العودة   شبكة صدفة > المنتديات الادبية > عذب الكلام والخواطر

عذب الكلام والخواطر خواطر رومانسية، وخواطر حزينة ،خواطر عتاب ،خاطرة جديدة ،كتابة خاطرة موجودة جميعها عذب الكلام.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09-09-2011, 01:15 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

الحب عند المراة والرجل

يبلغ الحب القمة: متى تنازلت المرأة عن عنادها,, والرجل عن كبريائه -:
:- عندما تكره المرأة رجلا الى درجة الموت,, فاعلموا أنها كانت تحبه الى درجة الموت -:
:- ما دمت أيها الرجل,, لا تستطيع أن تخفي عنها شيئا فأنت تحبها -:
:- وراء كل امرأة ناجحة حب فاشل -:
:- الحب الذي هو فصل واحد وحسب في حياة الرجل,, هو تاريخ المرأة بكامله -:
:- عندما يتهم الرجل المرأة بأنها بلا قلب,, فمن المؤكد أنها خطفت قلبه -:



:- حب الرجال كالكتابة على الماء,, واخلاصهم كالكتابة على الرمال -:
:- قلب المرأة العاشقة محراب من ذهب,, غالبا ما يحتضن تمثالا من طين -:
:- اعطاء المرأة صورتها لمن تحب ,, وعد بأنها ستعطي الأصل -:
:- للمرأة ثلاث مراحل مع الحب,, في الاولى تحب,,, وفي الثانية تعانيه,, وفي الثالثة تأسف عليه -:
:- من الرجال كثيرون يقتلون أنفسهم لأجل الحب,, ومن النساء أكثر من يمتن من الحب -:
:- الحب عند المرأة قصة عاطفية هي بطلتها,, وعند الرجل قصة هو مؤلفها -:



:- هناك لحظات في حياة كل امرأة تحس فيها بالحاجة الى رجل كي تحبه بكل جوارحها -:
:- الحب: امرأة ورجل,, وحرمان -:
:- مهما تكن المرأة ثرثارة فان الحب يعلمها السكوت -:
:- أجمل امرأة هي المرأة التي ترتعد كلمات الحب على شفتيها -:
:- الرجل في حبه يحب دائما أن يعرف كل ما تفعله المرأة -:
:- اذا أحبت المرأة الرجل,, لم تذل رجولته أبدا -:
:- في الحب: الرجل مهاجم,, والمرأة مدافعة -:



:- عندما يحب الرجل امرأة فإنه يفعل أي شيء من أجلها,, إلا شيئا واحدا هو أن يستمر في حبها -:
:- منطق المرأة يجري على سنة من تحبه وتهواه, -:
:- الرجل ابرع من المرأة في الصداقة ,, ولكنها أبرع منه في الحب -:
:- الرجل اذا أحب فهو كالثعلب مراوغ,, حذر,, أما المرأة اذا أحبت أخلصت,, وضحت -:
:- إن حباً أمكن يوماً أن ينتهي,, لم يكن في يوم من الأيام حباً حقيقياً -:



:- لا ينزع الحب من قلب المرأة إلا حب جديد -:
:- لا تستطيع المرأة أن تعيش بدون حبيب -:
:- قلة الاكثراث هو أخوف ما تخافه المرأة -:
:- الحب يهبط على المرأة في لحظة مملوءة بالسكون والإعجاب -:
:- المرأة تحب الرجل لأجل نفسه,, والرجل يحب المرأة لأجل نفسه أيضاً -:



:-حب الرجل سطر,, وحب المرأة صفحات -:
:- سعادة المرأة في أن تحب الرجل وتخضع له -:
:- حالما تحب المرأة,, تبدأ تمزق قلبها بالمخاوف والظنون -:
:- الإحساس والحب والإخلاص,, كل ذلك سيبقى مكتوباً على المرأة أن تقوم به -:







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 01:17 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

قف.. !
أحبك جدا...!!




اﻟحُبّ ُ هو شعور بالإنجذاب والإعجاب نحو شخص ما ،
أو شيء ما ،
وقد ينظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين إثنين ،
ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ "هرمون المحبين" أثناء اللقاء بين المحبين.
وتم تعريف كلمة حب لغوياً بأنها تضم معاني الغرام و العله و بذور النبات,
ولكن يوجد تشابهاً بين المعاني الثلاثة بالرغم من تباعدها ظاهرياً..
فكثيراً ما يشبّهون الحب بالداء أو العله ،
وكثيرا أيضاً ما يشبه المحبون الحب ببذور النباتات.
أما غرام ،
فهي تعني حرفياً :
التَعلُّق بالشيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه.
وتعني أيضاً
"العذاب الدائم الملازم" ;
وقد ورد في القرآن :
﴿إن عذابها كان غراما)[1].
والمغرم :
المولع بالشيء لا يصبر على مفارقته.
وأُغرم بالشيء :
أولع به .
فهو مُغرم .[2]


القلب الأحمر،
شعار الحب





معنى الحـب وأصل اشتقاقه

وقيل :
إنه مأخوذ من الحُباب وهو الذي يعلو الماء عند المطر الشديد. فكأنَّ غليان القلب وثوراته عند الاضطرام والاهتياج إلى لقاء المحبوب يُشبه ذلك.
وقيل :
مشتقة من الثبات والالتزام،
ومنه :
أَحَبَّ البعير، إذا برك فلم يقُمْ،
لأن المحبَّ لزم قلبه محبوبه.
وقيل :
النقيض ،
أي مأخوذة من القلق والاضطراب،
ومنه سُمى (القرط) حبّاً لقلقه في الأذن ،
قال الشاعر :
تبيتُ الحية النّضْناض منه مكان الحَبِّ تستمع السِّرارا
وقيل :
بل هي مأخوذة من الحُبِّ جمع حُبَّة وهي لباب الشيء وأصله ؛ لأن القلب أصل كيان الإنسان ولُبّه ،
ومستودع الحُبِّ ومكمنه.
وقيل :
في أصل الاشتقاق كثير غير هذا،
لكننا نعزف عن الإطالة والإسهاب .
ولتعريف الماهية نقول إن الحب هو:
الميْل الدائم بالقلب الهائم،
وإيثار المحبوب على جميع المصحوب ،
وموافقة الحبيب حضوراً وغياباً،
وإيثار ما يريده المحبوب على ما عداه،
والطواعية الكاملة،
والذكر الدائم وعدم السلوان ،
قال الشاعر:
ومَنْ كان من طول الهوى ذاق سُلْوَةً فإنِّيَ من ليْلى لها غيرُ ذائقِ وأكثر شيء نِلتـُهُ من وصالها أَمانِيُّ لم تصدُق كلَمْعةِ بارقِ وفي الحديث الذي رواه الإمام "أحمد" تصديق ذلك،
إذ قال النبي محمد صلي الله عليه وسلم :
{حُبُّك الشيءَ يُعْمي ويُصم}
أو الحضور الدائم ،

كما قال الشاعر:

يا مقيماً في خاطري وجَناني وبعيداً عن ناظري وعِياني أنت روحي إن كنتُ لستُ أراها فهي أدنى إليّ من كُلِّ دانِ

وقال آخر:

خيالك في عيني، وذكراك في فمي
ونجواك في قلبي، فأيْن تغيبُ؟!

وقال آخر :

ما ملكنا قلوبنا اننا العرب ما ملكنا دمائنا أمرنا عجب



القبلة من الأعمال الفنية لغوستاف كليمت.


ويقول الشاعر:

عندما تجد من تحب ارتمي في احضانه وحافظ عليه بقوة الحياة او بقوة الحب لان الحياة هي الحب وبدون حب لا حياة

ويقول نزار قباني :

أحبك واكتب حبي على وجه كل غمامة واعطي مكاتيب عشقي لكل يمامة احبك في زمن العنف .. من قال أني اريد السلامة أحبك يا امراة من بلادي وانوي على شفتيك الاقامة ..

ويقول نزار أيضا :

لو تطلب البحر في عينيك أسكبه أو تطلب الشمس في كفيك أرميها

أنـا أحبك فوق الغيم أكتبهــا وللعصافيـر والأشجـار أحكيهـا
أنـا أحبك فوق الماء أنقشهــا وللعناقيـد والأقـداح أسقيهـــا
أنـا أحبك يـا سيفـا أسال دمي يـا قصة لست أدري مـا أسميها

ويقول شاعر آخر :

لو كنت املك ان اهديكي عيناي لو ضعتهما بين يديكي
لو كنت املك ان اهد يكي قلبي لنزعته من صدري اليك
ولو كنت املك ان اهديكي عمري لوضعت ايامي تحت قدميك
وربما يبيع الانسان شيئا قد شراه لكن لا يبيع قلباً قد هواه

أسماء الحب ومراحله

وضعوا للحب أسماء كثيرة منها المحبة والهوى والصبوة والشغف والوجد والعشق والنجوى والشوق والوصب والاستكانة والود والخُلّة والغرام والهُيام والتعبد.
وهناك أسماء أخرى كثيرة التقطت من خلال ما ذكره المحبون في أشعارهم وفلتات ألسنتهم وأكثرها يعبر عن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.

الهوى

يقال إنه ميْل النفس ،
وفعْلُهُ:
هَوِي، يهوى، هَوىً،
وأما:
هَوَىَ يَهوي فهو للسقوط،
ومصدره الهُويّ.
وأكثر ما يستعمل الهَوَى في الحبِّ المذموم،

كما في قوله تعالي

وأمَا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنَّ الجَنَّة هي المأْوى

سورة النازعات




وقد يستعمل في الحب الممدوح استعمالا مقيداً،

منه قول النبي صلي الله عليه وسلم :
[لا يؤْمن أحدكم حتى يكون هَواهُ تبعاً لما جئتُ بِه].
صححه النووي

وجاء في الصحيحين عن "عروة بن الزبير" - - قال: (كانت خولة بنت حكيم: من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت "عائشة
" ا : أما تستحي المرأة أن تهَبَ نفسها للرَّجُل؟
فلمّا نزلت
( تُرْجي من تشاء مِنْهُنَّ ) (الأحزاب51 )
قلت:
يا رسول الله ما أرى ربَّك إلا يُسارعُ في هواك "

الصَّبْوة

وهي الميل إلى الجهل،
فقد جاء في القرأن الكريم على لسان سيدنا "يوسف"
قول القرآن:
( وإلا تَصرفْ عني كيدَهن أصبُ إليهنَّ وأكنُ من الجاهلين ).[يوسف30]

والصّبُوة غير الصّبابة التي تعني شدة العشق،
ومنها قول الشاعر:
تشكّى المحبون الصّبابة لَيْتني تحملت ما يلقون من بينهم وحدْي

الشغف

هو مأخوذ من الشّغاف الذي هو غلاف القلب،

ومنه قول الله في القرآن واصفاً حال امرأة العزيز في تعلقها بيوسف :
( قد شغفها حُباً ) ،
قال "ابن عباس"
ما في ذلك:
دخل حُبه تحت شغاف قلبها.

الوجد

عُرف بأنه الحب الذي يتبعه الحزن بسبب ما.

الكَلَفُ

هو شدة التعلق والولع،
وأصل اللفظ من المشقة،

كما ذكر في القرآن:
( لا يُكلف الله نفساً إلا وُسْعَهَا )
[البقرة286] .

وقال الشاعر:
فتعلمي أن قد كلِفْتُ بحبكم ثم اصنعي ما شئت عن علم

العشق

كما يقال عنه:
أمرّ هذه الأسماءُ وأخبثها،
وقلّ استعمال العرب القدماء له،
ولا نجده إلا في شعر المتأخرين،
وعُرِّف بأنه فرط الحب.

قال الفراء:
العشق نبت لزج،
وسُمّى العشق الذي يكون في الإنسان لِلصُوقهِ بالقلب.

الجوى

الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حُزْن.

الشوق

هو سفر القلب إلى المحبوب،
وارتحال عواطفه ومشاعره،
وقد جاء هذا الاسم في حديث نبوي
إذ روى عن "عمار بن ياسر"
أنه صلى صلاة فأوجز فيها،
فقيل له:
أوجزت يا " أبا اليقظان " !!
فقال:
لقد دعوت بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم"
يدعو بهن:
[اللهم بعلمك الغيب،
وقدرتك على الخلق،
أحيني إذا كانت الحياة خيراً لي،
وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي،
وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة،
وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى،
وأسألك القصد في الفقر والغنى،
وأسألك نعيماً لا ينفد،
وأسألك قرة عين لا تنقطع،
وأسألك الرضى بعد القضاء،
وأسألك بَرَد العيش بعد الموت،
وأسألك لذة النظر إلى وجهك،
والشوق إلى لقائك،
في غير ضراء مُضرة،
ولا فتنة ضالة،
اللهم زيِّنَّا بزينة الإيمان،
واجعلنا هُداة مهتدين] .

وقال بعض العارفين :

(لما علم الله شوق المحبين إلى لقائه، ضرب لهم موعداً للقاء تسكن به قلوبهم).

الوصب ُ

وهو ألم الحب ومرضه،
لأن أصل الوصب المرض،
وفي الحديث الصحيح:
[ لا يصيب المؤمن من همّ ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه ] .

وقد تدخل صفة الديمومة على المعنى،
وذكر القرآن:
( ولهم عذابٌ واصبٌ )
[الصافات9]
وقال سبحانه:
( وله الدينُ واصباً ) .
[النحل 52]

الاستكانة

وهي من اللوازم والأحكام والمتعلقات،
وليست اسماً مختصاً،
ومعناها على الحقيقة :
الخضوع ،
وذكر القرآن الاستكانة بقولهِ:
( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )
[المؤمنون 76] ،
وقال تعالي:
( فما وَهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفوا وما استكانوا )
[آل عمران146] .

وكأن المحب خضع بكليته إلى محبوبته،
واستسلم بجوارحه وعواطفه،
واستكان إليه.

الوُدّ

وهو خالص الحب وألطفه وأرقّه،
وتتلازم فيه عاطفة الرأفة والرحمة،

يقول الله تعالى:
(وهو الغفور الودود)
[البروج14] ،
ويقول سبحانه:
(إن ربي رحيم ودود)
[هود90] .

الخُلّة

وهي توحيد المحبة،
وهي رتبة أو مقام لا يقبل المشاركة،
ولهذا اختص بها في مطلق الوجود الخليلان
"إبراهيم" و"محمد" ،

ولقد ذكر القرآن ذلك في قولهِ:
(واتَخَذَ اللهُ إبراهيم خليلاً)
[النساء125].

وصح عن النبي محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :
[ لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن صاحبكم خليل الرحمن ]

وقيل:

لما كانت الخلّة مرتبة لا تقبل المشاركة امتحن الله سبحانه نبيه "إبراهيم" - الخليل - بذبح ولده لما أخذ شعبة من قلبه،
فأراد سبحانه أن يخلّص تلك الشعبة ولا تكون لغيره،
فامتحنه بذبح ولده،
فلما أسلما لأمر الله،
وقدّم إبراهيم محبة الله تعالى على محبة الولد،
خلص مقام الخلة وصفا من كل شائبة،
فدي الولدُ بالذبح.

ومن ألطف ما قيل في تحقيق الخلّة :

إنها سميت كذلك لتخللها جميع أجزاء الروح وتداخلها فيها،

قال الشاعر:

قد تخلَّلْتِ مسلك الروح مِني
وبذا سُمِّي الخليل خليلاً

الغرام

وهو الحب اللازم،
ونقصد باللازم التحمل ،
يقال:
رجلٌ مُغْرم،
أي مُلْزم بالدين ،
قال "كُثِّير عَزَّة":

قضى كل ذي دينٍ فوفّى غريمه
و"عزَّة" ممطول مُعنًّى غريمُها ومن المادة نفسها
قول الله تعالى في القرآن عن جهنم:
(إنَّ عذابها كان غراماً)
أي لازماً دائماً.

الهُيام

وهو جنون العشق،
وأصله داء يأخذ الإبل فتهيم لا ترعى،
والهيم (بكسر الهاء) الإبل العطاش،
فكأن العاشق المستهام قد استبدّ به العطش إلى محبوبه فهام على وجهه لا يأكل ولا يشرب ولا ينام،
وانعكس ذلك على كيانه النفسي والعصبي فأضحى كالمجنون، أو كاد يجنّ فعلاً على حد قول شوقي :

ويقول تكاد تُجَـنُّ به فأقول
وأوشك أعبُده مولاي وروحي في يده
قد ضيّعها سلِمت يده

الحب في الإسلام

يعتبر الإسلام ان أكثر ما يجب أن يحبه الإنسان هو الله،

لقول القرآن

ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله

سورة البقرة آية 165




وقول القرآن أيضا:

قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإِخواِنكم وأَزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وَتجَارَة تخشون كسادها ومساكن تَرضونها أَحب إِلَيكم من الله وِرسوله وِجِهَادٍ في سبيِله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لاَ يهدي القوم الفاسقين

سورة التوبة آية 24




وروى مسلمُ عن أبي هريرةَ قال:
" قال رسول الله ،
و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".

وقد حث الإسلام أيضا على الحب بين الزوجين بل و أمر المسلمين به

حيث ورد في القرآن الكريم:

و عاشروهن بالمعروف

سورة النساء آية 19




, كما أن الإسلام أطلق على علاقة الحب بين الزوجين اسم
" الميثاق الغليظ ".
و قاوم الإسلام فكرة الإنفصال بين الزوجين ,
فبالرغم من إباحية الطلاق في الإسلام إلا أنه قيد بشروط جعلته يحدث في نطاق ضيق و محدود.

و لعل قول رسول الإسلام في الحديث النبوي
" إن أبغض الحلال عند الله الطلاق "

هو أدل شئ على كراهية الإنفصال بين الزوجين.
ومن أعظم أنواع الحب هو الحب في الله أي أن يحب الإنسان غيره لأنه شخص صالح ومؤمن وليس له في حبهِ منفعة،
ولا شهوة،
ولا قرابة،
من غير أن يناله منه أي نفع،

والذي جاء فيه الحديث

" ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوةَ الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحـبَّ إليه مما سواهما، وأن يُحبَ المرءَ لا يُحبُه إلا لله، وأن يكره أن يعودَ في الكفر بعد إذ أنقذَهُ الله منه كما يكـره أن يقذَف في النار " [3]


نظرة علمية للحب



وجد باحثون بريطانيون أن هرمون التيستوستيرون يقل عن معدلاته الطبيعية عند الرجال عند الوقوع في الحب،
بينما يزداد عن عن معدلاته الطبيعية عند النساء.
وفي دراسة أخرى اكتشف باحثون بجامعة
"لندن كوليدج"
أن الوقوع في الحب يؤثر على دوائر رئيسية في المخ.
وتوصل الباحثون إلى أن الدوائر العصبية التي ترتبط بشكل طبيعي بالتقييم الاجتماعي للأشخاص الآخرين تتوقف عن العمل عندما يقع الإنسان في الحب.
وقال الباحثون إن هذه النتائج قد توضح أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبون. [4]


أنواع الحب
  • الحبّ الإلٰهي
  • الحب الأخوي
  • حب النفس
  • الحب الأفلاطوني
  • الحب الرومانسي
  • الحب الجنسي
  • الحب المادي









آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 11:15 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

أحببت وجهك في السحور
وفي الليالي والبكور
ونثرت شوقي فوق شعرك كالزهور
وسقيت صدري من حنينك في سرور
وظللت أبني من سناك العشق جسرا للمرور
ثم انحنيت لراحتيك أزيح عنها كل جور
أنت المنى والمقلتان هما الزمان بل العصور
والعمر بعدك قد تهشم بالكسور
هل من وصال يجبر الأحزان يأتي بالحبور
كم من سهاد مل مني كالغيور
وأنا وأنت بكوخنا لكأننا أهل القصور



نوع من انواع الحب






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-09-2011, 11:16 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

*ما عَاد تعريف الحب اليوم ( اثنان ينظران في الاتجاه نفسه ) بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه !
و لا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نُحب ، بل في تَلقي رسالة هاتفية منه !
ماتت الأحاسيس العاطفية الكبيرة .. بسبب تلك ( الأفراح التكنولوجية ) الصغيرة التي تأتي و تختفي بزر !
منذ سلمنا مصيرنا العاطفي للآلآت !
انتهي زمن الانتظار الجميل لساعي البريد !
صندوق البريد الذي نحتفظ بمفتاحهِ سرًا وَ نسابق الأهل لفتحه !
الرسائل التي نحفظها عن ظهر قلب و نخفيها لسنوات .. الأعذار التي نجدها لحبيب تأخرت رسالته أو لم يكتب لنا !
اليوم ندري أنّ رسالته لم تته و لا هي تأخرت ..
صار بإمكان المحب أن يحسب بالدقائق وقت الصمت المهين بين رسالة و الرد عليها !






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 09-10-2011, 11:20 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ملكة بإحساسي

الصورة الرمزية ملكة بإحساسي

إحصائية العضو








ملكة بإحساسي غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

سلمت الايادي استاذ ابو عمر
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك

نترقب المزيد من جديدك
لكـ خالص احترامي







آخر مواضيعي 0 برنامج DuDu Recorder v4.90 الافظل في تسجيل المكالمات والملاحظات
0 كن بشرا وليس اشباه بشر
0 كيف تجعل عطرك يدوم طوال السهرة
0 ازياء رائعه وانيقة للمحجبات
0 فساتين قصيرة وناعمة للسهرة
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011, 01:11 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور مشاهدة المشاركة
أحببت وجهك في السحور

وفي الليالي والبكور
ونثرت شوقي فوق شعرك كالزهور
وسقيت صدري من حنينك في سرور
وظللت أبني من سناك العشق جسرا للمرور
ثم انحنيت لراحتيك أزيح عنها كل جور
أنت المنى والمقلتان هما الزمان بل العصور
والعمر بعدك قد تهشم بالكسور
هل من وصال يجبر الأحزان يأتي بالحبور
كم من سهاد مل مني كالغيور
وأنا وأنت بكوخنا لكأننا أهل القصور


نوع من انواع الحب





على أجنحة الشوق
والاخوة
والاحترام



تسافر بي الحروف
نحوك. نحو إبداع ممتزج
بالرومانسية الحالمة
وأرخي سمعي لعزفك المنفرد
على أوتار العذوبة
مروري على أحرفك
يجعلني أصل الى قمة الإستمتاع
قراءة ناصعة الأناقة منك
و ثناء يحملني للسحاب
الحالمون يصعب عليهم الرضوخ
تحت أشد الأضواء سطوعاً
تأبى أرواحهم إلا التعلق بأعطاف خيال وردي
روحانيتهم الجميلة تظل تغرد وحدها في سماء الواقع
سهل على القلوب هضمها
و على الأرواح تشربها
تألفها المشاعر بسهولة
و يستسيغها وجداننا كالشهد
كذاك كان ردك سيدتي
لكـ خالص احترامي






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011, 01:14 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة بإحساسي مشاهدة المشاركة
سلمت الايادي استاذ ابو عمر
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك
لكـ خالص احترامي



أج ــمل وأرق باقات ورودى
لردك الجميل ومرورك العطر
والله يعينا على طاعتة وغفرانة

كل الود والتقدير
دمت برضى من الرح ــمن
لك خالص احترامي وتقديري







آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011, 01:19 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

أسئلة بلا جواب
أيها العاشق المسكين , أيها المفارق الحزين ,أيها الجرح المرافق للعاشقين .
سيداتي آنساتي سادتي:
الحب من الأمور الغريبة ...
الحب بداية عجيبة ...
الحب نهاية عصيبة ...
سيداتي آنساتي سادتي:
لماذا العاشق بالحب مسكين ؟؟؟
لماذا المفارق يبقى طول عمره حزين ؟؟؟
لماذا لا يجاوب على أسئلتي سوى العاشقين ؟؟؟
سيدتي آنساتي سادتي:
الحب بداية ...
العشق نهاية ...
النسيان كذبة...
الصبر حقيقة...
سيداتي آنساتي سادتي:
أنا لم أجد لنفسي من بعد حبيبتي أيام ...
أنا لم أجد لنفسي من بعد حبيبتي ذكريات ...
انا لم أجد لنفسي من بعد حبيبتي أحلام ...
أنا لم أجد من بعد حبيبتي بسمات ...
سيداتي آنساتي سادتي :
أنا مسجون بمدينة ذكرياتي عنيزة
أخاف أن اخرج وأموت بعيد عنها ...
وتنتهي قصتي الجميلة وذكرياتي بها ...
سيداتي آنساتي سادتي :
حبيبتي :
ورده بعنيزة ...
قمر يضيء بعنيزة ...
زهره رائحتها بعنيزة ...
فرحه بدايتها بعنيزة ...
ذكريات إنسان جميلة بعنيزة ...
سيدتي آنساتي سادتي :
لم أجد حل ا لأسئلتي ...
لم أجد حل لمأساتي ...
لم أجد حل لمعاناتي ...
لم أجد حل لذكرياتي ...
سوى سؤال حياتي ...
إلى متى انتظر مماتي ؟؟؟






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011, 01:20 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

قآلوآ : الحب سر وجودنآ !!



سمعت بآلحب ..
بإنه إحسـآس جميل وأن الحيـآه بلآ حب
...... لآتسمى حيآآه ..
قآلوآ : الحب سر وجودنآ !!
تمنيت لو إني أحب بسبب حديثهم المشوق ..
ركضت في عآلمي ..!!
في ظلآم حآآلك أبحث عنه ..
بحثت بين أرجآء قلبي وجلست في أحد أركآنه حزينه لأني لم أجده ..
وفي لحظه همس لي صوتآ في إذني :
هآأنآ يآمن تبحثين عني ..
بدأت أنفآسي تتقطع وجسمي يبرد
لم أستطيع أن أدير وجهي كي أرآه ..
دقـآت قلبي تآرّه ترتفع وتآرّه تنخفض
هل أغآمر وأدخ ـل متآهآت لآ إنتهآء لهآ
................................. أم أظل كمآ كنت !!
يآربآآه ..
يآربآآه ..
مشيت بلآ شعور قدمآي كآنت تتبع قدمآه خطوه خطوه
لم أستطع الترآجع أبدآ ..
وبعدمآ قطعنآ مسـآفآت طويله وقف قليلآ وإلتفت لي قآئلآ :
أنآ الحــــــُـب .. لكن لآأستطيع أن أدعك تكملي مسيرك
فتركني عآلقه في مكآن مظلم ..
لآ أرى شيئآ من شدة سوآده
كم كنت خآئفه لكني إدعيت القوه
خذلتني يآحب وجعلتني أعيش الوحده والخوف ..
غآمرت بحيآتي وغلبني الفضول ولم أتوقع ان تكون هذه النهآيه
فهي نهآيه قآسيه مثلك






آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2011, 06:57 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
ابو عمر المصرى

الصورة الرمزية ابو عمر المصرى

إحصائية العضو









ابو عمر المصرى غير متواجد حالياً

 
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابو عمر المصرى

افتراضي رد: قالوا عن الحب...

الحب الإلهي


المحبة لله هي الغاية القصوى من المقامات، والذروة العليا من الدرجات، فما بعد إِدراك المحبة مقام إلا وهو ثمرة من ثمارها، وتابع من توابعها، كالشوق والأنس والرضا.. ولا قبل المحبة مقام إِلا وهو مقدمة من مقدماتها كالتوبة والصبر والزهد.. ["الإحياء" للإمام الغزالي كتاب المحبة والشوق ج13. ص2570].

والمحبة لا تُحدُّ بحد أوضح منها، والتعاريف والحدود لا تزيدها إِلا خفاءً، فتعريفها وُجودها ؛ إِذ التعاريف للعلوم. أما المحبة فهي حالة ذوقية تفيض على قلوب المحبين، ما لها سوى الذوق إِفشاء. وكل ما قيل في المحبة ما هو إِلا بيان لآثارها، وتعبير عن ثمارها، وتوضيح لأسبابها.

قال الشيخ الأكبر ابن عربي الحاتمي رحمه الله تعالى: (واختلف الناس في حدّها، فما رأيت أحداً حدَّها بالحد الذاتي، بل لا يتصور ذلك، فما حدَّها مَنْ حدّها إِلا بنتائجها وآثارها ولوازمها، ولاسيما وقد اتصف بها الجناب الإِلهي العزيز وهو الله. وأحسن ما سمعت فيها ما حدثنا به غير واحد عن أبي العباس الصنهاجي، قالوا: سمعناه وقد سئل عن المحبة، فقال: الغيرة من صفات المحبة، والغيرة تأبى إِلا الستر، فلا تُحد) ["الفتوحات المكية" لابن عربي الحاتمي الطائي. الباب الثامن والسبعون بعد المئة في معرفة مقام المحبة].

وقال ابن الدباغ رحمه الله تعالى: (فإن المحبة لا يعبِّر عنها حقيقة إلا مَنْ ذاقها، ومن ذاقها استولى عليه من الذهول على ما هو فيه أمر لا يمكنه معه العبارة، كمثل من هو طافح سكراً، إِذا سئل عن حقيقة السكر الذي هو فيه، لم يمكنه العبارة في تلك الحال؛ لاستيلائه على عقله. والفرق بين السكرين: أن سكر الخمر عرضي، يمكن زواله، ويعبر عنه في حين الصحو، وسكر المحبة ذاتي ملازم، لا يمكن من وصل إِليه أن يصحو عنه، حتى يخبر فيه عن حقيقته، كما قيل:

يصحو من الخمر شاربوها والعشق سكر على الدوام ["مشارق أنوار القلوب ومفاتح أسرار الغيوب" لعبد الرحمن بن محمد الأنصاري المعروف بابن الدباغ ص21]. لذلك لما سئل الإِمام الجنيد رحمه الله تعالى عن المحبة، كان جوابَه فيضانُ الدموع من عينيه، وخفقان القلب بالهيام والشوق، ثم عبر عما يجده من آثار المحبة.

قال أبو بكر الكتاني رحمه الله تعالى: (جرتْ مسألةٌ في المحبة بمكة أعزها الله تعالى أيام الموسم، فتكلم الشيوخ فيها، وكان الجنيد أصغرهم سناً، فقالوا: هات ما عندك يا عراقي! فأطرق رأسه، ودمعت عيناه ثم قال: عبدٌ ذاهب عن نفسه، متصل بذكر ربه، قائم بأداء حقوقه، ناظر إِليه بقلبه، أحرق قلبه أنوارُ هيبته، وصفاء شربه من كأس وُدِّه، وانكشف له الجبار من أستار غيبه، فإِن تكلم فبالله، وإِن نطق فعن الله، وإِن تحرك فبأمر الله، وإِن سكن فمع الله، فهو بالله ولله ومع الله، فبكى الشيوخ وقالوا: ما على هذا مزيد، جزاك الله يا تاج العارفين) ["مدارج السالكين" ج3. ص11].

دليلها وفضلها:

الأدلة على محبة الله لعبده، ومحبة العبد لربه كثيرة. قال الله تعالى: {يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. وقال تعالى: {والذين آمنوا أشَدُّ حُبّاً للهِ} [البقرة: 165]. وقال تعالى: {قل إنْ كُنْتُم تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ ويغفِرْ لكُمْ ذنوبَكُم} [آل عمران: 31]. ويحببكم الله: دليل على المحبة وفائدتها وفضلها.

وفي السنة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مَنْ كنَّ فيه وجد حلاوة الإِيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إِليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إِلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: مَنْ عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إِليَّ عبدي بشيء أحبَّ إِليَّ من أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إِليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإِذا أحببتُه كنتُ سمعُه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإِن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنه" [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب التواضع].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذا أحب الله العبد دعا جبريلَ فقال: إِني أحب فلاناً فأحبَّه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إِن الله يحب فلاناً فأحِبُّوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض" [أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة].

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كان من دعاء داود عليه السلام: اللهم إِني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك، اللهم اجعل حبك أحب إِلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد"[أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات وقال: حسن غريب]:

والقرآن والسنة مملوءان بذكر مَنْ يحبه الله من عباده، وذكر ما يحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم كقوله تعالى: {واللهُ يُحِبُّ الصابرينَ} [آل عمران: 146]. {واللهُ يُحِبُّ المحسنينَ} [المائدة: 93]. {إنَّ اللهَ يُحِبُّ التوابينَ ويُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ} [البقرة: 222]. وقوله في ضد ذلك: {واللهُ لا يُحِبُّ الفسادَ} [البقرة: 205]. { واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مختالٍ فخورٍ } [الحديد: 23]. {واللهُ لا يُحِبُّ الظالمينَ} [آل عمران: 57].

وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الله ورسوله من شرائط الإِيمان في أحاديث كثيرة فقال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إِليه من أهله وماله والناس أجمعين" [رواه البخاري ومسلم في صحيحهما في كتاب الإيمان عن أنس رضي الله عنه].

وقد وجه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أصحابه للمحبة، لما لها من الأثر العظيم والمقام الرفيع، ولَفَتَ أنظارهم إِلى نعمه تعالى وبالغ إِفضاله، ثم بيَّن لهم أنَّ حبهم لله يقتضي حبهم لحبيبه الأعظم عليه الصلاة والسلام، كما أنَّ حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوصلهم إِلى حب الله تعالى. قال عليه الصلاة والسلام: "أَحِبُّوا الله لما يغذوكم من نعمه، وأَحِبّوني بحب الله" [رواه الترمذي في كتاب المناقب وقال: حسن غريب رواه الترمذي في كتاب المناقب وقال: حسن غريب].

وقد بشر الرسول صلى الله عليه وسلم المحبين بالمعية مع محبوبهم، فقد روى أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى الساعة يا رسول الله ؟ قال: "ما أعددتَ لها ؟" قال: ما أعددتُ لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله. قال: "أنت مع مَنْ أحببتَ". قال أنس: فقلنا ونحن كذلك ؟ قال: "نعم". ففرحنا بها فرحاً شديداً [رواه البخاري في صحيحه في كتاب المناقب، ومسلم في صحيحه في كتاب البر عن أنس رضي الله عنه].

والأحاديث في المحبة كثيرة، وكلها تشير إِلى عظيم فضلها، وبالغ أثرها، وحين تحقق الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم بمحبة الله ورسوله بلغوا أوج الكمال في الإيمان والأخلاق والتضحية، وأنستهم حلاوة المحبة مرارة الابتلاء وقساوة المحن، وحملهم دافع المحبة على بذل الروح والمال والوقت، وكلِّ غالٍ ونفيسٍ في سبيل محبوبهم لعلهم يحوزون رضوانه وحبه.

والحقيقة أن الإِسلام أعمال وتكاليف وأحكام، وروحه المحبة، والأعمال بلا محبة أشباح لا حياة فيها.

الأسباب المورثة للمحبة:

ذكر العلماء من الأسباب المورثة للمحبة أموراً كثيرة، وأهمها عشرة:

أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به.

الثاني: التقرب إِلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإِنها توصل إِلى درجة المحبوبية بعد المحبة.

الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا التذكر.

الرابع: إِيثار محابِّه على محابِّك عند غلبة الهوى، والتسنُّمُ إِلى محابِّه وإِنْ صعب المرتقى.

الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتُها ومعرفتها، وتقلبُه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبَّه لا محالة.

السادس: مشاهدة بره وإِحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإِنها داعية إِلى محبته.

السابع: انكسار القلب بكليته بين يديه تعالى تذللاً وتواضعاً.

الثامن: الخلوة به وقت التجلي الإِلهي لمناجاته لاسيما في الأسحار، وتلاوةُ كلامه، والوقوفُ بالقلب والتأدبُ بين يديه، ثم ختْمُ ذلك بالاستغفار والتوبة.



التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم، كما ينتقي أطايب الثمر. ومن الأدب في مجالستهم ألاَّ تتكلم في حضرتهم إِلا إِذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمتَ أن فيه مزيداً لحالك ومنفعة لغيرك.

العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل [انظر كتاب "مدارج السالكين" ص11ـ12].

فمن هذه الأسباب وغيرها وصل المحبون إِلى منازل المحبة.

علامات المحبة:

كثير من الناس من يدَّعي محبة الله ورسوله، وما أسهل دعوى اللسان. فلا ينبغي للإِنسان أن يغتَرَّ بخداع النفس، بل عليه أن يعلم أن للحب علامات تدل عليه، وثماراً تظهر في القلب واللسان والجوارح، فإِذا أراد ألاَّ يغش نفسه فلْيضعْها في موازين الحب، ولْيمتحْنها بعلاماته، وهي كثيرة، منها:

1ـ حب لقاء الحبيب بطريق الكشف والمشاهدة في دار السلام، فلا يُتصور أن يحب القلب محبوباً إِلا ويحب مشاهدته ولقاءه، وإِذا علم أنه لا وصول إِلا بالارتحال من الدنيا ومفارقتها بالموت، فعليه أن يكون محباً للموت غير فارٌّ منه، لأن الموت مفتاح اللقاء. قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق، ومسلم في صحيحه في كتاب الذكر، باب من أحب لقاء الله]. ولهذا كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، يحبون الشهادة في سبيل الله، ويقولون حين يُدَعْون للمعركة: مرحباً بلقاء الله.

2ـ أن يكون مؤثِراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه، فيلزم الطاعة، ويجتنب الكسل واتباع الهوى، ومَنْ أحبَّ الله لا يعصيه، ولذلك قال ابن المبارك رحمه الله تعالى:

تعصي الإِلهَ وأنتَ تُظهر حبَّه هذا لَعمري في القياس بديعُ

لو كان حبُّك صادقاً لأطعتَه إِنَّ المحبَّ لمن يحبُّ مطيعُ

وفي هذا المعنى قيل أيضاً:

وأَتركُ ما أهوى لما قد هويتَه فأرضى بما ترضى وإِن سخطتْ نفسي

فطاعة الله تعالى ومحبته تستلزم اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في الأقوال والأفعال والأخلاق، قال تعالى: {قل إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّون الله فاتَّبِعوني يُحبِبْكُم اللهُ ويغْفِرْ لكم ذنوبَكُمْ} [آل عمران: 31].

3ـ أن يكون مكثراً لذكر الله تعالى، لا يفتُرُ عنه لسانه، ولا يخلو عنه جنانه، فمَنْ أحبَّ شيئاً أكثر من ذكره.

خيالُكَ في قلبي وذِكرُكَ في فمي ومثواكَ في قلبي فأين تُغيَّبُ

4ـ أن يكون أنسه بالخلوة ومناجاتهِ لله تعالى وتلاوةِ كتابه، فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت، فأقل درجات المحبة التلذذُ بالخلوة بالحبيب، والتنعمُ بمناجاته.

5ـ أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله عز وجل، ويُعظمَ تَأسفَه على فوت كل ساعة خلتْ عن ذكر الله وطاعته، فيكثر رجوعه عند الغفلات، بالاستعطاف والتوبة.

6ـ أن يتنعم، ويتلذذ بالطاعة، ولا يستثقلها، ويسقطَ عنه تعبها.

7ـ أن يكون مشفقاً على جميع عباد الله رحيماً بهم، شديداً على جميع أعداء الله، كما قال تعالى: {أشدَّاءُ على الكُفَّارِ رُحَماءُ بينَهُم}

[الفتح: 29].

8ـ أن يكون في حبه خائفاً متفائلاً تحت الهيبة والتعظيم، وقد يُظن أن الخوف ينافي الحب، وليس كذلك، بل إِدراك العظمة يوجب الهيبة كما أن إِدراك الجمال يوجب الحب، وللمحبين مخاوف على حسب مراتبهم، كخوف الإِعراض وخوف الحجاب وخوف الإِبعاد. ولذا قال بعض المحبين:

الحبيب عرفته وأنا منه خائف لا يحبك إِلا من هو بك عارف

9ـ كتمان الحب، واجتناب الدعوى، والتوقي من إِظهار الوجد والمحبة تعظيماً للمحبوب وإِجلالاً له، وهيبة منه، وغَيْرة على سره، وبعض المحبين عجز عن الكتمان فقال:

يخفي فيبدي الدمعُ أسرارَه ويُظهر الوجد عليه النَّفَسُ

وبعضهم قال:

ومَنْ قلبه مع غيره كيف حاله ؟ ومَنْ سره في جفنه كيف يكتم ؟

10ـ الأنس بالله والرضا به. وعلامة الأنس بالله عدمُ الاستئناس بالخلق والتلذذُ بذكر الله، فإِن خالطهم فهو كمنفرد في جماعة ومجتمع في خلوة. قال علي كرم الله وجهه في وصف المحبين المستأنسين بالله: هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستلانوا بما استوعر المُتْرفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحُها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إِلى دينه [نظر كتاب المحبة والشوق من "إِحياء علوم الدين" للغزالي، و"الفتوحات المكية" لابن عربي].


مراتب المحبة:

ذكر العلماء للمحبة مراتب عشراً:

أولها العلاقة: وسميت بذلك لتعلق القلب بالمحبوب.

الثانية الإِرادة: وهي ميل القلب إِلى محبوبه وطلبهُ له.

الثالثة الصبابة: وهي انصباب القلب إِلى المحبوب بحيث لا يملكه صاحبه، كانصباب الماءِ في المنحدر.

الرابعة الغرام: وهو الحب اللازم للقلب لا يفارقه، بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه.

الخامسة الوداد: وهو صَفوُ المحبة، وخالصها، ولبها.

السادسة الشغف: وهو وصول الحب إِلى شغاف القلب. قال الإِمام الجنيد رحمه الله تعالى: الشغف أن لا يرى المحب جفاءً، بل يراه عدلاً منه ووفاءً.

وتعذيبُكم عذبٌ لديَّ وجَوْرُكم عليَّ بما يقضي الهوى لكمُ عدلُ



السابعة العشق: وهو الحب المفرط الذي يُخاف على صاحبه منه.

الثامنة التتيُّم: وهو التعبد والتذلل، يقال: تيَّمه الحب أي ذَلَّلَهُ وعبَّده.

التاسعة التعبد: وهو فرق التتيم، فإِن العبد لم يبق له شيء من نفسه.

العاشرة الخلة: انفرد بها الخليلان إِبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وهي المحبة التي تخللت روح المحب وقلبه، حتى لم يبقَ موضع لغير المحبوب [انظر كتاب "مدارج السالكين" ص18].

وقد رأى الصوفية أن سر هذه الحياة يقوم على حرفين اثنين: الحاء والباء:

وأحسنُ حالة الإِنسان صدقٌ وأكملُ وصفِه حاءٌ وباءُ

فالتكاليف تَسْهلُ وتَلَذُّ إِذا ما وُجِدَ الحب:

لولاك يا سِرَّ الوجود ما طاب عيشي ولا وجودي

ولا ترَنَّمْتُ في صلاتي ولا ركوعي ولا سجودي



وإِذا تمكن الحب من القلب أخرج هذه الدنيا الفانية من سويدائه، وعاش صاحبه حياة طيبة منعمة، لا يعرف الهمُّ سبيلَه إِليه.

مر بعض الصوفية على رجل يبكي على قبر، فسأله عن سبب بكائه فقال: إِنّ لي حبيباً قد مات. فقال: لقد ظلمتَ نفسك بحبك لحبيب يموت، فلو أحببتَ حبيباً لا يموت لما تعذبت بفراقه.

وفي واقعنا أمثلة كثيرة عمن يسترخص موته عند يأسه من لقاء من يحبه، أو انقطاع أمله مما تعلق قلبه به من متاع زائل. فالانتحار، وحرق النفس والترامي على صخرة الموت.. أمور كلنا نسمعها عن محبين بائسين خاسرين، وقد قيل:

فإِن شئتَ أن تحيا حياةً هنيئةً فلا تتخذْ شيئاً تخافُ له فَقْدا

فأين هؤلاء من أحباب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم الذين أحبوا الله، ورضوا به رباً، وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، وبالإِسلام ديناً!

فمنهم مَنْ أحب الموت، ورحب به ليلقى مِن ورائه أحبابَه.. (غداً ألقى الأحبة، محمداً وصحبه) [قال ذلك بلال رضي الله عنه عند احتضاره. ومرَّ عزوه في صفحة 293].

ومنهم مَنْ ضحى بنفسه ودمه في ساحات الجهاد، لينال رضوان الله ويحظى بلقائه، ومنهم ومنهم.. وفرق كبير بين من يضحي بنفسه في سبيل الله تعالى، وبين من يضحي بنفسه لفقد شيء خسيس تافه:

أنت القتيلُ بأيِّ مَنْ أحببتَه فاخترْ لنفسك في الهوى مَنْ تصطفي

وأعلى وأغلى الثمرات التي يقطفها المحب، هو الحب المتبادل: {يُحِبُّهُم ويُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. والرضى المتبادل: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُم ورَضُوا عنْهُ} [البينة: 8]. والذكر المتبادل: {فاذكروني أذكُرْكُم} [البقرة: 152].

مر عيسى عليه السلام على طائفة من العبَّاد، قد وهنت أبدانهم، وتغيرت ألوانهم من العبادة ؛ فقال لهم: من أنتم ؟ فقالوا: نحن عباد الله تعالى. فقال: ولأي شيء تعبدتم ؟ قالوا: خَوَّفَنا الله من ناره، فخفنا منها. فقال: إِن الله تعالى قد أَمَّنكم مما خفتم منه. ثم جاوزهم لآخرين أشد منهم عبادة، فقال: لأي شيء تعبدتم ؟ قالوا: شَوَّقنا الله جنتَه وما أعد فيها لأوليائه، فنحن نرجوها بعبادتنا. فقال: إِن الله أعطاكم ما رجوتم. ثم جاوزهم ومر بآخرين يتعبدون فقال: من أنتم ؟ قالوا: نحن المحِبون لله عز وجل، لم نعبده خوفاً من ناره، ولا شوقاً إِلى جنته، ولكن حباً له وتعظيماً لجلاله ؛ فقال أنتم أولياء الله حقاً، وقد أُمِرْتُ أن أُقيم معكم، وأقام بين أظهرهم ["نور التحقيق" ص84].

يشير هذا الشاهد إِلى أن الناس يتفاوتون باختلاف هممهم ؛ فمنهم من يريد الدنيا ؛ ومنهم من يريد الآخرة، ومنهم من يريد الله تعالى.

سمع بعض الصوفية قارئاً يقرأ: {مِنْكُم مَنْ يريدُ الدُّنيا ومِنْكُم مَنْ يريدُ الآخرة} [آل عمران: 152]. فقال: وأين من يريد الله ؟!..

ولهذا قال الإِمام علي رضي الله عنه: (إِن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإِن قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإِن قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار).

وقيل في وصف الذين أرادوا الله، وأحبوه دون غيره:

فما مقصودُهم جناتُ عدنٍ ولا الحور الحسانُ ولا الخيامُ

سوى نظرِ الجليلِ وذا مناهم وهذا مقصدُ القومِ الكرامُ

(لله در أقوام إِذا جن عليهم الليل سمعت لهم أنين الخائف.. وإِذا أصبحوا رأيت عليهم تغير ألوان..

إِذا ما الليل أقبل كابدوهُ ويسفر عنهمُ وهمُ ركوعُ

أطارَ الشوقُ نومَهمُ فقاموا وأهلُ الأمنِ في الدنيا خشوعُ

أجسادهم تصبر على التعبد، وأقدامهم ليلَها مقيمة على التهجد، لا يُرَدُّ لهم صوت ولا دعاء، تراهم في ليلهم سجداً ركعاً، وقد ناداهم المنادي، وأطربهم الشادي:

يا رجالَ الليل جِدّوا رُبَّ صوتٍ لا يُرَدُّ

لا يقوم الليلَ إِلا مَنْ له حَزم وجِدُّ

لو أرادوا في ليلتهم ساعة أن يناموا أقلقهم الشوق إِليه فقاموا، وجذبهم الوجد والغرام فهاموا، وأنشدهم مريدُ الحضرة عن لسان الحضرة وبثَّهم، وحملهم على المناجاة وحثَّهم:

حُثُّوا مطاياكم وجِدُّوا إِن كان لي في القلوب وَجْدُ

قد آن أن تظهرَ الخبايا وتُنشَر الصحف فاستعدُّوا

الفرش مشتاقة إِليهم، والوسائد متأسفة عليهم، النوم قرَّم إِلى عيونهم [قال في "القاموس". القرَم محركة: شدة شهوة اللحم، وكثر حتى قيل في الشوق إِلى الحبيب. ج4. ص163. وكأنه يقول: النوم مشتهى إِلى عيونهم، إِلا أن الشوق إِلى الله تعالى أبعد النوم عن عيونهم]، والراحة مرتاحة إِلى جنوبهم. الليل عندهم أجلُّ الأوقات في المراتب، ومُسامرهم عند تهجدهم يرعى الكواكب. هجروا المنام في الظلام، وقلدوا بطول المقام، وناجَوْا ربهم بأطيب كلام، وأنِسوا بقرب الملك العلاَّم، لو احتجب عنهم في ليلهم لذابوا، ولو تغيَّب عنهم لحظة لما طابوا.. يديمون التهجد إِلى السحر ويتوقعون ثمر اليقظة والسهر..

بلغنا أن الله تبارك وتعالى يتجلى للمحبين، فيقول لهم: مَنْ أنا ؟ فيقولون: أنت مالك رقابنا، فيقول: أنتم أحبتي، أنتم أهل ولايتي وعنايتي هاوجهي فشاهدوه، ها كلامي فاسمعوه، ها كأسي فاشربوه: {وسَقاهُمْ ربُّهم شراباً طَهوراً} [الدهر: 21].. إِذا شربوا طابوا، وإِذا طابوا طربوا، وإِذا طربوا قاموا، وإِذا قاموا هاموا.

لمّا حملتْ ريح الصبا قميصَ يوسف، لم يفضض ختامَه إِلا يعقوبُ.. ما عرفه أهل كنعان ومِنْ عندهم خرجَ، ولا يهوذا وهو الحامل [كتاب "نهر الذهب في أخبار من ذهب" للشيخ كامل بن حسين الحلبي الشهير بالغزي ج2. ص191 و192].

والحب فطرة في النفس الزكية، تنزع بها إِلى تفهم حقيقتها والشوق إِلى التعرف على خالقها. ويزداد الحب كلما ازداد الإِيمان، وبمقدار كمال النفس يكون الحب، وعلى قدر الحب تكون السعادة ويكون النعيم. وحب الله تعالى يسمو بالذوق الإِنساني ؛ إِذ يحوّل صاحبه إِلى لطيفة راضية مطمئنة.

ولقد جرّد الصوفية الحب عن المطامع والشهوات، وأخلصوا الحب لله تعالى، فليس في حبهم علة، ولا لعشقهم دواء إِلا رضى مولاهم، تقول رابعة العدوية رحمها الله تعالى:

كلُّهم يعبدون من خوفِ نارٍ ويرون النجاةَ حظاً جزيلا

أوْ لكي يسكنوا الجِنانَ فيحظَوا بكؤوسٍ ويشربوا السلبيلا

أو يقيموا بين القصورِ جميعاً أنا لا أبتغي بحِبِّي بديلا

ومعنى ذلك أنها لا ترى الحياة إِلا حباً في الله، ووقوفاً عند أوامره ونواهيه، لأن المحب لمن يحب مطيع. ولبعض المحبين:

فليتَك تحلو والحياةُ مريرةٌ وليتك ترضى والأنامُ غضابُ

وليتَ الذي بيني وبينك عامرٌ وبيني وبين العالمين خرابُ

إِذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هينٌ وكلُّ الذي فوقَ الترابِ ترابُ


ولقد عرف الصوفية طريق الحب فساروا فيه..

قال الله تعالى في الحديث القدسي: "وما تقربَ عبدي بشيء أحبَّ إِليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إِليَّ بالنوافل حتى أُحبَّه، فإِذا أحببْتُه كنت سمعَهُ الذي يسمع به، وبصرَهُ الذي يبصر به، ويدَهُ التي يبطشُ بها، ورجلَهُ التي يمشي بها، وإِنْ سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه" [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق باب التواضع عن أبي هريرة رضي الله عنه].

وهو أصل السلوك إِلى الله تعالى، والوصول إِلى معرفته.

سئل ذو النون المصري رحمه الله تعالى عن المحبة فقال: (أن تحب ما أحب الله، وتبغض ما أبغض الله، وتفعل الخير كله، وترفض كل ما يشغل عن الله، وأن لا تخاف في الله لومةَ لائم، مع العطف على المؤمنين، والغلظة على الكافرين، واتِّباعِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدين) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص18].

وقال أيضاً: (من علامات المحب لله، متابعةُ حبيب الله في أخلاقه وأفعاله وأمره وسنته) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص18].

وقال السيد أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى: (من أحب الله علَّم نفسه التواضع، وقطع عنها علائق الدنيا، وآثر الله تعالى على جميع أحواله، واشتغل بذكره، ولم يترك لنفسه رغبة فيما سوى الله تعالى، وقام بعبادته..) ["البرهان الؤيد" للسيد أحمج الرفاعي ص59].

وقال محمد بن علي الترمذي الحكيم رحمه الله تعالى: (حقيقة محبته دوام الأنس بذكره)["طبقات الصوفية" ص219].

وقال ابن الدباغ رحمه الله تعالى: (ولما كان مطلبَ ذوي العقول الكاملة والنفوس الفاضلة نَيْلُ السعادة القصوى التي معناها الحياة الدائمة في الملأ الأعلى، ومشاهدةُ أنوار حضرة قدس المولى، والتلذذُ بمطالعة الجمال الإِلهي الأسنى، ومعاينة مطالع النور القدس الأبهى. وهذه السعادة لا تحصل إِلا لنفس زكية، قد سبقتْ لها في الأزل العنايةُ الربانية، بتيسيرها لسلوك الطرق العلمية والعملية المفضيات بها إِلى المحبة الحقيقية، والشوق إِلى الأنوار الإِلهية ؛ وبحصول هذه السعادة يحصل للنفوس العارفة من اللذة والابتهاج ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. فيجب على كل ذي لب المبادرةُ إِلى تحصيل هذا الأمر الجليل، وورود هذا المورد السلسبيل الذي لم يصل إِليه من الناس إِلا القليلُ. فالعاشق يحنُّ إِلى هذا الموطن الجليل، وينجذب جملة إِلى ظله الظليل ونسيمه العليل، وورودِ منهله العذب، فلا يشيم البرقَ إِلا لأنه يأتي من ذلك الجناب الرفيع، ويخبر عن سر جماله البديع ؛ فلهذا كان لَمعانُ البُروق يقطع بالشوق أفلاذ كبد المشوق) ["مشارق أنوار القلوب" لابن الدباغ المتوفى سنة 696هـ. ص36].

بمثل هذا الذوق وصل الصوفية إِلى الاطمئنان والرضا في ظلال الحب الإِلهي، ورأوا متعاً روحية دونها متع الحياة وشهواتها. وحسبهم أنهم يُسَرّون مع الله، وينعمون بقربه، ويشعرون بفضله وجوده {رَضِيَ اللهُ عنْهُم ورَضُوا عنْهُ} [البينة: 8]. {يُُحِبُّهم ويُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]. فاختارهم بعد ما أحبّهم ورضي عنهم، أولئك خلاصة خلقه، وخواص أحبابه، فقيل فيهم:


قومٌ أَخلصوا في حُبِّه فاختارهم ورضي بهم خُدَّاما

قومٌ إِذا جَنَّ الظلامُ عليهمُ أبصرْتَ قوماً سجداً وقياما

يتلذذون بذكره في ليلهم ويكابدون به النهارَ صياما

فسيغنمون عرائساً بعرائسٍ ويُبَوَّؤن من الجِنان خياما

وتَقَرُّ أعينُهم بما أُخفِي لهم وسيسمعون من الجليل سلاما











آخر مواضيعي 0 وحشتونى
0 قـالـوا : هل رأيت من هو أسخى منك ؟ قـال : نـعـم
0 أمراض لا يراها الناس
0 كيف تجعلين زوجك يصغي اليك
0 الخروج من اللوحهَ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator