الموضوع: يارب جئتك
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2009, 04:38 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: يارب جئتك



قال: أما الأولى : فإذا أردت أن تعصي الله عز وجل، فلا تأكل رزقه ، فقال الرجل: فمن أين آكل؟، وكل ما في الأرض من رزقه ؟!! فقال إبراهيم : يا هذا أفيحسن أن تأكل رزق الله وتعصيه؟ قال: لا !! هات الثانية.
قال " إبراهيم": يا هذا إذا أردت أن تعصيه فلا تسكن شيئاً من بلاده!! فقال الرجل: هذه أعظم من الأولى ، يا أبا إسحاق: إذا كان المشرق والمغرب وما بينهما له تعالى، فأين أسكن؟!! قال: يا هذا أفيحسن أن تأكل رزقه وتسكن بلاده ثم تعصبه؟ قال: لا !! هات الثالثة!!
قال" إبراهيم" : إذا أردت أن تعصيه وأنت تأكل رزقه وتسكن بلاده، فانظر موضعاً لا يراك فيه مبارزاً له فاعصه فيه !! قال: يا إبراهيم!! كيف هذا وهو مطلع على ما في السرائر والضمائر ؟ قال إبراهيم : يا هذا أفيحسن أن تأكل من رزقه وتسكن في بلاده وتعصيه وهو يراك ويرى ما تجاهره به ؟ قال الرجل : لا ، هات الرابعة.
قال " إبراهيم " : إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك ، فقل له: أخرني حتى أتوب توبة نصوحاً وأعمل لله عملاً صالحاً، فقال الرجل: لا يقبل مني ولايؤخرني !! فقال إبراهيم :يا هذا !! فأنت إذا لم تقدر أن تدفع عنك الموت لتتوب ، وتعلم أنه إذا جاء لم يكن له تأخير، فكيف ترجو وجه الخلاص؟!! قال الرجل: هات الخامسة!!
قال " إبراهيم" : إذا جاءتك الزبانية يوم القيامة ليأخذوك إلى النار، فلا تذهب معهم !! قال الرجل: إنهم لا يدعونني ولا يقبلون مني!! فقال إبراهيم: فكيف ترجو النجاة إذن؟ فقال الرجل: يا إبراهيم " حسبي حسبي !! أنا أستغفر الله وأتوب إليه!! ثم لزمه وشاركة في العبادة والاجتهاد في الطاعات، حتى
فرق بينهما الموت

يارب مالي غير لطفك ملجأ
يارب هب لي توبةً اقضي بها
أنت الخبير بحال عبدك إنه
أنت المجيب لكل داع يلتجي
من أي بحر غير بحرك نستقي



ولعلني عن بابه لا أطرد
ديناً علي به جلالك يشهد
بسلاسل الوزر الثقيل مقيد
أنت المجير لكل من يستنجد
ولأي باب غير بابك نقصد







توبة شابين:
" على حضرات الركاب المسافرين على الرحلة رقم 000000 والمتوجهة إلى 000000 التوجه إلى صالة المغادرة استعداداً للسفر"
دوى هذا الصوت في جنبات مبنى المطار، أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة وقد حزم حقائبه ، وعزم على السفر إلى بلاد الله الواسعة للدعوة إلى الله عز وجل، وسمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد وخاصة الشباب 0
وفجأة لمح هذا الشيخ شابين في العشرين من عمرهما أو تزيد قليلاً وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك.
" لابد من إنقاذهما قبل فوات الأوان" قالها الشيخ في نفسه، وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما فوقف الشيطان في وجهه وقال له: مالك ولهما؟ دعهما يمضيان في طريقهما ويرفها عن نفسيهما، إنهما لن يستجيبا لك"0
ولكن الشيخ كان قوي العزيمة ، ثابت الجأش، عالماً بمداخل الشيطان ووساسة، فبصق في وجه الشيطان، ومضى في طريقه لا يلوى على شيء وعند بوابة الخروج، استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية، ووجه إليهما نصيحة مؤثرة ، وموعظة بليغة وكان مما قاله لهما: " ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة، ولقيتماـ لا قدر الله ـ حتفكما وأنتما على هذه النية قد عزمتما على مبارزة الجبار ـ جل جلاله ـ فبأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة؟ وذرفت عينا هذين الشابين ، ورق قلباهما لموعظة الشيخ وقاما فوراً بتمزيق تذاكر السفر، وقالا: يا شيخ : لقد كذبنا على أهلينا وقلنا لهم ذاهبان إلى مكة أو جدة، فكيف الخلاص؟ وماذا نقول لهم؟
وكان مع الشيخ أحد طلابه ، فقال : اذهبا مع أخيكما هذا وسوف يتولى إصلاح شأنكما.
ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً ومن ثم يعودا إلى أهلهما0
وفي تلك الليلة ، وفي بيت ذلك الشاب ـ(تلميذ الشيخ) ـ ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما ، وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة ، وهكذا : أراد شيئاً، وأراد الله شيئاً آخر فكان ما أراد الله ـ عز وجل ـ .
وفي الصباح، وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر، انطلق الثلاث صوب مكة ـ شرفها الله ـ بعد أن أحرموا من الميقات000
وفي الطريق كانت النهاية أو في الطريق كانت الخاتمة وفي الطريق كان الانتقال لدار الآخرة، فقد وقع لهم حادث مروع ذهبوا جمعياً ضحيته فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهم يرددون تلك الكلمات الخالدة " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك …. ألخ"


كم بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة؟ إنها أيام بل ساعات معدودة ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة، ولله الحكمة البالغة سبحانه.
أخي المسلم : إذا نازعتك نفسك الإمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرق الجماعات، الموت، واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله ـ عز وجل ـ فتكون من الخاسرين0
وإذا خلوت بريبة في ظلمة
فاستحي من نظر الإله وقل لها



والنفس داعية إلى العصيان
إن الذي خلق الظلام يراني



شتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسموات.
شتان من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان، ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان، فاختر لنفسك ما شئت 0
للتوبة أسرار ولأصحابها أخبار جاء في الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري ومسلم....عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: (أذنب عبد ذنباً فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: (أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى: (أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب اعمل ما شئت فقد غفرت لك)
قال عبد الأعلى لا أدري أ قال في الثالثة أوالرابعة اعمل ما شئت كل ذلك بالتوبة( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)

قال ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي وذكر ابن أبي الدنيا حديثاً مرسلاً :"إن الأرض تزلزلت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ، ثم قال : اسكني فإنه لم يأن لك بعد!! ثم التفت إلى أصحابه فقال: إن ربكم ليستعتبكم فاعتبوه!! ثم تزلزلت بالناس على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس ما كانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه!! (أي معاصي ارتكبتموها)، والذي نفسي بيده لئن عادت (أى تكررت الزلزلة) لا أساكنكم فيها أبداً !!
وفي مناقب عمر " لابن أبي الدنيا: "إن الأرض تزلزلت على عهد "عمر" فضرب يده عليها وقال : ما لك ما لك !! أما إنها لو كانت القيامة قد حدثت أخبارها !! سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلميقول : إذا كان يوم القيامة فليس فيها ذراع ولا شبر إلا وهو ينطق!! وقال "كعب" : "إنما تتزلزل الأرض إذا عمل فيها بالمعاصي!! فترعد (أي تهتز وترتجف) فرقاً من الرب عز وجل أن يطلع عليها!!






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس