هل أصبح الإنسان أكثر غباءً؟
دراسة علمية: حجم المخ البشري يتضاءل تدريجيًّا مع مرور الزمن
العرب اليوم
الأحد 02 كانون الثاني / يناير 2011
الجنس البشري يزداد غباءً مع مرور الزمن
نيويورك ـ مادلين سعادة
كشفت دراسة علميّة جديدة عن مؤشّرات تقول إن الجنس البشري يزداد غباءً مع مرور الزمن، حيث جاء في الدارسة أن حجم المخّ البشري يتضاءل تدريجيًّا على مدى العشرين ألف سنة الماضيّة. وتؤكد الدراسة أيضًا أن هذا التناقص في حجم المخّ البشري بدأ بعد مليوني سنة كانت خلالها الجمجمة البشريّة لا تتوقّف عن النمو التدريجي . وتقول الدارسة إن التناقص في الحجم لم يقتصر على منطقة بعينها في العالم، وإنما شمل العالم أجمع وكل الأجناس البشريّة بنوعيهم ذكر وأنثى.
وتقول كاثلين ماكاوليف في مقال لها بمجلة ديسكفر تعقيبًا على نتائج الدراسة، إنه على مدى العشرين ألف سنة الماضية، انخفض حجم عقل الرجل من 1500 سم مكعب إلى 1350 سم، بما يعنى أن العقل البشري قد انخفض حجمه بمقدار حجم كرة تنس، وتؤكّد كاثلين على أن قدر التناقص والانكماش في حجم مخّ المرأة هو نفسه قدر التناقص الذي لحق بمخ الرجل تقريبًا.
لكن عالم الأنثروبولوجي في جامعة ويسكونسين جون هوكس يعتقد أن الحقيقة القائلة إن حجم العقل البشري الآخذ في التناقص والتقلّص لا تعني بالضرورة انخفاض مستوى ذكاء الإنسان، ويتفق بعض علماء الجيولوجيا مع وجهة النظر هذه، بل إنهم يعتقدون أنه وعلى الرغم من انخفاض حجم المخّ، إلا أن المؤشّرات كافة تؤكّد تزايد كفاءة العقل البشري.
ولكن هناك آخرين يعتقدون أن الإنسان في واقع الأمر أكثر غباءً، وأن مستوى الغباء آخذ في التزايد. وهناك العديد من النظريّات العلميّة التي تحاول تفسير أسباب هذا التقلّص الغامض في حجم المخ البشري، ومن بين هذه النظريّات نظريّة تقول إن الرأس ذات الحجم الكبير كانت بمثابة ضرورة من أجل البقاء، فيما قبل العصر الحجري ، وهناك نظريّة أخرى تقول إن الجمجمة البشريّة تطوّرت حتى تتكيف مع عادات المضع الغذائية، ومع ازدياد سهولة تناول الغذاء توقّفت الرأس البشريّة عن النمو.
ويقول خبراء آخرون إنه ومع ازدياد معدّلات وفيّات الأطفال، كان البقاء لمن يحمل منهم رأسًا أكبر وأكثر صلابة، ومع انخفاض معدّلات وفيّات الأطفال بدأ حجم الرأس البشري يأخذ في التناقص النسبي، ومع تطوّر المجتمعات تناقص حجم العقل البشري، لأن الناس في مثل هذه المجتمعات المتقدّمة لم تعد في حاجة لأن تكون أكثر مكرًا وذكاءً من أجل البقاء على قيد الحياة.
وهناك دراسة علميّة قام بها علماء في مجال الإدارك الحسّي في جامعة ميسوري، تكشف مدى التغيّر الذي طرأ على حجم الجمجمة البشريّة في المجتمعات ذات النمط المركب والمعقد خلال فترة ما بين مليوني سنة والعشرة آلاف سنة الأخيرة. وكشفت هذه الدراسة أنه كلما كانت الكثافة السكّانية أقل، كان حجم الجمجمة أكبر، والعكس صحيح، وتوصّلوا من ذلك إلى أن الحياة الاجتماعيّة المعقّدة يكون حجم العقل فيها صغير، لأن الناس ليسوا في حاجة إلى مزيد من الذكاء من أجل البقاء.
إلا أن هناك من العلماء من يرفض فكرة أن أجدادنا كانوا أكثر منَّا ذكاء، بل يعتقدون أن أجدادنا كان ينقصهم الدعم الحضاري المتوفّر لدينا.