وظلت قابعة هناك ..
تنظر إليه ..
تتألم ملامح وجهه ..
تسمع نبرات صوته ..
تقرأ كلمات شفاهه ..
ظلت هناك تنزف في ركن من الأريكة ..
وهو يجلس على الأرض بالقرب من قدميها ..
كانت تحاول لملمت شتات روحها ..
ناضلت لبقاء دمعتها داخل محجر عينيها ..
إختبأت خلف وشاحها الصوفي علها تخفي رجفه جسدها ..
ظل هو يحكي لها ...
: كم أحبها ...
: عندما رأيتها لأول مرة شعرت معها بالأمان ..
وعندما أجتمعنا في غرفه واحدة أحسست أني ملكت الكون ..
وعندما وعندما ....
وكم هي روايات تعصر قلبي المسكين ..
أيظن أني قادرة على تحمل المزيد ..
أيعتقد .. أنها قصص تثير إهتمامي ..
لا .. لا أ أكترث .. بل أني أكترث ولكني أكرهها وأكره الحديث عنها ..
أشعر أنها أستحوذت على ما هو ملك لي ..
إنها لا تستحق شئ منك ..
كما أنت لم تعد تستحق نبضاتي ..
حبيبي ...
لا زلت أنا نفس الشخص الذي عرفته لأعوام مضت ..
مازال قلبي عاشق من الطراز الأول ..
مازلت ذكرياتنا معا محفورة في قلبي ..
ولكن لن أخبرك يوما بمعاناتي ..
بح بما تجود به نفسك ولنمثل دور الأصدقاء ..
سأكون صديقتك للأبد ..
سأحرمك من متعة الإنتصار وسأفاجأك بتجلد مشاعري ..
كل هذه كلمات ظلت ترددها في رأسها وكم ودت أن تقولها في وجهه ..
ولكنها ظلت على تلك الأريكة تسمعه وتدعي الإهتمام ..
ظلت وهي ترسم إبتسامة صفراء على شفتيها ..
ظلت تخفي خلف نظرتها الباردة قلبا يحترق ...
..........
ظلت وهي ظل هو مسكا بيدها يداعب أطراف أصابعها ويتخيل إمرأه
سواها ..
هناك يلامس قدميها .. ويضحك في مقلتيها ..
بات اليوم يتحدث بصوت رجل عاشق ..
بات ينظر بنظرة طفل خجول ..
بات اليوم كل ما تمنته هي بالأمس ..
. . . . ساء الصمت لفترة ...
نهض ليحضر لها كوبا من القهوه ..
أخذت تتنفس نفسا عميقا .. وتحاول أن تستجمع قواها ..
ها هو يعود ينظر إليها وترسم إبتسامة دافئة في عينيه ..
كان فصل الشتاء ذاك باردا كما هو حال جسدها وكم تحتاج لشئ دافئ
يتغلغل في روحها المتجمد ..
أمسكت بكوب القهوه ..
وأخذت ترشف منه وتسمع إليه ..
ولكنها لم تعد قادرة على الصمود ..
سقط كوب القهوه منها ..
وظلت ترتعد من كثرة الألم ..
نهض هو ليزيل عنها بقايا القهوه ولكنه لاحظ إرتجافها فضمها إلى صدره محاولا تدفئتها ..
ظن أنها ترتجف بردا ..
ابعدها عنه قليلا وأمسك بيديها الصغيرتين ظل يفركها وهو ينظر
لعينيها ..
... متسائلا عن سبب الدموع التي تتلألأ بمقلتيها ...
أشاحت بنظرها للأرض وظنت لوهله أنه أكتشف أمرها ..
ولكنها قررت المضي قدما في مسرحيتها الهزلية ..
تحججت بلإرهاق وقلة النوم ...
أبعدت جسدها النحيل عنه ...
وأخذت نفسا عميقا .. وأستطردت حديثا ...
: أظن أني سأرحل الأن ...
: ألن تبقي الى الصباح .. ألم تعودي تحبين منظر شروق الشمس
لا لاأعتقد أني مازلت أحبه فقد تغيرت أشياء كثيرة ..
: همت بالخروج ولكنه إقترب وطبعه قبله على جبينها وضغط على يديها يشكرها .. على حسن رفقتها وإستماعها ..
ابتسمت إبتسامة بلا لون وضنت لحظتها أنه لم يبقى في جسدها قطرة دماء واحدة ..
خرجت مسرعة من هناك وسارت .. بعيدا ..
ظلت تمشي وتمشي ولاتعلم كم من الوقت ظلت على قارعة الطريق ..
نظرت من حولها لتجد نفسها وحدها أمام البحر ..
جلست هناك بعد أن خارت قواها وظلت تبكي بصمت ..
ظلت دموعها تسقط دمعة تلوا آخرى ... ومن يراها من بعيد يظن أنها مجرد إمرأة تتأمل منظر البحر ..
شعرت أن قلبها منال ذاك الموج الثائر الذي يصطدم بالصخور ..
حاولت أن توقف دموعها ولكن دون فائدة ..
ظلت دموعها تنحدر وكأنها جزء من ذاك البحر العميق ..
هاهي الشمس بدأت تشق ظلمة الليل الطويل ..
وهاهي تشاهد شروق الشمس وحدها ..
كانت في تلك الليلة قد قررت أن تعطيه رسائل كتبتها له عندما أفترقا ...
أرادت وقتها أن يشاركها تلك المشاعر النقية ..
أخرجت رسائلها من الحقيبة ..
نظرت إليها مليا ..
سقطت دمعه ساخنة من أجل الماضي ..
وقررت تمزيقها .. الى ألف قطعة ..
وقفت أمام البحر والقتها ..
تناثرت مشاعرها في الهواء ..
وتمايلت ذكرياتها على سطح البحر ...
وجاءت موجة قوية أبتلعت الأوراق لتستقر في قاع البحر ولتستقر معها كل جروحها الملتهبة ..
وليرقد قلبها في سبان طويل ..
رحلت من هناك وظلت قصاصة ورق من رسائلها تتطاير في الهواء كتب عليها ...
ستكون قصة حبنا أروع قصة في الوجود ...
عنواني
همس حبكم
04-09-2010, 09:48 AM
إمرأة من زمن فات
