العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > المنتدى الاسلامى

المنتدى الاسلامى إسلام، سنة، قرآن، دروس، خطب، محاضرات، فتاوى، أناشيد، كتب، فلاشات،قع لأهل السنة والجماعة الذين ينتهجون نهج السلف الصالح في فهم الإسلام وتطبيقه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08-29-2014, 12:29 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منى رشدى

الصورة الرمزية منى رشدى

إحصائية العضو








منى رشدى غير متواجد حالياً

 

افتراضي متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟

متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟




هذا الباعث النفسي، هذا التأجج القلبي، هذه السعادة القلبية، هذا الحال إن صحَّ التعبير: الذي يُسعِدُ الإنسان ويدفعُه قُدُماً في طريق الإيمان .



هذا الكلام أله أصلٌ في السُنّةِ الثابتة: وردَ في الصحيحين, من حديثِ أنسٍ رضيَّ الله عنه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:



((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ))


يعني الليرة والمليون تحت قدمهُ, إذا كان الله يُرضيه أن يُقدّمَ هذا المبلغ, يُقدّمُ مالهُ، يُقدمُ روحهُ، يُقدمُ وقته، لا يرضى من زوجتهُ أن تعصي الله ولو أدبرت عنهُ، ولو توتّرَ الجو بينهما، هذا الذي اللهُ ورسولهُ أحبُ إليه مما سِواهما, يذوقُ طعمَ الإيمان, أما كُلما وقعتَ في صِراع آثرتَ جانبَ الدنيا, أخي فيها فتوى هذه, والعلماء أجازوها, الناس, هذا بلاء عام يا أخي, كلما وقع صراع بين ما يُرضي الله وبينَ ما يُحققُ مصالِحُه,و مالَ إلى جانبِ مصالحهِ .
آثرَ الدنيا على الله ورسوله، آثرَ رِضاء زوجتهِ على الله ورسوله، آثرَ رِضاء شريكهِ على الله ورسوله، آثرَ تحقيقَ أرباحٍ فيها شُبُهات على اللهِ ورسوله، حيثُما تُؤثِرُ شيئاً من الدنيا على الله ورسوله, لا تذوقُ طعمَ الإيمان, يُصبِحُ القلبُ متصحّراً، جافاً، جلموداً، صخريّاً .


هذه علامة الصالحين :
ولي منه أولياءَ الله عزّ وجل ذُكِرَت الله بِه, لو رأيتَ مؤمناً ذاقَ طعمَ الإيمان, بمجردِ أن تقعَ عينكَ عليه, تذكرُ الله عزّ وجل، تتمنى أن تتوب، تتمنى أن تُصلي، تتمنى أن تعمل الصالحات .
((أولياءُ أُمتي إذا رُؤُا, ذُكِرَ الله بهم))
هذا مجتمع المؤمنين :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ:
مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.




-يعني تنشأ في مجتمع المؤمنين علاقات عجيبة جداً؛ لا قرابة, ولا نسب, ولا مصلحة, ولا جِوار, ولا زمالة في العمل, ولا آمال, ولا مُصاهرة, تجدُ أنكَ تُحبُ أخاكَ في الله حُباً لا يوصف, لو جلستَ معهُ ساعاتٍ طويلة, تشعر هل من مزيد؟ إذا أحببتَ أخاكَ المؤمن دون أن تكون هُناك مصلحة علاقة، نسب، مُصاهرة، زمالة، جِوار، مشروع مستقبلي, أبداً, لا تبتغي منهُ جزاءاً ولا شكوراً، لا تُحبهُ إلا لله، إذا أحببتَ أخاكَ المؤمن لوجه الله تعالى دونِ مصالح, ذُقتَ طعمَ الإيمان .





من علامة الإيمان :

هذه علامة ثانية: قال-: وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ))




هذا الذي آمن واستقام على أمر الله, إذا نَدِمَ على توبتهِ, يقول لكَ: والله رفاقي مبسوطون, وأنا ذهبت, والتحقت بالجامع, وأصبحت مُقيّداً, وإذا قصّرت يحاسبونني, وإذا ذهبت إلى المكان الفولاني يؤاخذونني, هذا الذي نَدِمَ على أنهُ آمن، أو يتمنى أن يعودَ كما كان ، هذا ماذا قطعَ من الإيمان؟ .


من علامة الإيماني: مثلاً إنسان ساكن في بيت قميء، مُظلم، فيه رطوبة، بحي مزدحم, يعني مُشكلات لا تُعد ولا تُحصى، نُقِلَ إلى بيتٍ واسعٍ, فخمٍ, مشمسٍ, في حيٍ راقٍ, هل يتمنى أن يعود لهذا البيت؟ مستحيل, كان يعمل في وظيفة متواضعة, ودوامها طويل, وحولِهِ ضغط شديد، وشيء من الإذلال، ودخلهُ لا يكفيهِ ثلاثة أيام، اشتغل بالتجارة, وربح أرباحاً طيبة، أصبحَ سيد نفسهُ، دوامهُ بيدهُ، يتمنى أن يعود كما كان موظفاً؟ يكون مجنوناً .
فإذا الإنسان آمن إيماناً حقيقياً، واتصل بالله اتصالاً حقيقياً، وذاق طعمَ الإيمان، وشعرَ كيفَ كان، في أيِّ الوحول كان، كان مع القاذورات، كان مع أشخاص على درجة من الانحطاط، في مِزاحهم، في علاقاتهم، في سفرهم، في شراكتهم، في مُرافقتهم، مُزاح على أنانية, على حقارة, على حبِ الذات, على استعلاء, على مُزاح غليظ, فصاحبَ أُناساً طيبين طاهرين, أخلاقهم طيبة, يتمنى أن يعودَ لهؤلاء المجرمين؟ هذه أمثلة من واقع الحياة .
فلذلك: وأن يكرهَ أن يعود في الكُفرِ بعد إذ أنقذهُ الله منهُ كما يكرهُ أن يُلقى في النار.
علام تؤكد هذه الآية؟ :




عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ, عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:
((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا, وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ))




هذا الإنسان ذاقَ طعمَ الإيمان, والأصح: ذاقَ حلاوة الإيمان, الإيمان لهُ حلاوة .


آيةٌ ثانية تؤكِدُ هذه المنزلة:
﴿وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً﴾
[سورة الكهف الآية: 14]
إليكم هذه النماذج من الأمثلة من واقع الصحابة الذين عاشوا حقيقة حلاوة الإيمان؟ :
هُنا في سؤال دقيق: سيدنا جعفر مثلاً, ما الذي دعاهُ حينما جاءَ سيفٌ فقطعَ يمينهُ وأصبحت يدهُ على الأرض؟ لماذا لم يترك فرسهُ فجأةً ويقول يدي؟ وا أسفاه على يدي؟ لماذا أمسكَ الراية بيدهِ الثانية, جاءت ضربة سيفِ ثانية قطعت يدهُ اليُسرى, فمسكَ الرايةَ بعُضُدِيه؟ هنا في سؤال دقيق: هو بشر من بني البشر, ما الذي جعلهُ يتحمل هذه الآلام, آلام قطعِ اليد الأولى والثانية ويصبر؟ إنها حلاوة الإيمان .


سيدنا خُبيب: حينما أرادوا أن يصلبوه, فطلبَ أن يُصلي ركعتين قبلَ أن يُصلب, وقد هُيئَ الجدار, وهُيئت السِهام, ليُصلبَ على جِذعِ نخلة, ويُلقى بالسِهام حتى يموت, قيل لهُ: أتحبُ أن يكونَ محمدٌ مكانك وأنتَ في أهلك؟ والله شيء غريب، والله الإنسان يبيع أهلهُ في هذه الحالة, يبيع دينهُ, ويبيع إيمانه, هكذا الناس, ما الذي جعلَ هذا الصحابي الجليل ينتفضُ ويقول: واللهِ ما أُحبُ أن أكون في أهلي وولدي, -جالس في بيتهُ, زوجتهُ أمامه, وأولادهُ أمامهُ, وطعام طيب، بالشتاء البيت دافئ تدفئة مركزية, وبالصيف تكييف, الورود على الطاولة، ألوان الطعام والشراب، كل أجهزة اللهو موجودة, قالَ-: واللهِ ما أحبُّ أن أكونَ في أهلي وولدي, وعِندي عافيةُ الدنيا ونعيمُها, ويُصابُ رسولَ الله بشوكة؟ انظر: ما الذي جعلهَ يموت عن أن يكفر بمحمد، يموت صلباً، السهام تلوشهُ؟ .


طيب هذه المرأة التي فقدت زوجها وأباها وابنها وأخاها, يعني لا يمضي ألف سنة حتى تُصاب امرأة بوقت واحد؛ بزوجها, وابنها, وبأخيها, وبأبيها, وقد عَلِمت بموتهم جميعاً في معركة أُحد, تقول: ما فعلَ رسول الله! تُريد أن تسألَ عن رسول اللهِ فقط, ماذا في قلبِها؟ لو لم يكن في قلبِها حلاوة الإيمان لما فعلت هذا .
يعني ظهر من الصحابة أفعال العقل لا يُصدقُها, لولا ما ذاقوه من حلاوة الإيمان .





ما الفرق بين هؤلاء المرضى وبين سيدنا ربيعة؟ :
أنا مرة سألت طبيب قلب, قُلت له: صِف لي بعضَ حالات الوفاة التي يعانيها بعض المرضى, يعني مريض بالقلب, جاءتهُ الوفاة, والله ذكرَ لي قصصاً غريبة, قال لي: بعض الناس يضرب نفسه، وبعضهم يصفرُّ وجهه, ذكرتُ لهُ قصة سيدنا ربيعة, النبي الكريم تفقّدهُ, وقال: ابحثوا لي عنهُ، ذهب صحابي إلى أرض المعركة, رآهُ بينَ القتلى, لكنهُ يتنفس, قال لهُ: يا ربيعة, أمرني النبي أن أسألَ عنك, هل أنتَ بينَ الأحياء أم بينَ الأموات؟ قالَ لهُ: أنا بينَ الأموات .
قال لهُ: بلّغ رسولَ الله مني السلام, وقُل له: جزاكَ اللهُ عنّا خيرَ ما جزى نبياً عن أُمته, وقُل لأصحابِهِ: لا عُذرَ لكم إذا خُلِصَ إلى نبيّكم وفيكم عينٌ تطرُف.
في أيّةِ سعادةٍ هذا الإنسان؟ في أيّةِ سعادة وهو يُفارق الدنيا؟ .
أقول لكم الآن كلمة: ذاقَ حلاوة الإيمان, إذا ذُقتَ حلاوة الإيمان, واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو, يستوي عِندكَ التِبرُ بالتُراب, الذهب مثلُ التُراب .





ما هذا السحر العجيب الذي قلب سحرة فرعون الى خلاف ما كانوا عليه؟ :


سحرة فرعون لمّا ذاقوا حلاوة الإيمان: ﴿قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى﴾
[سورة طه الآية: 71]
بماذا شعرَ هؤلاء؟ .


ماذا شعرت الملكة بلقيس حينما تخلت عن ملكها؟ :
الملكة بلقيس حينما تخلّت عن مُلكِها دفعةً واحدة, قالت:
﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
[سورة النمل الآية: 44]
الإنسان سهل يتخلى عن مُلكهِ, هكذا بلحظة, ماذا شعرت؟ هذه حلاوة الإيمان .
ما الذي دفع هذان الصحابيان في بذل مالهما في سبيل الله؟ :
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ, قال:
((أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ؛ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا, وَبِالإِسْلامِ دِينًا, وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا))
[أخرجه مسلم في الصحيح, والترمذي في سننه]
سيدنا الصدّيق أعطى كل مالهُ لرسول الله، قالَ: يا أبا بكر! ماذا أبقيتَ لك؟ قالَ: اللهَ ورسولهُ .


سيدنا أبا يحيى وهو في الهجرة, تَبِعهُ كُفارُ قريش, وألقوا القبضَ عليه, ليعيدوه إلى مكة، قالَ: إذا أعطيتكم كُلَّ مالي أتتركوني؟ قالوا: وأينَ مالُك؟ قالَ: في مكة, المكان الفلاني, فخلّوا عن سبيلهِ, وانطلق إلى النبي عليه الصلاة والسلام, وحدّثَ النبيَّ بما حصل، قالَ: رَبِحَ البيعُ أبا يحيى, رَبِحَ البيعُ أبا يحيى .
ينبغي أن تعلم هذه الحقيقة :



يعني أنا أقول لكم: الذي يجعل المؤمن يُضحّي المال تحت قدمهُ، الدنيا كُلها إذا تعارضت معَ دينهِ لفظها ورفضها, هو حلاوة الإيمان, إذا ذاقَ حلاوة الإيمان، والله إذا ذاقَ حلاوة الإيمان لا يُضحّي بشيء، يجد لكل معصية فتوى, إذا لم يذق حلاوة الإيمان مع مصالحهُ, مع الدنيا, مع شهواتهُ, مع رغباتهُ, يحتاج إلى دين خاص، يُصلي صلاة لا تُكلّف، يُصلي ويصوم ويحج ويُزكي، لكن يريد مصالحهُ وشهواتهُ وتجاراتهُ وحركاتهُ وسكناتهُ، فإذا الإنسان ما ذاقَ حلاوة الإيمان, لن يستقيم على أمر الله .
هذا اللغز الذي أنشأ هؤلاء الرجال :
﴿وربطنا على قلوبهم﴾


يعني وألقينا في قلوبهم من حلاوة الإيمان, ومن مواجد أهلِ الحُب, ألقينا في قلوبهم معاني القُرب، ألقينا في قلوبِهم أنوار الحق، ألقينا في قلوبهم تجليات، ألقينا في قلوبهم السكينة، حتى ظهرت منهم هذه الأعمال البطولية, شيئاً لا يُوصف, لو قرأتم تاريخَ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم, لوجدتم أنهم بشر ولكن ليسوا كالبشر, لا لشيء, إلا أنَّ الله عزّ وجل ألقى في قلوبهم محبته، ألقى في قلوبهم حلاوة الإيمان، ألقى في قلوبهم أنوارهُ، ألقى في قلوبهم تجلياتهُ، ألقى في قلوبهم سكينتهُ .
هذه سيرة أهل الكهف :
قال:
﴿وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربُنا ربُّ السموات والأرض لن ندعوَ من دونهِ إلهاً لقد قُلنا إذاً شططاً﴾


أهلُ الكهف كانوا يعيشون في ظِلِ سُلطانٍ كافر, وكانوا في بحبوحةٍ, وفي حياةٍ واسعةٍ ناعمةٍ إلى أقصى الحدود، تركوا حياة البذخ والترف والنعيم والشهوات، ولجؤوا إلى كهفٍ خَشِنٍ مظلِمٍ مُخيفٍ, لكنَ الله عزّ وجل ألقى في قلوبهم حلاوة الإيمان .
لذلك: هذا ما قالهُ بعض العارفين بالله: لو يعلمُ الملوكُ ما نحنُ عليه, لقاتلونا عليه بالسيوف.
بقلب المؤمن سكينة، تجلّى أنوار، مشاعر مُسعِدة، شعور بالأمن، شعور بالرِضا، شعور بأنَّ اللهَ راضٍ عنك، الشيء الذي لا يوصف, لذلك من أجلِ هذا يتحمّلُ كلَ شيء, يصبرُ على الطاعات، يصبرُ عن الشهوات .




هل تريد أن تذوق حلاوة الايمان إليك الطريق؟ :
الإنسان شب في أول حياتهُ، امرأة سافرةٌ متبذلةٌ في ثيابِها, تكشِفُ عن مفاتِنها، ما الذي يجعلهُ يَغضُ طرفهُ عنها؟ والله هيَ جميلة, وقد ركّبَ الله حُبَ النساء, ما الذي يجعلهُ يُديرُ وجههُ عنها؟ أنهُ ذاقَ حلاوة الإيمان, فلو أنهُ نظرَ إليها فقدَ حلاوة الإيمان، حلاوة الإيمان أغلى عِندهُ من النظرِ إليها .
صحابي جليل, لهُ زوجة يُحبها جداً، قالت لهُ: أُريد كذا وكذا، قال لها: إنَّ في الجنة من الحورِ العين, ما لو أطلّت إحداهُنَّ على الأرض, لَغَلَبَ نور وجهها ضوءَ الشمسِ والقمر, فلأن أُضحي بِكِ من أجلِهن, أهون من أن أُضحي بِهنَّ من أجلك .
أُم سيدنا سعد قالت لهُ: إمّا أن تكفر وإمّا أن أدعَ الطعام، قالَ: يا أمي, لو أنَّ لكِ مئة نفسٍ فخرجت واحدةً واحدةً, ما كُنتُ لأكفُرَ بمحمد, فكُلي إن شئتِ أو لا تأكُلي.


هذا درسُنا الوجد .
فإذا أردتَ أن يمتلئَ قلبُكَ بالوجد، بالحُب، بالمشاعر المُسعِدة, أردتَ أن تذوقَ حلاوة الإيمان، أنا أدُلُكَ على الطريق: أولاً: أطع الله عزّ وجل, طاعتُكَ للهِ وحدها, تغمرُ قلبكَ بالمشاعر المُسعِدة, لو الله عزّ وجل لم يُلق على قلبِ هؤلاءِ هذه السعادة؛ لآثروا الدنيا، ولانشغلوا بملذاتها،

ولغفلوا عن ذِكرِ الله عزّ وجل، ولاتبعّوا الشهوات .


والحمد لله رب العالمين










آخر مواضيعي 0 زهرة الياسمين للحلوين وبس من المُنى
0 متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟
0 رساله إلي نفس المُنى" أناا"
0 " يكفي ماجّرى" نبض المُنى
0 تعالى اعترف أحسن لك
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2014, 01:07 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
توتى العمدة

الصورة الرمزية توتى العمدة

إحصائية العضو








توتى العمدة غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟


دائما مبدعة في اختياركِ للمواضيع المميزة
موضوعكِ قمه في الروعه والجمال
شكرا على هذه الحروف الرائعة و الاسلوب السلس
دمتي بتالق يارب






آخر مواضيعي 0 فن الغياب
0 راحو الطيبين
0 دمـــوع حبيســـة .. وقلـــوب ذليلـــة ..
0 سهم الايمان فى رمضان
0 قبعات ومعاطف فرنسية للشتاء2016
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2014, 05:37 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟

طرح رائع وقيم ونافع بإذن لله

جزاك الله خيرا عنه اختى منى رشدى







آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس
قديم 08-29-2014, 10:13 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
marmer

الصورة الرمزية marmer

إحصائية العضو








marmer غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟

اللهم اجعلنا من المؤمنين الصالحين
جزاك الله خير







آخر مواضيعي 0 حلمي لأيامي الجايه
0 صفات الله الواحد
0 عيش بروح متفائله ونفس مؤمنه
0 إبتهال قصدت باب الرجا
0 كونى انثي
رد مع اقتباس
قديم 08-30-2014, 11:13 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الحب الصامت

الصورة الرمزية الحب الصامت

إحصائية العضو







الحب الصامت غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟









طرح قيم ومفيد جداً
كل الشكر منى رشدي.

كُنت هنا

الحب الصامت






آخر مواضيعي 0 وحشتونــــا
0 عيـد سعيـد عليكم
0 ويمضـى العمـر
0 هي وبس
0 بقيــا رمــآد
رد مع اقتباس
قديم 08-30-2014, 08:04 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ندى الورد

الصورة الرمزية ندى الورد

إحصائية العضو







ندى الورد غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: متى يذوق العبد طعم الإيمان ومتى لا يذوقه؟



بارك الله فيك حبيبتى
على طرحك الطيب
جمل الله قلبك بنور الايمان
ومتعك بروعة الجنان
وكتب لكى الاجر والثوااااب
لكى جزيل الشكر وخالص الدعااااء بالتوفيق







آخر مواضيعي 0 القصة في القرآن الكريم
0 لطائف من سورة يوسف
0 كن بوجه واحد.
0 البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
0 أعرف صفاتك من القرآن الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator