عرض مشاركة واحدة
قديم 04-23-2012, 06:08 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
SOHER

الصورة الرمزية SOHER

إحصائية العضو







SOHER غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فِقـه التَّعامُلِ بين الزَّوجين وقَبَسَاتٌ مِن بيتِ النبـوَّة

( حَثُّ الزوجةِ على التَّزيُّن ) ( وحَثُّ الزوج على الجِماع )

وعلى الشخص أن يسد حاجة أهله من الجماع قدر استطاعته , كما أنه ينبغي لها هي الأخرى أن تحسن التبعل له وتتزين له ، وقد تقدم أن النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لمَّا سُئِلَ : أيُّ النساء خير ؟ قال : (( التي تَسُرُّه إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره )) .

وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( إن الله جميل يحب الجمال )) (1) ، فمن دواعي إدخال السرور على الرجل أن يَدخل على أهله فيجد امرأته جميلة متطيبة مكتحلة , متزينة مرتدية ما استطاعت من ثيابها الحسنة الجميلة (2) , فترد كثيرًا مما وقع في نفسه من رؤيته للنساء الأجنبيات عنه , وينبغي له هو الآخر أن يتزين لها ويتجمل ؛ فإنها تحب منه الذي يحبه منها ، وقد قال تعالى : ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/228 . وورد عن بعض السلف القول : بأنه يحب أن يتزين لامرأته كما يحب أن تتزين له .

فهذه أسبابٌ تجعل عين الرجل تقر بامرأته ، وعين المرأة تقر بزوجها ، ولا تمتد عينه إلى شيءٍ محرم ، ولا تمتد عينها كذلك إلى المحرم ، ومن ثَمَّ فقد ورد عن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - الحث على الجماع والترغيب فيه ، بل وإثبات الأجر فيه ؛ لِمَا فيه من إعفاف وجلب للمودة بين الزوجين والتقارب بينهما ، وكم من مشكلة تُثار في البيوت إما من الرجل وإما من المرأة ويكون من ورائها امتناع الآخر من الجماع , فإذا تم سكنت النفوس بإذن الله وهدأت الأعصاب وارتاح البال ، وقد حث رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ورغَّب فيه وبيَّن أن فيه الأجر .

فأخرج الإمام مسلم (3) - رحمه الله تعالى - من حديث أبي ذر – رضيَ اللهُ عنه – قال : إن ناسًا من أصحاب النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قالوا للنبي : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نُصلِّي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم ، قال : (( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون : إن بكل تسبيحةٍ صدقة ، وكل تكبيرةٍ صدقة ، وكل تحميدةٍ صدقة ، وكل تهليلةٍ صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهيٌ عن منكر صدقة ، وفي بُضع (4) أحدكم صدقة )) . قالوا : يا رسولَ الله , أيأتي أحدُنا ش___ه ويكونُ له فيها أجر ؟ قال : (( أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر )) .

وأخرج البخاري ومسلم (5) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما – قال : كنتُ مع النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - في غزاةٍ ، فأبطأ بي جملي وأعيى فأتى عليَّ النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فقال : (( جابر ؟ )) فقلتُ : نعم ، قال : (( ما شأنك ؟ )) قلتُ : أبطأ عليَّ جملي وأعيى فتخلَّفت ، فنزل يحجنه بحجنه ثم قال : (( اركب )) فركبتُه ، فلقد رأيته أكفه عن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – قال : (( تزوجت ؟ )) قلتُ : نعم , قال : (( بكرًا أم ثيبًا ؟ )) قلتُ : بل ثيبًا ، قال : (( أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ )) قلتُ : إن لي أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم عليهن قال : (( أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس )) (6) ثم قال : (( أتبيعُ جملك ؟ )) قلتُ : نعم , فاشتراه مِنِّي بأوقية , ثم قدم رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - قبلي وقدمتُ بالغداة ، فجئنا إلى المسجد فوجدته على باب المسجد قال : (( الآن قدمت ؟ )) قلتُ : نعم , قال : (( فدع جملك فادخل فصلَّ ركعتين )) , فدخلتُ فصلَّيتُ ، فأمر بلالاً أن يزن له أوقية ، فوزن لي بلال فأرجح في الميزان ، فانطلقتُ حتى وليت فقال : (( ادعُ لي جابرًا )) , قلتُ : الآن يَرُدُّ عليَّ الجمل ، ولم يكن شيء أبغض إليَّ منه قال : (( خذ جملك ولك ثمنه )) .

وقد كان النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يطوف على نسائه تسع نسوة في الليلة الواحدة .

فقد أخرج البخاري (7) من حديث أنس – رضيَ اللهُ عنه – قال : كان النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل أو النهار وهُنَّ إحدى عشرة , قال قتادة لأنس أَوَ كان يطيقه ؟ قال : كُنَّا نتحدث أنه أُعطي قوة ثلاثين .

وفي رواية للبخاري (8) من حديث أنس أيضًا أن نبي الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذٍ تسع نسوة .. وفي رواية (9) أن ذلك كان بغُسلٍ واحد .

وفي روايةٍ لعائشة (10) عند البخاري ومسلم : ( كنت أطيب رسول الله - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - فيطوف (11) على نسائه ثم يصبح مُحرمًا ينضح طيبًا ) .

وليس نبينا محمد – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – فحسب ، بل الأنبياء أيضًا ، فقد ذكر اللهُ - سبحانه وتعالى - عنهم أولو الأيدي والأبصار أي : الأقوياء العلماء .

وأخرج البخاري (12) من حديث أبي هريرة – رضيَ اللهُ عنه – قال : (( قال سليمان بن داود : لأطوفن الليلة على سبعين (13) امرأة تحمل كل امرأة فارسًا يجاهد في سبيل الله , فقال له صاحبه : إن شاء الله , فلم يقل ولم يحمل شيئًا إلا واحدًا ساقطًا أحد شقيه (14) )) ، فقال النبي : (( لو قالها (15) لجاهدوا في سبيل الله )) .

ويستحب للشخص إذا جامع أهله ، ثم أراد أن يعود لمجامعتها مرة أخرى أن يتوضأ ، وهذا للاستحباب وليس للأيجاب ، وقد أخرج مسلم (16) من حديث أبي سعيد الخدري – رضيَ اللهُ عنه - قال رسول الله : (( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ )) .

ويُستحب للزوج أن يقول عند الجماع : بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنَّب الشيطان ما رزقتنا ؛ وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم (17) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله : بسم الله ، اللهم جنبني (18) الشيطان ، وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قُدر بينهما في ذلك أو قُضي ولد لم يضره شيطان أبدًا )) (19) .

وحث النبي – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - من رأى امرأةً فأعجبته على جِماع أهله .

فأخرج الإمام مسلم (20) - رحمه الله - من حديث جابر – رضيَ اللهُ عنه - أن رسول الله – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - رأى امرأةً فأتى امرأته زينب وهي تمعسُ منيئة (21) لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال : (( إن المرأة تُقبِلُ في صورة شيطان وتُدبِرُ في صورة شيطان , فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهله ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه )) (22) .

______________________________

(1) مسلم (91) من حديث ابن مسعود مرفوعًا .

(2) وقد كانت النسوة يستعرن القلائد والثياب للتزين بها للأزواج على عهد رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقد أخرج البخاري (1564) ، ومسلم (ص279) من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها استعارت من أسماء قلادة ... الحديث .
وأخرج البخاري مع ((الفتح)) (5/241) من طريق عبد الواحد بن أيمن قال : دخلت على عائشة - رضي الله عنها - وعليها درع قطر ثمن خمسة دراهم فقالت : ارفع بصرك إلى جارتي انظر إليها ؛ فإنها تزهي ( أي تأنف وتتكبر ) أن تلبسه في البيت ، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله ( فما كانت امرأة تًُقيَّن (أي تُزين) بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره .

(3) مسلم (2/43) .

(4) قال النووي - رحمه الله - قوله : (( وفي بضع أحدكم صدقة )) هو بضم الباء ، ويطلق على الجماع ، ويطلق على الفرج نفسه ، وكلاهما تصح إرادته هنا , وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقة , فالجماع يكون عبادة إذا نُوي به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به ، أو طلب ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، أو إعفاف الزوجة ومنعهما جميعًا من النظر إلى حرام ، أو الفكر فيه ، أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة .

(5) البخاري حديث (2097) ، ومسلم (ص 1089) .

(6) الكيس فسره بعض أهل العلم : بالجماع ، وفسره بعضهم : بالولد ، والبعض : بأنه الحث على الجماع .

(7) أخرجه البخاري حديث (268) .

(8) أخرجه البخاري حديث (284) .

(9) عند مسلم (ص 309) .

(10) البخاري حديث (267) ، ومسلم حديث (849) .

(11) وطوافه – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - على نسائه محمول على أنه كان بإذن صاحبة الليلة وذلك لما أخرجه أبو داود (2135) بإسناد صحيح من حديث عائشة - رضي الله عنها – قالت : ... وكان قلَّ يوم إلَّا وهو يطوف علينا جميعًا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها .

(12) أخرجه البخاري حديث (3424) .

(13) وفي بعض الروايات (ستين) وفي بعضها (تسعين) وفي بعضها (مائة) وللجمع بينها انظر ((الفتح)) (6/ 460) .

(14) في رواية للبخاري (5242) : (( ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان )) .

(15) في رواية للبخاري : (( لو قال : إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته )) .

(16) مسلم حديث (308) .

(17) البخاري حديث (5165) ، ومسلم (ص 1058) .

(18) في بعض الروايات : ((جنبنا)) .

(19) اختلف في الضرر المنفي في هذا الحديث على أقوال أقربها - والله أعلم - لم يفتنه في دينه فيرتد إلى الكفر .

(20) مسلم (3/ 550).

(21) تمعس منيئة أي : تدلك الجلد تمهيدًا لدباغته .

(22) وفي بعض ألفاظ الحديث عند مسلم (3/ 551) : (( إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها ؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه )) .
وقال النووي- رحمه الله - في شرح الحديث : قال العلماء : إنما فعل هذا بيانًا لهم ، وإرشادًا لما ينبغي لهم أن يفعلوه ، فعلمهم يفعله وقوله ، وفيه : أنه لا بأس بطلب الرجل امرأته إلى الوقاع في النهار وغيره ، وإن كانت مشتغلة بما يمكن تركه ؛ لأنه ربما غلبت على الرجل شهوة يتضرر بالتأخير في بدنه أو في قلبه وبصره .. والله أعلم .






آخر مواضيعي 0 السحلية ذات اللسان الازرق
0 عمل قلادة واسوارة ملتوية من الشريط الساتان والخرز
0 خلفيات بلاك بيري للعيد
0 33 برنامج للمحادثة لأجهزة البلاك بيري
0 ثيم البطة تويتي الجميلة للجيل الثالث
رد مع اقتباس