السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا ... أود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخوة القائمين على هذا المنتدى الطيب
الذى أتاح لنا فرصة النقاش وتبادل الآراء فى إطار من الأدب والذوق الرفيع والإحترام المتبادل
ثانيا ... لى بعض التعليقات على الموضوع والردود
أما الموضوع
فإنى أتفق مع الأخ جابر المجبرى فى ضرورة وحدة الصف ونبذ الفرقة والإختلاف
فالخلاف شر وعذاب
يقول تعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
ويقول أيضا
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }آل عمران106
قال بن عباس : تبيض وجوه أهل السنة والإئتلاف وتسود وجوه أهل البدعة والإختلاف
لكــــــن
فى الوقت ذاته أختلف معك أخى الحبيب فى فهمك للخلاف وفقه الخلاف
فالخلاف الحاصل بين أهل السنة والشيعة ليس فى الفروع
فالخلاف نوعان كما بينه أهل العلم
الأول ( خلاف فى أصل المِلّة )
قال الله عنه {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ }هود 118 و119
فكل فرق الضلال كالخوارج والقديانية والبهائية والرافضة بطوائفها ممن خالف التوحيد خرج من رحمة الله وهو أهل لعذاب الله بنص الآية .
الثانى ( خلاف فى مسائل الفروع والمسائل الإجتهادية )
وهذا النوع لا غضاضة ولا إشكال فيه وهو أكثر من أن ينضبط وهو مستساغ ومقبول عند أهل العلم فقد حدث بين أصحاب النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهم أهل رحمة الله تعالى .
وهذا النوع الثانى له أسباب أهمها :
أولا - طبيعة البشر ( فلا يوجد رجلان يشبهان بعضهما فى كل شئ ... فهذا محال )
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ }الروم22
ثانيا - عدم بلوغ الدليل ( فقد يبلغ الإمام الدليل ولا يصل إلى الإمام الآخر فيحدث الخلاف وهذا ما حدث مع أصحاب رسول الله فقد اختلف عمربن الخطاب رضى الله عنه وأصحابه والقصة مشهورة فى طاعون عمواس وهم فى الطريق إلى اليمن سمعوا بالطاعون فانقسموا إلى قسمين فريق يقول بدخول اليمن والآخر يأبى الدخول وعلى رأسهم عمر
فقال له أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أتفر من قدر الله
قال نعم أفر من قدر الله إلى قدر الله
فقال عبد الرحمن بن عوف : سمعت فى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (إذا وقع الطاعون فى أرض ولستم بها فلا تدخلوها وإن وقع فى أرض أنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه ) فالشاهد أن عمر غاب عنه الدليل وعدد من الصحابة مع أنهم أصحاب الحبيب وتتلمزوا على يديه فما بالكم بمن تتلمذ على أيدى المئات بل الآلاف من المشايخ , فيجب أن نتلمس لهم العذر لما حدث بينهم من خلاف فى مسائل الفروع مع علمنا بمكانتهم وعلو قدرهم ومنزلتهم .
ثالثا - عدم العلم بنسخ الدليل فقد قال الحبيب محمد ( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة )
رابعا - النسيان وهو طبيعة البشر وقد حدث مع الحبيب المصطفى عندما صلى ونسى آية وبعدما سلم قال لأبى بن كعب ( هلا ذكرتنى بها إنما أنا بشر أنسى كما تنسون )
خامسا - الإختلاف فى فهم المراد من الدليل قال صلى الله عليه وسلم ( لا يصلين أحدكم العصر إلا فى بنى قريظة )
فاختلفوا فى فهم الدليل فمنهم من صلى العصر بالطريق والقسم الآخر قال لن نصلى العصر إلا فى بنى قريظة ولو فات وقته كما أمرنا النبى ولم ينكر النبى عليه الصلاة والسلام على أى من الفريقين .
ومن أدب الإختلاف
عدم التعصب للمذهب والرأى أو لإمام بعينه أو شيخ معين
أما ما يحدث من تعصب أعمى وتراشق بالألفاظ وتهارج فهذا لا يرضاه الله ولا رسوله
وقد أعجبتنى مشاركة الأخت يعرب بارك الله فيها
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا
وأن يفقهنا فى دينه إنه ولى ذلك والقادر عليه
وفى الختام أخى الحبيب أشهد الله على حبكم فيه
وحب كل إنسان يعمل فى مجال الدعوة إلى الله
أسأل الله تعالى أن يبصرنا ويبين لنا الطريق المستقيم وأن يحشرنا مع سيد الدعاة وإمام المتقين
فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر
آمييييييييييييييييييييين
وإليك أخى الحبيب هذه الروابط إن أردت الإستزادة
<http://www.islamway.com/?iw_s=outdoo...lesson_id=4721
تقبل تحياتى أخى الحبيب