الطماطم مضادة للقلق والأفوكادو يقاوم الاكتئاب
أغذية طبيعية تعالج الحالة النفسية وتحسن الحالة المزاجية
بعض الناس يلجأون إلى أنواع معينة من الغذاء إذا تغير مزاجهم، بعضهم يبحث عن الشكولاته لتعدل مزاجه، وتهدئ من غضبه، والبعض الآخر يبحث عن الدسم، وقد يمتنع البعض عن الطعام والشراب، فيما يبحث البعض الآخر عن القهوة.
تقول نوره العلي إنها عندما تشعر بضيق أو غضب تلجأ لأكل الشكولاته بشراهة غير طبيعية، لتشعر بعدها بالراحة والهدوء، أما أم خالد فتلجأ للأكل بكميات كبيرة لأنواع متعددة من الطعام في وقت واحد وبشكل سريع، ثم تأخذ بعدها فواراً لتتقيأ، وتنظف معدتها، فترتاح بعدها ويزول غضبها، أما أم يارا على عكسها تماما إذا شعرت أنها متضايقة أو غاضبة تمتنع عن الأكل وإن استمر ذلك يوماً كاملاً.
هلا عبدالمحسن تشرب القهوة طوال اليوم لتعدل مزاجها أو تبعد توترها، وروان المطيري تكثر من أكل الفراولة طوال يومها، حتى تهدأ أعصابها، وتقول داليا "الشوكولاته عندها حل لجميع المشكلات النفسية الغضب، القلق، التوتر، فبعد أكلها تنتهي مشكلتي، ولا أشعر بالراحة فقط، بل بالسعادة أيضا".
محمد العبدالكريم عند غضبه لا يفكر سوى في البحث عن مطاعم المثلوثة، لينفث فيها غضبه، وينتقم بالأكل، حتى إنه لا يستطيع أن يتحرك بعدها، يقول "المثلوثة أحسن وسيلة لديه للتخلص من الغضب والزعل"، أما خالد فيكثر من شرب القهوة مع الحليب، ولا يأكل في ذلك اليوم الذي يتوتر فيه أو يغضب، أيضا يبتعد عن الحديث مع غيره، حتى لا ينفجر غضبا في أحد ليس له ذنب..
ومن جهتها قالت اختصاصية التغذية العلاجية ريما السلمان "توجد أطعمة ومشروبات تبعد الاكتئاب وتهدئ الغضب، فملعقة عسل طبيعي في كوب حليب قليل الدسم أو كوب من الشوكولاته الداكنة مع الحليب الساخن بعد يوم مرهق له تأثير على النفس والجسم، فهو يريح ويساعد على الاسترخاء، وهناك علاجات طبيعية تساعد على التخلص من الاكتئاب، وتنعش الذهن، وتحارب حالات القلق".
وأضافت "هناك حالات من الاكتئاب والتوتر علاجها في الطعام أو طريقة الغذاء وبعض الأعشاب والمكملات الغذائية التي تدعم المستويات الكيميائية في الدماغ، وتسيطر على كل مشاعرك وحالاتك النفسية".
تقول "بعض النساء قد يلجأن إلى الشوكولاته لتساعدهن على التغلب على الاكتئاب الذي يسبق الدورة الشهرية، وهذا صحيح، ولكن أنصحهم بتناول الشوكولاته الداكنة أو السوداء والتي تحتوي على كمية كبيرة من الكاكاو الطبيعي بنسبة لا تقل عن 70% والتي لا توجد في الشوكولاته العادية".
وذكرت ريما أن فيتامين "سي" إضافة إلى أنه يبعد الإصابة بالزكام، ويخفف من حدته، فالدماغ يحتاج له كمغذ أكثر من أي جزء آخر في الجسم، لأنه يدعم وظيفة الدماغ، كما تؤمن مشتقات الحليب مادة الكروم، وهي عنصر يساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم، أيضا البيض يؤمن مادة التربتوفان، وهو حمض أميني بروتيني المنشأ وتتشكل منه مادة السيروتونين الكيميائية المسؤولة عن منطقة الشعور بالسعادة في الدماغ.
وأضافت السلمان " السمك من النوع الزيتي مثل السلمون ضروري جدا لنمو الدماغ، وهناك فيتامينات ضرورية للجسم ويحتاجها في مكافحة بعض الأمراض مثل فيتامينات b بأنواعها تساعد في تخفيف حدة الاكتئاب والتوتر، ويحتاج الجسم إلى فيتامين b6 إضافة للمكملات الغذائية، وحبوب الشوفان تحول دون الإصابة بتقلبات المزاج، وتساعد على حفظ مستويات السكر في الدم، وفيتامين E يساعد في دعم حركة الدم وعملية نقل الجلوكوز والأكسجين إلى الدماغ، ويعتبر مضاداً مهماً للأكسدة، يحمي خلايا الدماغ من الضرر والتعرض للتلف، ومن الأغذية الغنية بفيتامين E البيض والمايونيز والحليب وسمك السلمون والبطاطا الحلوة والفول السوداني والخضراوات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والخس، وفيتامين B5 من المغذيات التي تنشط الدماغ ويتوفر في البيض والعدس واللحم، كما أن الحبوب تؤمن فيتامين B3 والذي يحتاجه الدماغ لمقاومة الشيخوخة، وB6 يحتاجه الدماغ ليفرز مادة السيروتونين الناقل العصبي المنظم للمزاج والاكتئاب والقلق، وهي متوفرة في الأفوكادو، والفول السوداني ضروري جدا فهو يؤمن الدهون الأحادية غير المشبعة الضرورية للطاقة والنشاط، وهو جيد مع شطيرة من الخبز الأسمر بحبوب النخالة، والمغنيزيوم معدن مخفف للتوتر العضلي يخلص من نوبات الخوف، والأغذية الغنية بهذا المعدن الجوز والبذور والفاصوليا والخضار الورقية والسمك وفاكهة الكيوي، وأوصي بتناول اللبن (الزبادي) فهو غني بمادة التيروسين وهو الحمض الأميني الذي ينقل نبضات الأعصاب إلى الدماغ، ويساعد في تخطي الاكتئاب، ويقوي الذاكرة، ويزيد مستويات اليقظة الذهنية".
وأضافت أنه توجد أنواع من الخضار والفواكه تستخدم في تعديل الحالة المزاجية والتخلص من بعض الأمراض المتعلقة بتناول الطعام مثل الكرنب أو اللفت وهو مصدر ممتاز من الكالسيوم المهدئ للدماغ، والمحفز على النوم للأشخاص الذين يعانون من الأرق، والملفوف يحتوي على مادة الكولين التي تدعم الذاكرة، وهو فيتامين يحول دون تكدس الدهون في الجسم، وبذور القرع ضرورية جدا حيث تحتوي على أحماض أوميغا3، ولابد من تناول نصف كوب منها على الأقل في اليوم والطماطم مضادة للاكتئاب، وتساعد في تقوية الذاكرة، مشيرة إلى أن نقص الزنك يسبب النشاط المفرط وبعض العدائية لدى بعض الأطفال والكبار، فيحتاجون جرعة يومية للعلاج 30 ملجم من الزنك ويمكن زيادتها بالأكثر من تناول بذور القرع والبيض واللحم الأحمر، كما أن الصويا تشكل مصدراً غنيا بمادةPhospahtidylcholine المقوية لنشاط الدماغ وتعتبر مكوناً رئيسياً لمادة Acetylcholine الناقلة العصبية وانخفاضها في الجسم يسبب فقدان الذاكرة.
وأشارت اختصاصية التغذية إلى أنه لا بد من مزاولة الرياضة للتخفيف من الضغط النفسي الذي يتعرض له البعض في الحياة اليومية، والذي قد يتسبب في الاكتئاب والقلق والتوتر، مؤكدة أن الرياضة مهمة إلى جانب تحسين النمط الغذائي.