دائما ما تكون مخاوف طفلكم الصغير من الظلام، ومن وجود وحش تحت سريره، أو من النوم بمفرده، وهي مخاوف تظل معه لفترة وهو في سن ما قبل دخول المدرسة،
لأن خياله يكون خصبا، بالإضافة إلى أنه في هذه المرحلة يمضي الكثير من وقته في التخيل وفي اللعب، وعند ذهاب الطفل للنوم فإن الأشياء المألوفة بالنسبة له مثل غرفة نومه وهي مظلمة قد تصبح مخيفة، وبما أن الطفل في تلك المرحلة يكون لا يزال يتعلم كيف يفرق بين الحقيقة والخيال، فإنه قد يتخيل وجود مخلوقات مخيفة.
وبالرغم من أن الكوابيس، والأحلام المزعجة، ومخاوف الطفل بالليل تكون منتشرة أكثر عند الأطفال في سن ما قبل المدرسة، إلا أن الأطفال الأكبر سنا أيضا قد يعانون منها، وأحيانا قد تكون الكوابيس بسبب تجربة مخيفة تعرض لها الطفل مثل أن يطارده كلب في الشارع، أو أن يشاهد نشرات الأخبار، مع الوضع في الاعتبار أن الخلافات العائلية أيضا قد تلعب دورا في معاناة الطفل من الكوابيس، أو نمو بعض المخاوف لديه.
وتختلف الأشياء التي يخاف منها الطفل أو يعاني من كوابيس بسببها طبقا لمرحلته العمرية، فالطفل صغير السن قد يخاف من المخلوقات الخيالية، أما الطفل كبير السن بعض الشيء فقد يخاف من أشياء أكثر واقعية، مثل الكوارث الطبيعية واللصوص.
هناك بعض المخاوف مثل الخوف من الظلام، أو الخوف من الانفصال عن الأب أو الأم، أو من الضوضاء تبدأ عند الطفل منذ عمر العامين، وقد تستمر حتى ثمانية أو تسعة أعوام، مع الوضع في الاعتبار أن تلك المرحلة يبدأ الطفل أن يدرك فيها أن هناك أشياء يمكن أن تؤذيه، ولذلك تصبح مهمة الاهل أن يعلموا طفلهم الفرق بين الخطر الحقيقي والأشياء الخيالية.
اليكم هذه الطرق لتعليم طفلكم كيف يجب ان يتعامل مع مخاوفه؛ حتى يتمكن من النوم دون كوابيس:
- يمكنكم مثلا أن تحكوا لطفلكم قبل النوم قصصا غير عنيفة، أو يمكنكم أن تضعوا لطفلكم روتينا قبل النوم يجعله مسترخيا، ويمكن لهذا الروتين أن يتضمن حماما ساخنا، وقصة لطيفة، وأغنية هادئة، وبضع دقائق من الجلوس مع طفلكم في صمت.
- حاولوا أن تستمعوا لطفلكم وتتفهموا مخاوفه، مع عدم السخرية منها، وإذا كان طفلكم يشعر بالخوف فحاولوا دائما طمأنته.
- علموا طفلكم كيف يكون إيجابيا في تفكيره، وكيف يتعامل مع الأشياء التي تخيفه، بالإضافة إلى أنه يمكنكم أيضا أن تقرأوا لطفلكم قصصا تتحدث عن أطفال يواجهون مخاوفهم.
- يمكنكم أن تضعوا لطفلكم في غرفته ضوءا صغيرا وقت النوم، بشرط أن يكون غير مزعج.
- تستطيعون أيضا أن تتركوا باب غرفة الطفل مفتوحا؛ حتى لا يشعر أنه منعزل عن باقي أفراد العائلة في المنزل.
- احرصوا على إبعاد طفلكم عن مشاهدة برامج التليفزيون والأفلام المخيفة.
- يمكنكم أيضا أن تعلموا طفلكم بعض الخطوات التي قد تساعده على الاسترخاء عند الذهاب للنوم، فمثلا اطلبوا من الطفل أن يتخيل مشهدا مثل شاطئ البحر أو غروب الشمس، مما قد يشغله بعض الشيء عن التفكير في الأشياء التي تخيفه وهو نائم في سريره.
- تحدثوا مع طفلكم عن مخاوفه والكوابيس التي يعاني منها خلال النهار، مع الحرص أيضا على أن تحاولوا رفع ثقته بنفسه.
- اطلبوا من طفلكم أن يظل في سريره حتى إذا شعر بالخوف وهو نائم؛ لكي يتأكد بأنه آمن ويتمكن من التغلب على مخاوفه، ومن الأفضل أن تذهبوا لطفلكم في غرفته بدلا من أن يأتي إليكم، ويمكنكم أن تظلوا معه حتى ينام، مع الوضع في الاعتبار أنكم يجب ألا تتبعوا تلك الطريقة باستمرار، حتى لا يعتمد الطفل على وجودكم، وإذا كان الطفل يشعر بالقلق أنكم ستتركونه، فيمكنكم أن تأتوا لغرفته للاطمئنان كل خمس أو عشر دقائق.
- إذا كنتم قد فعلتم كل شيء لطمأنة طفلكم، ولكنه مازال يمتلك الكثير من المخاوف، ويعاني من الكوابيس باستمرار فهذا يعني أن الأمر قد يكون تحول عند طفلكم لفوبيا، وأنه يجب عليكم الاستعانة بطبيب متخصص.
03-15-2012, 11:45 AM
كيف تتعاملون مع مخاوف وكوابيس الطفل بالليل؟
