السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لندن: «الشرق الأوسط»
عندما نزلت «بينتلي كونتيننتال» بطلعتها البهية لأول مرة إلى الطرقات أثارت ضجة بين عشاق السيارات، سواء كانوا من محبي المركبات الفخمة ذات الأسماء اللامعة، او من عشاق المركبات التي تتصف بالقوة والسرعة. وخلال الشهر الحالي، طرحت هذه الشركة العريقة طراز «فلاينغ سبير سبيد»، اضافة الى طرازها العادي القياسي الذي يجوب الطرقات منذ حوالي الأربع سنوات تحت اسم «سبير». وقد اجريت على الطراز الجديد هذا بعض التعديلات منها، على سبيل الذكر لا الحصر، رفع قوة المحرك الكبيرة من 550 حصانا مكبحيا الى 600 حصان لدى دوران المحرك بسرعة 6000 لفة في الدقيقة الواحدة. وهو قادر ايضا على بلوغ سرعة 60 ميلا في الساعة في اقل من خمس ثوان (4.5 ثانية تقريبا)، وبلوغ سرعة قصوى تصل الى 200 ميل (320 كيلومترا) في الساعة، رغم ان الشركة الصانعة تقول انها حددت السرعة القصوى بـ 194 ميلا في الساعة. وهذا الطراز المتميز بهكذا مواصفات يعتبر واحدا من اسرع السيارات، ليس بين فئته فحسب، بل حتى بين السيارات الرياضية السريعة، كـ «البورشه» و»الفيراري» وغيرهما...
وما يعزز هذه الصفة ايضا ان المحرك القوي المؤلف من 12 اسطوانة سعة 5998 سنتيمترا مكعبا (اقل من 6 لترات بقليل) والذي يبلغ عزم دورانه 538 رطل قدم لدى دورانه بسرعة 1750 لفة في الدقيقة، هادئ جدا، لا يثير ضجة تذكر رغم القوة الهائلة التي يتمتع بها. كما ان الاطارات ايضا تحدث القليل من الضجيج من احتكاكها بالأرض لدى التعاطي مع المنعطفات بسرعة عالية. وتتمتع السيارة ايضا بنظام تعليق متسامح جدا.
ولا بد من الاشارة هنا الى ان سيارة «سبير» العادية هي الافضل على صعيد الفخامة والراحة اللتين توفرهما، فضلا عن اللمسات الناعمة التي اضفيت عليها لتفخر برفع شعار B المجنح على مقدمتها، مما يؤهلها فعلا لان تكون ندا لسيارات مثل «مرسيدس» فئة «إس»، خاصة انها تتفوق عليها لجهة تميزها بشخصية خاصة ومغرية، لا سيما في اوساط الارستقراطيين الذين يتطلعون إلى اقتناء السيارات الفخمة اللافتة للنظر. ويعجب من يزور منطقتي بيفرلي هيلز في لوس انجليس، والويست إيند في لندن، من كثرة وجود هذا الطراز الذي يملكه عدد من نخبة المجتمع، او من رجال الاعمال الذين يستقلونه باعتزاز.
وتتميز هذه المركبة بعجلاتها واطاراتها الكبيرة، ومقودها الخفيف الحركة، مما يجعلها اكثر متعة في القيادة من شقيقتها الجديدة الاقوى منها. اضافة الى انها اقل سعرا منها بنحو 15800 جنيه استرليني في بريطانيا. وترفض «بينتلي» التكهن عما اذا كانت مبيعات الشقيقة الاقوى الحديثة الولادة ستبز مبيعات الـ «سبير» العادية على الرغم من استبعاد المراقبين ذلك.
في اي حال لا تزال الشقيقة الجديدة الاقوى، «سبير سبيد»، جديدة على الطرقات. ولا بد من ان ينقضي بعض الوقت قبل ظهور حسناتها وسيئاتها لا سيما وانه في العام المقبل، ستطرح «رولس ـ رويس» طرازا صغيرا فخما متهاود السعر نسبيا من ماركتها الشهيرة، فيما ستطرح «أستون مارتن» سيارتها «رابيد» الرباعية الابواب. والطرازان يشكلان منافسا قويا لسيارة «بينتلي» الجديدة «سبير سبيد» هذه.
ولا بد من الاشارة هنا الى ان هذه المركبة تعمل فقط بناقل حركة جديد كليا سداسي السرعات، مما يضفي عليها سلاسة كبيرة اثناء قيادتها.
وتشكل سيارة «مرسيدس-بنز إس 65 أيه إم جي» التي يبلغ سعرها في بريطانيا 149055 جنيها استرلينيا ابرز منافسات «سبير سبيد» التي يبلغ سعرها 133300 جنيه استرليني. وعلى الرغم من ان «المرسيدس» قوية وسريعة وجيدة التشييد ايضا، إلا ان ذلك لا يبرر سعرها المرتفع، خاصة انها لا تملك مظهرا خارجيا مميزا على الرغم من جمالها التصميمي. وربما كان سبب ذلك ان جمهور «مرسيدس» اعتاد على شكل مظهر «المرسيدس» التقليدي الذي لا يتغير عادة إلا كل بضع سنوات.
ومن السيارات المنافسة لها ايضا «بي إم دبليو 740 إل آي» التي يصل سعرها الى 85550 جنيها استرلينيا. ومحركها الكبير مؤلف من 12 اسطوانة. وهي معروفة بحسن التحكم بها من قبل سائقها رغم قوتها الفائقة إلا ان المأخذ الرئيسي عليها هو افتقادها إلى الشكل المميز اللافت للنظر، رغم جمال تصميمها ونعومته.
والحديث عن «بي إم دبليو» والتميز في الشكل يقودنا الى الحديث عن سيارة فريدة من نوعها هي الاخرى ستطرحها هذه الشركة الالمانية في نهاية العام الحالي بسعر يبلغ 300 الف جنيه تقريبا. وتدعى هذه المركبة الفريدة «فريتاس آر إس 111». وستأتي بنسختين: «في 10» بمحرك مؤلف من عشر اسطوانات، و«في 8» بمحرك مؤلف من ثماني اسطوانات. ولان هذه السيارة ستتميز بفرادة خاصة جدا، لن يجري انتاج أكثر من 30 وحدة منها سنويا للحفاظ على قيمتها ومكانتها بعد المبيع، اي انها ستكون محدودة الاصدار كالطوابع الفريدة.
وفي الواقع يعود اسم هذه السيارة الى أوائل الاربعينات من القرن الماضي، عندما عمدت مجموعة من موظفي شركة «بي إم دبليو» الى تعديل احدى السيارات التي تنتجها الشركة لتحويلها الى سيارة سباق، وأنتجت بالتالي اول سيارة المانية تدخل في سباقات الجائزة الكبرى (فورمولا 1). ولقد تأست لهذا الغرض شركة صغيرة متفرعة عن الشركة الام. لكن سرعان ما أفلست هذه الشركة الوليدة في عام 1952، ليعاد إحياؤها في عام 2001 عبر انتاج سيارة فريدة جدا في مواصفاتها وقدراتها. وهذه السيارة التي ابصرت النور اخيرا، ستطرح للبيع بنهاية العام الحالي. الميزة الاساسية لسيارة «آر إس 111» الفريدة من نوعها أنها لا تتسع إلا لقائدها، وتشبه الى حد بعيد سيارات الـ «فورمولا 1»، إذ تضم تحت غطائها محركا عملاقا بقوة 600 حصان سعة خمسة لترات مؤلف من عشر اسطوانات على شكل «V» من انتاج «بي إم دبليو». وستكون صالحة للسير على الطرقات العادية وعلى حلبات السباق معا.
وتقول الشركة الصانعة ان هذه السيارة قادرة على تحقيق سرعة قصوى تبلغ 216 ميلا في الساعة، مع قدرة تسارع من الصفر الى 62 ميلا في الساعة خلال 3.2 ثانية فقط، لكون هذه السيارة خفيفة الوزن إلى حد كبير بفضل الكربون والكيفلار المصنوعة منهما وهما مادتان شديدتا المتانة وخفيفتا الوزن، وإلى جانب سائقها لا توجد فسحة فيها حتى لراكب واحد. أما النسخة الاخرى من السيارة ذاتها بالمحرك ذي الاسطوانات الثماني، فهي اقل قوة منها. ومن المركبات الاخرى المتفوقة التي تنافسها «كوينجسيغ سي سي إكس» التي يبلغ سعرها 850 الف جنيه استرليني، وتعتبر اقوى سيارة في العالم بمحرك تبلغ قوته 1002 حصان، و«باباغاني زوندا آر» (870 ألف جنيه استرليني)، و«لامبورغيني مورسيالاغو إل بي 640» (238 ألف جنيه استرليني).
وبذلك تكون «بي إم دبليو» قد دخلت ايضا قطاع السيارات المتفوقة، وهو ناد خاص جدا محصور العضوية بفئة صغيرة من الشركات الصانعة للسيارات التي لا تعرف هويتها كثيرا، ولا تنتج إلا سيارات تتميز بطابع خاص وسعر خيالي لا يقتنيها سوى المتمولين من عشاق القوة والسرعة والفرادة.
02-01-2012, 01:00 AM
بنتلي سبير من أسرع السيارات في العالم
