معرفةُ خِصال النساء وبيانُ نُقصان عقلهِنَّ ودِينِهِنَّ
ومن عوامل النجاح في المعاملات بين الزوجين : أن يعرف كُلٌّ منهما خِصالَ الآخَر وما يُغضبه وما يُرضيه , ويحرص على فعل ما يريح صاحبه ما دام في حدود المسموح به شرعًا ، فعلى الرجل أن يعرف خِصالَ المرأةِ وما جُبلت عليه , حتى يَسوسها سياسةً طيبة ويصل بها إلى ما يُرضي اللهَ - سبحانه وتعالى - عنهما , ويكون سببًا في سعادتها وسعادة أولادهما في الدنيا والآخرة .
• فمن ذلك أن يعلم أن من خصال النساء أنهنَّ ناقصات العقل والدين ، ففي (( الصحيح )) (1) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي اللهُ عنه - أنَّ النبي - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قال : (( يا معشر النساء تصدقن ؛ فإني أُريتكنَّ أكثرَ أهل النار )) , فقلن : وبِمَ يا رسولَ الله ؟ قال : (( تُكثرن الَّلعن ، وتكفُرن العشير ، ما رأيتُ مِن ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهبُ لِلُبِّ الرجل الحازم مِن إحداكن )) ، قلن : يا رسولَ الله , وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : (( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ )) قلن : بلى ، قال : (( فذلك من نقصان عقلها ، أليس إذا حاضت لم تُصلِّ ولم تَصمْ ؟ )) قلن : بلى ، قال : (( فذلك من نقصان دينها )) .
• ويتأيد فعل هذا – أي : كون المرأة ناقصة العقل - بأنَّ كثيرًا من المفسرين قالوا في تأويل قول الله تعالى : ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا ... ﴾ النساء/5 ، بأنَّ المراد بالسفهاء : النساء والصبيان .
• وقد قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( المرأةُ كالضلع إن أقمتها كسرتها , وإن استمتعت بها استمتعتَ بها وفيها عوج )) (2) .
• وتقدم حديث النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (( ... واستوصوا بالنساء خيرًا ؛ فإنهن خُلقن من ضلع ، وإن أعوج شيءٍ في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تُقيمه كسرتَه ، وإن تركتَه لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرًا )) .
• وقال سبحانه وتعالى : ﴿ أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ الزخرف/18 .
• وقال: سبحانه وتعالى : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ البقرة/228 .
• فهـذا كله مما يدل على ضعف عقل النساء ونقصه .
فإذا كان الأمرُ كذلك وعلم الرجلُ أنَّ هـذا هو حال المرأة من نقصان العقل ، تعيَّن عليه أن يُعاملها بناءً على عقلها ، فمِن المعلوم أنَّ الرجل يتعامل مع الناس على قدر عقولهم ، وراجح العقل يتعامل مع ضعيف العقل والطفل والمجنون على قدر عقولهم ، فإذا آخذ الرجلُ العقل الطفل الصغير بكل ما يصدر منه حكم الناسُ على هذا الرجل بقلة العقل ، وقال قائلهم : انظروا إلى هذا الرجل ينزل بعقله إلى عقول الأطفال ، والله - عز وجل - يقول في شأن أهل الإيمان : ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ الفرقان/72 .
فكذلك فليكُن تعامل الرجل مع المرأة لا يؤاخذها بكل خطأٍ يصدر منها ، بل إنْ أخطأت عشرة أخطاء مثلاً آخذها بثلاثةٍ أو أربعة أو خمسة وترك المؤاخذة على الباقي ، أما إذا آخذها بالعشرة أخطاء فقد جعل عقلَه كعقلها ، وحَكَمَ على نفسه بأنَّه رجلٌ ناقص العقل سفيه .
ومِن ثمَّ رُويَ عن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال : ما أحبُّ أن أستنظف جميعَ حقي عليها (3) ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ البقرة/228 . ومعنى كلام ابن عباس رضي الله عنهما : أنني لا أحب أن آخذ حقي كاملاً من امرأتي وإنما أترك لها بعضَه ؛ لأن الله يقول : ﴿ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ البقرة/228 .
ونحو هـذا في قول الله تعالى : ﴿ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ... ﴾ التحريم/3 . فرسولُ الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حدَّث بعضَ أزواجه - اللواتي هُنَّ مِن خير النساء وفضليات النساء - بحديثٍ وأوصاها أن لا تُخبر به أحدًا , فذهبت وأخبرت به ، فأطلع اللهُ نبيَّه - عليه الصلاة والسلام - على الذي كان من أمرها ، فلما جاء العِتابُ ما عاتبها الرسولُ بكُلِّ ما صدر منها ، بل كما قال الله سبحانه : ﴿ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ﴾ التحريم/3 .
ومن المعلوم أنَّ الله - سبحانه وتعالى - حَثَّ أهلَ الفضل على العفو عن زلات مَن هم دُونهم ، قال الله تعالى : ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ... ﴾ النور/22 .
______________________________
(1) أخرجه البخاري حديث (304)، ومسلم حديث (80).
(2) أخرجه البخاري (5184)، ومسلم (ص1091) من حديث أبي هريرة .
(3) أخرجه الطبري وفي إسناده عنده ابن وكيع وهو سفيان بن وكيع تُكلم فيه لوراق السوء الذي كان عنده