الموضوع: شـاطيء الـوداع
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-2008, 07:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي شـاطيء الـوداع

شـاطيء الـوداع


زيـــارة.... عــــابرة

هاهي رحلة الحياة تقف على شاطئ الوداع!

وهاهو قارب الرحيل قد نصب الشراع!

وهاهي الدموع تهمل في التياع!

لقد رحل الأحبة مرغمين...... وعز في الدنيا الاجتماع!

وخلت الديار من أهلها...... واستوحشت منهم بقاع! وأنت على الخطو تسير...... فاجعل الخيرات زادك والمتاع!



سألت الدار تخبرني ***عن الأحباب ما فعلوا

فقالت لي: أناخ القوم ***أياما وقد رحلوا

فقلت: فأين أطلبهم ***وأي منازل نزلوا

فقالت: بالقبور وقد ***لقوا والله ما فعلوا


ذهبت أبحث عن الأحباب والأصحاب..... بعد أن واريناهم.... بأيدينا التراب....

فما وجدت غير أجداثهم.... تسفعها العاديات.... وتحثو فوقها الذاريات............... كانوا معنا... يأكلون ويشربون.... ينعمون ويتلذذون.... يذهبون ويأتون.... يضحكون ويبكون..... ثم ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟


دهتهم داهية الموت.... فانقطع منهم الصوت..... وفات عليهم الفوت...

جئت قبورهم لأزورهم..... فوجدتها هامدة..... ساكنة..... خامدة..... دارسة جامدة. ،والدواهي في دواخلها... والعظائم في بطونها.... !

أتيت القبور فناديتها...... فأين المعظم والمحتقر؟!

وأين المدل بسلطانه...... وأين القوي إذا ما افتخر؟!

تفانوا جميعا فما من خبر...... وماتوا جميعا ومات الخبر

فيا سائلي عن أناس مضوا...... أما لك فيما مضى معتبر؟!

مضوا أمامك..... وأنت على الأثر...

والموت سائر إليك.... فأين المفر؟!


وأعظم منه ما يكون من أهوال يوم الحشر!

وأعظم منه، الخطب الأخطر، والهول الأكبر: أين يكون المستقر؟؟؟

أفي: (جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر)...

أم في: (ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر)...



فيا لساعة الموت ما أشدها!

وما أعظم المحن التي بعدها!

قال - صلى الله عليه وسلم -:"القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"...

جدوا فإن الأمر جد.... وله أعدوا واستعدوا

لا تغفلن فإنما..... آجالكم نفس يُعدُ

أيامنا تنصرم، وأعمارنا تنهدم ، ونحن نقترب من الأجل المكتوب، والوعد المضروب... خطوة في إثر خطوة...

أخي.... أختي:

لا تأس على الدنيا وما فيها، فالموت سيفنيك ويفنيها ، وستعرف قيمتها عندما تخرج منها - مرغما - لتدفن فيها!



فيا لها من ليلة! ويا لها من ساعة! ويا له من مضجع! أي خوف وفزع؟! وأي وحشة وهلع؟!


يوم توضع في لحدك لوحدك.... وتضجع في قبرك بمفردك... لا أنيس ولا جليس!

أين الأحباب والأصحاب؟؟أين الإخوان والجيران؟؟ أين الزوجة والولدان؟؟

لقد أفردوك.... ثم ذهبوا وتركوك.... ولو بقوا ما نفعوك...

فمن يؤنس وحشتك؟! ومن يؤمن في القبر روعتك؟!

فأي منظر فظيع؟!وأي مجلس شنيع؟! وأي خطب كبير؟؟؟!!!

فأعدوا لها العدة..... وجهزوا لها الزاد....

فإنها ترقبكم على الطريق! وتنتظركم على الأبواب!

قال - تعالى - ( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب)..

م0ن






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس