عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-2010, 07:17 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: اعتزال السلف للفتن













الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيِّبًا كثيرًا مُبارَكًا فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويَرضَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتَدَى بهداهم إلى يوم الدين.

أمَّا بعد:
فاتَّقوا الله - تعالى – وأطيعوه؛ ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 131- 132].

أيُّها الناس:
لقد أخبر النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن اندِلاع الفِتَن في الأمَّة، وأرشَد إلى ما يَعصِم منها - بإذن الله تعالى - وذلك بلُزُوم جماعة المسلمين وإمامهم، فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام وكانوا أشتاتًا، فالعصمة حينئذٍ في العزلة، وهو ما فعَلَه الصحابة - رضي الله عنهم - لما هاجَتِ الفِتَن فيهم، فقد سأل حُذَيْفَةُ - رضِي الله عنه - النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عند فساد الناس، وكثرة الفتن، فقال للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: فما تأمُرني إن أدرَكَنِي ذلك؟ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَلزَم جماعة المسلمين وإمامَهم))، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فاعتَزِل تلك الفِرَق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يُدرِكك الموت وأنت على ذلك)).

وأمَّا الإفساد في بلاد المسلمين، وترويع الآمِنين، واستِباحة الدِّماء فلا يُورث إلا الفَساد والدَّمار، وهو يُؤَدِّي إلى الفُرقَة والاختِلاف، والتباغُض والتدابُر، وضعف المسلمين، وقوَّة الكافرين والمُنافِقين، وهو سببٌ لتَحجِيم مجالات الدعوة والحسبة والإغاثة وكل عمل خيري؛ فلا يُقدِم على الإفساد في بلاد المسلمين ولا يَرضاه ويَدعمه إلا مَن أُشرِب قلبه الفتنة، وبخس من الدين حقَّه، فأضرَّ بنفسه في الدُّنيا، والله - تعالى - أعلم بحالِه في الآخِرة، وألحق الضرر بالمسلمين، وكان سببًا في إيهانهم وتقوِيَة الأعداء عليهم، فليتَّقِ اللهَ - تعالى - مَن يظنُّ أنَّه يَنصُر الإسلام بالإفساد في بِلاد المسلمين، وليُعَظِّم حرمة الدِّماء التي تُسفَك، والأموال التي تُهدَر، وقد قال الله - تعالى -: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32].

وصلُّوا وسلِّموا على نبيِّكم.






آخر مواضيعي 0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
0 اللهم فرج هم كل مهموم
0 أتركنى أسكن عينيك
0 ﻣﺎﻫﻮ ﺻﺒﺮ ﺃﻳﻮﺏ ؟
رد مع اقتباس