حين يولد الإنسان يأخذ حيز ثلاثة أشبار من الارض وبرغم من حياته الحافلة طالت أو قصرت ينتهي بقبر ياخذ حيز عشرة أشبار من الأرض
يعني بفرق سبعة أشبار من تراب
لا تزيد ولا تقل مهما فعل
ويدفن بكفن من قماش ابيض الغنى والفقير سيان
وكم هو شقى هذا الإنسان
يسرق حقوق الغير يقطع رحمه يأكل مال اليتيم ..يزور ..ويغضب ربه على الرغم انه لو ملك قصور الدنيا وما فيها
سيموت ويدفن في تلك العشرة أمتار
افلا نتقى الله في أنفسنا
افلا نتقي غضب الله ونار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
ان الدنيا كلها لا تساوي جناح بعوضة حتى نغضب الله
يا أخواني وأخواتي
أن الله يغفر الذنوب ويقبل التوبة لكن البشر في حقوقهم لا يسامحون
انت يا من أكلت أرث اختك وانت يا من سطوت على غيرك
الا تعرف ان الله حرم الظلم على نفسه وعلى الناس
وأن الله أقسم أن يرد حق المظلوم
افلا تتقى الله
وخاصة انك لا تدري متى تموت
كلها عشرة أمتار وكفن من قطعة قماش تارك خلفك كل ما جنيت في هذة الدنيا إلا
من عمل صالح او علم ينتفع به أو ابن بار يدعو لك
وأنظر ماذا قال الله في كتابه العزيز سورة العاديات
( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) )العاديات
اي اقسم بالخيل التي تلهث من كثرة الجري ويخرج من اقدامها نار من شدة السرعة (حين تحتك حدوتها بالحجارة )
فى الصباح ويخرج منها سحابه غبار لتتوسط جموع الأعداء (الكفار )..
( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9)وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (11))العاديات
انظر كيف اقسم الله ان الإنسان جاحد لنعم الله وانه شاهد على نفسه ويعلم هذا
وانه يحب خيرات الدنيا لدرجة تدفعه للمعصية .. فيذكرنا الله بيوم القيامة
الذي تفتح به القبور ويحصل يومئذ ما في الصدور ويقول لنا انه يعلم ما في صدورنا وما قدمت ايدينا
الا يكفينا هذا لنتعظ
هدانا الله واياكم ورزقنا الاعمال الصالحة