انه الصحابى الجليل ابو عبيده عامر بن عبد الله بن الجراح_ رضى الله عنه_ احد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان من احب الناس الى رسول الله ، فقد سئلت عائشة رضى الله عنها : اى اصحاب رسول الله كان احب اليه؟ قلت : ابو بكر. قيل ثم من، قالت: عمر . قيل ثم من ؟ قالت: ابو عبيدة بن الجراح وسماه رسول الله امين الامه، حيث قال " لكل امة امين وامين هذه الامة ابو عبيدة بن الجراح" ولما جاء وفد نجران من اليمن الى رسول الله ، طلبوا منه ان يرسل معهم رجلا امينا يعلمهم، فقال لهم " لابعثن معكم رجلا امينا، حق امين" فتمنى كل واحد من الصحابه ان يكون هو، ولكن النبى اختار ابا عبيدة ، فقال : " قم يا ابا عبيدة" وقد هاجر ابو عبيدة الى الحبشة ثم الى المدينة ، وفى المدينة آخى النبى بينه وبين سعد بن معاذ رضى الله عنهما. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لجلسائه يوما : تمنوا . فقال احدهم: اتمنى ان يكون ملء هذا البيت دراهم فانفقها فى سبيل الله. فقال : تمنوا. فقال اخر اتمنى ان يكون ملء هذا البيت ذهبا ، فانفقه فى سبيل الله . فقال عمر : لكنى اتمنى ان يكون ملء هذا البيت رجالا من امثال ابى عبيدة بن الجراح ، ومعاذبن جبل ، وحذيفة بن اليمان، فاستعملهم فى طاعة الله وكان عمر يعرف قدره ، فجعله من الستة الذين استخلفهم ، كى يختار منهم امير المؤمنين بعد موته. وكان ابو عبيدة رضى الله عنه كثير العبادة يعيش حياة القناعة والزهد، وقد دخل عليه عمر رضى الله عنه وهو امير على الشام، فلم يجد فى بيته الا سيفه وترسه ورحله، فقال له عمر: لو اتخذت متاعا. فقال ابو عبيدة: يا امير المؤمنين ان هذا سيبلغنا المقيل. وقد ارسل اليه عمر اربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام:اذهب بها الى ابى عبيده بن الجراح رضى الله عنه ثم انتظر فى البيت ساعة حتى ترى ما يصنع، فذهب بها الغلام اليه ، فقال لابى عبيدة يقول لك امير المؤمنين اجعل هذه فى بعض حاجتك. فقال ابو عبيدة: وصله الله ورحمه ثم قال : تعالى ياجارية، اذهبى بهذه السبعة الى فلان ، وبهذه الخمسة الى فلان، وبهذه الخمسة الى فلان حتى انفذها وكان يقول : ألا رب مبيض لثيابه،مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه وهو مهين! بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات. وتوفى رضى الله عنه بعد ان مرض بالطاعون، وعمره (58) سنة ، وصلى عليه معاذ بن جبل ، ودفن ببيسان بالشلم، وقد روى ابو عبيدة رضى الله عنه اربعة عشر حديثا عن النبى