أبدأ بهذا الموقف
منذ أكثر من سبع سنوات
بالإسكندرية ... فى معهد البحوث
هناك حيث كان يرقد شاب فى مقتبل العمر
قد ابتلاه الله تعالى بسرطان فى الدم أعاذنا الله وإياكم من الأمراض
وكان يحتاج تغيير دم بصفة دورية
وكنت دائم التردد عليه لكونه إبن زميل والدى فى العمل ولما علم أصدقائى بحالته
أخذوا يتسارعون فى توفير أكياس الدم له ويتبرعون واحدا تلو الآخر حسب الحاجة
حيث أنه فى معظم الأوقات لم يكن الدم متوفر فى المعهد
وفى يوم من الأيام كان بحاجة إلى تغيير دم وقد نفذت شيكات الدم الموجودة معه
فانطلقت أنا وصديق لى ( أسأل الله تعالى أن يحفظه ) وفى هذا الوقت
لم يكن مر على تبرعه السابق ثلاثة أشهر
فى الوقت الذى كان يعانى من انخفاض فى ضغط الدم
وفى آخر مرة تبرع فيها أغمى عليه بعد التبرع وعلى الرغم من ذلك
لما علم بحال صاحبنا ... أصر على التبرع معى فى هذا اليوم
فرفضت لمعرفتى بحالته ونصح الأطباء له ... لكنه أصر
وذهب إلى محل كشرى وطلب طبقين كشرى وطلب من العامل أن يزيد له ( الشطة )
فى طبقه مع أنه لا يحبها ولا يعتاد على أكلها .... ظنا منه أنها سوف ترفع ضغط الدم
وساعتها يستطيع التبرع وهو مطمئن
وبالفعل ذهب معى وتبرع وبفضل الله بسبب نيته الطيبة ومسارعته إلى الخير
لم يصب بمكروه ولكنه ترك فى نفسى أثرا بالغا فالجود بالنفس أقصى غاية الجود
الشاهد فى القصة ... التضحية والبذل والجود بالنفس والمسارعة فى الخيرات
والتسابق إلى أعمال البر
فالعمر يمر والنفس قد يدخل فلا يخرج ...
فلنبادِر أخوتى بالأعمال الصالحة قبل أن نُبادَر بالموت
أسأل الله تعالى
أن يجعلنا من عباده الصالحين
إلى الخيرات سابقين
تقبلوا تحياتى