عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2012, 02:46 PM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: وحش الجزيرة الخضراء

جاء الرد علي سؤال وحيد في اليوم التالي ، فمنذ الصباح الباكر تعددت غارات العدو علي الموقع بصورة عصبيه جدا ، فتوالت موجات الهجوم الواحده تلو الاخري تلقي بقنابلها بلا تصويب او تركيز ، ورغم الدفاعات المحكمه الا ان كثافه الغارات ادت الي وقوع بعض الخسائر خاصه في اطقم المدافع الجديده والذين لم يكتسبوا بعد خبرة في التعامل مع غارات العدو القويه .
ولاحظ خيري اثناء تلك الغارات ان طائرات العدو تلقي اكبر قدر من القنابل حتي ولو كانت في وضع غير جيد للتصويب مما يعني ان هناك روحا من الانتقام تتملك الطيارين الاسرائيلين للانتقام لقتلاهم من القوات الخاصه عند غزو الجزيرة مما يعني انه بمساعده رفاقه قد تمكنوا من التاثير علي معنويات العدو وايلامه بشده .
في تلك الغارةاستطاع خيري اصابه طائرة ، وازعاج عدد كبير من طائرات العدو وعدم تمكينها من قصف الموقع .
اثناء الغارات شاهد الجميع النقيب مصطفي يجري من مدفع لاخر حاثا الرجال علي الاجاده وباعثا فيهم التحدي خاصه عندما تكرر تذكيرة لهم بأستشهاد قائدهم ورفاقهم أمس مما دفعهم للقتال بصورة اعنف .
كان خيري وما تبقي من زملائه القدامي يعرفون تمام المعرفه ان تلك الغارات المتواليه علي موقعهم وبتلك الشده شيئا جديدا في التكتيك الاسرائيلي ضد مواقعهم حيث استخدموا كما كبيرا من القنابل لقصف الموقع وهو اسلوب غير معهود من اليهود ، لكن غاراتهم الهيستريه قابلها صمود كبير من الجنود.
وبعد انتهاء الغارة ليلا بدأ الرجال في حصر الخسائر البشريه والتي كانت عبارة عن شهيد وعده جرحي وتقييم الاضرار الماديه والتي لم تكن كبيرة ، وكان نجاح الموقع في الصمود امام هذه الغارة القويه جدا دافعا لرفع الروح المعنويه للجنود
شئ اخر ساعد علي رفع الروح المعنويه للرجال الي عنان السماء ، ففي اليوم التالي نشرت معظم الجرائد في اخبارها الرئيسيه تفاصيل المعركه وصمود الموقع ونجاحه في صد غزو بحري معادي بقوة كبيرة ،وبرز اسم المقاتل خيري في عده مقاطع من الخبر .
حضر الدمنهوري ذاك الصباح حاملا عددا كبيرا من الجرائد والتي تحمل عناوين تتعلق كلها بالجزيرة الخضراء وبها العديد من الصور للموقع وخاصه لنشات العدو المحترقه وصورة لعناوين الجرائد الاسرائيليه التي تبرز نجاحها في احتلال الجزيرة ، وشرع في توزيعها علي الجنود رافعا روحهم المعنويه الي عنان السماء ، فما قاموا به يعرفه الان العالم اجمع فما اجملها من لحظه ، وامضي الجنود وقتا يطالعون الجرائد ويعيدون قراءه المقالات أكثر من مرة ، وأمضي الرجال يوما سعيدا رغم غارات العدو المتقطعه والتي اصبحت بالنسبه لهم شيئا معتادا تعودوا عليه تماما


مرت الايام علي الرجال في الموقع يقاتلون يوميا طائرات العدو وتزايدت الاصابات في طائرات العدو الا انه كان يعود اكثر تصميما علي القضاء علي هذا الموقع ، وتردد صيت الجزيرة في انحاء مصر من شرقها لغربها وتابع الشعب اخبار المعارك يوما بيوم، وتحول الموقع الي بؤرة اعلاميه للصحافه في مصر مثلها مثل رأس العش وإغراق ايلات وعمليات الرفاعي السريه


وأما الجزيرة والتي تعادل مساحتها مساحه مربع سكني في حي صغير بوسط القاهرة ، فقد مثلت رمز الصمود في هذه الفترة وظهرت بطولات الرجال كبقعه ناصعه البياض علي ثوب مصر الاسود في تلك الايام، وتوافدت الرسائل علي قياده الجيش الثالث تطلب عمل مقابلات اذاعيه مع الجنود وخاصه خيري زكي والذي اطلقت عليه احد المذيعات لقب صائد الطائرات ، لكن القياده رأت ان الجنود يقومون بعملهم وواجبهم علي اكمل وجه ، وتسليط الاعلام علي عملهم لن يخدم الموقع بقدر ما سيجعل العدو اكثر تحفزا علي تدميرة .
كانت الجزيرة هي رمز مصر في الصمود في تلك الفترة واقترن اسم خيري دائما بالجزيرة وبالرمز ، حيث اصبح خيري والجزيرة الخضراء أسمين لا يفترقان ، فطالما ذكرت الجزيرة الخضراء ذُكر خيري ،والذي ذاع صيته في اروقه الجيش الثالث أيضا .
وبعد عده أيام حضر الملازم اول احمد ليتولي قياده قوة المشاه تحت قياده النقيب مصطفي قائد الموقع ، وظهر من اول لحظه ان احمد يمتلك مقومات عسكريه كبيرة وثقافه عاليه ، وهو ما ظهر من دسته الكتب التي حملها احد الجنود الي غرفته ، ووضح ايضا مع تلك التدريبات البدنيه المبتكرة التي نفذها مع رجاله ببراعه تامه ، فلاحظ الجميع ان احمد لديه النشاط والحماس اللازمين لقياده قوة المشاه .
في تلك الاثناء كثرت زيارات الدمنهوري والذي ظهر تركيزة علي معنويات الجنود في هذا الموقع المتقدم والذي يعاني من تركيز العدو الجوي عليه بصورة كبيرة ، واثناء حوارات الدمنهوري عرف الجنود بأن دشم الدفاع الجوي بدأت في التقدم تجاه الجبهه رغم القصف الجوي المستميت عليها ، وذكر لهم عده قصص عن تفاني العمال المدنيين في عملهم وعدم تركهم امكانهم في حاله وجود انذار بغارة جويه معاديه ضاربين المثل والقدوة في التفاني والوطنيه ، فقد أدركوا مثلهم مثل بقيه اطياف الشعب مدي ضراوة تلك المعركه التي تدور رحاها ، ومدي اهميه عناصر الدفاع الجوي فوق القوات لكي تتحرك بحريه لتحرر الارض ، فتواصل العمل ليل نهار لكي يتم الانتهاء من تلك الدشم في اسرع وقت ، وذكر لهم ان النسق الثاني قد اكتمل منذ ايام في حمايه النسق الاول شرق القاهرة وفي ظل ضغط جوي كبير ورغم المئات من الشهداء والمصابين فقد دخلت الصواريخ تلك الدشم في امان، وزاد حديث الدمنهوري من صمود الرجال ومن اصراراهم علي تحقيق شئ ملموس يخدم مجهود المعركه ويقلل العبء عن بقيه القوات .
وتطرق الدمنهوري ان دخول تلك الصواريخ الي الجبهه سيقلل ان لم يكن سيمنع غارات العدو الجويه علي موقعهم تماما
مما جعل خيري يشعر بالحنق ، وبدأ التفكير فعليا في طلب النقل الي موقع اخر متقدم ، فما فائدته في موقع لا يتعرض لغارات العدو ولا يقاتل فيه ، فقد وضع لنفسه هدفا وهذا الهدف لن يتحقق الا بالقتال المتواصل العنيف ، لكن ملحوظه الدمنهوري التي قالها وسط حديثه ان تلك الصواريخ لن تصل للجبهه قبل عام علي الاقل بعد ان يكون النسق الرابع قد انتهي ، تلك الملحوظه اراحت خيري قليلا وجعلته يرجئ تفكيرة في النقل مفضلا التركيز علي القتال بكل كفاءة .






آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس