بعد وصول السفينة المختطفة : المنصورة في جيـبوتي !!!!
05/10/2008
صباح أمس ناقش الرئيس محمد حسني مبارك مع نظيره اليمني علي عبدالله صالح كيفية التنسيق بين الدولتين بشأن أمن البحر الأحمر بعد زيادة أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية, وظهر أمس وصلت السفينة المصرية المختطفة المنصورة إلي ميناء جيبوتي بعد المفاوضات الشاقة والناجحة التي قادها جهاز المخابرات المصرية مع القراصنة حتي تم اطلاق سراحها بعد احتجازها مايقرب من25 يوما.
كان طاقم السفينة لحظة وصولها إلي ساحل جيبوتي في حالة إنهاك كامل حيث ظلوا طوال مدة الاختطاف في قلق وتوتر وكاد النوم ينسي عيونهم من شدة الخوف وطول الانتظار, لأن أي خطأ أو انفعال يعني حدوث عمل طائش من القراصنة قد يؤدي إلي تدمير وغرق السفينة بكاملها أو التضحية بالبعض منهم لكي يؤكد القراصنة أنهم جادون في الخطف.
كانت كل السيناريوهات مفتوحة كما تحدث إلينا ضابط أول السفينة محمد النجار مشيرا إلي أنه لم يشهد مثل ذلك الموقف طوال خدمته في البحار..
حيث قام القراصنة برصد السفينة أثناء مرورها بخليج عدمن وكانوا يمتطون لنشا سريعا, واقتربوا من مقدمة السفينة, وصعد6 قراصنة منهم محملين بالأسلحة الخفيفة( رشاشات آليه وكلاشنكوف). وعدد من قذائف( أربي جي), مما دفع قائد السفينة الربان محمود حماد للامتثال لأوامرهم والتوجه إلي الساحل الصومالي.
أثناء التوجه إلي السواحل الصوماليين ارتفع عدد القراصنة من6 أفراد إلي30 فردا بعد وصول التعزيزات إليهم من مجموعات أخري من القراصنة كانت تراقب الموقف, وبعد الوصول إلي الساحل الصومالي.. قام القراصنة بالاستيلاء علي خزينة السفينة وكل محتوياتها من الأموال, بالاضافة إلي الاستيلاء علي المتعلقات الخاصة بطاقم السفينة من ملابس وهواتف محمولة وأموال شخصية, وفي بداية الأمر حاول طاقم تشغيل ماكينة السفينة عدم الامتثال لأوامر القراصنة, إلا أنه وبعد التهديد المباشر من القراصنة صدرت أوامر الربان بضرورة الامتثال الكامل للقراصنة وفي تلك الاثناء قام القراصنة بتوزيع أنفسهم بحيث يتولي كل قرصان متابعة أحد أفراد الطاقم وحراسته علي مدار الساعة, ومنعوا إجراء أية اتصالات من السفينة بعد الاستيلاء علي الهواتف المحمولة والسيطرة علي مركز الاتصالات بالسفينة.
من جانبه يشير قائد السفينة الربان محمود حماد الي اللحظات العصيبة التي عاشها أثناء التفاوض مع القراصنة والتي كانت تصل الي8 ساعات متواصلة يوميا, وكان التفاوض يتم تحت تهديد السلاح من القراصنة مما كان يستلزم رباطة جأش عالية, مشيرا إلي أن دخول جهاز المخابرات العامة علي الخط معه كان له الأثر الهائل في دعمه معنويا بعد أن عرف أن المخابرات المصرية معه علي الخط, وبدأ التنسيق في كل كبيرة وصغيرة, وأخبرت بعضا من طاقم السفينة بالأمر مما انعكس علي معنوياتهم, وبدأت روح الأمل تدب فينا جميعا, كما تأكد القراصنة ان الأمر جاد لا هزل فيه, وأنهم لابد أن يعيدوا النظر في حساباتهم جيدا, وهو مادفع مسار التفاوض من التشدد والمغالاة إلي الاعتدال في الطلبات حتي وصلنا إلي الاتفاق الخاص باطلاق سراح السفينة.
وأضاف: فور ان سمعت رجال المخابرات العامة يطمئنونني انهم يتابعون المفاوضات شعرت ان مصر لا تنسي ابناءها وان الرئيس مبارك رغم مشاغله معنا ولا ينسي ابناءه الـ25 الموجودين علي ظهر السفينة.
نفاد المخزون
ويحكي طاقم المطبخ قصة نفاد مخزون الطعام والشراب فيقول: كانت المواد الغذائية تكفي لمدة60 يوما ولكن لهمجية القراصنة وزيادة اعدادهم, وعدم الالتزام بالقواعد في استهلاك المواد الغذائية والمشروبات نفد هذا المخزون خلال اسبوعين ولم يعد هناك شيء.
** وماذا فعلتم في أثناء الفترة الباقية ولحين اطلاق سراح السفينة ؟!
أجاب: بعد ان تأكد القراصنة من نفاد المخزون, وبعد ان تعرضنا للجوع لساعات طويلة بدأ القراصنة يحضرون بعض المواد الغذائية بمعرفتهم والتي كانت تكفي لان يبقي طاقم السفينة احياء فقط, وحتي المياه العذبة نفدت هي الأخري بسبب التدافع عليها من قبل القراصنة, وحدث فيها ما حدث في الطعام.
الملابس الشخصية
أما اغرب الحكايات فهي المتعلقة بالملابس الشخصية التي استولي عليها القراصنة بالكامل ولم يتركوا لطاقم السفينة إلا الملابس التي كانوا يرتدونها وظلوا بها حتي تم اطلاق سراحهم, ورغم محاولات التفاوض معهم حول الملابس الشخصية إلا انهم رفضوا باصرار ولم يستجيبوا لكل سبل الحوار, وهو ما ادي إلي انهيار معنويات طاقم السفينة بسبب عدم قدرتهم علي تغيير ملابسهم.
المنصورة في جيبوتي
وفور وصول السفينة المصرية المختطفة الي جيبوتي قامت المخابرات المصرية باستقبالها وتزويدها بالملابس والاغذية ومياه الشرب كما قام الربان عماد عبد الوهاب المفتش البحري للشركة المالكة والذي وصل الي جيبوتي من القاهرة بمعاينة السفينة ومساعدتها في دخول الرباط علي رصيف الميناء والالتقاء بطاقم السفينة للاطمئنان عليهم وحل المشاكل التي تعترض استكمال الرحلة الي القاهرة مشيرا الي انه سيتم التنسيق مع ميناء جيبوتي لسرعة تراكي السفينة بالميناء, وامدادها بكافة التموينات اللازمة وتلبية إحتياجات طاقم السفينة.
سألته عن حالة افراد الطاقم وقدرتهم علي العودة بالسفينة الي مصر ؟!
اجاب الربان عماد عبد الوهاب المفتش البحري للشركة المالكة: الطاقم في حالة جيدة غير ان الشركة سوف تقوم باستبداله بطاقم آخر في ميناء جيبوتي مراعاة لحالتهم النفسية فقط ولحين عودتهم مرة أخري الي لياقتهم البدنية والنفسية.
** وهل تم توقيع الكشف الطبي عليهم, وهل يوجد اصابات بهم ام لا ؟!
اجاب: فور وصول السفينة الي الميناء كانت المخابرات المصرية جاهزة بطاقم طبي علي أعلي مستوي لتوقيع الكشف الطبي علي كافة افراد طاقم السفينة, وقد اكد الطاقم الطبي ان جميع افراد طاقم السفينة بحالة صحية جيدة ولا توجد بينهم اية اصابات او مشاكل طبية غير عادية.
المصدر : الاهرام
10-09-2008, 08:39 AM
تفاصيل الافراج عن السفية المصرية المختطفة
