ثلاثية الفساد بقلم فاروق جويدة
يبدو ان الفرق اصبح الان ضئيلا جدا بين ان تترك صحيفة او تقرأ اخري.. او تشاهد قناة فضائية او تغلق قناة اخري.. هناك ثلاث قضايا لا يختلف عليها احد تطرحها الان كل وسائل الاعلام العربية.. اولي هذه القضايا هي القتل.. فلا توجد قناة عربية الان لا تجد في نشرة اخبارها مسلسلا من مسلسلات الدم اذا تركت العراق ذهبت الي الصومال واذا انتقلت من الصومال ذهبت الي دارفور واذا تجاهلت هذا او ذاك شاهدت تفجيرات الجزائر والمغرب.. واذا حاولت ان تهرب من ذلك كله فأمامك القوات الاسرائيلية تمارس هوايتها اليومية في مقتل الشعب الفلسطيني.. القضية الثانية التي سوف تطاردك علي الفضائيات وفي الكثير من الصحف هي اللحم العاري.. اذا لم تشاهد فيلما فسوف تشاهد فيديو كليب واذا هربت من هذا وذاك فهناك المسلسلات واذا لم يعجبك ذلك كله فاذهب الي عذاب القبر علي فضائيات اخري.. وبين القتل والعري هناك قضية اخري هي الفساد وسوف يطاردك في كل المناقشات والحوارات واللقاءات سواء علي صفحات الجرائد او الفضائيات.. وفي مسلسل الفساد سوف تشاهد كل انواع الفساد السياسي من تزوير في الانتخابات واعتداء علي حقوق الناس وامتهان للبشر.. وفي الفساد الاقتصادي سرف تري الصفقات والزواج الباطل بين الحكومات ورأس المال ونهب ثروات الشعوب وغياب العدالة.. والعمولات والتجارة في كل شيء.. وما بين القتل.. والعري.. والفساد تسير امامنا الصور وتتعدد الاحداث والابطال، فهناك قتل للقيم وفساد في الضمائر وعري في كل شيء لان العري ليس فقط ذلك الذي تطارده شرطة الاداب ولكن هناك ايضا عري في السياسة وعري في الاقتصاد.. ولن تهرب من ذلك كله لان هناك حلقات تجمع هذه الثلاثية وهناك شبكات دولية تديرها علي كل المستويات ابتداء بفساد موظف صغير وانتهاء بفساد الدول والحكومات.