العودة   شبكة صدفة > المنتديات العامة > منتدى صدفة العام

منتدى صدفة العام مواضيع عامة, مقتطفات, مواضيع جديدة، معلومات عامه.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 11-03-2010, 09:21 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

New1 قصة من الواقع : ايامى فى الاسر *الحلقه الثانيه*

أيـامـي فـي الأسـر..*








الحلقة الاولى

[YOUTUBE]OPMzXTHRUdk[/YOUTUBE]


ارجو مشاهدة الفيديو قبل قراءة الموضوع




في يوم لا يختلف في ظاهره كثيرا عن باقي الأيام ، حيث العمل ومشاغل الحياة، كان هناك دافع ما ينزعني من كل ذلك لأقوم بمهام ليست في جدول الحياة اليومي لدي..

هل تراها الحاسه السادسه؟!! ام انها تدابير القدر؟!!
لم تسمح لي عجلة الوقت زيارة جدي واعمامي منذ مدة.. فقررت الليلة المرور عليهم ..

ذهبت اليهم بعد صلاة العشاء في زيارة سريعة وبينما نحن في حديث عائلي دافئ اذ قطعه علينا صوت جوالي..
اعتذرت من اقاربي لانشغالي بموعد جديد..
وانطلقت مع صديقي - المتصل بي- في سيارته الى احد البيارات حيث تجمع عدد من اصدقائي للسهر والعشاء سويا..

كانت ليلة لا تُنسى .. تحدثنا طويلا ولاحظنا طائرات المراقبة – الزنانة- وهي تحلق فوقنا فعلمنا ان هناك حملة اعتقالات ستقوم بها قوات الاحتلال الليلة..لكننا تشاغلنا عنها واكملنا حديثنا الى وقت متأخر من الليل.. وتفرقنا على وعد بلقاءٍ قريب..

وفي الطريق الى البيت.. تذكرت صديق عزيز لم أره منذ مدة ليست بالقصيرة.. فذهبت اليه وقضيت بعضا من الوقت معه ومع الأصدقاء المتواجدين معه..وصلت بيتنا وكانت عائلتي مجتمعة في حضور أحد اقربائي..
لازلت اذكر الوقت الذي قضيته معهم وكم كان حديثنا حميميا ..
لم اكن اتخيل انها جلسة وداع واني سأغيب عنهم بعد دقائق لوقت لا يعلمه الا الله..وتأخر بنا الوقت واستأذن كل منا الى غرفته..
وقبل الاستلقاء على فراشي تصفحت النت قليلا ونمت مع دقات الواحدة ليلا..

بدأ حلم غريب فور نومي.. مكبرات صوت.. أحاول فهم ما أسمعه.. ظننت للوهلة الاولى بانني فعلا احلم .
أفاق ذهني سريعا واسترقت السمع محاولا معرفة ما الذي يحدث من حولي.. وتفاجئت بسماع اسمي وطلبهم لي بتسليم نفسي وصوت انفجارات قوية من قنابل صوتية وطلقات نارية واستيقظت على اصوات على الباب:-

-افتخ باب.. افتخ باب

لم يكن حلما اذا.. بل هو كابوس واقعي..
قفزت من مكاني بسرعة وبدلت ملابسي ولجأت الى الصلاة التي كان يقطعها عليّ اصوات صراخ الجنود واهاناتهم،
وفور انتهائي وجدت أهلي قد استيقظوا جميعا وتجمعوا في صالة المنزل.. أحسست انها لحظات الوداع وبكاء أمي يمتزج بصراخ الجنود :

افتخ الباب افتخ الباب..
واستعجل أبي وفتح لهم الباب وما ان فُتح الباب اذ بالأسلحة واضاءة الليزر مصوبة على صدره
وبدأوا بالصراخ عليه وشتمه ولم يراعوا سنه وعلامات الكبر المحفورة في ملامح وجهه وطلبوا منه الرجوع الى الخلف ورفع قميصه عن جسده ومن ثم اخلاء البيت فورا.

جهزت اغراضي الشخصية في هدوء غريب لم اتوقعه ولم أخطط له من قبل بينما كان الارتباك يسود البيت واسمع صوت بكاء امي واخوتي واخواتي الصغار ..

شعرت ان لحظة الفراق قد حانت وكادت دمعتي تهرب من عيني ولكن أمسكتها خوفا على امي .. هي ليست دموع الخوف اطلاقا بل دموع الفراق ...

بنظرة خاطفة من النافذة رأيت الجيبات العسكرية والجنود يعتلون اسطح المنازل المجاورة ..
وبعد رؤيتي لهذا العدد للقناصة.. خمنت ان يحيى عياش رحمه الله بالمكان ولم ادرك بأن هذا الجيش جاء لاعتقالي ابداً..

وفي ساحة المنزل.. اجتمع الجميع في مساحة ضيقة جدا والجنود يحيطون بهم من كل جانب..

جاء الينا ابي وقال لنا بان الجنود طلبوا منه اخلاء المنزل وعلى الجميع الخروج ..

حينها انتهيت من كل الاستعدادات ، ابدلت ملابسي وتوضأت وصليت وقبلت يدي امي وجبينها واخوتي واخواتي والجميع في بكاء وانا اسمع الأوامر بصراخ الجنود:

- الكل برا.. الكل يخرج .. بصوت عالٍ..

فعلا نفذ اهلي التعليمات..
تعانقنا..وخرج امي واخواتي واخوتي.. و فرغ المنزل من ساكنيه..
سواى..
بقيت و تأملت المنزل في نظرات وداع وكدت ان اذرف دموعا ولكنيّ تحاملت على نفسي كي اُظهر القوة لذاتي ولأمي ..وخرجت خلفهم ببطء شديد.
وما ان لمحني الجنود حتى صوبوا بنادقهم نحوي ومنظر الليزر على جسدي له شكل من اشكال التحدي..

وسمعت الاهانات والصراخ من الجنود:
-ارفع عن جسدك
- استدر
كلمات تخرج متكسرة من جنودهم ثم نادى احدهم بالعبرية ( بو بو ) أي تعال
وطلبوا مني هويتي الشخصية وبعد عدة دقائق من فحصها جائني الضابط:-
-اهلا اهلا يا فلان.. انت وينك يا زلمة ليش مغلبنا معاك..

-تعال تعال تقدم..
بكل ثبات وتحدي تقدمت اليه وسألني عدة اسئلة:

- اسمك؟
فأجبت
- رقم الهوية؟
فأجبته بانها على الهوية
واستفسر عن معلومات شخصية اخرى
ورأيت على ملامح وجهه أثر الاستفزاز من كلماتي ..
سمعت صوتا مدويا منبعثا من بيتنا.. وكان صوت تكسيرهم وتخريبهم لمحتويات المنزل.


امسك بي جنود اخرون وابعدوني عن الضابط لياخذوني الى امتار قليلة بعيدة عن المنزل لارى جيب اخر ابيض اللون مختلف تماما عن بقية الجيبات العسكرية .
اوقفوني قليلا ووضعوا رأسي على الجيب وشعرت بأن احدا من الداخل يراني واكد لهم باني فلان.. لحظات وابعدوني عن الجيب واخذوني الى باب الجيب الرئيسي عند السائق وفتح الباب واذا بشخص يقود الجيب ..

نظر الي قائلا :
-اتعرفني يا فلان ..؟
فاجبته :لا
فقال لي وهو يبتسم في سخرية:
انا الكابتن جلال الم تسمع بي؟
فأجبته: نعم سمعت بك
فاجئني بسؤاله:- كيف حالك يا فلان واخيرا تعرفنا على بعض احببت التعرف اليك منذ زمن ولكن لم تسمح الظروف بذلك واليوم جاء الموعد .

رددت عليه:-
أي موعد؟!
فقال لي :-التعارف ثم الحساب..

سألته:
تتعرف عليّ انا؟ ( وضحكت ساخرا)-

نعم ومن غيرك اسمه فلان؟

- لا احد .. ( رددت عليه)

فاجابني باسلوب همجي
- أرجو منك ان تكون متعاونا معنا بالتحقيق لتكون اقامتك سريعة
ضحكت باستهزاء وقلت له

- ان شاء الله خير

بقيت متوقف بجانب الجيب قليلا و التفت الى الخلف لأرى جيراننا خارج منزلهم بعد احتلال الجنود للمنزل وتحويله لثكنة عسكرية لرصد منزلنا..
انتبه الجنود وانا انظر يمينا ثم يسارا وخلفا فلم يعجبهم الامر
فامر الضابط باللغة العبرية بابعادي عن الجيب وعن المنزل
اخذوني على منطقة خلف البيت وابتعدت عن اهلي كثيرا..
فسالني احدهم وهو يتكلم اللغة العربية بطلاقة

- ماذا تريد قبل ان تخرج معنا
فهمت يقينا من سؤاله ان اجراس الفراق قد دقت معلنة مجيئ لحظة الوداع،
وجاشت في قلبي كل المشاعر التي يمكن ان تتملك انسان في لحظة قاسية كهذه ..
فأجبته ومرارة في حلقي من الدموع المكتومة:


- اريد أن اودع أهلي..

فاجابني
- ولا يهمك

تقدمت الى امي ببضع خطوات .. بطيئة ..اولا وقبلت يدها وراسها
فقالت لي بصوت عال:
- ربي يرضى عليك ويحميك وينصرك..
كررتها مرات عديدة .. وبصوت مرتفع ازعج الجنود واربكهم ..
بدعائها هذا اُلقيت في قلبي القوة وعلمت ان الله سيكون معي وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي
وقالت لي والدمعة بعيونها ولكن تريد ان ترسل رسالة للجنود باننا اقوياء ولا نهاب غطرستهم وبصوت عال
ربي يحميك يما
وينصرك ويثبتك
كون مثل ما بعرفك يا ابني.
اقشعر بدني ولكن هيهات لدموع ان تنهمر امام الجنود..

سلمت على ابي وعلى اخوتي وعلى جميع اقاربي
وبدأت اشعر بالقوة اكثر واكثر
صرخ الجندي :
- يلا تعال هون بكفي
وبدأ يتلفظ بكلمات عبرية لا افهمها فشعرت بان موقف اهلي لم يعجبه اطلاقا وبدأ بالصراخ ثانيا
فتركت اهلي وتقدمت نحو الجنود كي لا تزيد الشتائم على اهلي..


امسكني الجندي ودفعني الى الحائط بقوة وادار وجهي
وبدا بتفتيشي تفتيشا دقيقا و كنت انظر خلسة الي الجنود و الجيبات العسكرية وكان احدهم يجهز عصبة للعينين وقيود لليدين..
قبل وضع العصبة نظرة الى الجيبات لاحاول احصائها فلم اصدق فعلا بان كل هذه الدوريات حضرت لاعتقالي
فوضع العصبة على عينيّ ثم سحب بيدي الى الخلف وقام بوضع القيود البلاستيكية وشدها بقوة ثم امسكني الجنود
واخذوني الى الجيب العسكري وتحرك الجيب قليلا و شعرت بانه تحرك بما يقارب فقط 100 متر ليتوقف من جديد وشعرت بانه ينتظر احدا .. وكانها , قافله متفرقة باماكن وتتوقف على نقاط معينة لتنتظر اخرين
فعلا سمعت صوت دوريات قادمة لتنضم الى قافلتنا .. بقينا على هذا الحال لاكثر من نقطة واصبحنا قافلة وبعدها تحركت الدوريات بسرعة متوسطة وانا اجلس مكبل اليدين ومعصوب العينين

خرجت القافلة من المدينة وبدأت بالمسير بسرعة فائقة .. كنت اشعر بالخارج وكأني ارى كل شيئ...


الى اللقاء في الحلقة القادمة...

اثرت فيي كثيرا






آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
آخر تعديل اميرة صدفة يوم 11-08-2010 في 07:33 PM.
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2010, 09:38 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

اميرة صدفة

تختارى روائع



ننتظر الجزء القادم لكى نعيش قصص الابطال

الذين لا يهابون الموت ويدافعون عن أوطانهم بكل كرامة وعزة نفس


اسعدك الله وكتب لك السلامة

دعواتى لك بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2010, 12:10 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

تصورى اميرة
لم ابكى
حقا فخورة به كل الفخر
ولقوة تماسكه رغم الزعر
لم يبكى ول يظهر ضعفه للعدو
لدعا الام اثر قوى
اللهم ثبته واخوانه
اللهم انصرهم يااااااااااااااارب
يارب دعوتك كثيرا
وليس لى سواك
وليس لنا من نلجا اليه سواك
فيارب الخلق اجمعين
يارب العالمين
فرج كرب المهمومين وكل اسير وكل جريح
واعد القدس عربية
يااااااااااااااارب ارنى فى اليهود يوما قبل ان اموت
ياااااااااااااااااااارب العزة انصر اهل غزة
اللهم بحق هذه الايام الطيبة المقبولة الدعاء
استجب يارب وتقبل







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2010, 08:16 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

هما دول

الابطال

الحقيقين للعرب

ربنا يفك اسر كل اسير

وربنا ينصرنا على القوم الكافرين

تسلمى حبيبتى







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 05:52 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

شاكره لكم تواجدكم الراقي

وانتظروني بالحلقه القادمه







آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 06:01 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أحاسيس مبعثره

الصورة الرمزية أحاسيس مبعثره

إحصائية العضو








أحاسيس مبعثره غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

الغاليه

أميره صدفه

الله يفك اسرنا في فلسطين
ونسأل الله الشهادة في سبلة للتحرير الاقصي
بارك الله فيكى ابنتي اميره وزادك الله قوة
اثبت ثبتك الله دنيا واخرة ان شاء الله
منتظرين تكملة

تحياتى

أحاسيس مبعثره






آخر مواضيعي 0 لا احد يستطيع أن يفهم نغماتك
0 يااااقلمى
0 ياحبيبى
0 الحب هو ان أحتاجك
0 بحر الحياة
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 07:30 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

امين

شاكره لك تواجدك ماما احاسيس

تحيتي






آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
قديم 11-08-2010, 07:30 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
اميرة صدفة

الصورة الرمزية اميرة صدفة

إحصائية العضو







اميرة صدفة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قصة من الواقع : ايامى فى الاسر

أيـامـي فـي الأسـر..*








الحلقة الثانية ...



وبدأت رحلة الأسر داخل الجيب العسكري..
يداي في القيد من خلفي وعصابة العين تخفي كل المشاهد..واجلس دون رحمة او رأفة بين أرجل الجنود.
سمعت صوت أميزهُ جيدا، صوت كاميرات الجوال.. ولم أتوقع اطلاقا بأن الجنود سيلتقطوا لي الصور الا بعد ان تأثر نظري من تحت عصبة العين باضاءة الفلاش .. وقد تكرر الصوت مع الفلاش لأكثر من مرة. كل هذا وانا جالس على ارضية الدورية بين ارجل الجنود...

وبدأت في الابتهال والتضرع الى الله وأدركت ان لا ملجأ من هؤلاء ومكرهم الا الله عز وجل..
كنت منتبها تماما لكل ما يدور من حولي، حتى خط سير الدورية عرفته من خلال انتباهي للاتجاهات التي تسلكها..


وبعد ما يقارب النصف ساعه من وقت التحرك
وصلنا الى الحاجز الشرقي للمدينة (DCO ) من طريق جلجولية.
توقفت الدورية..
انزلوني بقوة ونقلوني الى جيب آخر وبدأ في التحرك مرة أخرى.
ثم توقفت الدوريات جميعها مرة أخرى.. نزل الجنود وبقيت بالدورية لفترة لا تتتجاوز ربع ساعة.
وسمعت صوت المخاشير من داخل الجيب وصوت الجنود من خارجه يتمازحون..حضر احدهم وفتح باب الدورية بشراسة وهمجية وصرخ بالعبرية:

- يلا انزل
.وتظاهرت بعدم معرفتي باللغة العبرية
كرر النداء مرة اخرى،

فأجبته صارخا :
- بعرفش عبري شو بتحكي مش فاهم شي.

اُستُفِز جدا من حديثي فقال لي بالعربية المتكسرة من بين اسنانه
- انزل يلا.
فاجبته:
-مش شايف شي.
كرر عليّ الكلمة وبصوت اعلى:
- انزل يلاااا..(بالعبرية)

قصدت أن أرهقه بكثرة التحدث بالعربية التي لا يجيدها، وهذا ما حدث بالفعل.. واستمتعت بذلك كثيرا فملامحه دلت على ( ارتفاع الضغط) ان صح التعبير..

وما ان نزلت من الدورية ومشيت قليلا، حتى تفاجئت بصوت تعبئة الرصاص في الأسلحة !!
تمهلت قليلا لاكتشف بان الجميع يفرغ سلاحه من الرصاص.. عن طريق صوت الرصاص المتساقط على الأرض من اسحلتهم

كان الصوت اقرب ما يكون لساحة رماية يتدرب من فيها من جنود على اعدام الهدف..الذي هو انا بالطبع..



وبدأوا بالمسير بما يقارب 20 مترا سيرا على الأقدام..
وعرفت وقتها اننا بمعسكر قدوميم في احد المغتصبات المقامة على اراضي المدينة..

توقفنا فجأة.. وبدأت الأوامر من الجنود:
-(شيف) ( شيف)
كنت اعرف ان معناها ( اجلس) لكني واصلت التظاهر بعدم الفهم للعبرية وصرخت ثانية:
- ما بعرف عبري احكي عربي
فقال احدهم (اقعد) فجلست، وتحسست موضعي وعرفت انه رصيف شارع..
ذهبوا وتركوا المكان خالياً.. هكذا شعرت من هدوء المكان وصوت الهواء من حولنا.. والبرد القارص المخيم بالمكان..

دقائق.. ولم اتحمل الوضع وأردت معرفة الأمر،
فحاولت رفع العصبة شيئا فشيئا عن طريق ركبتيّ.. وبالفعل نجحت في ذلك وأتيح لي حيز قليل من الرؤية..


فوقع بصري على شابين تم اعتقالهما معي، وتسربت الطمأنينة الى قلبي وتماثل اليّ القول الشهير ( الموت جماعة رحمة)

وسمعت بضع كلمات مبعثرة من احدهما.. وفهمت منه انه يحذرنا من العصافير:
- ديروا بالكم من العصافير يا شباب

وحُفرت هذه الكلمة في ذاكرتي..

وصدح صوت اذان الفجر.. من القرى المجاورة للمكان .. وبدأنا بالصراخ المتتالي:
- نريد أن نصلي يا مجرمين.
لم اعرف من اين تلك الجرأة التي تمالكتنا جميعا في ذلك الوقت ولكن ايقنت بان الله معنا .



وكانت تحيط بنا مجموعة من جنود الحراسة ولكن لم يمنعونا من الكلام ولم يتحدثوا معنا اطلاقا.. وشعرت بأن مهمتهم هي تسليمنا لفرقة أخرى..

وهذا ما حدث.. فلم يمضِ الكثير من الوقت حتى حضرت وحدة من الجيش ترتدي زيًا خاصًا وكان قائدهم الكابتن جلال.

وقامت هذه الوحدة بالتوزع بالمكان واخذ كل شخص مكانه ..
ثم حضر الينا الكابتن جلال وانا انظر اليه خلسة من تحت العصبة

تقرب الينا قليلا ثم قال:

-اهلا بشباب قلقيلية اهلا اهلا
وملامحه تضج بالسخرية والاستهزاء


ثم بدأ ياخذ كل شخص على مكان قريب من جلوسنا..

اخذ الاول ثم اتى دوري ..,

واخذني ومشينا خطوات الى كرفان قريب من مكان جلوسنا ودخلنا فامرني بالتوقف واغلق الباب وازال العصبة وفك قيد يدي..
و نظرت الى المكتب المجاور فرأيت عدة اشخاص يرتدون الزي العسكري ومنهم زي مختلف عن الزي المعتاد للجيش الاسرائيلي ..

وهناك طبيبة تجلس على مكتب شبيه بالعيادة ولكن ليس بالعيادة ولكنه مجهز للفحص الاولي للمريض وليس اكثر
طلبت مني التقدم قليلا لاكون قريب من المكتب

فبدأت بالتحدث باللغة العبرية فلم اعرها أي اهتمام.. فكررت الجملة مرة ثانية وهي تسالني هل لدي امراض معينة فبقيت على صمتي

فسألني الكابتن جلال باللغة العربية :


-هل تعاني من امراض ؟

-هل هناك أي الام بجسدك؟ أو اصابات معينة ؟

فأجبته باني مصاب بمكان ما بجسدي فرأى الاصابة وسالني ما هذه

فاجبته .. اصابة منكم ..
فبدأ يسأل عن تفاصيلها وتاريخها وما شابه
وترجم لي ما تقوله الدكتورة ثم وقف جندي ممرض وقاس لي ضغطي وسجل النتيجة على الورق*


المهم اخذني جلال خارج هذه الغرفة الصغيرة وبدأ باستجوابي ..
وبين لي الوجه البريء المسكين ولكني كنت اعلم بانها اساليب يتحايلون علينا بها من اجل اخذ اكبر قدر من ..

كل سؤال كانت اجابتي : لا او لا اعرف

لم يعجبه قولي ابدا فضرب على ظهري قائلا:
- انصحك بمساعدة نفسك من اجل ان نساعدك وانصحك بانهاء موضوعك سريعا ولا تتعب المحققين لانك وقتها انت الخسران وليس نحن.

فاجبته:
-أي موضوع الذي سانهيه انا لا اعرف شئ وانت جئت الى العنوان الخاطئ ؟؟!!
فكررها لي :
- انت الخسران يا بطل ..
فضحكت واجبته:-
انا الخسران انا الخسران

وقبل أن يعيدني الى مكاني السابق طلبت منهم ان يسمحوا لي بصلاة الفجر..
فأذنوا لي.. من دون نفس
وقدر الله ان ينشغلوا عني بأمر لا اعلمه.
فانتهزت الفرصة وصليت ركعتين صلاة حاجه لعل الله أن يثبتني فيما انا قادم عليه وبعد انتهائي من الصلاة نادى الكابتن جلال احد الجنود وقال له باللغة العبرية ضع القيود والعصبة على عينيه.
فوضع ما طلب منه واخذني الى مكان جلوسي..

ما ان جلست دقائق معدودة حتى اتى شخص اخر وسحبني معه الى غرفة مجاورة

فك العصبة عن اعيني وبدأ يسالني باسئلة شخصية
وهذا الشخص يتقن اللغة العربية ولا يرتدي الزي العسكري
اسمك.. عمرك... اسم امك.. اسم اخوتك واعمارهم .. اسم اخواتك ... ماذا يشتغل فلان وماذا يعمل فلان

وبالنهاية ارقام الجوالات لجميع افراد العائلة .. فاجابته باني لا احفظها..
ثم عند الانتهاء من الاسئلة امر بتعصيب اعيني مرة اخرى..

ثم حضر جنود الى الغرفة.. واقتادوني عدة أمتار.. وكانها خارج المكان او الى البوابة الرئيسية للمكان في هذه الاثناء سمعت صوت شاحنة ..
الصوت يقترب شيئا فشيئا او نحن الذين نقترب من الشاحنة..




وصلنا للشاحنة المنتظرة ..
وطلب من أحد الجنود ان اتقدم وارفع قدمي للأعلى وفهمت انه أمر لصعود الشاحنة..فنفذت ذلك ولكن ببطء شديد..

ودلفت الى الداخل فأجلسني على مقعد حديدي..
وتركني وحدي واغلق الباب.. ولم استطع عدّ الاقفال التي سمعت صوتها يُقفل.

(الشاحنة هي عبارة عن شاحنة عسكرية مصفحة كبيرة الحجم وظيفتها نقل الجنود او الاسرى من مكان الى مكان مقاعدها حديدية متعبة..و شبابيكها صغيرة جدا لونها يميل الى اللون الاخضر مضاد للرصاص)

- من هنا؟ من الذي أتى؟

صوت قريب كرر السؤال.. فأدركت انه موجه لي ..فأجبته

- انا فلان.. ومن انت؟

- انا فلان من قرية كذا.داهمني الحذر ..

فما سمعت باسمه من قبل وقررت عدم الاطمئنان لأي شخص حتى وان كانت ثقتي به عمياء.


تسللت اشعة الشمس من الفتحات الضيقة في الشاحنة التي تسمى نوافذ وما هي الا منفذ لدخول بعض الهواء والضوء.. وبعد نصف ساعة من المسير بدأ الشاب في التحدث اليّ مرة اخرى،
فتشجعت ورفعت العصبة عن عيني وقد تمكنت من ذلك بسهولة لأن يداي مقيدتان الى الأمام.

ونظرت الى الشاب فتذكرت وجهه.. واطمأن قلبي وخصوصا بعد رؤيتي لقيود يديه والخوف الذي يبدو من ملامحه.. فتكلمت معه لأزيل عنه الرهبة والقلق.. وبدأت في ذكر الله عز وجل بصوت عال وانتهيت الى قراءة القرآن الكريم..

وعندما صَمَتُّ ..قال لي:
- يبدو أنك اسير سابق وليست المرة الأولى لك

سألته:
- وكيف عرفت؟
فأجاب:
- من تصرفاتك وملامحك..يبدو ان الامر اعتياديا بالنسبة لك.
ضحكت وقلت له:
- لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا.. وهذا سر اطمئناني. ولكن.. اين الشابين اللذان اعتقلا معي؟ هل رأيتهما؟
اجابني:
- اما ان يبقوا في هذا المعسكر او يتم تحويلهم الى معسكر حوارة..هذا ما سمعته من الجنود المحيطين بهما.





فوجدت اننا في طريق حيفا أي اننا في شمال فلسطين المحتلة..

توقعت وجهتنا القادمة وبدأت خيالات المعاناة بكل ملامحها ترتسم امام عيوني
المغمضة..
ونبض ايمانيّ في قلبي يحثني على الصبر والثبات..
فلم يكن هذا الطريق الذي تسير فيه الشاحنة..
الا طريق اخترته منذ البداية ولم أرضَ عن دروب الحق بديلا..

وفي الحلقة القادمة ان شاء الله.. ستتحول الخيالات الى واقع أصفه لكم..
إنتظرونا..


م.ن






آخر مواضيعي 0 ملابــس صيفـية للشباب
0 موت الفجأة.. الرحيل بلا مقدمات
0 تقرير كامل عن حب الشباب
0 كيف نصنع المستقبل للمعاق وذوي الاحتياجات الخاصة
0 برنامج سكاي هاي للمعاقين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
المدينة, شباب

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:40 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator