نسمات من حاضر الروح..
"ليش ارتبكت وانت تقرأ قرآن؟"
أحسست بحرارة الدم الذي اندفع في كل ناحية من أنحاء وجهي بمجرد سماع صوته الذي أسمعه للمرة الأولى، توقفت هنيهة أبحث في كلماتي عن رد أجيب به، لكنها خذلتني على غير عادتها.. فأجمعت أمري على التوجه بنظري إلى صاحب السؤال علّها تجود علي بما يخرجني من الموقف الذي أنا فيه، ويا لهول ما رأيت، إنه الجواب الذي أبحث عنه!!
ذات الوجه القسيم الذي أربكتني نظراته الآسرة فجعلتني أتلعثم أثناء التلاوة..
أعادني مرة أخرى إلى الأرض عندما بادرني بالسلام، فرددت السلام ومددت إليه كفي ليكتمل عناق روحين تعارفتا فتآلفتا، وبدأ فصل جديد من فصول الحب في الله..
كانت الوقفة يومها قصيرة مستعجلة خرجت منها بموعد للقاء..
ومضت ليلة باردة ثقيلة بقيت فيها أجفاني معلقة إلى الصباح، اللهم إلى دقائق معدودة نمتها بعد الفجر..
كنت طوال الليل أرتب حروفي ثم أتدرب على هيئة إخراجها عسى أن تتغير الصورة التي رسمها صمتي عني في اللقاء الأول، وتم اللقاء..
ثم تبعته لقاءات ورحلات ومهمات ومجالس، كان أجمل ما فيها تلك الابتسامة التي تنساب من بين ثنايا أخي لتغطية الأسى الساكن في عينيه..
ثم شاء الله أن يفرق أجسادنا كما جمعها، لتخوض الأرواح وحيدةً
ابتلاء الثبات على العهد..
كان هذا قبل عامين حافظ فيهما الشوق على حرارته اللادعة، و قد قدّر الله أن ألقى الحبيب اليوم..
فكانت هذه الرحلة القصيرة في ذكريات الماضي من حاضر الروح..
راق لى