عندما نكون قضاة ..
نجيد اتهام أنفسنا كبالغين ..
نسترجع ما ضينا .. ونعود إلى مواقف قديمة .. لنقف عليها طويلا ,
تلك التي نظن أنه كان علينا أن نتعامل معها بشكل أفضل ,
فنجلس في كرسيّ إصدار الأحكام ..
لو فعلت كذا لكان أفضل !..
لو لم أفعل ذلك لكان أفضل !..
عندما نكون قضاة ..
لا نفكر ولو للحظة في أن هذا الموضع يتسم بالقسوة ..
و ضد من ضد أنفسنا ..
وخاصة عندما نتوجه بالنقد إلى سلوكنا وقت الطفولة أو المراهقة ..
فنغفل كثيرا أو لا نتفهم !
أننا كنا غير مزودين بالنضج والحكمة الكافيتين ..
ولم نقدر العواقب , ودائما ما نلجئ إلى السلوك المؤذي !
عندما نكون قضاة ..
نكون غير مؤهلين لإصدار أحكام الإدانة على أنفسنا أو على الآخرين ..
ومن الأفضل أن نترك هذه المهنة لسلطة أعلى ..
وكفانا الشعور بالذنب , فهو مؤلم بما يكفي .
ليس معنى ذلك أن نقتل الشعور بالآخرين .. بل على العكس !
لنشعر ببعضنا بقدر ملائم دون أن نغرق أنفسنا في طوفان الذنوب ..
وإصدار الأحكام القاسية ..
عندما نكون قضاة ..
نفتح الأبواب لقلقنا بأفكار مضطربة ,
أو تصوير ما لا نر غب بحدوثه ..
وهذا الاضطراب يتسبب في تلويث أفكارنا و مشاعرنا الذاتية ..
وقد يتسبب في عجزنا وشل قدرتنا على التصرف ..
عندها فقط نصبح مصاصين لطاقاتنا .. لا نلاحظ ذلك بينما نمارسه ..
عندما نكون قضاة ..
نصدر حكما بحبس أنفسنا .. في السجن العاطفي لإدانة الذات ..
فهل لا قدمنا لأنفسنا غصن الزيتون , و أصفحنا عن ذواتنا ؟.