عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2008, 05:13 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي عَلاقَاتُنَا وعَلاقَاتُهم

عَلاقَاتُنَا وعَلاقَاتُهم

لماذا يجرُّنا حبنا لأشخاصٍ إلى الأسفل ، فيما نحن أردناه حباً سامياً في الله لا يسقطنا في أوحال الذنوب ، حباً لا تلوّثهُ مشاعرُ الغيرة ، ولا تعطّل طاقاتنا الكامنة أشواقٌ مهدرة ، ولا تقتل أوقاتنا أحاديث عاطفية ، لا نخرجُ منها إلا بمزيد من الشوق والضعف والألم .



الشّعارُ البرّاقُ الأول الذي يظهرُ لنا ونحن نحاول اكتشاف شخصٍ ما هو شعار الحبّ في الله .
فنعجب بالتزام الشخص وتديّنه وحسن أخلاقه ، وما نزال ننجرفُ إعجاباً في مزاياه ، فكأنه المخلوق الأسمى الوحيد الموجود على هذه الأرض .

نتقرّبُ إليه من باب الطاعات ، فمرافقة الصالحين كما هو معروف ، يزيدُ الإيمان ويرفع المؤمن ، ويقوده إلى درب النّجاة ..

بعد فترة وجيزة نفاجأ بتعلّقنا الشديد بهذا الشخص ، وبانجذاب كبير نحوه ، نخبره بمشاعرنا ، نسوقُ له أجمل عاطفة نحملها ، ونضعها بين يديه .

تعاطفه معنا قد يجعله في أعيننا الشخص المنقذ لنا من الحزن ، فندخل عالماً جديداً مختلفاً ، عالم الأنس والفرح والسلوى ، فنتوهم بأننا أكثر البشر سروراً ما دمنا برفقة هذا المخلوق الذي أرسله الله لانتشالنا من آلامنا .

أيامٌ تمضي ، أعمارٌ تزهق ، وقلوبٌ تنهك ..!

ذات خصام ..

نصحو من الحلم الجميل لحظة ، فنجد أنفسنا قد تأخرنا كثيراً عن القافلة السائرة إلى النجاح ، فقطار الزّمن قد فاتنا ، كنا فيه معصوبي الأعين ، لا نرى إلا ذلك الحب الذي سيطر على كلّ ذرة من كياننا .

نفتّشُ أوراق العمر ، فترعبنا نتائجنا ..

صفرٌ في تحقيق الذات ، تراجعٌ في مدرسة النّجاح ، هدرٌ واضحٌ في الطاقة البشرية ، سوء استغلال لنبض القلب ، تشتت روح ، وهنُ جسد ..!

خسارة فادحةٌ نمنى بها دفعة واحدة ، فتتملكنا الحيرة ..

لماذا لم نتقدم ، لمَ لمْ ننجح ؟ أولم يكن حباً في الله ؟!

نكتشفُ أخيراً أننا قد ألبسنا علاقة دنيوية رداءً من وهم صنعناه بأيدينا ، ليغطي أي خطأ ، وأسميناه حباً في الله ..

ولو أمعنّا النظر في أحوال الصّحابة ، ومحبتهم لبعضهم البعض ، لوجدناها محبة إيمانية ، وصلات واثقة ، وتنافسٌ على الجنّة ..

كيف لا وقد جمعهم الإسلام ، واستظلوا بمظلة الإيمان ، وآخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم ، فغدوا أحباباً في الله ..

فهل كانوا ليتركوا العمل والجهاد والسعي للخير ويقضوا أعمارهم هباء ليتحادثوا عن الحب ، عن الغيرة ، عن فتور في العاطفة أو اشتعالها !

حاشاهم أن يفعلوا وهم أصحاب الهدف والهمّة ، كانت عاطفتهم كلها لله ورسوله ، يندرج تحتها حب كل ما يحبه الله ورسوله وبغض ما يبغضه الله ورسوله ..

فإذا شعر أحدهم بحبٍ يخفق في قلبه لأخ له في الله أتاه فأخبره عبارة بليغة موجزة ، فقال له : " إني أحبك في الله " فيردُّ الآخر بدعاء راقٍ عظيم المعنى ، فيقول : " أحبك الله "
وأيُّ شرف عظيم أن يحبه الله ، وأيُّ سعادة ينالها العبد في حب الله تعالى له ..

هؤلاء أناسٌ فهموا معنى الحب فاجتمعوا من أجله ، وتعاهدوا على رفعته ، فاستحقوا منابر النور يوم القيامة ..

وها قد أتينا للحياة ، أحفاداً لهم ، فلم شوّهنا هذه العاطفة ، ولم بعثرنا كلمة الحب حتى غدت بلا قيمة ترتجى ؟ أولا يدعونا ذلك إلى إعادة حساباتنا ، وترتيب مشاعرنا ، والارتقاء بالحب ..
فالمرء مع من أحب .

م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس