السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كل عام وانتم بخير
ورمضان مبارك عليكم جميعاً
رمضان شهر الخير والمحبة والمغفرة الرحمة التسامح والتوبة
تلك الإيمانيات التي نستشعرها تبقى في قلوبنا كالبصمة خلال الشهر الكريم.. منا من يبقى ايمانه كالجبل الراسخ
لايتغير
فتجده طوال العام يجتهد ويغتنم الفرص ويضع الله امامه في كل خطوة وفي كل حين..ومنا ما أن ينتهي
رمضان
يعود لحاله القديم من التقلب والأنغماس التام في المعاصي والذنوب والكبائر عافانا الله واياكم
فكأن رمضان هو الشهر الوحيد الذي نعود فيه الى ربنا ونتعبده حق عبادته ونصلي ونصوم ونتصدق
ونذكر الله كثيرآ..
الحقيقة مرة جدآ .. لابد منا ان نتقبلها .. فالمعطيات هي كثيرة وامامنا ولكن من منا العاقل الذكي الذي يتعامل
معها بكل حرفنه وبكل مااوتي من قوة.. من منا يحاول ان يجعل
رمضان بداية لطريق واضح جلي صادق طاهر نظيف
لاتشوبه شائبة مهما كلف الأمر.. لايدع للشياطين مكان في قلبه وعقله وبيته وحتى في مسارات حياته.. يغتنم
الفرص ويبذل الغالي والنفيس في سبيل الله.. يبحث عن مكامن ضعف الايمان في نفسه.. عن الأسباب؟ عن الطرق؟
والحلول كلها ستأتي مادام هناك رغبة ملحة صادقة وتوبة نصوح من قلب يخاف الله في رمضان وفي غير رمضان.
هنا اضع بين أيديكم فواصلي الرمضانية.. كل فاصلة سوف تحتوي على موضوع معين يسعدني ان اشارككم فيه
وان نتجاذب فيه اطراف الحديث فالفائدة المرجوة منكم الدعاء لي ونشر الخير والأنس بقربكم في هذا الشهر الفضيل
الفاصلة الأولى
محاسبة النفس.. الخطوة الصحيحة والقادرة بأذن الله في تغييرك هي محاسبة النفس بعد الله سبحانه وتعالى..
من منا لم يخطئ.. كلنا نخطئ .. قلوبنا قد تمتلئ بالمعاصي والذنوب .. قد نغفل.. وقد نندم.. ربما بعد المعصية مباشرة
او .. ربما .. عندما نتأثر من الأستماع لشريط معين .. او نصيحة من شخص معين.. او من قراءة كتاب.. او حتى
من مشاهدة برنامج لشيخ فاضل في التلفزيون.. هل ذالك الندم والأستشعار به ثابت ام عابر؟ قد نندم للحظات
وبعدها نعود من حيث أتينا .. قد نندم ونبحث عن الحلول ونجتهد فالعين ارقها السهاد.. والقلب مازال في حرب
ضروس .. منا من يقبل على عمل سئ ومعصية فيتدارك الأمر ويتراجع فهنيئآ له ذالك القلب السليم.. والأتجاه
الاسلم.. ومنا من يقبل ولايرفع ببصره الى السماء ولايستشعر بلحظة الخوف من الله .. فمرتبة الأحسان عنده
لاتعني شيئآ او غلبه الشيطان بشهوته وملذاته وزخرف له الدنيا وجملها في عينه ونسي بأن عبادة الله في السر
والعلن .. ان عبادة الله هي حفظ اللسان والعين والأذن والفرج.. والعبادة لاتقتصر على ذلك بل هي اعظم
ومراد حديثنا حول محاسبة النفس في الغفلة . في الطرف الأخر نجد من يحاسب نفسه على طاعة كان مقصرآ فيها
متى احسست بأنك قد قصرت في طاعة معينة كنت تزاولها في الماضي؟
مثلآالصلاةو قراءة القران في الثلث الأخير من الليل.. تجد نفسك في بادئ الأمر حريص كل الحرص على ممارسة
هذه العبادة كل يوم .. وفجأة تتقاعس لأدنى سبب؟ فلاصليتها ولاقرات قرأنك الذي افتقدك! هنا يأتي وقت المحاسبة
ياترى ماهي الأسباب ؟ هل هي الدنيا و مشاغلها واللهث خلف سرابها الذي سيمضي في يومآ ما ؟ ابحث تمعن
في مكامن نفسك وستجد باذن الله ان هناك تقصير يقابله تعويض.. ان هناك يأس يقابله أمل.. ان هناك تقاعس
يقابله حزم وجد وعطاء.. هناك غفلة يقابلها ذكر..
فلنحاسب انفسنا ولنتجهد في سد الخلل وتعويض الناقص والاجتهاد والحث والبذل والأستشعار بجمال وحلاوة
التوبة والأيمان في هذا الشهر الفضيل
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية
الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن"
هكذا يقول ابن القيم في عصره وفي زمانه فماذا سنقول نحن في عصرنا؟؟؟