العودة   شبكة صدفة > المنتديات الاسلاميه > سيرة الانبياء والصحابة

سيرة الانبياء والصحابة قسم السيرة النبوية لمواضيع السيرة النبوية , سيرة سير الانبياء , قصص الانبياء , قصص انبياء الله اسلامية , قصص نبوية وصف النبي , غزوات النبي , معجزات النبي مدح النبي , حياة النبي ,أخلاق النبي , حب النبي , قبر النبي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 07-31-2009, 12:15 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نور

الصورة الرمزية نور

إحصائية العضو







نور غير متواجد حالياً

 

افتراضي فارس السيف والقلم ( أسد بن الفرات)



فارس السيف والقلم ( أسد بن الفرات)



السلام عليكم دى مجرد بدايه من او بالاصح من الشيخ على الطنطاوى رحمه الله واللى يرغب فى التكمله والتنقيح ( جزاه الله خيرا)

الفقيه الأميرال

(الأميرال أصلها عربي يعني أمير الماء وهو قائد الأسطول عند الأندلسين والمغاربة.)


نحن اليوم في تونس..في تونس الخضراء قبل ألف ومئتي سنة بالضبط(لأن هذا الحديث أذيع سنة 1372هـ

نحن في يوم من أيام سنة 172 هـ في يوم مشهود يوم سفر طالب من طلبة العلم إلى المشرق للدرس والتحصيل.


هذا الشاب الذي اجتمع أهل تونس لوداعه عمره ثلاثون سنة ، غريب عن تونس أصله من نيسابور وولد في ديار بكر وذهب ابوه إلى المغرب في الحملة التي جردها المنصور للقضاء على ثورة البرابرة، فنشأ في تونس واخذ العلم عن علمائها حتى إذا استوفى ما عندهم، عزم على الرحلة..

هكذا رحل هذا الشاب : أسد بن الفرات فارق تونس سنة 172 هـوتنقل في البلدان حتى وصل المدينة وكان للعلم مركزان ..جامعتان : جامعة محافظة إن صح التعبير تعنى بالنقل وبدراسة النصوص ومكانها المدينة وأستاذها الاكبر الإمام مالك وجامفة مجددة تكيل إلى النظر العقلي والبحث الحقوقي ومقرها العراق وأستاذها الأكبر الإمام أبو حنيفة..

فقصد جامعة المدينة وكانت الجامعات هي الجوامع ففيها حلقات العلم كله ....ولزم الإمام مالكا ..

وكان لماك رهبة في الصدور فلا يجرؤ أجد عليه وكانت طريقة تلاميذه معه الاستماع والاقلال من المناقشات فلا يفرضون الفروض ولا يقدرون الوقائع التي لم تقع ويضعون لها الاحكام كما يصنع علماء العراق.. بل يسألون عما وقع من أحداث ولم تعجب هذه الطريقة الشاب التونسي فجعل يفرع من كل مسألة مسألة ويلح في طرح الأسئلة عليه ..حتى ضجر مالك وقال إن كان كذا كان كذا؟سلسلة بنت سلسلة ،إن أردت هذا فعليك بالعراق..

******

صحب مالك سنتسن ثم أزمع الانتقال إلى العراق فدخل على الإمام مودعا شاكرا وقال أوصني

فقال له (أوصيك بتقوى الله والقرآن والنصيحة للناس)

ثلاث كلمات جمعت الفضائل كلها ، أما تقوى الله فرأس الأمر وملاكه ومن لم يكن في قلبه تقوى لم ينفعه علم ..وأما القرآن فعماد الدين وجماع العلم وطريق الخير ...

وأما النصيحة فهي الخلق كله ...


*******

ورحل إلى العرق ، وكان الإمام أبو حنيفة قد مضى إلى رحمة ربه وولي أستاذية مدرسته تلاميذه يقدمهم أبو يوسف ومحمد ....

أما الإمام أبو يوسف فقد شغل بالقضاء وأما الإمام محمد فقد تصدر للتدريس والبحث وانتهت إليه رئاسة العلماء ..وكان من تلاميذه الإمام الشافعي أستاذ الإمام أحمد ...فلزمه هذا الشاب المغربي فكان يحضر دروسه العامة ...ثم أحب أن يكون له درس خاص يغرف فيه ما استطاعى من علم الإمام محمد ليحمله إلى بلاده ....

فأخذه إلى بيته وأعطاه غرفة بجوار غرفته وكان يسهر معه الليل يضع امامه قدح الماء فإذا نعس نضح وجهه ليصحو....


وما طلب منه اجرا ولا سأله مالا بل كان هو الذي يطعمه ويسقيه ، لأن العلم كان في رأي أسلافنا الأولين عبادة .وكان قربة إلى الله ..فالطالب يطلب العلم لله لا للشهادة والدنيا ..والأستاذ يعلم العلم لله لا للمرتب ولا للمنصب ...


ولبث اسد بن الفرات أمدا مع الإمام محمد....

وكان أسد اول من نعرفه جمع بين مذهب مالك وأبو حنيفة..وبين مدرسة العراق العقلية ...

ثم أزمع الرحلة إلى مصر ....

وكان يتصر التدريس في مصر عالمان من تلاميذ الإمام مالك ، أشهب وابن القاسم ، ولم يكن قد نشأ الشافعي ، وكان كلاهما مجتهدا يخالف إمامه في بعض المسائل ، ولكن أشهب فيه حده وفي لسانه طول ، وفي ابن القاسم أناة ولين...

لزم أشهب حتى سمعه يوما يرد في مسألة على الإمام مالك وابو حنيفة بلفظة خشنة ، فغضب اسد وكان كما عهدناه صريحا جريئا ، فصرخ به على ملء من الناس وكان له قولا فظيعا ....إن سمحتم رويته لكم :

قال ...ما مثلك ومثلهما غلا كمثل رجل أتى بحرين زاخرين فبال بينهما فرغى بوله ، فقال هذا بحر ثالث ، وفارقه إلى ابن القاسم فلزمه مدة....

وجمع ما اخذه عن ابن القاسم من مسائل وأفاض عليها من ذهنه الذي اختمرت فيه علوم تونس والمدينة والعراق وجعلها في رسالة سماها الأسدية ....


واراد الطلاب نسخها فرفض وقال عملتها لنفسي ....فرفعوا عليه دعوى ....

دعوى طريفة جدا ، حار فيه القاضي ثم حكم بأن الكتاب يجمع مسائل ابن القاسم وابن القاسم حي يستطيع المدعون أن يأخذوا منه مثل ما أخذ أسد ...وحكم برد الدعوى....


رد الدعوى قضاء لأنه لم يجد نصا ملزما ولكنه توسط شخصيا فرجا أسدا ان يعطيهم الكتاب ففعل وتناقلوه عنه ..

وقد الله لهذا الكتاب أن يكون أساس الفقه المالكي كله ..


******

ورجع على القروان عاصمة المغرب ، المدينة العربية التي أنشأها عقبة بن نافع وكان في المغرب حكومة مستقلة استقلالا داخليا هي حكومة بني الأغلب ..


رجع بعد عشرين سنة صرم نهارها وأحيا ليلها بالعلم والدرس ...ما صحب ذا لهو ولا ذات جمال ...


وكان عمره قد قارب الخمسين فجلس للتدريس والإقراء يوفي دينه ...يعطي التلاميذ مما أعطاه الاساتذه :لله لا لأجر ولا لمنصب وصارت مدونته الكتاب الرسمي لكل مدرسة مالكية وأخذها عنه سحنون ...ومضى سحنون في رحلة إلى المشرق فقرأها على ابن القاسم نفسه وكان رأي ابن القاسم قد تبدل في بعض المسائل ...فكتب إلى أسد ليعدل المدونة فأبى ...فأخذ الناس مدونة سحنون وصارت مرجع المذهب المالكي ...وبنيت عليها الشروح والحواشي واتهرت باسم مدونة سحنون وان كان اصلها لأســــد.

امضى عشرين سنة في العلم ثم جاءه المنصب ...فقلد القضاء مع أبي محرز ، وكان للمدعي الخيار في مراجعة أحد القاضيين ، وإن كانت نظرية الإمام محمد (صاحب أبي حنيفة)نابغة التشريع الإسلامي أن المحكمة هي محكمة المدعى عليه ..كما هو الرأي الآن...


وكان القاضيان من قضاة الجنة إن شاء الله ولكن ابا محرز فيه لين ... وأسد أسدٌ في الحق..................

هذا خبر أسد طالب العلم ، وأسد الفقيه واسد القاضي فاسمعوا الآن خبر أسد القائد الأميرال..

حكم المسلمون أطراف البحر الأبيض المتوسط من نصف الساحل الشرقي إلى نصف الساحل الغربي وكان الساحل الجنوبي كله لهم والشمالي تحت حمايتهم ، وفي ظلال رايتهم ...تربطهم عهود بإيطالية وصقلية فجاء زعيم من صقلية لاجئا على أمير المغرب الأمير زيادة الله وخبره أن حكومة صقلية نقضت العهد وحبست أسرى المسلمين وأساءت إلى الجالية الإسلامية...

وتردد الحاكم في قبول الخبر، وأحب ان يقف على حكم الشرع فيه ...هل يكفي هذا الإخبار لاعتبار المعاهدة منتهية وإعلان الحرب ..


ودعا القاضيين يستفتيهما ...أما أبو محرز فلم ير ذلك كافيا ، وأما أسد فقال : إن المعاهدة إنما أبرمت على ايدي الرسل ...وإخبار الرسل كاف لنقضها ....


فلما أفتاه أسد شرع يجهز الأسطول ...

وطلب القاضي أسد ان يكون مع المجاهدين فأبى الأمير خوفا عليه وضنا به فألح وألح وقال وجدتم من يسير لكم المركب من النوتية وما أحوجكم إلى من يسيرها لكم بالكتاب والسنة......


فلما رأى منه الجد ولاه إمارة الحملة ...

وكان يريد أن يكون جنديا متطوعا ، لا يريد الإمارة فلما أعطيها تألم وقال للأمير :أبعد القضاء والنظر في الحلال والحرام تعزلني وتوليني الإمارة ....

ذلك لأن القضاء كان في عرفهم أعلى من الإمارة ...


فقال : ما عزلتك عن القضاء ، ولكن أضفت لك الإمارة فأنت قاض وأمير...وكان أول من جمع بين المنصبين ..


******

جهز الأسطول وكان مكونا من ثمان وتسعين قطعة حربية فيه جيش من عشرة آلاف راجل وتسعمئة فارس ...

وخرج الناس للوداع في ميناء سوسة ..وكان يوم لم ير المغرب مثله وتكلم الحاكم والخطباء وقام القضي الأمير ليتكلم ....


احزروا ماذا قال .....


لا لم يزه ولم يتكبر ولم يملء الجو تهديدا للعدو وإبراقا وإرعادا وفخرا عارما ولكنه جعل من هذا الموقف مدرسة فقال:

والله يا معشر الناس ما ولي لي اب ولا جد ولاية قط وما رأى أحد من اسلافي مثل هذا قط وما بلغته إلا بالعلم ...فعليكم بالعلم أتعبوا فيه أذهانكم وكدوا به أجسامكم تبلغوا به الدنيا والآخرة ..
*******

كأنكم تسألون ، وماذا يصنع هذا الشيخ بقيادة الأسطول ؟ ومن أين له العلم بالحرب والبحر وما درس في مدينة بحرية ولا مارس أمور الحرب والقتال ...


لقد نجح يا سادة نجاحا منقطع النظير وهاكم قصة تدلكم على شدة مراسه وقوة بأسه وانه كاسمه أسد غاب ....

لما طالت أيام المعركة ، وقلت الأقوات وتململ بعض الجند ، تحركت عناصر الشغب والفساد وأحكموا أمرهم وعزموا على العصيان وحفوا بالقاضي الأمير وأقبل زعيمهم أسد بن قادم يعلن رغبة الجند في العودة إلى ديارهم .....وهي رغبة ظاهرها الطاعة وباطنها الثورة ......فقابلها اسد بالحكمة أولا ، وراح يبين لهم قرب النصر وعظم الأجر فما ازدادوا إلا عتوا .........وتقابل الأسدان وتجرأ الثائر فقال : على أقل من هذا قتل عثمان بن عفان !

ومعنى هذا إعلان الثورة ! فماذا يصنع هذا الفقيه القاضي ؟


أيستخذي ويخضع ؟ ويضيع المعركة ويخسر النصر المرتقب من أجل ثورة عاصفة يقوم بها جند مشاغبون ، أم يشتد ويحزم ؟ وماذا يصنع إن هو اختار الشدة والحزم ؟؟؟؟

لقد صنع أيه السادة ما لا يصنعه مثله أبطال الروايات الخيالية ....تناول السوط من يد احد الحرس ...وانتصب امام الثائر وضربه على وجهه أولا وثانيا ....ولبسته قوة سماوية خارقة هي قوة الإيمان ...وصرخ بالجند على الأمام ......

وتقدمهم وكان الظفر وكان الفتح وكان ابتداء الدولة الإسلامية في صقلية التي امتدت قرونا ...ولكن الثمن كان غاليا ....


لقد استشهد القائد البطل الفقيه القاضي أسد بن الفرات ...

هوى وهو يحمل راية النصر ولم يعرف له قبر
....








آخر مواضيعي 0 أنا أَيضاً يوجعنى الغياب
0 ﺃﻋﺪُﻙ !
0 ذاكرة الجسد...عابر سرير ...لاحلام مستغانمي
0 أنا وانتي.. حكاية بريئة
0 إنيِّ طرقتُ البابَ ياربّ
رد مع اقتباس
قديم 07-31-2009, 12:29 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد اسماعيل

الصورة الرمزية أحمد اسماعيل

إحصائية العضو







أحمد اسماعيل غير متواجد حالياً

 

افتراضي رد: فارس السيف والقلم ( أسد بن الفرات)

رحمة الله على كل من جاهد فى سبيل الله


نووور .. حفظك الله على طرحك القصة الرائعة للشيخ وجعل مثواه الجنة


أستوقفتنى هذه الكلمات

"

"

"لأن العلم كان في رأي أسلافنا الأولين عبادة .وكان قربة إلى الله ..فالطالب يطلب العلم لله لا للشهادة والدنيا ..والأستاذ يعلم العلم لله لا للمرتب ولا للمنصب ...
"



أين نحن من هذه الكلمات

نسأل الله الرحمة فى زمن الماديات


حفظك الله على الطرح القيم

دعواتى لكى بالصحة والعافية






آخر مواضيعي 0 مباراة الأهلي ووفاق سطيف الجزائري
0 دعاء يوم الجمعة
0 روسيا تسلم محطة تشيرنوبل النووية إلي أوكرانيا
0 دعاء آخر يوم في شعبان
0 فضل الصيام
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 (Unregistered) Trans by

شبكة صدفة

↑ Grab this Headline Animator