لص {الملوخية بالأرانب} يدفع من جيبه
جمع اللص التائب محمد راشد ملايين الجنيهات المصرية من تخصصه في سرقة الشقق الراقية في القاهرة وانتهت رحلته في السجن، إلا أنه قرر التوبة بعد الإفراج عنه.
وتنازل عن الأموال والمجوهرات التي سرقها لوزارة الداخلية التي كرَّمته ومنحته رحلة حج وخصصت له كشكاً يعينه على كسب قوته من عرق جبينه.
وأصدر راشد بعد خروجه من السجن كتاباً على نفقته الخاصة يروي فيه تجربته مع السرقة والتوبة، ويقدم فيه نصائح لساكني العقارات لحمايتهم من السرقة ودوَّن رقم هاتفه لعل وسائل الإعلام تعيره الانتباه لكي يقص لأكبر عدد من الناس حكايته، أملاً في أن يكون سبباً في توبة اللصوص.
ولا يزال اللص التائب يتجول في الشوارع وإشارات المرور ليوزع كتابه رغم مرور سنوات على توبته، حتى أصبح بالنسبة للكثيرين في الشارع وجهاً مألوفاً بفضل البرامج التلفزيونية العديدة التي ظهر بها منذ خروجه من السجن.
ويروي محمد موقفاً طريفاً آخر تعرض له، فيقول: «صعدت إلى شقة في أحد الأبراج الشاهقة في حي الزمالك وكسرت الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفي وأخذت أبحث عن أموال أو مجوهرات، ولكن فوجئت بجرس الباب يدق فأحسست برهبة وشعرت بأنني وقعت في المصيدة وأسرعت إلى الحمام محاولاً الهرب عبر النافذة من خلال مواسير الصرف الصحي، إلا أنني وجدت النافذة مغلقة بأسياخ حديدية والأمر نفسه في المطبخ، ولم يكن أمامي سوى النظر من العين السحرية لباب الشقة ورأيت شخصاً رجحت أنه محصل الكهرباء. وقبل أن أفتح الباب تظاهرت بأنني صاحب الشقة وأن زوجتي بالداخل وقلت بصوت عال حتى يسمعني هذا الشخص من وراء الباب «مش قولتلك تعملي ملوخية بالأرانب النهاردة هو كل يوم محشي»، وفتحت الباب فوجدت الشخص وقلت له في عصبية «عايز إيه»، فقال لي: «أنا محصل الكهرباء يا بيه» فأخذت منه الإيصال ودفعت له القيمة المطلوبة وقدرها 68 جنيهاً، والطريف أنني لم أعثر على أي شيء يستحق السرقة في الشقة وخرجت من المولد بلا حمص بعد أن دفعت من جيبي 68 جنيهاً وتركت الإيصال بالداخل».
وعن أشهر الضحايا الذين سرقهم، قال راشد: «سرقت شقة الدكتور أحمد صوفي أبو طالب نجل رئيس البرلمان المصري الراحل صوفي أبو طالب، وأحمد عبد الحكيم عامر نجل وزير الحربية الراحل المشير عبد الحكيم عامر، وأيضاً سفير مصر في بلجيكا سابقاً سعد الفطاطري».
وعن الطقوس التي كان يتبعها قبل السرقة، أضاف: «كنت أحرص على ارتداء بدل فاخرة غالية الثمن أشتريها من أشهر المحال في القاهرة، ولم أكن أستعين بلص آخر، واشتريت سيارة فارهة واستأجرت سائقاً لتوصيلي إلى المكان الذي أنوي سرقته».