؤكدا‏,‏ واختفي أو انعدم أي تهديد لهذا الوجود‏.‏ ولم يعد الوجود الإسرائيلي معتمدا فقط علي قرار التقسيم الصادر من مجلس الأمن عام‏1947,‏ ولا علي قبولها كعضو بالأمم المتحدة ولا علي اعتراف معظم دول العالم بها‏,‏ بل علي ما تملكه من قوة عسكرية اثبتت كفاءتها في معركتي‏1956,1948.‏ اما في يونيو‏1967,‏ فقد تحولت إسرائيل من دولة إلي امبراطورية‏,‏ وبقبول العالم العربي للقرار‏242‏ الصادر من مجلس الأمن في نوفمبر‏1967,‏ وبدء جولات من الاتصالات والمباحثات عبر الوسيط الدولي يارنج‏,‏ للوصول بالقرار إلي غايته‏,‏ انتقل هذا العالم من حالة الرفض الي حالة الاعتراف بالأمر الواقع والأهم أن الهدف اصبح تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في يونيو‏1967,‏ أي التسليم بوجود إسرائيل علي الأراضي التي احتلتها من قبل وأقامت عليها الدولة‏.‏

رابعا‏:‏ بالانتصار احتلت إسرائيل قمة عالية من قمم النجاح‏,‏ في حين سقطت مصر بعد ثلاث هزائم عسكرية متتالية‏,1967,1956,1948,‏ في قاع من قيعان الفشل ووقف المنتصرون في انتظار الاستسلام الكامل من الجانب المهزوم

المهزوم في مواجهة المنتصر
ولكن ذلك‏,‏ لم يتحقق‏,‏ بل يكن ممكنا أن يتحقق وعلي العكس تماما فقد بدأ المهزوم الموجود بقاع الفشل في تحدي الجالس علي قمة الانتصار‏.‏

وجاءت معركة رأس العش في بداية شهر يوليو‏1967,‏ أي قبل أن يمر شهر علي الهزيمة لتكشف عن رفض مصر للهزيمة ومنطقها وبعد اقل من اسبوعين‏,‏ اغارت طائرات القوات الجوية علي مواقع للعدو شرق القناة‏,‏ ويوم‏21‏ اكتوبر‏1967,‏ تمكنت لنشات الصواريخ المصرية من اغراق المدمرة الإسرائيلية ايلات أمام بورسعيد في تحد غير مسبوق للآلة العسكرية الإسرائيلية‏,‏ وقبل ذلك نجحت وحدات من الكوماندوز في تفجير تشوينات ذخيرة‏,‏ وقطار كان يحمل المئات من القادة والضباط والجنود في طريقهم من سيناء إلي إسرائيل‏ ولكن العمليات العسكرية المحدودة شئ والتخطيط لمعركة هجومية شيء آخر‏.‏

وعلي امتداد هذه الفترة‏,‏ نشطت عمليات الكوماندوز المصريين خلف خطوط العدو بسيناء‏,‏ وتعاظمت هذه العمليات بجانب عمليات التراشق بالمدفعية طوال فترة حرب الاستنزاف‏.‏ وأعدت القيادة العامة خطة دفاعية‏,‏ أطلقت عليها الخطة‏200‏ أو الضربة‏200‏ لمواجهة احتمال وصول العدو إلي منطقة غرب القناة ولكن قرار الحرب‏,‏ والعودة الي مسرح العمليات لخوض غمار معركة جديدة مع إسرائيل لم يكن هناك من اقترب منه‏.‏ والأسباب معروفة‏,‏ فالقائد الذي يواجه الهزيمة‏,‏ يظل مترددا وعاجزا أمام قرار العودة للقتال مرة أخري‏,‏ لأنه وقع في أسر الهزيمة والخوف من الفشل مرة أخري‏,‏ والقبول بالتحدي‏,‏ أمر بالغ الصعوبة في الظروف التي كانت تحيط بكل من مصر وإسرائيل‏.‏ ومن المعروف أن النجاح يقود الي مزيد من النجاح والفشل يقود الي فشل آخر‏.‏ وكان علي مصر الموجودة في قاع الفشل أن تتحدي من يجلس علي قمة الانتصار وفي ظل ميزان قوي عسكري يميل لصالح إسرائيل‏.‏ فالترسانة العسكرية الإسرائيلية يتوافر بها من الأسلحة والمعدات والذخائر أكثر مما هو موجود بالعالم العربي ككل‏,‏ كما أن الصناعة الحربية المتطورة تلبي النسبة الأكبر من إحتياجات القوات المسلحة الإسرائيلية‏.‏

وكانت أولي مشاكل القوات المصرية المسلحة عقب هزيمة يونيو‏,‏ بناء خط دفاعي‏,‏ مجرد بناء خط دفاعي وتوفير مايتطلبه من أسلحة ومعدات‏,‏ وما ذلك إلا لأن مصر خسرت النسبة الأكبر من ترسانتها العسكرية التي كانت موجودة بسيناء‏,‏ ومما يذكر أن القوات التي انسحبت من سيناء تركت خلفها مايقرب من‏25‏ ألف قطعة بمحرك‏,‏ أي من الطائرات الي الموتوسيكلات وكل مخازن وتشوينات الذخيرة‏.‏ وكان علي مصر أن تبدأ من نقطة الصفر‏,‏ أو ماهو دون الصفر بكثير‏.‏

أول خط دفاعي
وخلال شهر نوفمبر‏1967,‏ اكتمل بناء أول خط دفاعي‏,‏ وكان الطريق مازال طويلا للحصول علي احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة والمعدات‏,‏ أو علي الأقل مايكفي للبدء في التفكير في إعداد خطط هجومية‏.‏

خامسا‏:‏ عانت مصر عقب الهزيمة من صراع علي قمة السلطة بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر النائب الأول للرئيس واتخذ الصراع في تصاعده أسلوب الانقلاب العسكري‏,‏ وفي النهاية تمكن الرئيس من حسم الصراع لصالحه‏,‏ وانطوت صفحة المشير عامر بالموت نحرا‏,‏ واستقبلت السجون والمعتقلات كل العناصر التي شاركت في الانقلاب‏.‏ واتجهت الأنظار لاستكمال خطة تأمين القوات المسلحة‏,‏ خاصة أن المشير ظل علي رأسها منذ عام‏1953‏ وحتي يونيو‏.1967‏ وأطاحت هذه الخطة بالمئات من القادة والضباط‏.‏ وإستغرق الأمر فترة‏,‏ قبل أن تتمكن القيادة العامة من إعادة الأمور الي نصابها‏,‏ وفرض الاستقرار‏.‏

سادسا‏:‏ كان من الضروري سحب القوات المصرية الموجودة باليمن لعلاج الشروخ التي ترتبت علي هذا الوجود‏.‏ وأثناء القمة العربية التي عقدت في الخرطوم في أغسطس‏1967,‏ توصل المجتمعون خاصة الجانبين المصري والسعودي الي حل مناسب‏,‏ وبدأت القوات في الانسحاب من هناك بعد أن ظلت هناك نحو خمس سنوات‏.‏

سابعا‏:‏ تردت الأوضاع الاقتصادية نتيجة لأسباب كثيرة منها التورط العسكري في اليمن الذي كان يكلف الخزانة المصرية مليون جنيه استرليني يوميا والمغامرات العسكرية الخارجية والانغماس في سياسة دعم قوي التحرر الوطني في العالم‏,‏ وسوء إدارة الاقتصاد‏,‏ وتضخم الجهاز البيروقراطي من جراء سياسة تعيين الخريجين‏,‏ والإسراف الحكومي‏.‏ ونتيجة لتوقف عمليات الاحلال والتجديد والصيانة لعدم وجود ميزانية‏,‏ إنهارت المرافق‏,‏ وغرقت مصر في بحيرات مياه الصرف الصحي‏,‏ وعجزت الحكومة عن توفير مايكفي من مساكن للناس‏,‏ فبرزت علي السطح أزمة المساكن‏,‏ بالإضافة الي أزمة مياه الشرب وإنقطاع الكهرباء وساءت أوضاع التموين‏,‏ وانتشرت الطوابير أمام الجمعيات الاستهلاكية بحثا عن السلع الحيوية والضرورية‏.‏

المدن الأسيرة
ثامنا‏:‏ بعد أن وصلت القوات الإسرائيلية إلي شرق القناة أصبحت كل مدن وقري المنطقة في مدي النيران الإسرائيلية‏,‏ ولم يكن هناك من حل سوي تهجير كل أهالي‏.‏ المنطقة خاصة بعد أن طالتهم النيران الاسرائيلية من جراء القصف الذي كان يتجدد بين الحين والآخر‏.‏

وتحملت الخزانة المصرية تكاليف التهجير‏,‏ وعاني الناس معاناة هائلة بسبب هذا الحل‏.‏ ونشأت مشاكل اجتماعية كثيرة سواء بين المهجرين أو في مناطق التهجير‏.‏ هذه بعض ملامح الواقع الذي عرفته مصر وعاشه المصريون بعد هزيمة يونيو‏1967,‏ وكان استمرار الاحتلال الاسرائيلي لسيناء فوق طاقة قدرة مصر علي الاحتمال‏,‏ وكانت الكرامة المهدرة والكبرياء المراقة والدماء التي سالت تنشر موجات متصلة من الاوجاع والأحزان في الشرايين المصرية وكان الجميع علي يقين ان العودة إلي ميدان القتال قضية لا مفر منها‏.‏

الحديث عن الهجوم
وبعد ان تسلم السادات مسئولياته كرئيس لمصر‏,‏ اجتمع بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة يوم‏16‏ اكتوبر‏1970,‏ لكي يعرف من القادة حقيقة الاوضاع العسكرية‏.‏ وقبل ان يصل الاجتماع إلي نهايته‏,‏ تحدث السادات وطالبهم بالتخطيط لمعركة هجومية لاقتحام القناة‏,‏ وتحرير مساحة من أراضي سيناء وفقا للإمكانات المتوافرة‏,‏ وكانت المرة الأولي التي يسمع فيها القادة حديثا عن خطة هجومية‏.‏ وكان منطقيا ألا يصدق البعض ان هذا هو التوجه الحقيقي لرئيس الجمهورية الجديد‏.‏

وسعي وزير الحربية إلي تجديد حرب الاستنزاف‏,‏ إلا ان الرئيس رفض وبقوة الانزلاق إلي هذا الكمين‏.‏ ولم يبدأ المخططون العسكريون في العمل إلا بعد ان حسم السادات صراع السلطة لصالحه فيما عرف بثورة مايو‏1971.‏ ولم يكن في الأمر ثورة ولايحزنون‏,‏ والقصة باختصار ان المجموعة التي ضمت عددا من المسئولين الكبار من بينهم علي صبري ومحمد فوزي وسامي شرف وشعراوي جمعة كانت علي اقتناع أنهم الأحق والأجدر بوراثة عبد الناصر‏

ولم يكن أي من اعضاء هذه المجموعة يقبل بأن يكون السادات هو رئيس مصر‏.‏ ومنذ وفاة عبد الناصر‏,‏ وهذه المجموعة تعمل من أجل اللحظة التي تسيطر فيها علي مصر‏,‏ لذا دار صراع حاد وشرس بين هذه المجموعة والسادات‏,‏ وتمكن الرجل من إزاحتهم وزج بهم في السجون‏,‏ وبإزالة هذه المجموعة‏,‏ انفتح الطريق لاتخاذ قرار الحرب‏,‏ لقد اشار السادات إلي حقيقة أهدافه وتطلعاته في أكتوبر‏1970

والأن حان وقت اتخاذ القرار‏,‏ وبدء التخطيط للحرب‏,‏ لأول معركة هجومية في تاريخ الصراع العربي والمصري ـ الاسرائيلي‏.‏ وكانت كل الدراسات والبحوث تؤكد ان مصر غير قادرة علي خوض تجربة قتال مسلح مع اسرائيل‏.‏ وكان معلوما لكل الأطراف ان لاسرائيل التفوق الجوي‏,‏ وتملك تفوقا في ميدان الحرب البرية لكفاءة قواتها المدرعة والميكانيكية‏,‏ كما كان يتوافر لاسرائيل نظام متكامل للدفاع الجوي والإنذار المبكر‏,‏ ولم يكن لدي مصر اسلحة قادرة علي الوصول إلي العمق الاسرائيلي للردع في حالة قيام اسرائيل بتوجيه ضربات إلي العمق المصري‏,‏ مثلما فعلت جزئيا خلال حرب الاستنزاف‏.‏ وباختصار كانت اسرائيل في الوضع الأفضل عسكريا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا بعد يونيو‏1967.‏ وكانت مصر في الوضع السييء سياسيا وعسكريا واقتصاديا ونفسيا‏,‏ ولم يكن ذلك راجعا للهزيمة‏,‏ بقدر ما كان يرجع إلي الأسباب التي ادت إلي الهزيمة‏.‏

وكانت توقعات ومعلومات كل اجهزة المخابرات خاصة الأمريكية والاسرائيلية تشير إلي أن مصر لن تدخل حربا طالما كان التفوق في جانب اسرائيل‏,‏ فليس من المنطقي أو المعقول ان تختار مصر الانتحار‏,‏ وتقرر دخول تجربة جديدة‏,‏ يكفيها تجربة‏1967.‏ ولكن كل هذه الاجهزة لم تضع في اعتبارها شيئا مهما‏,‏ هو قدرة مصر علي التحدي‏,‏ وصلابة إرادتها وإصرارها علي الثأر‏,‏ خاصة ان القضية لم تعد فلسطين فقط‏,‏ بقدر ما كانت الاراضي المصرية المحتلة‏,‏ لم تعد القضية هل مصر قادرة أم لا؟ وإنما أصبحت قضية الكبرياء والكرامة الوطنية‏.‏

وطوال الفترة التي اعقبت مايو‏1971,‏ بدأت اجهزة التخطيط في وضع خطط المعركة المقبلة‏,‏ ودارت عجلة التدريب‏,‏ وإعداد الدولة للحرب وسعت مصر للحصول علي احتياجاتها من الأسلحة والمعدات‏.‏

وبدأت القيادة العامة تدرس الامكانات المتوافرة لدي القوات المسلحة‏,‏ ومدي ما تستطيع تحقيقه بهذه الامكانات‏,‏ وكانت المحصلة‏,‏ ان مصر قادرة علي خوض معركة ناجحة لاقتحام القناة واكتساح النقاط الحصينة لخط بارليف وإنشاء عدد من رءوس الكباري شرق القناة يتم التمسك بها والدفاع عنها‏.‏



التفوق الاسرائيلي
وعرف المخططون العسكريون الطريق للتغلب علي كل العقبات الموجودة‏,‏ وفي مقدمتها التفوق العسكري الاسرائيلي والمانع المائي المتمثل في قناة السويس وخط بارليف الحصين والساتر الترابي الذي بلغ ارتفاعه نحو‏20‏ مترا أي عمارة بارتفاع أكثر من خمسة أدوار‏.‏

وهنا تجدر الاشارة إلي أن المستشارين والخبراء السوفييت‏,‏ أكدوا أنه لا يمكن التغلب علي الساتر الترابي إلا باستخدام قنابل ذرية‏.‏

وخلال ابريل‏1973,‏ اتخذ الرئيس السادات قرارا بالحرب‏,‏ لم يكن القرار جديدا‏,‏ فقد كان ذلك اتجاها رئيسيا وفكرا يسعي الي تحقيقه‏.‏

كان التحدي هائلا‏,‏ وامتلك الرجل شجاعة كبيرة‏,‏ فالقرار لم يكن سهلا‏,‏ فمن جانب هناك السعي لنصرة مصر والمصريين‏,‏ والثأر من هزيمة يونيو‏,‏ والهزائم الأخري‏,‏ واستعادة الكبرياء المراقة والكرامة المهدرة منذ بدء الصراع العسكري المصري ـ الإسرائيلي‏.‏ ومن جانب آخر هناك التفوق الاسرائيلي‏.‏ ولم تكن الحرب هي الهدف‏,‏ بل الوسيلة لتحقيق التوازن في العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية‏,‏ والعربية ـ الإسرائيلية لماذا ؟

لم يكن ممكنا في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي‏,‏ أن تستعيد مصر‏,‏ أو يستعيد العرب كل أراضيهم المحتلة في يونيو‏1967,‏ وكان من الممكن تحقيق انتصار عسكري يقنع إسرائيل بقدرة المصريين علي إلحاق الهزيمة بقواتهم العسكرية المتفوقة‏,‏ هذا الاقتناع هو المدخل لمرحلة من المفاوضات ـ لاستعادة الأراضي المحتلة‏.‏ ولكن مثلما كان الانتصار احتمالا وهدفا‏,‏ فقد كانت الهزيمة واردة‏,‏ خاصة أن إسرائيل قد تمكنت من الانتصار وهزيمة مصر ودول عربية أخري في معارك‏1967,1956,1948.‏

وكان الاقتناع بأن النصر ممكن‏,‏ وأن الطريق إليه يمر عبر التخطيط الجيد والاستعداد الجاد‏,‏ والعمل بكل الهمة‏,‏ والقتال بشجاعة‏.‏ هو نقطة البداية وعلي طريق التخطيط من أجل الانتصار‏,‏ حرصت القيادة العامة علي تحقيق المفاجأة والامساك بزمام المبادأة‏.‏

المفاجأة
وقد تمكنت فعلا من مفاجأة العدو ظهر السادس من أكتوبر استراتيجيا وتعبويا وتكتيكيا‏.‏

*‏ واستراتيجيا‏,‏ تعني خداع العدو عن احتمال استخدام القوات المسلحة في صراع مسلح‏,‏ أي إخفاء نية الهجوم‏,‏ كما تم خداع العدو وتضليله حتي لا يعرف ماإذا كانت الحرب شاملة أم مجرد معارك استنزاف وأيضا خداعه عن التعاون المصري ـ السوري من أجل شن الحرب بخطة مشتركة ومنسقة وفي وقت واحد‏.‏

*‏ وتعبويا‏,‏ تعني ألا يتمكن من معرفة توقيتات الهجوم‏,‏ وحجم القوات المشتركة في الحرب‏,‏ واتجاهات الضربات الرئيسية‏.‏

*‏ وتكتيكيا‏,‏ تعني عدم معرفة أساليب الهجوم ونقول‏,‏ إن من الأسباب الرئيسية لتحقيق المفاجأة اقتناع إسرائيل والولايات المتحدة الكامل بعدم قدرة مصر علي خوض تجربة الحرب‏.‏ وكان هذا الاقتناع يستند إلي معلومات رئيسية من أهمها‏,‏ امتلاك القوات المسلحة لعدد من الأسلحة لا تسمح لها الذخائر المتوافرة إلا بالقتال لمدة يوم ونصف اليوم فقط‏.‏

وعندما يعلم أي قائد سياسي أو عسكري أن الذخيرة المتوافرة لعدد من الأسلحة لا تكفي إلا لمدة يوم ونصف اليوم قتال‏,‏ فإنه بالضرورة يعجز عن خوض تجربة الحرب‏,‏ لأنه يعلم أنه قادر علي إشعال نار الحرب ولكنه وبكل اليقين لا يملك القدرة علي وقفها‏.‏

وكان المسئولون الإسرائيليون والأمريكيون علي علم بهذه المعلومات‏,‏ وعلي علم بالقيود التي تفرضها علي صانع القرار‏.‏

وكان الموقف حرجا‏,‏ فلو اختار السادات الانتظار الي أن يتمكن من استيراد الذخيرة المطلوبة‏,‏ فقد تفلت من يده فرصة اتخاذ قرار الحرب‏,‏ ولو أنه أقدم‏,‏ ففي الاقدام مخاطرة‏.‏

وفي النهاية‏,‏ قرر خوض تجربة الحرب‏,‏ مستفيدا من اقتناع الآخرين بعجزه عن مجرد التفكير في الحرب‏.‏

وليس هناك أدني شك في أن القيادة الإسرائيلية مثلها مثل القيادة الأمريكية‏,‏ كانت تتابع مايجري علي الضفة الغربية للقناة من مناورات وماأعقبها من عمليات استعداد‏,‏ وشاهدت القوات وهي تفتح للقتال‏,‏ أي وهي تتخذ أوضاع الاستعداد للهجوم‏,‏ إلا أن اليقين بعدم قدرة مصر علي القتال أصاب الجميع بالاضطراب وعدم الفهم‏.‏

وقبل بدء الحرب أبلغ مسئول عربي كبير القادة في إسرائيل بأن مصر ستحارب يوم السادس من أكتوبر‏,‏ كما علمت إسرائيل من شخصية مصرية باندلاع الحرب‏,‏ وشارك مسئولون فلسطينيون بنصيب‏.‏

والقصة باختصار‏,‏ ان السادات أبلغ زعماء من فتح بموعد الحرب‏,‏ أثناء لقاء معهم بالقاهرة لكي يطلب منهم تحمل مسئولياتهم‏,‏ وتنفيذ الخطط التي وافقوا عليها‏,‏ وتلقت قواتهم التدريب المناسب لتنفيذها‏,‏ وتسلمهم لكل الأسلحة والذخائر التي تكفل لهم تنفيذ المهام الملقاة علي عاتقهم‏,‏ وعندما عادوا الي بيروت‏,‏ سخروا من رئيس مصر وأذاعوا السر‏.‏ والحمد لله‏,‏ أن إسرائيل لم تلتفت بجدية الي كل هذه المعلومات‏,‏ وعندما تنبهت صباح السادس من أكتوبر كان الوقت متأخرا‏,‏ وحتي عندما تنبهت تصورت أن الحرب ستبدأ مع آخر ضوء وليس في الساعة الثانية ظهرا‏.‏

وعندما اندلعت نيران الحرب‏,‏ كانت المفاجأة قد تحققت‏,‏ ومن يحقق المفاجأة يمتلك مفاتيح النصر‏.‏ وستتوقف قليلا أمام عبقرية المخطط العسكري المصري وقدرته الفذة علي الابتكار وهو يواجه مشاكل التفوق العسكري الإسرائيلي وعقبة اقتحام قناة السويس كمانع مائي والتغلب علي الساتر الترابي والنقاط الحصينة لخط بارليف‏.‏

التفوق الجوي الإسرائيلي
وليكن التفوق الجوي الإسرائيلي نقطة البداية وكانت القيادة المصرية تعلم أنها لن تستطيع الحصول علي طائرات حربية بصورة تضمن لها التفوق أو حتي الاقتراب من المستوي الإسرائيلي‏,‏ لذا اتجه التفكير الي حرمان العدو من مزايا هذا التفوق‏,‏ والي توفير الظروف الملائمة أو المناسبة لعمل القوات المقاتلة‏.‏ ولأن إسرائيل تعتمد علي القوات الجوية وتعتبرها الذراع الطويلة‏,‏ فقد كان من المؤكد أن القيادة الإسرائيلية ستستخدم القوات الجوية بكثافة لوقف وإحباط الهجوم المصري‏,‏ وفي نفس الوقت لن تغامر القيادة المصرية بدفع مظلات جوية مصرية لحماية هذه القوات‏.‏ وكان الحل تحييد القوات الجوية الإسرائيلية بالتركيز علي شبكة دفاع جوي‏,‏ وبالفعل نشطت القيادة في بناء حائط من الصواريخ علي امتداد الجبهة وفي العمق المصري‏,‏ وتحملت كل الضغوط الإسرائيلية اكتملت انشاؤه‏.‏ وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي من تحمل مسئولياتها بكفاءة‏,‏ ووفرت الحماية للقوات المهاجمة ولرؤوس الكباري شرق القناة‏.‏

وفي نفس الوقت زودت القيادة العامة القوات المهاجمة بجماعات مسلحة بصواريخ ستريللا المضادة للدبابات المحمولة علي الكتف لحمايتها من الهجمات الجوية‏.‏ وقد نجح هذا الاسلوب الجديد بصورة غير متوقعة‏.‏

وتقضي أساليب القتال بشن الهجوم علي محاور رئيسية وثانوية‏,‏ والأخذ بذلك يمكن أن يتيح للقوات الجوية الإسرائيلية مهاجمة محاور التقدم وبما يؤثر عليها بصورة ما‏,‏ وكان الحل‏,‏ الهجوم علي اتساع الجبهة أي بامتداد قناة السويس‏,‏ وبصورة أخري أن تهاجم فرق المشاة الخمس الموجودة غرب القناة من مواقعها الدفاعية وأن تقتحم القناة وتهاجم حصون خط بارليف وتنشيء رءوس كباري‏,‏ وتتمسك بها وتدافع عنها‏.‏ ومثل هذه الخطة أدت الي بعثرة جهد القوات الجوية‏,‏ وحالت بينها وبين التأثير علي محاور التقدم فيما لو أخذت القيادة بما جاء في الكتب والمؤلفات العسكرية وخبرات المعارك السابقة‏.‏

الساتر الترابي
أقامت إسرائيل ساترا ترابيا علي الضفة الشرقية للقناة مباشرة‏,‏ وشكل الساتر مكونا رئيسيا من مكونات خط بارليف الحصين‏,‏ ولكن كيف يمكن إزالة هذا الساتر حتي يمكن إقامة الكباري والمعديات علي القناة وعبور الدبابات ومركبات القتال ؟

وكان المطلوب فتح ثغرات في هذا الساتر في المناطق المحددة لبناء الكباري وتشغيل المعديات‏.‏

ويمكن تصور ضخامة هذه العملية إذا عرفنا ان ثغرة واحدة في الساتر الترابي بعرض نحو‏7‏ أمتار تتطلب إزالة‏1500‏ متر مكعب من الأتربة‏,‏ وتضمنت الخطة فتح‏85‏ ثغرة عل طول القناة‏,‏ أي إزالة‏500‏ و‏27‏ متر مكعب من الأتربة‏.‏ واتجه التفكير الي فتح الثغرات بواسطة التفجير سواء بالمدفعية أو بالمفرقعات أو بالصواريخ بكل أعيرتها‏,‏ ولم تأت التجارب بالنتيجة المطلوبة‏.‏

وفجأة تبرز علي السطح‏,‏ فكرة استخدام الطلمبات المائية لتجريف الساتر الترابي‏.‏ وبالتجربة تتأكد القيادة العامة من نجاح الفكرة‏,‏ ويبدأ البحث عن طلمبات مناسبة‏.‏ وبعد أكثر من‏300‏ تجربة يتقرر الاعتماد علي طلمبات توربينية‏,‏ وأصبح في مقدور رجال المهندسين فتح الثغرة الواحدة في مدة تتراوح بين‏5,3‏ ساعات‏.‏

وتمكنت القيادة العامة من استيراد هذه الطلمبات‏,‏ والأهم أنها تمكنت من إحاطة الأمر بسرية تامة الي أن بدأ القتال‏.‏

مواجهة الدبابات
اقتضت الخطة اقتحام القناة ومهاجمة خط بارليف بقوات مشاة‏,‏ وكان علي هذه القوات خلال الساعات الاولي ان تواجه الهجمات المضادة للعدو والتي لن تتأخر كثيرا‏,‏ أي كان عليها ان تواجه هجمات العدو المدرعة‏,‏ وخلال المواجهة بين المكشوف‏(‏ أي المشاة‏)‏ والدروع‏,‏ يكون النجاح من نصيب الدروع‏,‏ ولو سار الأمر كذلك لفشل الهجوم‏,‏ ولتكبدت القوات المهاجمة خسائر جسيمة في الأرواح‏.‏ وجاء الحل‏,‏ تزويد القوات المهاجمة بأسلحة مضادة للدبابات‏,‏ لاسيما الصواريخ الخفيفة من طراز مولتكه التي يمكن حملها بواسطة الأفراد وذلك لصد هجمات العدو المضادة بواسطة مدرعاته‏.‏

كما تقرر تجهيز مصاطب للدبابات المصرية غرب القناة وفوق الساتر الترابي المصري‏,‏ حتي تتمكن نيرانها بالتعاون مع نيران المدفعية والمدافع والصواريخ المضادة للدبابات من منع دبابات العدو من التقدم في اتجاه رءوس الكباري ومنع إتمام عملية اقتحام القناة واجتياح خط بارليف وكان الهدف أن يحول كل ذلك دون انهيار القوات المهاجمة طوال الوقت الذي يحتاجه المهندسون لإنشاء الكباري فوق سطح القناة لتمكين القوات المدرعة والدبابات المصرية من الوصول الي شرق القناة والاشتراك في المعركة‏.‏ وكانت هناك مجموعة أخري مبتكرة من الحلول لمشاكل أخري‏.‏ المهم أن القيادة العامة للقوات المسلحة‏,‏ تمكنت من وضع خطة عسكرية عبقرية ومبتكرة لاقتحام القناة واكتساح خط بارليف استنادا الي فكر عسكري مصري‏,‏ وأتي نجاح التنفيذ تأكيدا لكفاءة كل من القائد والجندي‏.‏ ولم يكن الانتصار العسكري في أول معركة هجومية إلا تصحيحا لنتائج معارك‏1967,1956,1948.‏ وبالانتصار انفتح الطريق لتغيير الواقع المصري الذي فرض نفسه بعد يونيو‏1967‏ الي الأفضل‏,‏ والبدء في علاج الشروخ التي عرفتها مصر‏,‏ وتجاوز هذه الأحزان العميقة التي عاشها الناس‏.‏







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator