كيف يكتب التراب عن النور ؟؟؟
توقفت طويلاً أمام شخصيته بكل ما تنطوي عليه من جمال وجلال
وانبعثت نفسي للكتابة عنه
وأحسب أنني ترددت كثيراً قبل أن أكتب
كيف يكتب التراب عن النور ؟؟!!!!
كيف تعبر الأرض عن السماء ؟؟!!!
كيف ترسم الخطيئة صورة للنقاء المطلق ؟؟!!!
هي جرأة أعترف بذلك
أن يكتب بشر
عن
الروح الأمين
جبريل عليه السلام
حين انتهيت من كتابة كتاب ( أنبياء الله ) فكرت على عادة الكُتاب أن أهدي الكتاب لأحد
ولمع في ذهني أن أهديه لمن حمله قبل ذلك
فكتبت أقول :
إهداء
-----
لو تكرم وسمح بأن أضع خدي على التراب وأبكي حتى ينبت العشب من دموعي فسوف أهدي الكتاب إليه
إلى الروح الأمين
جبريل عليه السلام
إيماناً بالغيب ، وخشوعاً للجلال ، واعترافاً بفضله على البشر بوصفه رسول رب العالمين إلى الأنبياء
مع اعتذار عميق وخوف مشفق لجرأة الطين الخاطئ على مجرد التوجه إليه بالحديث
فضلاً عن الإهداء
( 1 )
جبريل عليه السلام
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أفكر فيها في سيدنا جبريل
ففي طفولتي انبهرت من مشهد جبريل وهو يسد السماء والأرض حين نزل على الرسول في غار حراء
كان هذا في بداية الدعوة .. وبداية تنزيل الوحي على الرسول
كان الشهر الذي بدأ فيه جبريل ينزل بآخر الرسالات السماوية على الرسول هو شهر رمضان
إن المعلومات عنه قليلة .. وصورته الملائكية لم يرها أحد غير الرسول في بداية الدعوة وليلة الإسراء والمعراج
ورغم قلة المعلومات إلا إننا سنحاول أن نرسم صورة لحامل هذا الكرم إلى البشرية
وهي محاولة إن لم نفلح فيها فحسبنا أننا عشنا في رحاب الملأ الأعلى بعقولنا وقلوبنا للحظات .
الكاتب
أحمد بهجت