عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:37 PM رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

مرت فترة من الزمن وخيري شامخ علي مدفعه ، يتابع بنظراته المعظمه سماء الموقع والافق البعيد مثله مثل اي حكمدار اخر ، فالعدو من الممكن ان يهاجم من اي اتجاه وفي اي وقت .
دق جرس الانذار فجأه ودوي صوته في انحاء الجزيرة ، وعلي الفور وبسرعه رهيبه ظهر جنوب المشاه في الخنادق وخرجت رشاشات ثقيله لتوضع في اماكنها ، واعتلي الرائد منعم مكانه في القياده بينما بدأ جنود المدفعيه في مسح السماء بحثا عن اهداف .
مسح خيري السماء فلم يجد الا طائرة تطير علي ارتفاع شاهق جدا مخلفه ورائها ذيلا من العادم الابيض ، كان واضحا انها طائرة استطلاع تستطلع قواتنا علي الجبهه ، ولا يمكن لمدي مدفعه ان يصل الي منتصف ارتفاع تلك الطائرة .
احس خيري بالغضب والحنق يملئ كل جوارحه ، فها هي اول طائرة اسرائيليه يراها ، ومدفعه عاجز ان يصل اليها ويحرقها حرقا ، تمني لو مد يده لتلك الطائرة وعصرها بأصابعه التي تعتصر مقود التوجيه ، ان الالم الذي يحس به في اصابعه الان من فرط قوة قبضته علي مقود التوجيه ، ما هو الا نتاج البركان الداخلي الذي يملئ كل جوارحه .
صاح وحيد ساخرا (( هما كده يا خيري يا خويا ، كل يومين يبعتوا طيارة استطلاع ، تمسح الجبهه من الجنوب للشمال ، ولاد الكلب خايفين نكون دخلنا صواريخ للجبهه وعايزين يكونوا عاملين حساب كل حاجه ))
رد بولس (( الطيارة دي هترجع ويشوفوا الصور ويطمنوا وبعدين يبدأوا الضرب فينا زي كل يوم ))
تدخل عبد الحميد في الحوار (( يعني هما خايفين من ايه ؟ هييجوا ويطحنوا فينا زي كل يوم واحنا نطحن فيهم ))
تساءل خيري عن اصابات طائرات العدو في الغارات الاخيرة ، فرد عبد الحميد (( بقالنا كام يوم مش عارفين نضرب لهم اي طيارة ، كلها اصابات بس ، امبارح مدفع حسين اصاب لهم طيارة ودخنت علي طول بس الطيار كمل بيها ورجع علي طول)) فتدخل شديد (( يارب يكون مات ومقدرش يوصل بيها للمطار ، ربنا يلعنهم ))
احس خيري بالبروده تسري في اوصاله بسرعه ، فالحديث عن الحرب مختلف في الموقع عن الحديث في معسكر التدريب
ففي معسكر التدريب كان الحديث مرسلا اما الان فهو واقع امامه ورغم البركان الكامن داخله في قوة الا ان البروده سرت في اصاله تدريجيا حتي وصلت لاطراف اصابعه التي تجمدت علي مقود التوجيه واحس بقدميه تتجمد ايضا علي بدال الضرب .
لاحظ الرجال حوله حالته وتغامزوا فيما بينهم فهو جندي مستجد وهو امر طبيعي له في اول قتال ، لكن علقه كان يعمل بلا هواده ، طلب منهم ان يعيدوا التأكد من جاهزيه المدفع لكي يحرك اطرافه ، وفي عقله كان يعاتب نفسه بشده ، ايعقل ان تتجمد اطرافه ويحس بذلك الخوف الكامن من الموت ، فماذا يفعل اذن لو كان خائفا ؟؟ اليس هو من اراد الانتقام ؟؟؟ ،
إن الانتقام لابد له من قلب قوي لا يعرف الخوف او الرحمه قلب ميت من الحواس ، وها هي الفرصه لاخراج البركان ولابد من استغلالها جيدا ،وردد مرة اخري(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت )) ، ومع هدير محركات عقله بأيجابيه تامه وثقه ، عاد الدفئ مرة اخري الي اوصاله وعاد تركيزة مرة اخري الي عينيه متطلعا باحثا مدققا منتظرا طائرات العدو .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس