أحلام في أحلام
وقلب غاص في بحر الأشجان
إنسان قتل في داخله الإنسان
أمان أين هو الأمان
وعقل تائه في زحمة الأفكار
شوارع مليئة بالناس منهم شارد الذهن ومنهم محتار
ومن بينهم غريب صامت في داخله يحكي عن الثوار
عن حياة الأحرار
عن صدق لاذ بالفرار
عن حب قرر الإنتحار
عن غش سكن نفوس الكبار
عن ماأصاب النفس من ذبول وانكسار
عن صمت جلب لنا العار
واصر الناس عليه باستمرار
وماتت فينا كل أجهزةالإحساس والإستشعار
عن شعب يكذب على نفسه بنعمة الاستقرار
وأمامه كل شيء ينهار
عن حقوق ضاعت دون وجود قرار
عن عقول ذابت في ظل ماحصل للفكر من استعمار
في ظل ماحصل للثقافة من استئثار
عن أجيال تدفع ثمن ممارسة القمع ضد الحوار
عن زمان صار حكامه أشرار
عن حقيقة ملت وتعبت من الإنتظار
عن طموح مات دون وجود الإصرار
عن شعوب واقعة تحت خط النار
عن سياسة أسياد لاتخشى ثورة الصغار
عن شمس طال مغيبها فمتى يطلع النهار
عن إسلام لم يعد لنا منه سوى الشعار
عن ألم يجسد واقعنا
عن تاريخ يحكي ماضينا
عن أحزان تستقر فينا
عن واقع غير كل الموازين
فجر كل البراكين
أثار فينا الحنين
وهيج القلب الحزين
وبكت القلوب منه سنين
وضاق الصدر بما فيه من أنين وونين
ومازلنا نعيش مع أن الألم ليس له مسكن أو تسكين
مع مايحصل للحزن من تخزين
في قلوبنا نظل نحمله معنا أينما كنا
وكأنه جزء منا
وكأن الحزن هو حالتنا الطبيعيه
وحقيقتنا الأبديه الأزليه
نعم إنه فعلا حقيقتنا
وأحزاننا سكنت قلوبنا والهم والغم ساد أجوائنا
والحل بيدنا ولكننا ضعنا بصمتنا وضعفنا وخوفنا وخنوعنا
وبصمتنا هذا ستظل أحزاننا ومعاناتنا وآلامنا وأوجاعنا ومواقع الإيلام والجروح في نفوسنا والأمل في تغيير واقعنا للأفضل كله أحلام في أحلام لأنه لم يعد عندنا سوى الكلام فقط الكلام.
مع أن كل ماقلته في نظر الكثيرين لايمت للواقع أو الحقيقة بأي صلة لامن قريب ولامن بعيد وحديثي وشجوني كله أوهام في أوهام.
وأنا لست واقعيا ولا أتحدث عن حقيقة ملموسه بل أنا أفتعل الأحداث وأتخيل والصور والشخوص ومشكلتي أني فنان
أرسم على لوحتي بأسلوب غريب وصورة ليس فيها إلا الأسود من الألوان
لهذا دعونا نستفيق ونصحو من السبات العميق
وندع عنا هذا النفاق ومايحصل في القنوات والمجالس من تطبيل وتزمير وتصفيق
لأناس قتلو أرواحنا وأحلامنا وملؤوا الإعلام كذبا وغشا وتلفيق
ووقتها تكون الحقيقة هي دافعنا
والخوف لايمنعنا
وتكون أحلامنا واقعا موجودا مؤثر لا أحلام نراها كل ليلة في المنام قبل أن نستفيق.
ملحوظه: للواعين فقط
مما تصفحت