من نوادر الموسيقى
هنالك قولا للشاعر معروف عبد الغني الرصافي :
إن رمت عيشا في الحياة أنيقا فاسلك إليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غضة بين الورى بالشعر ، بالتصوير ، بالموسيقى
نادرة موسيقية( 1) :
كان أ حد الحكماء جالسا في حضرة الملك ، فقال الملك . إن الإنسان يألف سماع الموسيقى إذا أعتاد سماعها . فعارضه الحكيم في ذلك قائلا . لا بل يألفها ان كان في طبعه استعداد غريزي لاستقبال هذا الفن الجميل . فطلب الملك من الحكيم البرهان القاطع على ذلك . فأمر الحكيم باستحضار مائة طفل من أولاد الأمراء والعلماء والكتاب والزراع وغيرهم ، على ألا تزيد أعمارهم عن عشرة أشهر ، ثم هيأ لهم حديقة واسعة ، وأمر الحكيم أمهاتهم أن يحتجبن عن أطفالهن نصف يوم حتى أصبحوا في حالة جوع شديد ، ثم أمر بإرجاعهم إلى أمهاتهم مرة واحدة ليرضعنهم ، وبينما الأطفال مشغولون بالرضاعة ، إذ أمر الحكيم بضرب ألات الطرب دفعة واحدة ، فمن الأطفال من ترك التغذي شاخصا نحو الصوت وهو يضحك ، ومنهم من ترك التغذي ساكنا لا يتحرك ، ومنهم من جعل يلتفت مرة ويتغذى أخرى ، ومنهم من انغمس في التغذي ولم يلتفت . وبذلك ظهر للملك صحة ما قاله الحكيم .
نادرة موسيقية(2):
طلب خياط ملك رومانيا من الموسيقار ( ليهار) تلحين قطعة موسيقية تقدم في عيد ميلاده ، ولما كان الموسيقار (ليهار) مشغولا إلى درجة لا يستطيع معها تنفيذ فكرة الخياط ، فقد كلف ولده (فرانس ) وكان في سن السادسة عشرة بإنجاز تأليف هذه المقطوعة ، ووعده إذا ما حازت القطعة الموسيقية الاستحسان أن يمنحه بدلة جديدة . وفي اليوم التالي أنهى الصبي تأليف المقطوعة ، وحملها إلى الخياط . وبعد ايام قلائل وصلت البدلة الجديدة الى الصبي (فرانس) . وما ان لبسها حتى لاحظ والده فيها عيبا واضحا ، هو أن البدلة مصنوعة من نوعين من القماش ،أحدهما فاتح والآخر غامق .ولما ألقى الوالد هذه الملاحظة على ابنه ، أجابه الصبي :"الأمر هين لدي يا والدي ، فان المقطوعة التي لحنتها هي أيضا مؤلفة من لحنين مختلفين ، اللحن الأول عبارة عن بولكة مستعملة ، واللحن الثاني مارش قديم .
نادرة موسيقية (3) :
عندما كان يعزف البيانست الصغير موتسارت في بلاط القيصر، كانت قيصرة النمسا تضعه على رجلها ، تداعبه وتقبله ، وكان بدوره يقفز الى حجرها ويقبلها . وفي يوم زلت قدماه فساعدته على النهوض الارشيدوقه ماري انطوانيت فاتجه اليها قائلا ما أطيب قلبك أيتها الأميرة إني سوف أتزوجك).
نادرة موسيقية(4) : أوبرا زفاف فيجارو.
لما اشتهر به الموسيقار موتسارت من النبوغ الفني مما كلفه القيصر بتلحين أوبرا (زفاف فيجارو) ، لكن الفشل صادف موتسارت ،إ ذ اتفق ضده جميع المغنين والمغنيات في الآوبرا لإسقاط هذه المسرحية العظيمة انتقاما من موتسارت الذي طالما أ حرجهم امام القيصر وأمام الجمهور بما يضعه من الآلحان الصعبة . وعند تمثيل الأوبرا أمام القيصر ، تلاعب فيها المغنون با لأ لحان على وجه الخطأ مما أ دى إلى سقوط هذه المسرحية الخالدة ، التي لم تشتهر إلا بعد مائة عام من تأليفها .
نادرة موسيقية (5) :
يروى لنا شنيدلر صديق بيتهوفن رواية مؤلمة يقول " استدعى بيتهوفن لقيادة أوبرا فيديليو عام 1822 . وأثناء قيام الأوركسترا بعزف المقطوعة الغنائية الأولى ، كان بيتهوفن لايسمع مايدور حوله، فكان أثناء القيادة يؤخر الحركة كثيرا مما نشأ عنه اضطراب واضح بين العازفين والمغنين فوق المسرح ، فتوقفت الآوركسترا هنيهة ، ثم عاودت العزف ، ولكن الاضطراب سار على ماكان عليه ، واستحال الأمر على بيتهوفن في الاستمرار ، ولم يجرأ انسان أن يعرض عليه فكرة الانسحاب . وكان بيتهوفن يلتفت حوله يمنة ويسرة ليقرأ السبب في وجوه العازفين وبكلمة صغيرة وصلت إليه من صديقه شنيدلر عرف بيتهوفن السبب وهو أنه أصبح أصما تماما لايسمع الآلحان التي يقودها، فقفز مسرعا تاركا منصة القيادة وأخذ يعدو في الطريق حتى دخل منزله ، وارتمى على كرسيه دون حراك مغطيا وجهه بيديه ، ومكث يومين على هذه الحالة بدون مأكل وشراب .
نادرة موسيقية (6) :
وصية شوبان عندما وافت المنية شوبان في عام 1849 ، كانت وصيته ان ينتزع قلبه ، ليدفن في مدينة (وارسو ) مسقط رأسه ، وأن تدفن رفاته بباريس بجوار صديقه (بللينى ) الموسيقار الايطالي المعروف ، كما وأوصى عند دفن جثته أن ينشد على قبره قداس الحداد الذي وضعه موتسارت . وقد اقيم لشوبان في وارسو عام 1880 تمثال عظيم تخليدا لذكرى هذا الفنان الموهوب .
نادرة موسيقية (7) :
كان الشاعر شيللر يتمرن على آلة الهارب وقد ترك نافذة غرفته على مصراعيها ، وإذا بجاره يناديه ’’ انك ياسيد شيللر تعزف كالملك داود ولكن في غير احسانه . فأجابه شيللر’’ وانك ياسيدي تتكلم مثل سليمان ولكن في غير حكمته‘‘ .
م0ن