عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2012, 04:07 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

Icon26 الكمال لله فى أسماه وصفاته - ابن القيم


هذا الباب أنه سبحانه كامل في أسمائه وصفاته فله الكمال المطلق من جميع الوجوه
الذي لا نقص فيه بوجه ما
وهو يحب أسماءه وصفاته ويحب ظهور آثارها في خلقه
فإن ذلك من لوازم كماله فإنه سبحانه وتر يحب الوتر

جميل يحب الجمال عليم يحب العلماء
جواد يحب الأجواد قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف
حيي يحب أهل الحياء
وفي يحب أهل الوفاء شكور يحب الشاكرين صادق يحب الصادقين
محسن يحب المحسنين

فإذا كان يحب العفو والمغفرة

والحلم والصفح والستر لم يكن بد من تقديره للأسباب التي تظهر آثار هذه الصفات فيها ويستدل بها عباده على كما أسمائه وصفاته ويكون ذلك أدعى لهم إلى محبته وحمده وتمجيده والثناء عليه بما هو أهله فتحصل الغاية
التي خلق لها الخلق وإن فاتت من بعضهم فذلك لفوات سبب لكمالها وظهورها
فتضمن ذلك الفوات المكروه له أمرا
هو أحب إليه من عدمه

فتأمل هذا الموضع حق التأمل
وهذا ينكشف يوم القيامة للخليفة بأجمعهم حين يجمعهم في صعيد واحد
ويوصل إلى كل نفس ما ينبغي إيصاله إليها
من الخير والشر واللذة والألم
حتى مثقال الذرة ويوصل كل نفس إلى غاياتها التي تشهد هي أنها أولى بها
فحينئذ ينطق الكون
بأجمعه بحمده تبارك وتعالى قالا وحالا

كما قال سبحانه وتعالى {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فحذف فاعل القول لأنه غير معين
بل كل أحد يحمده على ذلك الحكم
الذي حكم فيه فيحمده أهل السموات
وأهل الأرض والأبرار والفجار
والإنس والجن حتى أهل النار

قال الحسن أو غيره لقد دخلوا النار وإن حمده لفي قلوبهم ما وجدوا عليه سبيلا
وهذا والله أعلم هو السر
الذي حذف لأجله الفاعل في قوله {ِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا} وقوله {وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
كأن الكون كله نطق بذلك وقاله لهم والله تعالى أعلم بالصواب








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس