الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عبده الذي أصطفى
أما بعد
أخي الكريم وأختي الفاضلة
ماذا تفعل لو
* كنت متأخرا عن العمل ورأيت أعمى يريد عبور الطريق؟
* وجدت صديقا لك يحبس طيورا فى أقفاص بمنزله للزينة ؟
* علمت أن طفلا يتيما لايستطيع شراء ثياب جديدة ليحتفل بالعيد مع أقرانه؟
* صعد أحد كبار السن الحافلة وأنت جالس ولا يوجد مقعد شاغر له؟
* كان لديك خادم وسقط منه كوب الشاى على ثيابك وهو يقدمه لك ؟
* علمت أن أحد جيرانك يقسو على بناته فى حين يحسن معاملة أبنائه من الذكور ؟
هذه أسئلة إجابتها عندك أنت وحدك
وبصرف النظر عن الإجابة فأنت مدعو معنا أخي الكريم وأختي الفاضلة إلى هذا الموضوع
يقول الحق عز وجل (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)الأعراف :156
ماذا تعرف أخي الكريم وأختي الفاضلة
عن رحمة الله عز وجل ..هل تعلم
أن الله سبحانه وتعالى أرحم بنا من أمهاتنا وأبائنا !!
هل تعلم
أنننا لن ندخل الجنّة إلا برحمته سبحانه وتعالى
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة إلا برحمة الله جل وعلا.
هل تعلم
أنه من آثار رحمة الله علينا ستره لنا ونحن نعصيه وإمهاله لنا جل وعلا وفتح باب توبته لنا مهما كانت ذنوبنا !
يقول الله عز وجل
{ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر: 53
* قسا قلبك على كل من حولك !!
* يا من قسوتِ على زوجك بكثرة مطالبك و لم ترأفي بضيق حاله و قصر يده .. فأسات إليه و عصيته وتمردتي عليه!!
* يا من قسوت على زوجتك واهنتها وضربتها وطردّتها من منزلك !!
* يا من قسوت على طفلك أو طفلتك لأنك لست في المزاج الذي يسمح لك برعايتهم !!
*يا من قسوت على أمك أو أبيك لأنهم خالفوا هواك و رغبتك و أصروا عليك بالنصح لخيرك وحدك , ظنا منك أنهم فقط يتسلطون و يتحكمون !!
* يامن قسا قلبك على نفسك أولا قبلهم فبعدت عن ربك و ضيعت فروضه !!
هل انت في غنى عن رحمة الله جل وعلا ؟؟
انظروا معي إخوتي الكرام
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)صحيح البخاري .
(من لا يَرحم لايُرحم)رواه البخاري
انظروا كيف ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رحمة الله جل وعلا لنا ورحمتنا بعباده وخلق
والله ثم والله
لكم نحتاج رحمتك يا إلاهي..
نحتاجها حين تقسو
علينا قلوب عبادك وتطغى .
نشتاق إليها كلما ضاقت بنا الأرض بما رحبت وضقنا ..
ننشدها فى ظلمة قبورنا وقد فارقنا المحبون والمقربون وتركونا لغربتنا ..
نحتاجها في يوم يجعل الولدان شيباً ..
في يومٍ يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ..
نتلهفها على الصراط وقت العبور فلا مرشد ولا سند ..
رحمااااااااااااك ياإلهى
إن الرفق كان خلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله في حقه
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ القلم: 4
فكان رفيقًا بالناس رحيمًا بهم ، سهلاً قريبًا منهم ، بعيدًا عن الفظاظة والغلظة والشدة
قال تعالى
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ آل عمران: 159
قال قتادة ( إي والله لقد برأه الله من الفظاظة والغلظة ؛ فجعله سهلاً سمحًا رحيمًا بالمؤمنين ، قريبًا منهم صلى الله عليه وسلم)
يقول أنس بن مالك
(خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي : أف قط ، وما قال لشيء صنعته لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته : لم تركته ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا)
أنظروا لحالنا وماذا وصلنا إليه اليوم من
تعذيب الخدم لدرجة تصل إلى موتهم.
أهكذا أمرنا ديننا الحنيف ؟
إن الرفق واللين ، والسماحة واليسر
خصال حميدة ، وصفات نبيلة ، رغب فيها الإسلام ، ودعا إلى التحلي بها فهي سبب لمحبة الناس ، وعنوان كمال الإيمان وصحة الإسلام ، وعنوان رجحان صلاح العبد في دنياه و آخراه .
وليس إلى هذا الحد وحسب بل
أمرنا ديننا بالرحمة بالحيوان.
منقول