العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03-28-2008, 11:02 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الهجرة الأولى إلى الحبشة

فوائد ولطائف


1. هاجروا فرارًا بدينهم من الفتن

فالأمن أمن الإيمان..فإن ابتليت في المال والجسد والأهل والولد ثم تجد دينك سالماً..فاحمد الله تعالى على سلامة الدين والإيمان..فذلك خير الدنيا والآخرة...
(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (55) النور



2. أدب السفراء عند الملوك والعظماء
يقول جعفر بن أبي طالب:أيها الملك..

فإن "من إجلال الله؛ إكرام ذي السلطان المُقسط" (جزء من حديث حسن لأبي داود)..



3. إثارة نخوة الكرام
ويتجلى ذلك في خطاب جعفر رضي الله عنه للنجاشي..
"خرجنا إلى بلدك, واخترناك على من سواك, ورغبنا في جوارك, ورجونا أن لا نُظلم عندك أيها الملك"

فاستثار بكلامه الرقيق عاطفة الملك المُقسط في النجاشي..



4. إحسان عرض المسألة
ويُفهم ذلك أيضا من خطاب جعفر..فكيف بسّط مفهوم الإسلام في كلمات قليلة..
وبالمقابل فضح الجاهلية وفضح عذابها للمؤمنين..



5. (ولا تبخسوا الناس أشياءهم)
قال عمرو بن العاص لعبد الله بن أبي ربيعة‏:‏ والله لآتينه غدًا عنهم بما أستأصل به خضراءهم‏.‏
في رواية أم سلمة رضي الله عنها قالت:

فقال له عبد الله بن أبي ربيعة -وكان أتقى الرجلين فينا-‏:‏ لا تفعل، فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا..
فها هي ام سلمة تؤكد على منهج الإسلام الخالد في إنصاف الناس ولو كانوا أعداء..



6. شقائق الرجال..
فها هي المرأة المسلمة تتحمل مع زوجها المسلم العذاب والهجرة وتفر بدينها من الفتن..
وقد جاء خبر الهجرة من طريق أم سلمة, وأسماء بنت عميس,
وهذا مُشعر بأهمية دور المرأة المسلمة..
وتتكرر مواقف المرأة المسلمة في السلم والحرب, فتتضح صورة المساحة المتاحة للمرأة..
والمسئوليات العظام التي أوكلت إليها, بعد ما كانت تعاني من ضيق واحتقار وإهمال في عهود الجاهلية المظلمة..

فأين أنتِ أختي الحبيبة من هذا الدور العظيم وأين أنتِ من المساحات والميادين التي تنتظرك؟!..
هل تركتها للفاسقات لينشروا فيها الفساد والانحلال؟!!..
فالبدار البدار..كوني مثل أم سلمة وأسماء ورقية رضي الله عنهن أجمعين..
ارفعي الراية وسيري في درب الصالحات الداعيات..والله الموفق إلى سواء السبيل..








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:07 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..



المقاطعة العامة

ميثاق الظلم و العدوان

قال تعالى: " يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم ولله متم نوره و لو كره المشركون"
لما قويت شوكة الإسلام وازداد عدد الداخلين فيه رغم كل وسائل الإضطهاد المستعملة من طرف المشركين, اجتمع كفار قريش في حنيف بني كنانة من وادي المحصب فاتفقوا على المقاطعة العامة الإقتصادية و الإجتماعية و كتبوا صحيفة: "أن لا يقبلوا من بني هاشم صلحا أبدا, و لا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه و سلم للقتل"
علقت الصحيفة في الكعبة لتأخذ طابع القداسة, وحبس بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم و كافرهم وكافرهم -إلا أبا لهب- في شعب أبي طالب في محرم سنة سبع من البعثة

3 أعوام في شعب أبي طالب

اشتد الحصار, وضيق المشركون الخناق على المسلمين و منعوا عليهم المؤن و غالوا عليهم في الأسعار فكانوا يتقوتون بورق الشجر حتى بلغ بهم الجهد أقصاه فرثى لحالهم جتى بعض خصومهم, و لكن هذا لم يمنعهم من مواصلة الدعوة في مواسم الحج.

نقض صحيفة الميثاق

في محرم سنة 10 من البعثة و بعد ما يقرب الثلاث سنوات من الحصار, نقضت الصحيفة على أيد من كان كارها لها من المشركينو كان القائمون بذلك هشام ابن عمرو من بني عامر ابن لؤي-وهو من كان يوصل الطعام إلى بني هاشم متخفيا-, زهير بن أبي أمية المخزومي, المطعم بن عدي,أبو البخترى بن هشام, و زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد.
وأطلع الله رسوله صلى الله عليه و سلم أنه أرسل الأرضة على الصحيفة فأكلت كل ما فيها من ظلم إلا ذكر الله جل و علا, فأخبر عمه فجاءهم و أخبرهم بأمر الأرضة و قال: إن كان ابن أخي كاذبا خلينا بينكم و بينه, و إن كان صادقا رجعتم عن قطيعتنا و ظلمنا, فقبلوا و ظهرت لهم المعجزة القاصمة لهم, فنقضت الصحيفة و رأى المشركون آية عظيمة من آيات النبوة و لكن كما قال تعالى : "و إن يروا آية يعرضوا و يقولوا سحر مستمر"

آخر وفد قريش إلى أبي طالب

رغم فك الحصار إلا أن قريشا لم تكف الأذية عن المسلمين و بعثت إلى أبي طالب كآخر محاولة منها بعدما رأت من دنو أجله,و خوفا من أن يقال أنهم تناولوا رسول الله بعد موت عمه, بعثت إليه لمفاوضته و مساومة الرسول صلى الله عليه و سلم على ترك الدعوة, خاصة بعدما قويت شوكة الإسلام باسلام كبار القوم أمثال عمر و حمزة رضي الله تعالى عنهما,
فما كان منه صلى الله عليه و سلم إلا أن دعاهم إلى الإسلام فأبوا إلا الظلال, و في هؤلاء نزل قوله تعالى: "{‏ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ‏}‏ ‏ص‏:‏1‏:‏ 7‏‏‏.




عام الحزن

وفاة أبي طالب

توفي أبو طالب في رجب سنة عشر من النبوة بعد فك الحصار ب6 أشهر, وهو على كفره, فحزن لذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حزنا شديدا و قال "‏لأستغفرن لك ما لم أنه عنـه‏"‏، فـنزلت‏:‏‏{‏ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ‏}‏ ‏التوبة‏:‏113‏‏ ونزلت‏:‏ ‏{‏إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ‏}‏ ‏القصص‏:‏ 56‏‏‏.‏

خديجة إلى رحمة الله

كانت وفاتها رضي الله تعالى عنها سنة عشرة للنبوة و لها خمس و ستون سنة و رسول الله إذ ذاك في الخمسين من عمره
و قد كانت خديجة رضي الله تعالى عنهامن نعم الله الجليلة على رسوله صلى الله عليه و سلم, فهي التي آزرته و أعانته على الدعوة إلى الإسلام و شاركته أحرج الأوقات وواسته بنفسها و مالها و قد قال فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم : "آمنت بي حين كفر بي الناس, و صدقتني حين كذبني الناس, و أشركتنى في مالها حين حرمنى الناس، ورزقنى الله ولدها وحرم ولد غيرها‏"
و قد بشرها الله تعالى من فوق سبع سماوات على لسان جبريل عليه السلام ببيت من قصب, لا صخب فيه و لا نصب, فكان الجزاء من جنس العمل.

تراكم الأحزان

لقد اهتزت مشاعر الحزن و الألم في قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم بفقدانه لسنده عمه أبي طالب و لزوجه خديجة رضي الله تعالى عنها خلال أيام معدودات, و توالت عليه المصائب من قومه فخرج إلى الطائف يرجو المأوى و النصرة على قومه, فلم يرى منهم غير الأذى,
وازداد الأذى على صحابته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين, حتى سمي هذا العام بعام الحزن.

الزواج بسودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها

أسلمت قديما و هاجرت وزوجها الهجرة الثانية فمات بأرض الحبشة أو بعد الرجوع إلى مكة، ـ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة،
لما حلت بمكة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال سنة 10 من النبوة ، وكانت أول امرأة تزوجها بعد وفاة خديجة، وكانت هي من وهبت نوبتها لعائشة رضي الله عنها أخيرًا‏.‏




عوامل الصبر و الثبات


1- الإيمان بالله:

إنه لهم السبب الرئيسي لثبات المسلمين و صبرهم الذي يقف عنده الحليم حيران, لأن الإيمان المحكم يري متاعب الدنيا مهما عظمت تافهة في سبيل رضا الخالق جل في علاه فهو القائل {‏ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ‏}‏ ‏الرعد‏:‏17‏‏‏.

و يتفرع منه أسباب أخرى للثبات و المصابرة

2- قيادة تهوى إليها الأفئدة:

أي قائد هو الرسول صلى الله عليه و سلم بشيمه النبيلة, و جمال خلقه, و كمال نفسه, و شمائله الكريمة التي نصبته على رؤوس الخلائق, فلم يشك في عفته و أمانته و صدقه حتى أعداؤه فضلا عن محبيه, قال تعالى ‏‏{‏ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ الله ِ يَجْحَدُونَ‏}‏ ‏الأنعام‏:‏33‏‏‏. و لم يدعو على أحد من أعدائه إلا أيقن أنه هالك لا محالة.
هذا كان حال أعدائه, أما أصحابه فقد حل منهم محل الروح و النفس, و شغل منهم مكان القلب و العين و كان قبل النفس و المال و الأهل و الولد, فكانت النفوس تنجذب إليه انجذابا و كانوا ليرضون أن تدق أعناقهم و لا يخدش له ظفر أو يشاك شوكة رضي اللع تعالى عنهم أجمعين

3-الشعور بالمسؤولية:

فقد كان الصحابة واعيين بما على كواهلهم من المسؤولية التي لا يمكن الحياد عنها بأي حال و ما يترتب على الفرار من حصار الشعب.

5- الإيمان بالآخرة:

و هو ما كان يمدهم بفيض من القوة و الصبر بأنهم يقومون لرب العالمين و في سبيل الله, و أن الله على كل شيء بصير, فإما إلى نعيم دائم و إما إلى عذاب خالد, و كانوا {‏يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ‏}‏ ‏المؤمنون‏:‏60‏‏.

5-القرآن:

لقد كانت السور و الآيات تنزل من خالقهم مقيمة الحجج و البراهين على صدق الدعوة مرشدة المسلمين إلى الأسس المنيعة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي الحق {‏أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ الله ِ أَلا إِنَّ نَصْرَ الله ِ قَرِيبٌ‏}‏ ‏البقرة‏:‏214 ‏‏ ‏{‏الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ الله ُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ‏}‏ ‏العنكبوت‏:‏1‏:‏ 3‏‏‏.‏
كما كانت الآيات ترد على على الكفار ردا مفحما مرغبة تارة و مرهبة تارة أخرى, و كانت تنزل كذلك مبشرة المسلمين ‏{‏يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ‏}‏ ‏ التوبة‏:‏21 ‏‏،و مصورة لهم صورة أعدائهم و ما الذي سيؤولون إليه ‏{‏يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ‏}‏ ‏القمر‏:‏48‏‏‏.‏

6- البشارات بالنجاح:

مع كل مالاقاه المسلمون من شدة إلا أنهم كانوا على يقين بأن الإسلام يهدف إلى القضاء على الجهل و الظلم و إقامة أمة اسلامية تقود البشرية جمعاء إلى مرضاة الله تعالى. و ما زاد في تثبيتهم الآيات التي كانت تنزل مبينة أحوالهم و أحوال أمم سابقة مبشرة بغلبة المؤمنين: قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاء صَبَاحُ الْمُنذَرِينَ‏}‏ ‏الصافات‏:‏171‏:‏ 177‏‏،وقال‏:‏ ‏{‏سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ‏}‏ ‏القمر‏:‏45‏‏، وقال‏:‏ ‏{‏جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ‏}‏ ‏ص‏:‏11‏‏. ‏{‏وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي الله ِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ‏}‏ ‏النحل‏:‏41‏‏‏.‏ و عن قصة يوسف ‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ‏}‏ ‏يوسف‏:‏7‏‏‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ‏}‏ ‏إبراهيم‏:‏13، 14‏‏‏.‏ ‏{‏وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله ‏}‏ ‏الروم‏: ‏4، 5‏‏‏.‏

كما كان رسول الله الله صلى الله عليه و سلم على شدة ما أصابه, يشد من عزم أصحابه ببشارات كبرى تسمو بأنفسهم إلى الكمال و بآمالهم إلى جنان الخلد فكان يقول (‏يأيها الناس، قولوا‏:‏ لا إله إلا الله تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، فإذا متم كنتم ملوكًا في الجنة‏)‏‏.
فاستيقن الصحابة رضي اللع تعالى عنهم بقرب النصر العظيم


الدروس و العبر

*رغم الأحداث الأليمة التي تهز الكيان البشري فإن من قوي إيمانه بالله و يقينه بوعده و نصرته, لا تزيده هذه الأحداث إلا تصميما على مواصلة الطريق و هكذا كان نبينا صلى الله عليه و سلم

*مع عظم ما مر به رسولنا صلى الله عليه و سلم, فإنه لم يزل يهتم بشؤون أصحابه, يحيطهم برعايته و يقف إلى جوارهم رغم مصائبه و فيه درس لنا بعدم الوقوف عند العقبات مهاما طالت بنا و اشتدت علينا.

*أهم درس لنا هنا أيضا أن الله تعالى يسخر لعبده المؤمن الموقن بعظم قدرة الله عز و جل على كل شيء, يسخر له من يحمي دعوته و حياته من الأذى, فيتخذ الأسباب فقط و يتوكل على الله.

*الزوجة الصالحة و المؤمنة لها أثر في نجاح الدعوة, و موقف خديجة رضي الله تعالى عنها لهو المثل الأعلى في تفاني المرأة في خدمة زوجها و دفعه قدما في طريق الخير.
*تزوجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها في نفس عام الحزن حين خشي عليها من بطش قومها بعد وفاة زوجها لهو أعظم مثل يضرب على صفاء النفس و السعي على ما في النفس من أحزان.

* على قدر الثبات و الصبر يكون الجزاء و النصر.
* ثبات المؤمنين و التفافهم حول نبيهم صلى الله عليه و سلم كان أكبر برهان على قوة هذا الأمر و أنه تنزيل من رب العباد, و كان هذا أيضا في حد ذاته وسيلة للدعوة , فالعديد من القبائل تساءلوا عن هذا الدين الذي يجعل المرء يعرض عن الدنيا ابتغاء الكمال و الرقي بالنفس البشرية حيث أن هول الأحداث لم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يتركون دينهم و أخلاقهم و شمائلهم النبيلة متخذين في ذلك أنبل الوسائل للوصول إلى أسمة الغايات

* شدة معاناة المسلمين و صبرهم على ما هم فيه كان من بين وسائل اعداد القوة لإرهاب العدو فليسوا بتجار دنيا بل يحرصون على الموت كما يحرص الكفار على الحياة

*التفاف الصحابة حول رسولهم صلى الله عليه و سلم و حول بعضهم بعضا زاد من أواصر المحبة و الأخوة و الإيثار لأنهم أحسوا بالمعاناة نفسها

*بيان ايمان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الحق لأن الإيمان إذا خالط بشاشة القلوب, عاش صاحبه في جنة الدنيا و إن كان أفقر الناس, لهذا حرص الصحابة رضي الله تعالى عنهم على القيام بكل واجبات الدعوة مع ما هم فيه من حال عصيبة

*استمرار الحصار ما يقرب من 3 سنوات من دون معجزة إلاهية لهي درس من الله عز و جل أن المعجزات لا تأتي بالتخاذل و أن الفرج لا يكون إلا باتخاذ الأسباب مع التحلي بالصبر العظيم الذي يجعل للإنتصار طعما و نشوة لا توصفان

*قوة أحداث عام الحزن كان لها الأثر البالغ في قلوب الأتباع, حيث غرست في قلوبهم قوة الإيمان بالله جل و علا, و الصبر على مر القضاء و القدرة و الإلتجاء إلى رب الأرض و السماء, و عدم ترك الحق مهما كان الثمن, فقد كان رسول الله صلى الله عليه يقول لأصحابه (‏لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ـ زاد بيان الراوى ـ والذئب على غنمه‏)‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏ولكنكم تستعجلون‏)‏

*على أهل الإيمان أن يكونوا على استعداد في كل حين لما يحيكه أعداء الحق بهم, و ياله من دين لكل زمان, فما أشبه الليلة بالبارحة, فأعداء الله في كل مكان في حرب على الحق و أهله كما قال تعالى:{ ولا يزالون يقاتِلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا } (البقرة: 217) وهم يستخدمون في ذلك من أساليب الحرب وأسلحتها ما يشبه ما تعرض له رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه ومن ذلك حصار الشعب فقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء، وأهلكوا الحرث والنسل. و كل هذا ليستكين المسلمون أو يرجعوا عما يدعون إليه و لكن هيهات.

لقد كسب الإسلام خلال فترة الحصار أنصارا كثر, باللإضافة إلى انقسام المشركين على أنفسهم عما فعلوه و ما حدث من الأرضة التي قيضها الله تعالى لأوليائه كمعجزة بعد 3 سنين أو ما يقرب من البلاء.
و رغم المعاناة و المشقة التي لحقت برسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله تعالى عنهم أجمعين, إلا أنها كانت لهم درسا من الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه و سلم و إلى المؤمنين بين لهم فيه عظم هذا الأمر و أن أخذه لا يكون إلا بقوة, و الذود عنه و الجهاد له لا يكون إلا من مؤمنين و مؤمنات حقا فعلى المسلمين الصبر و الذود عن الدين مع اليقين بأن الله معهم و أن الفرج قريب




آمل أن يكون تلخيصي واضح و خاليا من الأخطاء و من التكرار و ما توفيقي إلا بالله..







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:10 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الرسول صلى الله عليه وسلم في الطائف :


في السنة العاشرة من البعثة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، ومعه زيد بن حارثة، وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى الإسلام، فلم تجب إليه واحدة منها‏.‏


فلما انتهي إلى الطائف عمد ثلاثة إخوة من رؤساء ثقيف، ودعاهم إلى الله، وإلى نصرة الإسلام، فردوا عليه رداً منكراً وفاجؤوه بما لم يكن يتوقع من الغلظة وسمج القول ،‏ فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم‏:‏ ‏[‏إذ فعلتم ما فعلتم فاكتموا عني‏]‏‏.‏


وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أهل الطائف عشرة أيام، يدعوهم فلا يستجيبون ، فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس يرمونه بالحجارة، وبكلمات من السفه، حتى اختضب نعلاه بالدماء ‏.‏ وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه شِجَاج في رأسه، ولم يزل به السفهاء كذلك حتى ألجأوه إلى حائط لابني ربيعة ، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظلها ودعا :


‏(‏اللهم إليك أشكو ضَعْف قُوَّتِى، وقلة حيلتى، وهوإني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تَكِلُنى‏؟‏ إلى بعيد يَتَجَهَّمُنِى‏؟‏ أم إلى عدو ملكته أمري‏؟‏ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سَخَطُك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك‏)‏‏.‏ (حديث ضعيف لكنه دعاء يحبب إلى القلب ، فيه وفي كلماته من العظة الكثير)


فلما رآه ابنا ربيعة دعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له‏:‏ عَدَّاس، وقالا له‏:‏خذ قطفًا من هذا العنب، واذهب به إلى هذا الرجل‏.‏ فلما وضعه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه قائلًا‏:‏ ‏(‏باسم الله‏)‏ ثم أكل‏.‏


فقال عداس‏:‏ إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أي البلاد أنت‏؟‏ وما دينك‏؟‏ قال‏:‏ أنا نصراني من أهل نِينَوَى‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من قرية الرجل الصالح يونس بن مَتَّى‏)‏‏.‏ قال له‏:‏ وما يدريك ما يونس ابن متى‏؟‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ذاك أخي، كان نبيًا وأنا نبي‏)‏، فأكب عداس على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ويديه ورجليه يقبلها‏.‏


ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة بعد خروجه من الحائط كئيبًا محزونًا كسير القلب، فلما بلغ قرن المنازل بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين ( جبلا مكة ) على أهل مكة‏.‏


فما كان من نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه إلا أن قال : ( بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئا‏ )‏‏.


ثم تقدم في طريق مكة حتى بلغ وادى نخلة، وأقام فيه أيامًا‏.‏ وخلال إقامته هناك بعث الله إليه نفرًا من الجن ذكرهم الله في موضعين من القرآن‏:‏ في سورة الأحقاف‏:‏ ‏{‏وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ‏}‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏29‏:‏ 31‏]‏‏.‏


وفي سورة الجن‏:‏ ‏{‏قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا‏}‏ إلـى تمـام الآيــة الخامـسة عشـر ‏[‏ الجن‏: ‏1: 15‏]‏‏.‏


والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم حضور ذلك النفر من الجن حين حضروا وسمعوا، وإنما علم بعد ذلك حين أطلعه الله عليه بهذه الآيات، وأن حضورهم هذا كان لأول مرة، ويقتضى سياق الروايات أنهم وفدوا بعد ذلك مرارًا‏.‏


ومضى بعزم ٍ في طريق العودة إلى مكة.. فقال له زيد بن حارثة‏:‏ كيف تدخل عليهم وقد أخرجوك‏؟‏ يعنى قريشًا، فقال‏:‏ ‏(‏يا زيد، إن الله جاعل لما ترى فرجًا ومخرجًا، وإن الله ناصر دينه، ومظهر نبيه‏)‏‏.‏ وأرسل إلى المطعم بن عدي ليجيره فأجاره .. ودخل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مكة..
وقد حفظ للمطعم هذا الصنيع ، فقال في أسارى بدر‏:‏ ‏(‏لو كان المطعم بن عدى حيًا ثم كلمنى في هؤلاء النتنى لتركتهم له‏)‏‏.‏


عرض الإسلام علي القبائل والأفراد :


عند اقتراب موسم الحج كان الناس يأتون إلى مكة لأداء فريضة الحج، فانتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفرصة، فأتاهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه ، ويطلب منهم أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به‏.‏


القبائل التي عرض عليها الإسلام :


1 ـ بنو كلب‏:‏ دعاهم فلم يقبلوا منه ما عرض عليهم‏.‏


2 ـ بنو حنيفة‏:‏ دعاهم فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردًا منهم‏.‏


3 ـ بنو عامر بن صعصعة‏:‏ فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، فقال بَيْحَرَة بن فِرَاس ‏[‏رجل منهم‏]‏‏:‏ والله، لو إني أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب، ثم قال‏:‏ أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الأمر إلى الله، يضعه حيث يشاء‏)‏، فقال له‏:‏ أفَتُهْدَفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا، لا حاجة لنا بأمرك، فأبوا عليه‏.‏


المؤمنون من غير أهل مكة :


وكما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على القبائل والوفود، عرض على الأفراد والأشخاص، وحصل من بعضهم على ردود صالحة، وآمن به عدة رجال بعد هذا الموسم بقليل، وهاك نبذة منهم‏:‏
سويد بن الصامت‏ - إياس بن معاذ‏ - أبو ذر الغفاري‏ - طُفَيْل بن عمرو الدَّوْسى‏ - ضماد الأزدى


ست نسمات طيبة من أهل يثرب


وفي موسم الحج من سنة 11 من النبوة مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقبة منى، فسمع أصوات رجال يتكلمون فعمدهم حتى لحقهم، وكانوا ستة نفر من شباب يثرب كلهم من الخزرج، وهم‏:‏
1 ـ أسعد بن زُرَارة
2 ـ عوف بن الحارث بن رفاعة ابن عَفْراء
3 ـ رافع بن مالك بن العَجْلان
4 ـ قُطْبَة بن عامر بن حديدة
5 ـ عُقْبَة بن عامر بن نابي
6 ـ جابر بن عبد الله بن رِئاب


وقد كان أهل يثرب يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة، إذا كان بينهم شيء، أن نبيًا من الأنبياء مبعوث في هذا الزمان سيخرج، فنتبعه، ونقتلكم معه قتل عاد وإرم‏.‏


فلما دعاهم الرسول عليه الصلاة والسلام قال بعضهم لبعض‏:‏ تعلمون والله يا قوم، إنه للنبى الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه، فأسرعوا إلى إجابة دعوته، وأسلموا‏.‏


وكانوا من عقلاء يثرب، أنهكتهم الحرب الأهلية التي مضت قريبًا، والتي لا يزال لهيبها مستعرًا، فأملوا أن تكون دعوته سببًا لوضع الحرب، ، فاستجابوا له ووعدوه أن يعودوا إليه في نفس الموسم من العام القادم
ولما رجع هؤلاء إلى المدينة حملوا إليها رسالة الإسلام، حتى لم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيه ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏


استطراد ـ زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة
وفي شوال من هذه السنة ـ سنة 11 من النبوة ـ تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها بالمدينة وهي بنت تسع سنين‏.‏


الإســراء والمعــراج :


وبينما النبي صلى الله عليه وسلم يمـر بهذه المرحلة، وأخذت الدعوة تشق طريقًا بين النجاح والاضطهـاد، وبـدأت نجـوم الأمل تتلمح في آفاق بعيدة، وقع حادث الإسراء والمعـراج‏.‏ واختلف في تعيين زمنه هل كان في العام العاشر من بعثته صلى الله عليه وسلم أم بعد ذلك ،
وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة، وفيما يلي نسردها بإيجاز‏:‏
أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، راكبًا على البُرَاق، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام، فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وربط البراق بحلقة باب المسجد‏.‏
ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا، فاستفتح له جبريل ففتح له، فرأي هنالك آدم أبا البشر، فسلم عليه، فرحب به ورد عليه السلام، وأقر بنبوته، وأراه الله أرواح السعداء عن يمينه، وأرواح الأشقياء عن يساره‏.‏
ثم عرج به إلى السماء الثانية فالثالثة.... وسلم على الأنبياء .. ثم رفع إلى سدرة المنتهى، حيث يسمع صَرِيف الأقلام‏.‏


ثم عرج به إلى الجبّار جل جلاله، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليه خمسين صلاة، فرجع حتى مرّ على موسى فقال له‏:‏ بم أمرك ربك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏بخمسين صلاة‏)‏‏.‏ قال‏:‏ إن أمتك لا تطيق ذلك، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل، حتى جعلها خمسًا، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف، فقال‏:‏ ‏(‏قد استحييت من ربي، ولكني أرضى وأسلم‏)‏، فلما بعد نادى مناد‏:‏ قد أمضيت فريضتى وخففت عن عبادى‏.‏


وأما قوله تعالى في سورة النجم‏:‏ ‏{‏ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏8‏]‏ فهو غير الدنو الذي في قصة الإسراء، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل وتدليه، حيث رآى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته مرتين‏:‏ مرة في الأرض، ومرة عند سدرة المنتهى، والله أعلم‏.‏


وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الـرحلة أمورًا عديدة‏:‏


- عرض عليه اللبن والخمر، فاختار اللبن، فقيل‏:‏ هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك‏.‏


ورأي أربعة أنهار يخرجن من أصل سدرة المنتهى‏:‏ نهران ظاهران ونهران باطنان، فالظاهران هما‏:‏ النيل والفرات، عنصرهما‏.‏ والباطنان‏:‏ نهران في الجنة‏.‏ ولعل رؤية النيل والفرات كانت إشارة إلى تمكن الإسلام من هذين القطرين، والله أعلم‏.‏


- ورأى مالكًا خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار‏.‏


- ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار، فتخرج من أدبارهم‏.‏


- ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم‏.‏


- ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين‏.‏


- ورأى النساء اللاتى يدخلن على الرجال من ليس من أولادهم، رآهن معلقات بثديهن‏.‏


- ورأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب، وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، وقد صار ذلك دليلًا على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء‏.‏


فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فجلاه الله له، حتى عاينه، فطفق يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها، وكان الأمر كما قال، فلم يزدهم ذلك إلا كفوراً..


وقد سُمي أبو بكر رضي الله عنه صديقًا؛ لتصديقه هذه الوقعة حين كذبها الناس‏.‏


العبر والعظات :
إذا تأملنا بداية ً في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وما انطوت عليه ، نستخلص الأمور التالية :


1- إن ما كان يلاقيه النبي عليه الصلاة والسلام من مختلف ألوان المحنة لا سيما هذا الذي رآه في ذهابه إلى الطائف إنما كان من جملة أعماله التبليغية للناس ، فكما أنه جاء يبلغنا العقيدة الصحيحة وأحكام العبادات والأخلاق والمعاملات كذلك جاء يبلغ المسلمين ما كلفهم الله به من واجب الصبر بل ويعلمنا فن الصبر على جميع الشدائد والمكاره في سبيل الله عز وجل..


2- إذا تأملنا في مشاهد سيرته صلى الله عليه وسلم مع قومه لوجدنا أن ما كان يجده عليه الصلاة والسلام من الأذى في هذه المشاهد قد يكون قاسياً شديداً ، بيد أننا سنجد في كل مشهد منها ما يعتبر رداً إلهياً على ذلك الإيذاء.. كي يكون في ذلك مواساة للرسول عليه الصلاة والسلام ..
ففي مشهد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى الطائف وما اكتنفها من العذاب المضني : الإيذاء والخيبة ، تجد رداً إلهياً واضحاً على سفاهة أولئك الذين آذوه ، تجد ذلك في مظهر الرجل النصراني ( عداس ) حينما جاء يسعى إليه وفي يده طبق فيه عنب ثم انكب يقبل رأسه ويديه ورجليه وذلك عندما أخبره عليه الصلاة والسلام أنه نبي..


3- وفيما كان يفعله زيد بن حارثة رضي الله عنه من وقاية للرسول عليه الصلاة والسلام بنفسه من حجارة السفهاء حتى إنه شج في رأسه عدة شجاج ، نموذج لما ينبغي أن يكون عليه حال المسلم بالنسبة لقائد الدعوة ..
وبما أننا قد كتب علينا ألا ندافع عنه جسداً فالدفاع عنه يتحقق على نحو آخر هو أن لا نضن على أنفسنا بالمحن والعذاب في سبيل الدعوة الإسلامية وأن نسهم بشيء من تحمل الجهد والمشاق التي تحملها النبي عليه الصلاة والسلام..
4- من قصة استماع نفر من الجن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي نفهم أن على المسلم أن يؤمن بوجود الجن وبأنهم كائنات حية كلفها الله عز وجل بعبادته كما كلفنا بذلك ..


5- يتضح لنا من الحوار الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيد بن حارثة حول دخوله مكة أن كل ما لاقاه عليه الصلاة والسلام من معاناة في الطائف لم يكن له أي تأثير على ثقته بالله عز وجل أو على قوة عزيمته.. وذلك لأن يقين النبوة كان ثابتاً في قلبه صلى الله عليه وسلم فهو يعلم أنه إنما ينفذ أمر ربه ومما لا ريب فيه أن الله بالغ أمره وقد جعل لكل شيء قدراً ..
والموعظة لنا من هذا الأمر هي ألا تصدنا المحن والعقبات التي تكون في طريق الدعوة الإسلامية عن السير وألا تبث فينا روح الكسل مادمنا نسير بإيمان بالله وتوفيقه .. فمادام الله عز وجل هو الآمر فلا شك أنه هو الناصر أيضاً..


ونأتي إلى الدروس المستفادة من معجزة الإسراء والمعراج :


1- جاءت ضيافة الإسراء والمعراج بعد رحلة الطائف تكريماً من الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام وتجديداً لعزيمته وثباته ودليلاً على أن هذا الذي يلاقيه من قومه إنما هي سنة الله مع محبيه .. وهي سنة الدعوة الإسلامية في كل عصر وزمن..


2- المعنى الموجود في الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس :
وفي ذلك دلالة باهرة على مدى ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عند الله تعالى .. ودلالة على العلاقة الوثيقة بين ما بعث به كل من عيسى بن مريم ومحمد بن عبد الله عليهما الصلاة والسلام.. وعلى ما بين الأنبياء من رابطة الدين الواحد ..
وفي ذلك دلالة على مدى ما ينبغي أن يوجد لدى المسلمين في كل عصر ووقت - وخاصة ً عصرنا - من الحفاظ على هذه الأرض المقدسة وحمايتها من كل رجس.. وإعادتها إلى أصحابها المؤمنين ..


3- في اختيار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن على الخمر دلالة رمزية على أن الإسلام هو دين الفطرة الذي ينسجم في عقيدته وأحكامه كلها مع ما تقتضيه نوازع الفطرة الإنسانية الأصيلة..
وهذا من أسرار سعة انتشار هذا الدين العظيم وسرعة تقبل الناس له ..


- وفي دعوته صلى الله عليه وسلم لنفر من الخزرج في موسم الحج واستجابتهم له موعظة مهمة ..:
حيث بعد 11 سنة من هذا الجهاد والصبر والتعب وخوض الشدائد تأتي الثمار المنتظرة من خارج قريش .. بعيدة عن قومه عليه الصلاة والسلام .. وفي ذلك حكمة..: أن تسير الدعوة الإسلامية في سبيل لا تدع أي شك للمتأمل بها ، فكان أنصاره الأُول من غير بيئته وقومه حتى لا يظن ظان بأن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في حقيقتها دعوة قومية حاكتها رغبات قومه وظروف بيئته..


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..







آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:12 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

الرحيق المختوم
الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد ... فهذا ما قدرت تلخيصه وجمعه من هنا وهناك بالإضافه على بعض التعديلات .
أسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي وأن ينفع به من قرأه أو كان سبب في نشره.


بيعة الأنصار الأولى والثانية
بيعة العقبة الأولى
بعد الرحلة الرائعة التى شهدها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم و بعد تكذيب الكفار له و تصديق أصحابه رضى الله عنهم لرحلته المباركه , إستمر الرسول ينتهز فرصة مواسم الحج فيدعو الناس للإيمان بالله و ترك عبادة الأوثان .
و فى العام الحادى عشر من البعثة النبوية جاءت وفود من قبيلتى الأوس والخزرج و هى من اكبر القبائل فى المدينة , فجاءوا من المدينة إلى مكة , فأستمعوا لدعوة الرسول فآمنوا به و صدقوه .
و فى العام الثانى عشر من النبوة ، يوليو 621 م عادت هذه الجماعات الصغيرة و أخبروا قومهم بما سمعوا و رأوا , و بايعوا الرسول البيعة الأولى عند العقبة , و سُميت هذه البيعة - ببيعة النساء - أو بيعة العقبة الأولى .
نص البيعـــة :-

*روى البخاري عن عبادة بن الصامت أن رسول الله قال : (( تعالوا بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئـاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وُفيّ منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئـاً فعوقب به في الدنيا ، فهو له كفارة ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ، فأمره إلى الله ؛ إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه )) .
طلبوا من الرسول الكريم أنيرسل معهم تلميذه مصعب بن عمير ليعلمهم القرأن الكريم . و اجتهد مصعب بن عميرإجتهاد عجيب جدا لنشر الدعوةالإسلامية و كان- أول سفير فى الإسلام- ، سُمي بالمقرئ .
و بدأ الإسلام ينتشر فى المدينة فأسلم أبناء عمرو بن الجموح و أسلم بعدها عمرو بن الجموح ثم أسلم الطفيل بن عمرو و هو سيد قبيلة دوس و ذهب الطفيل يدعو فى قومةحتى أسلمت قبيلة دوس جميعاً و آتى بهم يبايعون الرسول و أنتشر الإسلام إنتشار هائل فى هذاالعام.






بيعة العقبة الثانية
فى العام الثالث عشر من الدعوة الإسلامية أتى من المدينة ثلاثة و سبعون رجلاً و إمرأتان من قبيلتى الأوس و الخزرج فجلسوا مع الرسول و أتفقوا مع الرسول على تأييده فى دعوته النبيلة .
فبايعوه بهذه البيعة وتعرف أيضاً- ببيعة العقبة الكبرى - وجعل منهم اثنا عشر نقيباً : تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس .
نقباء الخزرج
1ـ أسعد بن زُرَارَة بن عدس‏.‏
2ـ سعد بن الرَّبِيع بن عمرو‏.‏
3ـ عبد الله بن رواحة بن ثعلبة‏.‏
4ـ رافع بن مالك بن العَجْلان‏.‏
5ـ البراء بن مَعْرُور بن صَخْر‏.‏
6ـ عبد الله بن عمرو بن حَرَام‏.‏
7ـ عبادة بن الصامت بن قيس‏.‏
8 ـ سعد بن عبادة بن دُلَيْم‏.‏
9ـ المنذر بن عمرو بن خُنَيْس‏.‏

نقباء الأوس
1ـ أُسَيْد بن حُضَيْر بن سِمَاك‏.‏
2ـ سعد بن خَيْثَمَة بن الحارث‏.‏
3ـ رفاعة بن عبد المنذر بن زبير‏.‏



ثم إنهم بايعوا الرسول على أن يحموه كأبنائهم و إخوانهم و لهم الجنة , و دعوا الرسول لزيارة مدينتهم فقبل الرسول دعوتهم ؛ وذلك لأسباب عديدة منها : أن الرسول كان يريد بلداً آمناً لينشر رسالة ربه عز و جل .

بنود البيعــة :-
* روى الإمام أحمد عن جابر ، قال جابر : قلنا يا رسول الله ، علام نبايعك ؟ قال :
(( على السمع والطاعة في النشاط والكسل ،، وعلى النفقة في العسر واليسر ،، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،، وعلى أن تقوموا في الله ، لا تأخذكم في الله لومة لائم ،، وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم ، ولكم الجنة )) .
أما أهل يثرب فقد وجدوا فى هذه البيعة حلفاً سياسياً يقوى شأنهم ضد اليهود وإجلائهم عن أراضيهم و يخفف العداوة بين أهل يثرب من الأوس و الخزرج , بجانب هذا فى المدينة بيتأخوال رسول الله و قبرأبيه عبد الله و فى منتصف الطريق يوجد قبر أمه رحمها الله ورضى عنها إن شاء الله
.



خلاصة التلخيص..
تعقيب:
إنّ هاتين البيعتين فتحتا صفحة جديدة للمسلمين، لنشر الدين الإسلامي في المعمورة، بعد أن كسروا الطوق الذي فرضه جبابرة قريش عليهم، وذلك بفعل إيمانهم وصبرهم وجهادهم وثقتهم بالله سبحانه وتعالى، وعلى رأس كل هذه الأشياء والمقومات تقف قيادة الرسول الحكيمة، والتي تستند على بعد النظر، ودراسة الأحداث التي تدور في فلك قريش وما يدور حولها، دراسة موضوعية وافية، ووضع البدائل المناسبة للأزمات والمعضلات التي تواجه الإسلام
.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:14 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

وقفات مع بيعة الأنصار

تأملوا معي المواقف التالية::

1. أنا منكم وأنتم مني:
أثناء مبايعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة الثانية..اعترض القول ـ والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أبو الهيثم بن التَّيَّهَان، فقال‏:‏
يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالًا، وإنا قاطعوها ـ يعنى اليهود ـ فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله إن ترجع إلى قومك وتدعنا‏؟‏
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال‏:‏ ‏(‏بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ، أنا منكم وأنتم منى، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم‏)‏‏.‏
يا حبيبي يا رسول الله ما أجمل خلقك وعظيم حِلمك وتواضعك..
هذه هي الأخوة الحقة يا أخواتي..أخوة الإسلام.."أنا منكم وأنتم مني"..
هذه الأخوة التي تجعل مؤمن من أهل يثرب يحنو على أخيه المستضعف في مكة..
ويتعصب له, ويغضب من ظالمه,وما ذلك إلا نتيجة الإيمان الراسخ بالله وبرسوله وبكتابه..
وبهذا الإيمان استطاع المسلمون أن يسجلوا على أوراق الدهر أعمالاً لا زالت آثارها تشهد لهم إلى يومنا هذا..

2. التأكيد من خطورة البيعة

قال ابن إسحاق‏:‏ لما اجتمعوا للبيعة قال العباس بن عبادة بن نَضْلَة‏:‏ هل تدورن علام تبايعون هذا الرجل‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس‏.‏ فإن كنتم ترون أنكم إذا نَهََكَتْ أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزى الدنيا والآخرة‏.‏ وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نَهْكَة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخـرة‏.‏
قالوا‏:‏ فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الجنة‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه‏.‏

-أولا..يجب توضيح الصورة كاملة للناس وعدم الخداع..فالغاية لا تبرر الوسيلة في الدين الإسلامي..بل يجب لكي نصل إلى غاية سامية أن نستخدم وسيلة صحيحة ونبيلة..
-ولاحظوا ثبات الأنصار..لا تردد ولا تفكير!..
-وما الجزاء؟ الجنة وكفى بها من جائزة للصابرين المؤمنين المتقين..

3. لا بد من قائد
وبعد أن تمت البيعة طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يختاروا اثنى عشر زعيمًا يكونون نقباء على قومهم، يكفلون المسئولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة،
فقال للقوم‏:‏ أخرجوا إلىّ منكم اثنى عشر نقيبًا ليكونوا على قومهم بما فيهم‏.‏
فتم اختيارهم في الحال، وكانوا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس‏.

-هذا مَعلم مهم..فلا يصح أن يُترك الناس بدون هداة, يقومون عليهم, فيعلمونهم ويبصرونهم..
قال عمر رضي الله عنه : إذا كنتم ثلاثة فأمروا عليكم واحدا منكم..
-لقد كان العربي فارسا, جوادا كريما, لكنه لم يك سلس القيادة, ولم يألف السمع والطاعة, فلذلك لا بد من بيعة حازمة ونقيب مُطاع..
-ومراعاة النبي صلى الله عليه وسلم أن يكونوا من الأوس والخزرج,
درس في مراقبة أحوال الناس والسعي فيما يعينهم على الطاعة, فإن الأوسيين لم يكونوا ليرضوا أن يكون أمراؤهم ونقباؤهم من الخزرج..
وفي الناس في كل عصر أمور لا يصح تجاوزها..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:16 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

**((..طلائع الهجرة..))**


بعد ان تمت بيعة العقبة الثانيةوتأسست للمسلمين قاعدة صلبة يرتكزون عليها

في خضم امواج الكفر والجهالة، أذن الرسول صلى الله علية وآله وسلم بعد هذا المكسب العظيم الهجرة إلى
المدينة المنورة. والهجرة تحمل بين طياتها معاني اهدار المصالح والتضحية بالنفس والاموال،
والسير نحو مستقبل مبهم..
والمسلمون قبلوا بالهجرة وهم يعلمون مدى ما سوف يعتريهم من صعوبات ا ان قوة ايمانهم لا تثني من عزمهم..


**(( 1.. نماذج تعذيب تفنن المشركين بها ضد المسلمين اثناء الهجرة..))**
النموذج الأول:
أول من هاجر هو : ابو سلمة بن عبد الاسد قبل العقبة الكبرى بسنة مع زوجتة وابنه الا اصهاره اخذوا منه زوجتة

ابنه فما كان من آل ابو سلمة الا ان ياخذوا ابنه من اهل زوجتة عنوة فتجاذبوه كلا الطرفين حتى خلعوا يده وذهبوا به.
فأ نفطر قلب ام سلمة على ولدها وزوجهاوضلت قرابة السنة تذهب الى نفس الموضع حينما افترقا وتبكي على حالة الضياع
والشتات، فرق قلب احد ذويها وطالب من اهله ان تلحق ام سلمة بزوجها فأ سترجعت ابنها ولحقت بزوجها.
وليس لها من خلق الله احد،ما ان وصلت الى التنعيم لقيها عثمان بن طلحة، وأرتحل بهاوبولدها الى المدينه المنورة،
ولما اشرفت طلا ئع قباء قال لها: زوجك في هذه القرية فأدخلي على بركة الله وأ نصرف الى مكة...

النموذج الثاني:
عندما أراد صهيب الرومي الهجرة قال له الكفار: لقد جإت الينا فقيراً حقيراُلاتلك شيء ، فعندما كثر مالك تريد ان تخرج به وبنفسك؟؟

فلن يكون لك هذا . فقال لهم: اتريدون المال خذوه واخلوا سبيلي . قالوا: نعم . فلما وصل الخبرالى الرسول صلى الله علية وآله وسلم
قال(( ربح صهيب ربح صهيب))...

النموذج الثالث:
تواعد عمر بن الخطاب وعياش بن ابي ربيعة وهشام بن العاص في موضع يصبحون عندة ومن ثم يهاجرون الى المدينة، فأ جتمع عمر بن الخطاب وعياش بن ابي ربيعة

دون هشام. خرج عمر رضي الله عنه ومعه 20 من الصحابة ، وعندما وصلوا قباء واخوه الحارث الى عياش وام الثلاثة واحدةفقلا له:
ان أمك قد نذرت الا يمس شعرها مشط ولا تستظل عن الشمس حتى تراك . فرق قلب عياش .فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ماهذا الا بقول لا يفتنوك به عن دينك
فأحذر الا انه ابى الا بالخروجليبر بأمه فأعطاه عمر ناقتة حتى اذا شك في قومه رجع بها.
وعندما ساروا ببعض الطريق امروهان ينيخ ناقتة ففعل انقضوا عليه ووثقوه ودخلوابه نهاراً مكة موثقاً...

إ ضاءة: بقي عياش وهشام في قيد الكفر حتى اذا هاجر الرسول صلى الله علية وآله وسلم قال يوماً من لي بعياش وهشام: قال الوليد: انا لك يارسول الله بهما

فحملهم مقيدين الى الرسول صلى الله علية وآله وسلم..

هذه النماذج الثلاثة توضح لنا مدى التعذيب الذي طال من اراد الهجرة وعلم به كفار قريش .

وبعد شهرين وبضعة ايام من بيعة العقبة اي يوم الخميس 26 من شهر صفر لم يبقى بمكةمن المسلمين الا الرسول صلى الله علية وآله وسلم وابو بكر الصديق وعلى بن ابي طالب جلسا معه بأمر من رسول الله صلى الله عيه وسلم
وبعض من المسلمين اجبروهم المشركين وحبسوهم كرهاً . اعد الرسول صلى الله علية وآله وسلم وابو بكر الصديق جهازهم با نتظار امر الخروج.

**((2 .. في دار الندوة برلمان قريش ..))**
حينما رأى المشركين أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد تجهزوا للخروج ، الى ديار الاوس والخزرج وماللمدينة من موقع استراتيجي ، دب في قلوب الكفار الخوف والقلقل، بسبب شخصية الرسول

المؤثرة والقياديةالتي قديستميل بها الاوس والخزرج وما لي ديارهم من شأن وكيف لا وهي الممر الآمن لتجارة قريش للشام ، وهذا بحد ذاته خطر بالغ في تمركز الدعوة الأسلامية في يثرب.
فما كان من نواب القبائل القرشية الا ان يعقدوا اجتماع طارىءفي دار الندوة بمكة وحضر الأجتماع كلاً من:

1- ابو جهل بن هشام عن قبيلة بني مخزوم

2- جبير بن مطعم ، وطعيمة بن عدي، والحارث بن عامر عن بني نوفل بن عبد مناف.
3- شيبة وعتبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب عن بني عبد شمس بن عبد مناف.
4- النضر بن الحارث (وهومن القى على الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم سلا جزور) عن بني عبد الدار.
5- أبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود، وحكيم بن حزام عن بني أسد بن عبد العزى.
6- نبيه ومنبه ابنا الحجاج عن بني سهم.
7- أ مية بن خلف عن بني جمح.


**((3 .. النقاش والقرار الغاشم ..))**
وعند أجتماعهم الدنيئ حضرهم أبليس اللعين صورة شيخ من أهل نجد، فتذاكروا بأمر رسول الله صلى الله علية وآله وسلم اشار كلاُ برأي والشيخ يرده ولا يرضاه ،

قال ابو البختري : نحبسه بالحديد ونغلق عليه بابه حتى يموت ، كأمثال النابغة وزهير الشعراء فلم يرضه الشيخ.
الى ان قال أبو جهل نأخذ من كل قبيلة من قريش غلاماً جلداَ قوياً
ونعطيه سيفاً صارماً ثم نضربه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل لماذا؟؟؟
حتى لاتدري بنو عبد مناف بعد ذلك ما تصنع لاانهم لن يمكنهم معاداة القبائل كلها.ومن ثم يدفعون الدية..
فقال الشيخ وهو أبليس اللعين : لله در هذا والله الراي فتفرقوا على ذلك..
.

**((4 .. ماذا بعد القرار الغاشم ؟؟( هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم )..))**
جاء جبريل عليه السلام فأخبر النبي علية الصلاة والسلام ، بتلك المؤامرة وان الله أمرله بالخروج وان لا يبات في مضجعه تلك الليلة .

فذهب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الى أبو بكر الصديق بالظهيرة وكان متقعاً وهذا اول مرة يذهب فيةالرسول عليه الصلاة والسلام الى أبو بكر وعندما وصل اليه امره ان يخرج كل من عنده بالبيت لماذا؟؟
لانه لايرد احد أن يفشي سره0 فقال له أبوبكر انما هم أهلك بأبي انت يارسول الله قل له الحبيب عليه الصلاة والسلام : أذن لي بالخروج قالت عائشة رضى الله عنها : رايت أبو بكر يبكي من الفرح.
فقال لأبو بكر : الصحبة يارسول الله فرد عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: نعم قال أبوبكر فخذ احدى راحلتي هاتين فقال : نعم بالثمن وعاد الى بيتة..



**((5 .. تطويق منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..))**
استعد كفار قريش لتنفيذ خطتهم صباحاً فاختاروا احد عشر رئيساً وهم:
1-أبوجهل بن هشام.

2- الحكم بن أبي العاص.
3- عقبة بن معيط.
4- النضر بن الحارث.
5- أمية بن خلف.
6- زمعة بن الأسود.
7- طعيمة بن عدي.
8- أبولهب
9- أبي بن خلف.
10- نبيه بن الحجاج.
11- منبه بن الحجاج.

فاجمعوا بالليل عند باب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهم على يقين جازم من نجاح مؤ امرتهم .

ولن الله غالب على امره، وهو يجير ولا يجار عيه قال تعالى: (( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:17 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

*((6.. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يغادر بيتة..))**
أمر الرسول صلى الله عيه وآله وسلم سيدنا علي رضي الله عنه أن ينام في فراشه ويتغطى بردتة الحضرمية الخضراء اللون.وكفار قريش مجتمعين بالباب ، خرج النبي عليه الصلاة والسلام وأخذ حفنة من تراب

فذرها على رؤوسهم جميعاً وهو يتلوا قول الله تعالى(( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ )).أخذ الله ابصارهم فلم يرونه وذهب الى منزل أبو بكر الصديق ليلاً فخرجا
من خوخة أي تحة صغيرة خلف البيت في طريقهما الى غار ثور من جهة اليمن .
وكفار قريش يرصدونه عند بيته صلى الله عيه وآله وسلم فجاء رجل وقال لهم : ما تنتظرون ؟؟قالوا: محمد قال لهم : خبتم وخسرتم لقد مر بكم وأنطلق الىحاجتة فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم
ونظروا من صير الباب ليتأكدوا من وجود النبي في فراشة فأطمئنوا. فقام علي الصباح من فراشه وسقط بين ايديهم سألوه اين عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لاأعلم فأنهلوا عليه ضرباً ليرشدهم على مكانه.


**((7 .. من الـــدار الى الــــغـــار..))**
لم يعلم بخروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم الا على وأبوبكر الصديق واهله رضي الله عنهم كان ذلك في ليلة 27 من شهر صفر السنة 14 من النبوة وقد استأجرعبد الله بن أريقط الديلمي وهو مشرك ليدل لهم

بالطريق ومن ثم يعود0 وهو يعم جيداً عليه الصلاة والسلام ان قريش ستجد بطلبه نحو طريق المدينة الشمال لذالك اختار طريق آخر وشديد الوعورة من جهة الجنوب من مكة . وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم في طريقه
(( اللهم أنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد الّي فأسكني أحب البلاد إليك)) قد حفيت قدماة من وعورة الجبل فحمله أبوبكر الصديق الى غار ثور .




** (( 8.. إذ همـــا فــي الـــغــــار..))**
عندما وصلا الى الغار قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه : والله لا تدخله حتى أدخله قبلك لماذا؟؟؟

لاان يكون بالغار شيء فيصيبه بدل عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فأخذ أبوبكر يسد الشقوق ثم أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالدخول ونام حينئذ في حجره فلدغ عقرب رجل أبو بكر الصديق رضى الله عنه عقرب برجله
وهو يتصبر لكي لايشعر النبي عليه الصلاة والسلام بشيء ويفيق الا ان دموع أبو بكر سقطت على وجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : مالك يابي بكر قال: لدغت
قال له النبي عليه الصلاة والسلام فداك أبي وأمي فتفل على موضع اللدغة فشفي بالحال..
امر ابوبكر أبنه عبدالله ان ياتيهم بأخبار قريش كل يوم ليلاً ، وامر عامر بن فهيرة مولاه ان يرعى غنمه نهاراً لماذا؟؟
لتمحو الغنم أثر عبد الله بعد ذهابة الى مكة لمدة ثلاث أيام.
اما سيدنا علي رضي الله عنه ضل وبكل شجاعة يخفي الأمر، حينما يأسوا الكفار من عدم اعترافه لهم ذهبوا الى بيت أبوبكر الصديق فردت عليهم أسماء أن ابيها ليس هنا ولا تدري عن مكانه فلطمها أبوجهل علو وجهها حتى أسقط قرطها
وهي الي كانت تأتي بالطعام الى رسول الله عليه الصلاة والسلام وابيها الى الغار. جن جنون قريش فوضعوا مكافئة قدرها مائة ناقة لمن يأتي بهما حيين او ميتين
استخدمت قريش قائف للا ثر وهو سراقة بن مالك فوصل بهم الى باب الغار فانقطع الاثر وقد نسجت العنكبوت خيوطها وعشعشت حمامتان ببابه وأبو بكر خائف ويقول للنبي عليه الصلاة والسلام : لو أن احد من الكفار انزل بنظره الى موضوع قدمية لا رأنا
فقال له الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم : ما ظنك بأ ثنين الله ثالثهما. فرجعوا الكفار خائبين فهذه معجزة من الله.


قال الله تعالى: ((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا

فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )).

أنشودة نور من الغار لمحمود الشيباني



http://epda3.net/iv/es410.ram



**(( 9 .. في الطريق الى المدينة ..))**
عندما يئست قريش واستنفذت جميع امورها بالجد والبحث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لثلاث ايام ، استعد الحبيب عليه الصلاة والسلام وصاحبه للخروج الى المدينة المنورة، وكانوا على اتفاق مع عبد الله بن اريقط

ان ياتي بالراحلتين بعدمضى ثلاث اياممن مكوثهم بغارثور والرسول عليه الصلاة والسلام قد اخذ احدى هذه الراحلتين بالثمن من أبو بكر الصديق رضى الله عنه لماذا؟؟؟؟
لتكون هجرته إلى الله بنفسه وماله رغبة منه عليه الصلاة والسلام في استكمال فضل الهجرة إلى الله..
ثم اتتهما أسماء بنت أبوبكر الصديق بطعامهم ونسيت ان تجعل له رباط فشقت رباطها با ثنين فعلقت به الطعام والاخرانطقت به
لذلك سميت بذات النطاقين وعادت بعد ذلك الى مكة.
وكما ارتحل معهم الدليل عبد الله ابن اريقط ليوصلهم طريق المدينةلم يمربه احد غير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه..وسارا بطريقهم وأبوبكر الصديق تارة يمشي على يمين الرسول وتارة عن شمالة وتارة امامه ومن خلفه
هذا كله من شدة خوفه رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الاان رجل من بني مدلج بصر بهم وهب الى قومه ليخبرهم وكان من بينهم سراقة بن مالك وحتى لايظفر الاخرين بالمكافئة قال: انما هما رجلان خرجا لطلب حاجة
وجلس قليلاً وامر لجاريته أن تخرج الفرس بعيد عن أعين القوم وانطلق به حتى وصل من مقربة للرسول عليه السلام وصاحبه سمع صوت قراءة النبي عليه الصلاة والسلام وهو لايلتفت اليه وأبوبكر الصديق يكثر الألتفات فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فخا ست يد فرسه الى الركبتين بالتراب الى ان خاف على نفسه من دعا النبي عليه فطلب منه الآمن فعرض عليهم الزاد والمتاع ولكنهم ارادو من ان يخفي عليهم لايخبرعنهم أحد ثم سال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب له فكتب له أبوبكر بأمره في أديم
وفى له الرسول صلى عليه وآله وسلم يوم فتح مكة..





.**<<قــــصـــةأم مـــبــــعـــد>>**.
عندما مضى الرسول عليه الصلاة والسلام وأبوبكر الصديق مروا بخيمة وكان بها امأة أعرابية جلدة يقال لها أم معبد الخزاعية تطعم وتسقي من مربها فسألها هل ليك شيء نشتريه؟؟ فقلت: ليسلدى غير شاة صغيرة عازب

فمسح النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بيدة الكريمة على ضرعها سما ودعا فباعدت الشاة عن رجليها لماذاا؟؟
لاأمتلاء ضرعها بالحليب وحتى تسمح لرسول الله عليه الصلاة والسلام بحلبها وضع الاناء حتى امتلاء ثم حلبه مرة ثانية وامتلاء ثم غادروا من عندها. وبعدها ببرهة اتى زوج أم معبد ومعه غنمه الهالك الهزل وراى اللبن فقال لها: من اين لك باللبن والشاة عازب؟؟؟
فأسردت تقول :مرنا رجل مبارك وكيت وكيت فأسمعوا اخواتي معي ماذا تقول في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

ظاهر الوضضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صحل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثه أحور أكحل أزج أقرن شديد سواد الشعر إذا صمت علاه الوقار وإذا تكلم علاه البهاء أجمل النساء وأبهاه من بعيد

وأحسنه وأحلاه من قيب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقة خرزات نظم يتحدرن ربعة لاتقتحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول
غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثم منظاً وأحسنهم قدراً له رفقاء يحفون به واذا قال أستمعوا لقوله واذا أمر تبادروا الى أمره محفود محشود لاعابس ولا منفد..

قال أبو معبد هذا والله صاحب قريش الذي تطلبه..

وأم مبعد يشهد لها التاريخ عبر العصور أنها افضل وادق واجمل وصف وصف به رسول الله عليه الصلاة والسلام هو وصفها وكأن السامع والقارئ ينظر اليه وهذا بسبب نظرتها الثا قبة مع العلم انها كانت لا تدرى بأنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


علم اهل مكة بوجهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى المدينة عندما اقبل رجل من الجن يتغنى بأ بيات يسمعونه ولا يرونه كما ذكرت أسماء رضى الله عنها . في الطريق لقي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبا بريدة

ليظفر بالجائزة الا انه اسلم مكانه مع سبعين من قومه ، وكذلك لقي الرسول عليه الصلاة والسلام وأبوبكرالزبير مع المسلمين في تجارة من الشام فكساهم ثياباً بيضاء ..


صورة توضح طريق الهجرة وخيمة أم معبد وكذلك مكان قوم بني مدلج



**((10 .. الـــنــزول بـــقـــبـــاء.. ))**
بعدما غادر لرسول صلى الله عليه وآله وسلم مكة وهو آسف لفراق قومه وصل الى قباء يوم الإثنين الثامن من ربيع الأول وهي السنة الأولى من الهجرة وكان الأنصار يخرجون كل يوم ينتظرونه فإذا أشتد حر الشمس عليهم رجعوا إلى منازلهم .

الآ ان في يوم الاثنين هذا عندما هموا للذهاب الى منازلهم صعديهودي الى أطم وأبصر رسول الله عليه الصلاة والسلام مع أبو بكر الصديق ، فصرخ بأعلى صوته: يامعاشر العرب هذا صاحبكم قد جاء . فثاروا للقياء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكبروا فرحاً به حتى نزل في بني عمرو بن عوف . وبطبيهة الحال الأنصارلم يروى رسول الله عليه الصلاة والسلام من قبل وظنوا ان أبوبكر الصديق هو الرسول حتى أصابت الشمس رسول الله عليه الصلاة والسلام فضلله أبوبكر رضى الله عنه بردائه
فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . بعد ذلك نزل الرسول عليه الصلاة والسلام عند كلثوم بن الهدم قيل سعدبن خيثمه لمدة ثلاثة أيام . واسس فيها مسجد قباء أول مسجد أسس بعد النبوة.
ظل سيدنا علي رضى الله عنه في مكةبأمر من الرسول عليه الصلاة والسلام يؤدي الودائع الىاهلها ثم هاجر ما شياً على قديميه. خرج الرسول صلى الله عليه وأله وسلم بأمر الله مع ردفه أبوبكر الصديق فساروا الى المدينة المنورة الديار أخواله بني النجار
وأدرك الجمعة هناك..



**(( 11 .. الــــدخول فـــي المـــديـــنـــة..))**
صلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الجمعة في بني سالم بني عوف وكان معه مئه من المسلمين فهي أول جمعة صلاها في المدينة وأول خطبة خطبها في الأسلام.وغير اسمهامن يثرب الى المدينة، واهلها يعربون عن شدة فرحهم وينشدون بهذه الأبيات:
طلع الــبدر علينــا مــن ثنـــيات الوداع

وجب الشـــكر علينـــا مـــا دعــا لله داع
أيها المبعوث فينــــا جئت بـالأمـر المـطاع


أنشودة طلع البدر علينا:





ثم ركب راحلته القصوى فأخذوا بخطامها وهم يقولون: هلم إلى القوة والمنعة والسلاح

فيقول عليه الصلاة والسلام دعوها فإنها مأمورة. فسارت الى موضع المسجد اليوم وبركت في أرض لغلامين يتيمين.فأخذ أبوأيوب الأنصاري راحلته الى بيته فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( المرء مع رحله) فأقام عنده حتى بنى حجره ومسجده.
وبعد أيام وصلت زوجة الرسول صلى الله عليه آله وسلم سودة وبنتاه فاطمة وأم كلثوم، وعبد الله بن ابوبكر واهله ومن بينهم السيدة عائشة رضى الله عنها التي قالت : أصاب أبوبكر وبلال الحمى فذهبت الى الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم بلأمر فقال: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد حباً ، وأحمها ، وبارك في صاعها ومدها ، وانقل حماها فا جعلها با لجحفة.
أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهجرته قد ترك مكة بظلام دامس فلما وصل المدينة أشرقت أنوارها وبهذا انتهت مرحلة من حياته ...


فصلى الله والتسليم دايم على المختار من حّى آل هاشم وعلى الأصحاب والأهل الأكرام هم الأخيار ذو النفس الآبية...






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:19 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

اضاءة بسيطة فوائد من هجرة الحبيب وصاحبه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم...
1- هاجرعليه الصلاة والسلام في الأخير خوفاً على أمته.
2-القتل والحبس والنفي وسائل لا إحباط الدعوة.
3- الصراع مستمر بين الخير والشر الى قيام الساعة.
4- استشعار الكمال من صفات ضعيف الأيمان.
5- أقتيال القائد وتشويه صورته في ا لمجتمع حتى لا يقتدى به أحد.
6-قبول الصديّق الصحبة دليل محبتة وحب الانسان للمغامرة تحديه الخطورة.
7- اسناد المهام الى أصحابها تمثلت في على بن أبي طالب والنوم في فراشه
وفيه دعوة لبناء الثقة في الأبناء منذ الصغر..
8-يأخذ الراحلة بالثمن يترفع فيه المسلم ان يطلب الشيء لذاتة وأن يكون عالة ولرسول صلى الله عليه وآله وسلم خير قدوة.
9- د ور عبد الله بن أريقط ليس بسيط بل له اثر كبير في أنجاح الدعوة لانه ادء الدور بقناعة تامة.
10- لا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا الآخذ بالاسباب كاملة والتوكل على الله والبعد من الاحباط.
11- الثبات على المبدأ من أخلاق المؤمن ثابته راسخة لاتتغير.
12- اينما وضعت أقبل بوضعي أذاً اريد ان اظهر الدعوة على يدي بالذات.
13- مهما قابل المؤمن من فتن يضل ثابت لاان الله سينصره لامحالة.
14- كذلك يجب التقليل من السؤال لإعزاز النفس.
15-العمل و تصفية النية لله تميل لها القلوب والأرواح قبل الأجسام.
(( القائد يتحمل أكثير من غيرة اذا النصر يسبقه))



16- ضرورة الانتقال بالدعوة من مرحلة الاستضعاف إلى مرحلة التمكين.
17- الحفاظ على طلائع الدعوة الإسلامية وتأمينها لتكون ركيزة من ركائز الدولة متمثلا ذلك في ابقاء مهاجري الحبشة.
18- اختيار المكان المناسب للدولة؛ الذي تتوفر فيه أسباب القوة المادية والموقع المتميز فضلا عن الأنصار أصحاب العقيدة الراسخة.
19- الإعداد والتخطيط وتأمين متطلبات العمل.
20- السرية في التحركات مع التمويه وإعفاء الأثر على العدو.
21- أهمية دور الشباب في الدعوة الإسلامية والذي تمثل في موقف عبد الله بن أبي بكر وعلى بن أبي طالب.
22- دور المرأة ومشاركتها الفاعلة مع الرجل في مهام الدعوة والذي تمثل في موقف عائشة وأسماء رضي الله عنهما ونساء المهاجرين.
23-حماية القيادة والدفاع المستميت عنها.






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:21 AM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

~~ مراحل الدعوة والجهاد في العهد المدني ~~
تقسيم العهد المدني إلى ثلاث مراحل ...

1-مرحلة أثيرت فيها القلاقل والفتن , وأقيمت فيها العراقيل من الداخل وبذلك زحفت الأعداء لأستئصال خضرائها من الخارج .

2-مرحلة ألهدنه مع الزعامة ألوثنيه , وتنتهي بفتح مكة .

3-مرحلة دخول الناس في الدين الله أفواجا , وهذه المرحلة تمتد إلى انتهاء حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)في ربيع الأول سنة 11 من الهجرة .




~~ الحالة الراهنة في ألمدينه عند الهجرة ~~

لم يكن معنى الهجرة هو التخلص من الفتنه والتعذيب فحسب , بل الهجرة تعني تعاونا على إقامة مجتمع جديد في بلد اّمن ولا شك أن الرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو القائد والهادي في بناء هذا المجتمع وكانت إلية أزمة الأمور بلا نزاع ..

وكانت في ألمدينه ثلاثة أصناف من الأقوام يختلف كل واحد منها بنسبة إلى الأخر اختلافا واضحا , بالنسبة إلى الآخر,, هي ..
1- أصحابه الصفوة الكرام البررة رضي الله عنهم .
2- المشركين الذين لم يؤمنو بعد .
2-اليهود ..

أ- المسائل التي كان يواجهها بالنسبة إلى أصحابه هو أن ظروف المدينة كانت تختلف عن الظروف التي مرو بها في مكة ..
فكانو بمكة مقهورين لم يكن لهم من الأمر شي وكان الأمر بيد أعدائهم في الدين ,لذلك نرى السور المكية تقتصر على تفصيل المبادئ الإسلامية ,
أما في المدينة فكان أمر المسلمين بأيديهم منذ أول يوم , ولم يكن عليهم سيطرة أحد من الناس , قد أن لهم أن يكونوا مجتمعا جديدا مجتمعا إسلاميا يختلف في جميع مراحل الحياة عن الحياة الجاهلي ,, ولا يخفى أن تكوين أي مجتمع على هذا النمط لايمكن أن يستتب في يوم واحد أو شهر واحد أو حتى سنة , بل لابد من زمن طويل من الجهد والصبر والتشريع مع التثقيف والتدريب تدريجيا , وكان الله كفيلا بهذا التشريع , فكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائما بتنفيذ وتربية المسلمين وفقه (( هُوَ الذِي بَعَثَ في الأُميِنَ رسولا مِنهُم يَتلُوا عليهِم ءاياتهُ ويُزَكيِهم وَيُعِلمُهُمُ الكِتبَ والحِكمَهَ )) }الجمعة : 2{
وكان الصحابة رضي الله عنهم مقبلين عليه بقلوبهم ويتحلون بأحكامه ويستبشرون بها ((وإِذَا تُليت عَليهم ءاياته زَدتهم إيمانا)) }الأنفال{

كانت جماعه المسلمين مشتملة على قسمين :1
1-الأنصار الذين هم في أرضهم وديارهم ولا يهمهم من ذلك إلا مايهم الرجل وهو اّمن في سربه ..
2- المهاجرين الذين فاتهم كل ذلك , ونجوا بأنفسهم إلى مدينه ,ليس لهم ملجأ يأوون إليه ولأعمل يعملونه لمعيشتهم , وكان عددهم غير قليل وكانوا يزيدون فقد كان أذن بالهجرة لكل من امن بالله ورسوله,,
ولم تكن المدينة على ثرة طائلة فتزعزع ميزانها , وقد قامت القوات ألمعاديه بشبة مقاطعه اقتصاديه ..

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ب- أما القوم الثاني : هم المشركون من صميم القبائل المدينة ولم تكن لهم سيطرة على المسلمون ومنهم من كان يتردد في ترك دين الإباء , ولم يبطن العداوة والكيد للإسلام والمسلمين , ولم تمضي عليهم عليهم مدة قصيرة حتى اسلمو .
وكان فيهم من يبطن شديد العداوة على المسلمين وكان مضطر إلى إظهار الود نظرا للضر وف , وعلى رأسهم عبد الله بن أبي , وقد أظهر إسلامه بعد بدر عندما رأى الضر وف لا تساعده على شركه وأنه يحرم الفوائد الدنيويه ولكنه بقى مستبطنا الكفر وكان لا يجد مجالاً للمكيدة برسول الله (صلى الله عليه وسلم)وبالمسلمين إلا ويأتي بها .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ج- أما القوم الثالث فهم اليهود : الذين انحازوا إلى الحجاز زمن الاضطهاد الآشوري والروماني كما أسلفنا ,, ولكنهم بعد الانسحاب إلى الحجاز انصبغو بالصبغة العربية في الزي واللغة والحضارة حتى صار أسمائهم بالعربية وقامت بينهم وبين العرب علاقة الزواج , إلا أنهم تحفظوا بعصبيتهم الجنسية وكانوا يفتخرون بجنسيتهم الإسرائيلية وكانوا يسمون العرب بالسذج وأرذال متأخرون وان أموال العرب مباحة لهم يأكلونها كيف يشاءوا ,, ((قَالُوا لَيسَ عَلَيَناَ فيِ اّلأُميِنَ سَبِيلُُ))) آل عمران : 75 ) ولم يكن لهم تحمس في نشر دينهم غير جل بضاعتهم ألدينيه , الفأل والسحر والرقيه وأمثالها , وكانوا مهرة في فنون الكسب والمعيشة وكانت في أيديهم تجارة التمر والحبوب والخمر والثياب .
وكانوا أصحاب دسائس ومؤامرات وفساد.
وكانت في يثرب منهم ثلاثة قبائل مشهورة ..
بنو قينقاع حلفاء الخزرج .
بنو النضير .
بنو قريظة وكانتا حلفاء الأوس والخزرج .

فإن اليهود لم يرجى منهم أن ينظروا إلى الإسلام إلا بعين الحقد فالرسول الله صلى الله عليهم وسلم لم يكن من جنسيتهم حتى ليسكن جأش عصبيتهم الجنسية , وكانت دعوة الإسلام دعوة صالحة تؤلف بين أشتات القلوب وتطفئ نار البغضاء والعداوة وتدعو إلى التزام في الشؤون ,
أما اليهود كانت تستوطن العداوة منذ عرفو أن دعوة الإسلام تحاول الاستقرار في يثرب , وكانوا يعلمون بأنه نبي الله ويشهد بذلك ما رواه البخاري في إسلام عبد الله بن سلام رضي الله عنه .الذي أسلم بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم , المدينة في بني النجار جاءه مستعجلاً وألقى أليه أسئلة لا يعلمها ألا نبي ولما سمع ردوده صلى الله عليه وسلم ,اّمن به ساعته ومكانه وقال له أن اليهود قوم بهت ,,
وهذه أول تجربة تلقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود في أول يوم دخل فيه المدينة‏.‏هذا من حيث الداخلية من المدينة .
أما من ناحية الخارج فكان يحيط بها من يدين بدين قريش، وكانت قريش ألـد عـدو للإسلام جربت عليهم طوال عشرة أعوام كل أساليب الإرهاب والتهديد والمضايقة والتعذيب، والمقاطعة والتجويع، وأذاقتهم الويلات، وشنت عليهم حربًا نفسية مضنية مع دعاية واسعة منظمة، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة صادرت أرضهم وديارهم وأموالهم، وحالت بينهم وبين أزواجهم وذرياتهم ، وتغرى غيرها من مشركي الجزيرة ضد أهل المدينة، وفعلًا قامت بذلك كله حتى صارت المدينة محفوفة بالأخطار، وفي شبه مقاطعة شديدة قَلَّتْ لأجلها المستوردات، في حين كان عدد اللاجئين إليها يزيد يومًا بعد يوم، وبذلك كانت ‏‏حالة الحرب‏‏ قائمة بين هؤلاء الطغاة من أهل مكة ومن دان دينهم، وبين المسلمين في وطنهم الجديد‏.‏.
وكان من حق المسلمين أن يصادروا أموال هؤلاء الطغاة كما صودرت أموالهم، وأن يديلوا عليهم من التنكيلات بمثل ما أدالوا بها، وأن يقيموا في سبيل حياتهم العراقيل كما أقاموها في سبيل حياة المسلمين حتى لا يجدوا سبيلًا لإبادة المسلمين واستئصال خضرائهم‏.‏
وهذه هي القضايا والمشاكل الخارجية التي واجهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما ورد المدينة بصفة رسولا هاديا وقائدا .

وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعالجة كل القضايا معالجه حكيمة . فعاملة كل قوم بما كانوا يستحقونه من الرأفة والرحمة أو الشدة ,,, حتى عاده المر إلى الإسلام وأهله في بضع سنوات ,,, وسيجد القارئ كل ذلك جليًا في الصفحات الآتية‏






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 03-28-2008, 11:23 AM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: كتاب "الرحيق المختوم" ..والذي يتناول سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم..

~~ بناء مجتمع جديد ~~






قد أسلفنا أن نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في بني النجار كان يوم الجمعة ‏‏12 ربيع الأول سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م‏ وأنه نزل في أرض أمام دار أبي أيوب، وقال‏:‏ ‏‏هاهنا المنزل إن شاء الله


ثم انتقل إلى بيت أبي أيوب رضي الله عنه
بناء المسجد النبوي
وأول خطوة خطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم هو بناء المسجد النبوي، واختار له المكان الذي بركت فيه ناقته صلى الله عليه وسلم، وأسهم في بنائه بنفسه، فكان ينقل اللبِن والحجارة ويقول ‏:‏


اللهم لا عيش إلا عيش الآخر ~~~~~~~~ فاغفر للأنصار والمهاجرة
وكان ذلك مما يزيد نشاط الصحابة في العمل حتى إن أحدهم ليقول‏ :
لئن قعدنا والنبي يعمل ~~~~~~~~ لذلك منا العمل المضلل
كانت في مكان البناء قبور المشركين فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل والشجرة فقطعت وصفت في قبلة المسجد وكانت القبلة إلى بيت المقدس , وجعلت له ثلاثة أبواب , وبني بيوتاً إلى جانبه وهي حجرا أزواجه صلى الله علية وسلم وأنقل إليها من بيت أبي أيوب ..
ولم يكن المسجد موضعًا لأداء الصلوات فحسب، بل كان جامعة يتلقى فيها المسلمون تعاليم الإسلام وتوجيهاته و يلتقى وتتآلف فيه العناصر القبلية المختلفة التي طالما نافرت بينها النزعات الجاهلية وقاعدة لإدارة جميع الشئون وبرلمان لعقد المجالس الاستشارية والتنفيذية ,,, وفي أوائل الهجرة شرع الأذان، تلك النغمة العلوية التي تدوى في الآفاق، وتهز أرجاء الوجود ..




المؤاخاة بين المسلمين كما قام النبي صلى الله عليه وسلم , ببناء المسجد مركز التجمع والصلح قام بعمل أخر من أروع من أروع ما يأثره الناس .
وهو المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار آخى بينهم على المواساة , ويتوارثون على الموت دون ذوي الأرحام وإلى حين وقعت بدر أنزل الله عز وجل
((‏‏ ‏‏وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ‏)) }الأنفال: 75
معنى هذا الإخاء أن تذوب عصيبات الجاهلية وتسقط الفوارق النسب واللون والوطن ..فلا يكون الولاء إلا للإسلام ...





ميثاق التحالف الإسلامي :

كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد هذه المؤاخاة بين المؤمنين، قام بعقد معاهدة أزاح بها ما كان بينهم من حزازات في الجاهلية,,,‏ وفيما يلي بنودها ملخصًا‏:‏

هذا الكتاب من محمد صلى الله عليه وسلم , بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن جاهد معهم :-
1ـ إنهم أمة واحدة من دون الناس‏.‏
2ـ المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم، والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على رببعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى .
3ـ وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل‏.‏
4ـ وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم.
5ـ وإن أيديهم عليه جميعًا، ولو كان ولد أحدهم‏.‏
6ـ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر‏.‏
7ـ ولا ينصر كافرًا على مؤمن‏.‏
8 ـ وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم‏.‏
9ـ وإن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين .
10ـ وإن سلم المؤمنين واحد .
11 ـ وإن المؤمنين يبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله‏.‏
12 ـ وإنه لا يجير مشرك مالًا لقريش ولا نفسًا، ولا يحول دونه على مؤمن‏.‏
13 ـ وإنه من اعتبط مؤمنًا قتلًا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول‏.‏
14 ـ وإن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه‏.‏
15 ـ وإنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثًا ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة .
16 ـ وإنكم مهما اختلفـتم فيه من شيء، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمـد صلى الله عليه وسلم‏ ..





أثر المعنويات في المجتمع
بهذه الحكمة وبهذا التدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد، كانت صورته الظاهرة آثارًا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهد هم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق ..
سأله رجل‏:‏ أي الإسلام خير‏؟‏ قال‏ , ‏تطعم الطعام ، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف‏ .
وكان يقول صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من لا يأمن له جاره بوائقه) رواه مسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمنون كرجل واحد , إن أشتكى عينه أشتكى كله , وإن أشتكى رأسه أشتكى كله) رواه مسلم .
ويقول صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا) متفق عليه صحيح البخاري .
وبجانب هذا كله يحث حثا شديدًا على الاستعفاف عن المسألة ,ويذكر فضائل الصبر والقناعة , وهكذا رفع معنوياتهم ومواهبهم , وزودهم بأعلى القيم والأقدار , حتى صاروا صورة لأعلى قمة من الكمال عرفت التاريخ البشر بعد الأنبياء ..
إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتمتع من الصفات المعنويه الظاهرة ومن الكمالات والمواهب والأمجاد ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال بما جعلته تهوى إليه الأفئدة وتتفانى عليه النفوس فما يتكلم بكلمة إلا ويتسابقون إلى التحلي به وإلى أمثالها .
وبهذا أستطاع النبي صلى الله عليه وسلم . أن يبني في ألمدينه مجتمًا جديدًا , أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ .
وبهذه المعنويات الشامخة تكاملت عناصر المجتمع الجديد الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها وحول مجرى التاريخ والأيام ...
وصلى الله على الحبيب المصطفى الذي اصطفاه قدوة للمسلمين وهادي الناس إلى الصراط المستقيم ..






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator