هؤلاء الراحلين من بطون أمهاتهم في مسيرة الحب الأبدي
هؤلاء الطامعين بأشيائها كما تلك الأنفاس الدافئة لنيل رضاها
هؤلاء الخطاءين في فهم لغتها كلما تحرك طرف عيونها الناعسة
هؤلاء المتخفين خلف أقنعة البياض من أجل متعةٍ زائفة
أين هم وأين الأنا منهم ؟
ألا تباً لشياطين تسكن الذات إن مست روحها وعبق طيفها الأخاذ الذي يعانق السماء ليتطاول فوقها بسمو الطهر ونقاء القلب
أيا أنثى منك مولد حياةٍ أخرى
أيا كل همساتي مُذ طَويتُ الوجع بعد سقاءك الندي المغلف بنكهتكِ الخاصة
أتعلمين أي قسوة تعتصر الفؤاد عند غيابك ؟
وأيم الله، مهما بلغ منكِ تخيلات قياس الألم، لن تصلي
إن النبض يتكسر على صخرة صدكِ وطلاقكِ لأنفاسي
إن كياني في زلزلة شديدة إن وزعت على الجبال لحطمتها حتى تمسي كثيباً من رمل تتلاعب به ريح الشرق
قصصتكِ في حكايات ألف ليلةٍ وليلة وما استطاعت تحمل ذاتكِ الوضاءة
نساء الكون غاروا من وصفي لكلك
لينسوني أنتِ، تمادت شياطينهم وما استطاعوا
وضعوا حبال الوصل بأسهل الطرق، فقط لأُختطف من دفئكِ الوثير وما احتملوا تجاهلي، فساموني بسياط القبح ليرغموكِ على الابتعاد
ضني بكِ تعلمين وليتكِ تعلمين كم أحبك
أعلنت أنا أمامهم تلك الأنثى.. قدري
ويلكِ من متكبرةٍ أحبها رغم كل شيء
ويلكِ من ظبيةٍ تتلاعب في فلاة صمتي وبوحي كل حين
وكم أحبك
تغلغل عالمكِ في أعماق أعماق أوردتي
إن القلب من وجودك يتسامى عن باقي ما بالكون
إن هذا الإنسان أغلق منافذ ولوجه من بَعدُكِ
إن هذا الكائن تخلق بكِ وإن لم تعودي
عرفتك وأنشدتكِ لكليّ وإن لم ترضي قرباً
سأرتشف بقايا ذكرياتكِ أبد الدهر
سأتشرب حتى الارتواء رغماً عنكِ منكِ
لستُ بمتململٍ ولا يُصيبني يأس بعد تذوق نكهتك
لتذهبي حيثُ شئتِ فما أنا بتارككِ تسلبيني بقية أثرك
وجدت الحب بأسمى آياته تحت وقع مطرك
سأعيشه دوماً لأحبه حباً يزداد كل ثانية من عمر البشر
سأتقوقع به كما اللؤلؤة أطبقت عليها محارة ثم غاصت في أعماق المحيط
لا تعتقدي..
في أمسكِ
كما حاضركِ
وفي مستقبلكِ
أنني قليل الصبر من هروبك
هل ترين الثريا هناك، تلك البعيدة ؟
لتسافري لها وتعودي
لتكرري هذه الرحلة الطويلة كل يوم، لن تصل لمقدارٍ ضئيل من تجلدي وأنا متعلقٌ بأمل هطولك
إن كان قرارك لا عودة بعد الآن
فقراري هو أنتِ
طلقت نساء العالم كما في سابق أيامي طلقت نفسي عندما وهبتها لكلك
ربما يقال هذا تذللاً وطلب رحمة منكِ
لا
ولن يكون ما دمت أتنفس حتى أدفن تحت الثرى
هو الوفاء
إن كان هنالك من بشرٍ لم ينسوا معنى الوفاء
هو شفافية الصدق كما أنت
رجلاً.. عشت الألم والسعادة
رجلاً تربيت على عطاءٍ دون مقابل..أهبه
رجلاً أينع ونضج بعد أن عركته الحياة بمنعطفاتها المؤلمة وقسوتها
سأبقى شامخاً معتزاً براية وجودي
سأبقى كما كانت تلك المربية تأمل وحسبي أنها تراقب خطواتي
سأبقى عنواناً لمدرستها
نعم
كلنا في وحل الخطأ نخوض
الأسمى بيننا من يعترف بالصدق ليتقدم لا ليقبع خلف ملامة
كلنا بشر في جيناتنا صواب وخطأ
ألا ليت نحكم عقولنا عند الزلل فقط
كثيرون هم المتوهمين في سيرة الحق
من يحتمل فقط قولها لذاته قبل الآخرين
ياهٍ منا نحن الكائنين على هذه الأرض
نؤثر حب الذات عندما نريد تغييب حقيقتنا
كم أضعنا صواب ما نريد في سبيل راحة نتوهمها
كم اختلقنا بسمة اصطنعناها من أجل أن نعيش بعيداً عن حبنا الأصيل عند أول زلة
تتملكنا الهواجس
تستنزفنا أفكارٌ تتسرطن بنا رغم كرهنا لها
ونسقط في حفرة الضياع بعدها
سحقاً سحقاً لنا إن لم نأخذ بيد من نحب
ليس الحب لعبةً بها نلهو
فيا أنثى، يا من سكنتني
سأحمل خطئي وأرحل حيث رسمني مكاني
لكن لن أذبل هناك
لن أعيش في ظلمة الوحدة
سأكتبكِ في وحشتي بمداد فداء الذكرى
سأوثق كلكِ برمز الوفاء
سأراقبكِ بعدها في كل مكانٍ تنتقلين إليه
لن أطاردك ولن ألاحقك من أجل أذية
هي ابتسامةٌ سأضعها بين شفتي لرؤيتك فقط وأن من بعيد
طالعي تمثالاً وضع على قارعة الطريق الذاهب نحو دارك
صنعته بيدي من كل أجزائي
لأبقى كما أنا وإن تراءى لكي غير ذلك
جف المكان وتوقف الزمن من أجلك
جف بوحي ومللت النساء من بعدك
جف القلم وطويت الصحف
وانتهى كل هذيانٍ كُتب
ربما..!
وربما..!
وأتت صفعةٌ من عينيها
لفحت وجدي لأزيد في سكب الاشتياق على أرضها
هي العارفة بمدى تعمقي في داخل أدغالها
هي المستوطنة بالذات وكم هي موقنة به
تريدُ مسيرة في مجون الحب
تريد لثماً أسطورياً يعلقها بين غيمتين، ليتعانقان بعدها حتى يهطل مطر العطشى الجالسين في صفوف العشق المخملي
قمر الزمان
تلوتكِ نادرة ثمينة نُقشت بدمي
قرأت السلام وبعثت بكِ متقلدةً مفاتيح قصري..لتفتتحيه
لتهدمي بنيان جسدي
أعيديه بيديكِ الدافئتين أجمل بنيان
شكليه في فنون الرسم إبداعاً بريشتكِ البارعة
اعجنيه كيفما شئتِ وفي فرن أنفاسكِ ضعيه
أخرجيه كعكةً تتهافت عندها ولها أنفس البشر
اقتطعي منها على مهل، وهنيئاً مريئاً بألف عافيه كُليه
هل يرضيكِ أن أكون مستسلماً بعدها وأنتِ وحدكِ تصنعيه..؟
ومن يرضى وهل أرضى..!
سأمسك بتلابيب فؤادك
سأجمعك وأختلق من روحكِ ذهباً أصيره روحاً جديدة لا تذبل
سأكور جسدكِ وأنتج منه جسد أنثى لم تكن يتقاطر منه العرق برائحة المسك
سأحدث بكِ ومنكِ ثورة تنتفض عند شجني
في متاهة الحب يا امرأة لا وجود للخيال
هي متعة الحياة الدنيا ستتذوقينها من ذاتي حتى تتلاشين وكأن شيئاً لم يكن
سأعيدكِ بكل مرة وأُذهبك
ستتكرر حالتك هكذا في كل شهيقٍ وزفير
ستعظين أصابع الندم على دنيا حسبتي أنكِ عشتيها قبل تعلقك بكلي
تعقلي أن كان منكِ بقية بالأساس
هذا عالمي بكل ما به
في تعريف الحب ومعايشته هذا مجوني الملائكي
هذا ما ترين وهذا ما تقرئين من حقيقة الأنا
ليقل المتقولين ما شاءوا
ولتصفي في خانة المعترضين على تصديق كل هذا إن شئتِ
هو ذلك فلن أحيد قيد أنملة عن عالمي
شئتِ وهم التصديق أم لم تشاءوا
ضعي يدكِ اليمنى عند مطالعتك لما ترين على قلبك
أقرائي بسم الله مجريها ومرسيها
هل تغير نبضك ؟
لا تكابري بعد ما رأيتِ يا ضياء عينيّ
هو الخفقان يرفل بقوة
كلكِ يتداعى
هي مشاعرك وأحاسيسك هبت كعاصفة استوائية مدمرة تكاد تهلكك
هو تساقط دمعك بحرقة إن لم تتجرئي على الذوبان بي كمكعب ثلجٍ يذوب في كأس عصيرٍ اختلط توتاً وكرز
بالله عليك والذي رفع السماء بلا عمد
أما هو واقع
لحظة..
لا أريد أن استحلفك
يكفي ما أرى من صراخ بداخلك
لا تسلي كيف علمت
هي رائحة الحب أشمها تفوح من أرجائك
إن أردتي ذهاباً الآن فاذهبي
على مشنقة الغرام شنقتك
من يديك وأرجلك كبلتك
لن تستطيعين حراكاً بعده سوى أطلالاً لن يطول بها البُعد
وستعودين
وعندها سأخطك أعجوبةً أخرى تُذهب لب حكماء البشر
هذا إن لم أُذهبهم قبل الآن
:
من تصلبني هي من ستكون كهذا الجنون السرمدي، ليست بدعوة
وإنما لحظة عانقت بها ما فوق السماء ولا ملامة عند هذياني يا أحبة
م0ن
09-09-2010, 09:50 PM
أين هم وأين الأنا منهم
