داخل الحرم لا يسمح إلا بالتمر والقهوة
ماراثون خيري بمكة لإفطار الصائمين وتوزيع السلال الغذائية
صائمون يستعدون لتناول الإفطار خارج الحرم المكي الشريف
مكة المكرمة: صباح مبارك
ما إن يقترب شهر رمضان حتى يبدأ تسابق خيري بين كثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في منح الأسر المحتاجة والأيتام والأرامل مستحقاتهم من الصدقات والزكاة من السلال الغذائية وكسوة العيد وغيرها من الاحتياجات الهامة في هذا الموسم، وكثير من الجهات الخيرية يصل عطاؤها إلى خارج مكة، من خلال تقديم الوجبات للصائمين في المسجد الحرام والمساجد في مكة المكرمة.
فعند رغبتك في صلاة المغرب بالمسجد الحرام وبمجرد أن ينطلق أذان المغرب وأنت بالبيت الحرام سواء داخله أو بساحاته الخارجية، فمن المستحيل أن تجد هناك من هو بحاجة لوجبة الإفطار، فكل من جاء لأداء الصلاة له نصيب كاف من تلك الوجبات الجاهزة.
وتختلف السفر داخل المسجد الحرام عن السفر في ساحات الحرم في نوعية الأطعمة والتي تقدم للصائمين، فداخل الحرم لا يسمح إلا بالتمر والقهوة ، أما الوجبات المعدة سواء جافة أو ساخنة فلا تؤكل ولا يسمح بدخولها إلا في الساحات الخارجية للحرم المكي الشريف.
يقول مدير إدارة النظافة بالمسجد الحرام حمود العيادة بدأت رئاسة الحرم المكي الشريف في تنظيم السفر وترتيبها حيث نتجنب الفوضى وذلك بوضع شروط معينة في نوعية السفر على أن تكون بمواصفات عالية، وأن تكون أكياس النفايات برباط محكم، أما بالنسبة لنوعية الأطعمة بداخل الحرم فلا يسمح إلا بالتمور المنزوعة النوى، وبرغم ذلك فهناك البعض يخالفون ذلك ويدخلون الأطعمة خفية ، ونعاني من العشوائية في فرش السفر، حيث يقوم البعض بتناول الإفطار في الممرات مما يضايق المارين.
ويضيف العيادة أن هناك تنظيما جديدا للجمعيات الخيرية والمساهمة بإفطار الصائمين حيث تم تخصيص زي معين لكل جمعية يحمل شعار الجمعية والرئاسة، مشيرا إلى أن هناك تسع مؤسسات وطنية تهتم بتجهيز السفر داخل المسجد الحرام، وكل مؤسسة لها ما لا يقل عن 200 عامل لتنظيم السفر الرمضانية. بينما خصص المسجد الحرام 2500 عامل لتنظيف المسجد الحرام.
المستودع الخيري
ويقوم المستودع الخيري بمكة بتقديم السلال الغذائية إلى 1500 أسرة ، وتتكون هذه السلال من الأرز والزيت والحليب والمكملات الغذائية المتعارف عليها في رمضان، ويقوم المستودع بتشغيل 500 شاب وشابة للعمل في مصنع إعداد وتغليف الوجبات، وتوزيع هذه الوجبات على المستفيدين منها من الصائمين في ساحات الحرم المكي الشريف، وتتراوح الرواتب المقدمة لهم مابين 1300 إلى 1500 للعاملين، وتزيد بالنسبة للمشرفين، ويقوم المستودع بتوزيع 1400 ألف وجبة.
وأوضح مدير المستودع الخيري لجمعية الإحسان والتكافل يحيى الكناني أن هناك كثيراً من الجهات الخيرية تتعاون معهم كخدمة تنظيمية فقط ، ويتمنى أن يقوم المستودع بالقضاء على العشوائية في التوزيع بعمل منظم مرتب بتوزيع هذه الوجبات في المساجد وساحات الحرم ومداخل مكة المكرمة وباصات المعتمرين، حيث تتكون الوجبة من أصناف مهمة تسد حاجة الصائم مثل الماء والعصير والكيك والسويسرول والتمر، وما يسمى بالوجبات الجافة.
وأضاف أن المستودع يقوم أيضا بتوزيع كسوة العيد، ويتم توزيعها بطريقتين. إما أن يحضر أفراد الأسرة للمستودع ويختارون مايناسبهم من ملابس ومستلزمات خاصة حسب عدد الأفراد ومقاساتهم، أو عن طريق تقديم كوبونات بأسعار محددة، وذلك بالتعاقد مع بعض محلات الملابس، وذلك بحصول المحتاج على احتياجاته بقيمة السند المقدم له، و يتم ذلك بكامل السرية وحرصا على مشاعرهم.
احتياجات ضرورية
وتحاول جمعية الكامل أن توصل إعاناتها إلى 700 أسرة وذلك بتقديم الاحتياجات الضرورية، ولكنها مازالت تعاني من حاجتها للدعم المادي من فاعلي الخير، وذلك عبر مكتب تستقبل فيه طلبات الأسر كما صرح بذلك المدير المالي لجمعية محافظة الكامل مشعل اللحياني بأن هناك عجزاً في كفالة الأيتام وعدم كفاية السلال الغذائية الرمضانية ويوجه نداءه لرجال الأعمال وكبار الشخصيات لتقديم التبرعات والمساعدات لهذه الجمعية.
ويقول مدير جمعية البر بمكة المكرمة محمد القائد إن السلال الرمضانية والتي تقدمها الجمعية تنقسم إلى عدة أنواع، ويعتمد كل نوع على حسب المستفيد من هذه السلال، فهناك الأسر التي تسكن بالسكن الخيري التابع للجمعية، وعدد هذه الأسر تقريباً 200 أسرة ويتم صرف سله غذائية لكل أسرة طوال العام والسلة الخاصة بشهر رمضان يتم دعمها بالمواد الغذائية الخاصة برمضان، وهناك أسر مستفيدة من خارج سكن الجمعية، وهذه الأسر يتم تزويدها بالسلة الغذائية بعد أن يتم إجراء البحث الاجتماعي، والتأكد من احتياج هذه الأسرة للمساعدة، وأسر يتم تزويدها بالسلة الغذائية الخاصة برمضان لمرة واحدة فقط.
وأضاف القائد أن الجمعية توزع وجبات إفطار صائم وهى عبارة عن وجبة كاملة من الدجاج تم الاتفاق عليها مع إحدى الشركات المعروفة، وكذلك طبق حلويات متعدد الأصناف، ويتم توزيعها مع وقت أذان المغرب مباشرة في مناطق محددة، ولأسر متعففة ومدونة بياناتها لدى الجمعية ومن ذوي الحاجة.
900 وجبة يوميا
وتقول رئيسة جمعية أم القرى النسائية بمكة المكرمة الدكتورة مريم فخر الدين رضا توزع الجمعية 900 وجبة يومياً على الأسر المحتاجة في منازلهم. إلى جانب بعض المساجد. كما تقوم من بداية شهري شعبان ورمضان بتوزيع المواد الغذائية وكسوة العيد للأيتام والأسر المحتاجة، وكذلك تقوم بتوزيع الزكاة والصدقات التي تصل للجمعية على الأسر المحتاجة، وتقوم عضوات الجمعية بالتطوع لتوزيع هذه الوجبات على الأسر حسب الأحياء , وتتكون من أرز ودجاج وسمبوسة وتمر وفاكهة وعصير، وتبلغ تكلفتها 260 ألف ريال خلال الشهر، وتؤكد رضا أن عدد الأسر المستفيدة من هذه الخدمات الخيرية يتراوح ما بين 295 إلى 3000 أسرة.
سلال غذائية
ويقول حافظ خيراني الموظف بمؤسسة الوقف الخيرية إنه يتم توزيع الكثير من السلال الغذائية على فقراء مكة المكرمة في رمضان، ويتم التواصل عن طريق المندوبين من أئمة المساجد والخطباء، وتحتوي السلال الغذائية على الأساسيات والمعتاد عليها في وجبات شهر رمضان المبارك مثل السكر والأرز والملح والزيت والمعلبات بكميات تكفي لثلاثة أو أربعة أشخاص، وتبلغ قيمة السلة 200 ريال. أما الوجبات المخصصة لإفطار صائم فيتم توزيعها على منطقتي الليث والقنفذة.
ويلجأ الكثير من الجمعيات الخيرية والأفراد في مكة المكرمة للمطاعم الشهيرة من أجل تجهيز وإعداد الوجبات والتي تجهز كوجبة إفطار صائم. يقول أحمد بخاري الموظف في مطابخ ومطاعم الألباني إن كثيراً من الجهات الخيرية والاجتماعية تعتمد عليهم في تجهيز الوجبات للصائمين، فالندوة العالمية للشباب الإسلامي اتفقت معهم على تجهيز أكثر من 5000 آلاف وجبة تحتوي على الكروسان والكيك والماء والعصير والتمر، كما يقوم البعض بطلب طلبيات لتوزيعها على الأحياء والمساجد حسب الطلب.
ويقول رئيس قسم تنمية الموارد بالندوة العالمية للشباب محمد بالسود إنه يتم توزيع 100 ألف وجبة إفطار صائم على أكثر من جهة، منها ساحات الحرم وبعض المساجد داخل مكة المكرمة ومداخلها مثل الشميسي والدوارق وشارع الستين، وعددها وجبتان تبلغ قيمة الوجبة الواحدة 15 ريالا. كما سيتم توزيع 3365 سلة غذائية على الأسر المستحقة في مكة المكرمة، وهي عبارة عن إفطار أسرة طيلة شهر رمضان.
عمل تنموي
ويستغرب الناشط في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات طراد الأسمري النشاط الواضح للجمعيات الخيرية في شهر رمضان، ويقول إن الجمعيات الخيرية تحمل على عاتقها عملاً تنموياً أهم من توزيع الوجبات الغذائية، وهو توجيه المحتاج للعمل، وتحويله لشخص منتج.
ويرى مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور علي الحناكي أن نوازع الخير في مجتمعنا موجودة في نفوس الناس، ولكن الأمر في السنوات الماضية حدثت فيه كثير من الأخطاء مثل توزيع المساعدات على من يحتاج ومن لا يحتاج، فكثير ممن تعطى لهم يقومون ببيعها أو يمتهنون هذه النعمة، أو تؤكل في المساجد، مما يساهم في انتشار الروائح داخل المسجد، وهذه التصرفات لا تتناسب مع أخلاق المسلمين ولا طباعهم.
ولا يؤيد الحناكي جمع التبرعات من الناس من أجل إفطار صائم، ولكن الأفضل أن تعطى للجمعيات الخيرية والتي تتعهد وتأخذ على كاهلها توزيع هذه الوجبات على المستحقين من الفقراء، ويرى أن أهل الخير ومن يقومون بتقديم الطعام للصائمين داخل المساجد أن يتموا ذلك بالترتيب والتنظيم ثم النظافة بعد الإفطار، حتى ينالوا الأجر الكامل.
09-05-2010, 01:08 AM
رد: اجواء رمضانيه من &السعوديه & مع مكوك صدفه
