السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة
حياتنا بلا ضغوط .... شبه مستحيلة ... ولا نشعر بالسعادة إذا لم نمر بلحظات الضيق والشدة ....
كثيرا من الأغنياء ... ورجال المال .... ولدوا فى أحضان الأموال.... ولم يبذلوا أى مجهود للحصول على المجد والشهرة .... فتكون النتيجة الحتمية ... إن عاجلا أو آجلا ....كما نشاهد ونرى صباح مساء
ولكن البطل ... من يصعد الجبل ... خطوة خطوة ... يتعثر أحيانا ... وينكفئ أحيانا ... وتقع فوق رأسه الصخور أحايين أخرى ... فلا تنال من عزيمته ... بل تزيده إصرارا وإقبالا على إمضاء هدفه وبغيته ...
قد تصيبه الجراح ... وينسى من شدتها السرور والأفراح ...
لكنه يصنع من دمائه التى تنزف من كل جرح .... عقارا مضادا لليأس ... ولبنة أولى لبناء الصرح ...
وصدق من قال : لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
فالماء ينزل وحده إلى قرارة الوادى ...
لكنه لا يصعد إلى الأعلى إلا بالمضخات والجهد العاتى
فمن رام العلا ... وأحب أن يكون فى الصدارة ...
لابد أن يتحلى بالإصرار.... مهما قابل من ضغوط وأخطار
فهذا حبيبنا المختار ... عليه الصلاة والسلام ... شرب من كأس اليتم
فما زاده ذلك إلا صلابة ...
يموت عمه وبعده بأيام ... تموت زوجته .... ويموت أولاده فى حياته
فما يزيده ذلك إلا إصرارا ... يرمى بالحجارة يوم الطائف ويدمى عقبه بأبى هو وأمى ونفسى وروحى .... صلى الله عليه وسلم
فلم يزل يصبر ... ويصبر ... ويزداد حلما على قومه ... ويرفض الدعاء عليهم ... طرد من بلده وموطنه ... وأوذى وعذب هوو أصحابه رضوان الله عليهم .... فما زاده جهل أعدائه إلا حلما
فماذا كانت النتيجة ... ملكه الله تعالى من رقابهم يوم الفتح الأعظم
فهذه سنة الله فى الكون ...
(أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله اللذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ... مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ... ألا إن نصر الله قريب )
فالإبتلاء والمصائب ... فى رحمها النصر والفرج القريب
فلا تيأس يا من رأيت الأمواج عليك عاتية ... والظلم ينتفخ وينتفش وتسمع له أصواتا عالية ...
فسرعان ما تهدأ الرياح فتسكن الأمواج ... وتشرق شمس الحق ... فينطفئ الظلم ويندحر فى أقصى زاوية ... فلا تسمع غير الحق ... وصوت الحق أعلى من الرعد .... فهو ثابت كالجبال الراسية
فالثبات الثبات ... الثبات حتى الممات ... فإن صعود الجبال لا يأتى إلا بعد انقطاع النفس .
نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه
وأن يصرف قلوبنا إلى طاعته
إنه ولى ذلك ومولاه
وصلى الله على نبينا محمد ... وعلى آله وصحبه وسلم