الموضوع: رثاء الحروف
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2014, 05:55 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طارق سرور

الصورة الرمزية طارق سرور

إحصائية العضو







طارق سرور غير متواجد حالياً

 

افتراضي رثاء الحروف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







( 1 )

. غرباءُ نحنُ في دياجر غُربة -هوْجاء تصفعُ كُلّ حظّ أهوج

. سنُظِلُّ نحكي لِلقصيدِ مشاعِر- ماتت ومات وهجُها وبريقها

. لا يقتل الحُبّ إلّا مِن توَقُّفِ عن -رُؤيا الحبيبِ وفاقت نفسُه هِمّهُ

. ونُكتِبُ في زوايا الصُّفحِ شعّرا- ليَسكُبُ مِن تِلالِ البوحِ جرّحا

. ونُصفِّحُ عن صغارِ لِلمُرُؤةِ -فيَجفو طبعُهُم صلب عنيدِ

. نحارب كُلّ شرّ بِالتّسامُحِ- فيوقِظُ في زواياِنا التّجاهُل

. ويَحسُدُنا صغارِ لسنا ندري -علاما يحسُدُ الصّبُّ الغريبُ

. هُم اِرتاعوا مِن الدُّنيا مِرارا -وكبلهُم جِهاد سوْف يصفو

. فلا اشعارهم تُجدي سبيلا -ولا اشعارنا تُحيي قتيلا

. كُلانا في الجزيرةِ نحنُ غرقى- وكُلّ حُروفنا حمقى وخرسى

. ونجتاحُ الغمائِم كُلّ حين -لِنُحيي في الفُؤادِ بعضُ روحِ

. إذاً ما كان حظُّك ذا رديء- وظنّك بِالجِوارِ سوء ظنِّ

. فلا تبحثُ عن الطُّهرِ سواه -فلن تلُقّاهُ إلّا في نُقاءِ
(2)
. يزلزلني قهر ويُبدي مخاوِفُي- ويقتلني أسُرّ ويُدمي مساوئي

. يكونُ لي اللّيْل رِداء بلّا طُرفِ -يُبدِّدُ واحةُ الاشجان مِن عُمرِ

. أتوقُ إلى تِلك الدُّروبِ المريرةِ- كمن غِرّهُ الذِّبح الشّنيع بلّا فصِلّ

. يحاورني قُلّبِ كسيرِ مِن الطُّرفِ -فيُقتِّلُ نبعُ ظُلاّمِهُ مِن الوَهمِ

. أنا غيِّث مِن الأحزان صبت -على جُرف مِن الآهات قِدتُ

. أنا طيْف مِن الالآم صبت -على طُرفِ مِن الاشعار جنت

. يحاورني البليغ بِكُلّ سُخف -ويُقتِّلُ كِبريائيِ بِاِفتِعالِ

. يُبدِّدُ راحةُ الاشواق حيّنا- ويُسرِّقُ حلمُي المنشود دهرا

. وأكِرُهُ ظلِمها والكرِه باد -على وجِه مِن الظُّلمِ تحجُّر

. آيا أواه مِن قُلّبِ مُعسِرِ- وعمر حِمامةً في النُّهُرِ صبّ .

تُحاوِرُنّي غُرور الدُّنيا غصبا -فأكِرُهُ ردّها فالقلب مُثقل

. وكم مِن طعنةٍ مِنها غزتني- فُؤادي هاهو لِلشرِّ مصقل

. قِتلتُي برائتي بِغرورِ طبعِ -سرّقتي طموحي فالدّرب أغبر

. فلا تأتي لِتمّحي ما جنيَتُي -ولا تنظُّري ما أنتِ صمّتا

. وأكرهك ككرِّهُ ليْس يعدو _بقدر الحُبّ اِنقلب الوَفاء

. إذاً ما كنت ذا قُلّبِ نقي_ لكان فُؤادي لِليَوْمِ أطهر

. ولكُنّ الخباثة إنّ تردّت- لِتُسرِّقُ مِني أحلام الطُّفولة

. لِتُقتِّلُ في الوَريدِ شِعار أرقى- وتخلُّق مِن جديدِ كرهِ أكبر

. يكلفني زماني أن أرُدّ لك -الصّاعيْنِ صاعيْنِ وأكثرُ

. يكلفني بِأن أقتل خداعا -وزيّفا لِلمشاعِرِ فيكِ أظهِر

. ولكُنّ الصُّفحِ ماهو إلّا نقاء_ فُؤادي لِلخيْرِ أفضل

-------------------------------------------

( 3 )

. تُحاصِرُنّي الظّنون بِكُلّ جنب- وتُقتِّلُنّي الفُنون بِغيْر ذنب

. ويقتلني التّفاؤُل حين أغُدوِّ- كزنبقةٍ طريح في الضّبابِ

. فلا حدّ ولا هُم يحينُ -ولا نبض ولا صوْت يُصيِّرُ

. وتنهمِرُ الدُّموعُ بلّا توَقُّفِ -وتنسكِبُ الجروح بلّا ترفُّق

. يحينُ الموْتُ مِن دربي يُصيِّرُ- بلّا حدّ ولا نبض طريحِ

. هي الدُّنيا تُفيدُ بِنا دُروبا -تغيُّر لِلظُنونِ طريق جهرِ

. أُريدُ تحرُّر مِنها وفيضا -أُريدُ تبعثر ذاك القصيدُ

. أنا بُركان شوْقِك لا تقوُّلي -بِأنّكِ لِلمُحِبّةِ نبعُ شوْكِ

. إذاً ما كان حُبكُ كالدّمارِ -فحُبّي نارهُ جنّاتِ بوحِ

. تُريدُ ترفُّقُ فأقوَل ويَحُكُّ -لمِثلُ الحُبّ ماخلق الترفق

. تُريدُ مِساحةُ تمّحي الظِّلالُ -فأُعطيها حنّان ليْس يخبو

. إذاً ماحان نبضك في اِحتِضارِ- فلا تُردِّعُهُ فالأشواق نبعُ

. وطُهرُ قُلّبِك دوّما وعمّرا فلا- وجِدّ الظُّلاّمِ في أرضِّ طيْفِ

. ويعصرني فُؤادي كُلّ حين- أموْت ندامةِ دمعا وجرّحا

. يُبدِّدُ طيْفُ أمالي حيّاتي -ويُقتِّلُ كُلّ حلِم كان يطفو

. إذاً ماكنت في قوّمِ ضعافِ- فقلبك ميْت بِاِحتِكارِ

. هي الدُّنيا تفرُّق كُلّ قُلّبِ- تعلُّق بِالشّغافِ وطُهرُ نبضِ

. هي الدُّنيا تبعثر كُلّ كوْن- تفكُّر بِالنُّجومِ وصدق صفو

. هي الدُّنيا تُباغِتُنا جُموع -تعانُق فِكرِهُم أرِضا وثمّرا

. وكنت كمن يُجاهِدُ بِالحُروفِ- ليُكسِبُ نفسُه عزّا وحبّا

. وكنت كزهرةٍ مُلقّاة أرِضا- تُداسُ ولا يرى مِنها لفيف

. فلا والله قد حان اِنتِصارُ -وحان تمالُك صفوِ جديدِ

. وإنّ ماتت حُروفُي ذاتُ يوْمِ- فاهــي توَلُّد مِن جديدِ


م/ن






آخر مواضيعي 0 خوف
0 اسرار
0 اللهم اجعلنا من المحسنين
0 اعرف مين هى مصر
0 البقلة
رد مع اقتباس