ليتْ الهمّة تَّعلوآ إلى هَذه الدرجـةْ ..!
{ ..نَسـاءْ زَاهّـداتْ عَابّداتْ ..
~
>> عابدة ، زاهدة ..
ذات صلاح وتقوى تتلمذ لها كثيرون منهم ،
الزاهد الكبير أبو سليمان الدراني ..
>> سألها سليمان يوما :
ما تقولين الرجل يحب لقاء الله ؟
قالت : ويحك ..
ذاك رجل ثقلت عليه الطاعة و أحب الراحة منها ..!
>> فقال لها : فإنه إذا أحب البقاء في الدنيا ،!
قالت : بخ بخ ..
ذاك رجل أحب الطاعة ،
و أحب أن يبقى لها و تبقى له ..!
>> و قال أبو سليمان لأم هارون :
أتحبين الموت ؟!
قالت : لا ..!
قال : و لم تكرهين لقاء الله تعالى ؟!!
فبكت
>> ثم قالت : يا أبا سليمان :
لو عصيت آدميا ما حببت لقاءه ،
فكيف أحب لقاء الله وقد عصيته ..
فوقع أبو سليمان مغشيا عليه ..
و كانت أم هارون تأكل الخبز وحده ،
>> و قالت : إني لأغتنم بالنهار حتى يجيء الليل ،
فإذا جاء الليل قمت في أوله ،
فإذا جاء السحر دنا الروح من قلبي ..
>> عابدة , زاهدة ..
من عابدات القرن الثالث للهجرة ..
كان يزورها العباد و الزهاد في زمانها ..
دخل عليها بعض العابدين يسألونها الدعاء ،
>> فقالت لهم :
لو أن الخاطبين خرسوا ،
ما تكلمت عجوزكم من البكم و لكن الدعاء سنة ..
ثم قالت : جعل الله قراكم من الجنة
" وجعل ذكر الموت بيني و بينكم على بال ،
و حفظ علينا الإيمان و هو أرحم الراحمين ..
>> إعتل بشر بن الحارث ،
فعادته آمنة من الرملة ,
و بينما هي عنده إذ دخل الإمام أحمد بن حنبل يعوده ..
فلما عرف الإمام بوجود آمنة عنده
طلب من بشر بن الحارث أن يسألها الدعاء ..
>> فقالت آمنة :
اللهم إن بشر بن الحارث
و أحمد بن حنبل يستجيرانك من النار فأجرهما .
>> عابدة زاهدة بكاءه ..
كانت تبكي في الليل
و النهار فخافوا عليهـا العمى من كثرة بكائها ،
و كلموها في ذلك ..
>> فقالت : أعمى والله في الدنيا من البكاء ،
أحب إلي من أن أعمى فى الأخرة من النا ر..
سألها الفضيل بن عياض أن تدعو الله له ,,
>> فقالت له : يا فضيل أما بينك
و بين الله تعالى سريرة ما أن دعوته استجاب لك ..
فشهق الفضيل شهقة و خر مغشيا عليه .
>> سمعت شعوانة شخصاً يقول
و كانت عند مالك بن دينار :
لايبلغ حقيقة التقوى ،
حتى لا يكون شيء أحب إليه من القدوم على الله ..
فخرت مغشيا عليها ...
>> و كانت تقول : من استطاع منكم أن يبكى فليبك ،
وإلا فليرحم الباكي يبكى لمعرفته بما أتى إلى نفسه .
>> من ربات الزهد و التقشف ..
نشأت في حجر أبيها فاعتنى بتربيتها و علمها القرآن ،
و أتقنت حفظه
ثم عكفت على الزهد و الصلاح ..
و كانت تعمل بيدها فتغزل الصوف و تقتات من مورده ,,
>>كانت متصدقة تبر الفقراء و المساكين و تسد عوز المحتاجين ،
و لا تدخر شيئا من كسبها ..
>>روى عنها أنها كانت تقول ،
إذا بات بجيبها درهم و لم تتصدق به :
الليلة عبادتي ناقصة .
>>عابدة من العابدات ..
كانت تجد سعادتها و سرورها في صلاة الليل
فإذا أقبل الليل
قالت : بخ بخ يا نفس قد جاء سرور المؤمنين ،
فتلبس ، و تقوم إلى محرابها ،
ثم كانت إذا صلت العصر هجعت إلى غروب الشمس ،
و كان ذلك دأبها ..
فلما قيل لها ،
لو جعلت هذه النومة في الليل كانت أهدأ
و أسكن لبدنك ,
>>قالت : لا والله لا أنام في ظلمة الليل مادمت في الدنيا
و مكثت حالها هذه طيلة أربعين سنة ..
حدث عامر بن مليك عن أمه أنها
>>قالت : بت ذات ليلة عند إبنة أبي طارق ،
فما زادت على هذه الآية من أول الليل إلى آخره
ترددها و تبكي
( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ،
ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم .... )
>>عابدة زاهدة , وعالمة متفقهة ،
كانت إذا جاء النهار قالت :
هذا يومي الذي أموت فيه ، فما تنام ..
حتى إذا جاء الليل قالت :
هذه ليلتي التي أموت فيها فلا تنام حتى تصبح .
و إذا جاء البرد لبست ثيابا رقيقا حتى يمنعها البرد من النوم
و كانت تحيي ليلتها بالصلاة ،
فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار ,
>>و تقول : يا نفس أمامك لو قدمت أطالت رقدتك
في القبر على حسرة ..
ثم لا تزال تدور الصباح تخاف الموت على غفلة و نوم ..
فكانت تصلي كثيراً
و تقول : عجبت لعين تنام
وقد عرفت طول الرقاد في ظلم القبور .
>>و عن امرأة أرضعتها معاذة قالت :
قالت لي معاذة : يا بنية كوني من لقاء الله تعالى على حذر
و رجاء ، فإني رأيت الراجي محفوفا بحسن الزلفى
لديه يوم يلقاه ..
و رأيت الخائف له مؤملا له زمان
يوم الناس لرب العاملين
ثم بكت ..
>>و عندما مات زوجها لم تتوسد فراشا حتى ماتت ,
و كانت تقول :
والله ما أحب البقاء إلا لأتقرب إلى ربي بالوسائل ,
و كانت تقول :
صحبت الدنيا سبعين سنة فما رأيت فيها قرة عين قط .
>>و روت معاذة عن عائشة أم المؤمنين
" وأم عمرو بنت عبد الله بن الزبير وهشام ابن عامر ..
و روى عنها أبو قلابة
و قتادة ويزيد الرشك و غيرهم و ورى لها الجماعة ،
و ذكرها ابن حبان فى الثقات .
>>عابدة زاهدة ، كثيرة الزهد عظيمة الورع ..
قالت لابنتها : لا تفرحي بفان
ولا تجزعي من ذاهب ،
و افرحي بالله عز وجل ,,
>>و قالت لها : إلزمي الأدب ظاهرا و باطنا ،
فما أساء أحد الأدب في الظاهر إلا عوقب ظاهرا ،
و ما أساء أحد الأدب باطنا إلا عوقب باطنا ..
>>و قالت : من استوحش من وحدته فذاك لقلة أنسه بربه ,
وقالت : من تهاون بالعبيد ،
فهو لقلة معرفته بالسيد ،
فمن أحب الصانع أحب صنعته .
/
*دع‘ـواآتـكم ||