عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2010, 01:59 PM رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
لمسة دفء

الصورة الرمزية لمسة دفء

إحصائية العضو







لمسة دفء غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: البردوني - كيان القصيده العربيه كما ابدعتها السلف -

خطرات و أمنيات عذارى جنّحت و همّه فرّق و طارا
و سرى في متاهة الصمت يشدو مرّة للسرى و يصغي مرارا
و يناجي الصدى و يومي إلى الطيف و يستنطق الربى و القفارا
و تعايا كطائر ضيّع الوكر ، و أدمى الجناح ... و المنقارا
ليس يدري أين المصير و لكن ساقه وهمّه الجموح فسارا
و هنا ضجّ " يا منى " أين نمضي و إلى أيّ غاية نتبارى ؟
و الطريق الطويل أشباح موت عابسات الوجوه يطلبن ثارا
موحش يحضن الفراغ على الصمت كما تحضن الرياح الغبارا
تأكل الشمس ظلّها في مواميه كما يأكل الغروب النهارا
***

أين يا ليلتي إلى أين أسري ؟ و المنايا تهيّء الأظفارا
و الدجى ها هنا كتاريخ سجّان و كالحقد في قلوب الأسارى
يتهادى كهودج من خطايا حار هادية القفار و حارا
و يهزّ الرؤى كما هدهد السكّير سكّيره تعاني الخمارا
و الرؤى تذكر الصباح المندّى مثلما يذكر الغريب الديارا
و هي ترنو إلى النجوم كما تر نو البغايا إلى عيون السكارى
و الأعاصير تركب القمم الحيرى كما يركب الجبان الفرارا
***

إليه ، يا ليلتي و ما أكبر الأخطا ر قالت : لا تحتسبها كبارا !
قال من الوجود أقوى من الأخطا ر ؟ قالت : من يركب الأخطارا !
و تهادى يرجو المفاز و تغشى دربه غمرة فيخشى العثارا
قلق بعضه يحاذر بعضا ويداه تخشى اليمين اليسارا
حائرا كالظنون في زحمة الشكّ و كاللّيل في عيون الحيارى
***

و لوى جيده فأومى إليه قبس شعّ لحظة و توارى
فرأى في بقيّة النور شخصا كان يعتاده صديقا وجارا
قدماه بين التعثّر و الوحل و دعواه تقطف الأقمارا
فتدانى من جاره و رآه مثلما ينظر الفقير النضارا
و دعاه إلى المسير فألوى رأسه وانحنى يطيل الإزارا
و ثنى عطفه وضجّ وأرغى و تعالى ضجيجة و أشارا
فانحنى جاره و قال : أجنبي هل ترى صحبتي شنارا و عارا
أنت مثلي معذّب فكلانا صورة للهوان تخزي الإطارا
فاطّرح بهرج الخداع و مزّق عن محيّاك وجهك المستعارا
كلّنا في الضياع و التيه فانهض : و يدي في يدك نرفع منارا
قال : أين الهوان ؟ فاذكر أبانا إنّه كان فارسا لا يجارى
إنّنا لم نهن و أجدادنا الفرسان كانوا ملء الزمان فخارا
إنّنا لم نهن أما كان جدّانا الحسيبان " حميرا " و " نزارا "
***

فانتخى جاره و قال : و ما الأجداد ؟ سل عنهم البلى و الدمارا
فخرنا بالجدود فخر رماد راح يعتزّ أنّه كان نارا
قد يسرّ الجدود منك و منّي أن يرونا في جبهة المجد غارا
***

و هنا أصغيا إلى أنّه الأوراق و الريح تعصف الأشجارا
فإذا بالشروق ينخر في اللّيل كما ينخر اللّهيب الجدارا
و تمادى الحوار في العنف حتّى أسكتت ضجّة الصباح الحوارا
و تراءى الصباح يحتضن السحر كما تحضن الكؤوس العقارا
و بنات الشذى تحيّي شروقا شاعريّا يعنقد الأفكارا
و الصبا ترعش الزهور فتومي كالمناديل في أكفّ العذارى .








آخر مواضيعي 0 العيد قرّب / والحبايب بعيدين.وانا عيوني ولّمَتْ (دمعة) العيـن..
0 تعبت أشيلك في مطارات الزمن شنطة سفر
0 غازي القصيبي ورومانسية بلا حدود.
0 أكتب اليك...و انا خاائفه ان تخدشك الكلماات..!!
0 دفتر الأيام
رد مع اقتباس